تفاصيل جديدة حول فاجعة الحمدانية.. حزب بارزاني المتهم الأول وصفحات مأجورة تتهم بابليون التي قدّمت شهيدَين بعمليات إنقاذ الضحايا
انفوبلس..
يعتبر المتصيّدون بالماء العكر أية فاجعة أو كارثة، فرصة ملائمة لبث إشاعاتهم داخل المجتمع العراقي، ويُعد الحشد الشعبي الوجهة الأولى لتلقي تلك الإشاعات، الأمر الذي حدث في مرات عديدة كان آخرها اتهام فصيل بابليون بحريق الحمدانية وامتلاكهم القاعة التي حدثت فيها الفاجعة، لكن القضاء العراقي فنّد تلك الادعاءات ونفتها العديد من المصادر.
القضاء يكشف التفاصيل
وفي بيان له، كشف مجلس القضاء الأعلى، أمس الأربعاء، مسببات وكواليس فاجعة حريق قاعة المناسبات في قضاء الحمدانية في محافظة نينوى.
وذكر بيان للقضاء، أنه "وتنفيذا لتوجيهات رئيس مجلس القضاء الأعلى، اتخذت محكمة تحقيق الموصل، مساء الثلاثاء، إجراءات عاجلة بعد حدوث حريق في الحمدانية بمحافظة نينوى".
وأكدت محكمة تحقيق الموصل، وفقاً للبيان، أن "الحريق اندلع في الساعة 11 ونصف مساء يوم الثلاثاء، حيث تم الانتقال إلى محل الحادث من قبل قاضي التحقيق المختص، وأصدر التوجيهات للأجهزة الأمنية بالقبض على المتسببين في الحادث وتم اعتقال بعض العاملين في القاعة المشرفين على تنظيم كوشة العرس ونصب الألعاب النارية والتي كانت هي السبب الرئيسي في احتراق القاعة المسقّفة بمادة البلاستك القابلة للاشتعال".
وأوضحت، أن "إحاطة سقف القاعة بأقمشة سريعة الاشتعال، كانت سببا أيضا في الحريق، ما تسبب باشتعال السقف وانقطاع التيار الكهربائي، ولم يكن هناك مخرجا بعد غلق الباب الرئيسي للقاعة"، لافتة إلى أن "باب الطوارئ كان صغيرا ومخفيا وبسبب العدد الكبير للمدعوين داخل القاعة لم يصل إليه أحد، إذ إن النيران تسببت بحالة ذعر وتدافع وانتشرت بصورة سريعة ما تسبب بوفاة أكثر من 100 شخص وإصابة حوالي 150 شخصا وهم بحالة خطرة".
وتابعت المحكمة، أن "قاضي التحقيق أجرى كشفا ومخططا على محل الحادث، كما دُوِّنت أقوال المتهمين والبالغ عددهم 9 أشخاص وجرى إصدار مذكرات قبض وتفتيش بحق صاحب القاعة المدعو سمير سولاقة والمشرف المسؤول عن تنظيم القاعة المدعو مارتن عصام وفق أحكام المادة ٣٤٢ / ١و٢ و٤ من قانون العقوبات العراقي".
ولفتت إلى، أن "صاحب القاعة سمير سولاقة وبقية المتهمين الهاربين قاموا بتسليم أنفسهم إلى الأجهزة الأمنية في أربيل وتم استلامهم من قبل الأجهزة الأمنية ونقلهم إلى مدينة الموصل لتدوين أقوالهم قضائيا".
يشار الى أن حريقاً نشب داخل قاعة (الهيثم) للمناسبات في قضاء الحمدانية شرق مدينة الموصل مركز محافظة نينوى مساء الثلاثاء، أسفر عن مصرع وإصابة العشرات وسط تضارب الإحصائيات الرسمية عن عدد الضحايا.
ووجّه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في وقت سابق بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق ولمدّة ثلاثة أيام، عزاءً في الضحايا الذين سقطوا في حادث الحريق.
وأكدت وزارة الداخلية، أن الحادث ليس جنائياً وسببه ضعف إجراءات السلامة والوقاية في القاعة المشيَّدة من (السندويج بنل) سريع الاشتعال.
أسايش كردستان تسلّم المتهم
مجلس أمن كردستان "الأسايش"، أعلن، أمس الأربعاء، إلقاء القبض على مالك قاعة الهيثم للمناسبات بقضاء الحمدانية، على خلفية دعوى قضائية بتهمة مخالفة إجراءات السلامة والتسبب بمقتل عشرات المدنيين خلال احتراق القاعة أثناء حفل زفاف.
وذكر المجلس في بيان: بعد حادث مأساوي الليلة الماضية في قاعة احتفالات في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى، راح ضحيته مئات المواطنين، لاحقاً أمرت الداخلية العراقية بإلقاء القبض على عدد من الأشخاص من بينهم صاحب القاعة المدعو (سمير سليمان كرومي رفو اسو).
وأضاف: بعد وصول أمر القبض، قامت مؤسساتنا في مجلس أمن إقليم كردستان بمدينة أربيل الأربعاء 27 سبتمبر 2023، وبعد أمر القاضي، بإلقاء القبض على صاحب القاعة وتم تسليمه إلى وزارة داخلية الحكومة الاتحادية العراقية.
حركة بابليون
صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي معروفة بعدائها للحشد الشعبي وفصائل المقاومة، نشرت مئات المنشورات التي تدَّعي فيها بأن ملكية قاعة الهيثم تعود لحركة بابليون، مدَّعين بأن أفرادا من عائلة صاحب القاعة ينتمون للحشد الشعبي، ونشروا العديد من الأسماء التي قالوا إنها تعود لمالك القاعة الحقيقي ولكن جاء بيان مجلس القضاء حاسما فكشف هوية المالك وفنّد جميع تلك الادعاءات.
مصادر كشفت العديد من جهات تقف وراء نشر تلك الشائعات وتعمل على الاستفادة منها، وأبرزها قوى كردية مسيطرة في إقليم كردستان وتسعى لتوسيع نفوها ليشمل محافظات جديدة كنينوى وكركوك وأجزاء من ديالى وصلاح الدين.
رئيس حركة بابليون النيابية أسوان الكلداني، كشف في لقاء متلفز تفاصيل جديدة حول القاعة وانتماء مالكها السياسي.
وقال الكلداني: قاعة الهيثم بُنيت عام 2012 عندما كان الأسايش والبيشمركة يحكمون قبضتهم على قضاء الحمدانية.
وأضاف، إن القاعة تم بناؤها على أرض زراعية وبدون أي مواصفات سلامة وجرى تجاهل القانون بهذا الشأن بسبب امتلاك صاحب القاعة علاقات كبيرة بساسة كرد وانتمائه للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.
النائب عن الكتلة دريد جميل، قال في تصريحات متلفزة: الكل مسؤولون عن فاجعة الحمدانية، فبسبب غياب إجراءات السلامة استغرق الحريق الذي تسبب بتلك الكارثة الكبيرة 7 دقائق فقط.
وأضاف: فقدتُ 5 من أبناء عمومتي بتلك الفاجعة ونطالب الحكومة والقضاء بالكشف عن ملابساتها كافة.
إلى ذلك كشفت العديد من المصادر المحلية أن عناصر لواء 30 في الحشد الشعبي التابع لحركة بابليون كانوا أول من وصل لمكان الحادث لتقديم المساعدة وإنقاذ الضحايا وإطفاء الحريق.
مبينين أن الحركة قدَّمت شهيدَين أثناء عمليات الإنقاذ لضحايا فاجعة الحمدانية.