تلف ما يقارب 8 آلاف طن من الحنطة في بابل وشركة بين النهرين الحكومية تتحدث عن "تبخير" الأكداس المتضررة
تعرف على أسرار الخسارة المليارية
تلف ما يقارب 8 آلاف طن من الحنطة في بابل وشركة بين النهرين الحكومية تتحدث عن "تبخير" الأكداس المتضررة
انفوبلس/..
خسائر مليارية تكبدها العراق مؤخراً جراء تلف نحو 8 أطنان من الحنطة نتيجة الأمطار التي ضربت محافظة بابل قبل أيام قلائل، لتعلن بعدها شركة "بين النهرين" الحكومية عن "تبخر" الأكداس المتضررة، كل ذلك والجهات الحكومية "جاهلة" بما يحدث، فيما يُهدر المال العام دون رقابة ومحاسبة.
*ماذا حدث؟
كشفت وثيقة مؤخراً، عن تلف كميات كبيرة من الحنطة في سايلو بابل؛ جراء الامطار. وجاء في وثيقة صادرة عن دائرة وقاية المزروعات في وزارة الزراعة، ما نصه: "وجود بذور مكيسة في المخازن (1. 2. 6. 7. 8. 9. 10) مع وجود إصابة شديدة جداً وبشكل واضح على الأرضية والجدران والأكياس وبكمية 5.600 طن".
كما أضافت الوثيقة، "وجود بذور غير مكيسة في المخازن (3. 4) مع وجود إصابة شديدة جداً وبشكل واضح على أرضية المخزن والجدران وكومة البذور وبكمية 2.250 طناً".
وأشارت إلى أنه "لم يتم إبلاغ دائرة وقاية المزروعات عن وجود إصابة في المخازن من قبل إدارة الموقع".
وأكدت الوثيقة، أنه "بناءً على المكالمة الهاتفية بين مدير عام دائرة وقاية المزروعات حسن مؤمن وراضي الحلفي تم تشكيل لجنة فنية من دائرة وقاية المزروعات وزيارة الموقع".
وتابعت، أنه "تم إجراء عملية التبخير بشكل علمي وحسب الشروط الفنية في المخازن (10. 9. 8. 7. 6. 5) على أن تتولى إدارة الموقع تبخير باقي المخازن وبنفس الطريقة".
*الخسائر
بحسب عضو مجلس النواب، أمير المعموري، فإنه "الإصابة الشديدة التي ضربت الحنطة في أحد مخازن بابل تسببت بخسارة قيمتها 8 مليارات دينار عراقي".
وبين المعموري، أنه "لم يتم إعلام الجهات الحكومية بالإصابة والتلف".
وتابع، "بعد زيارتنا الى مخازن الحنطة في بابل تم كشف الموضوع وتم أخذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على المال العام".
*اكتفاء ذاتي
في منتصف العام الماضي، أعلنت وزارة التجارة العراقية، تحقيق أكبر رقم من حيث تسويق الحنطة في تاريخ الحكومات العراقية، مشيرة الى أن نينوى تتصدر المحافظات المنتجة لمحصول الحنطة في البلاد.
وقال مدير عام الشركة العامة لتجارة الحبوب حيدر الكرعاوي، إن "تسويق الحنطة في هذا الموسم تجاوز الخمسة ملايين طن، وهنالك كميات أخرى تنتظر التسويق"، مرجحاً أن "يصل انتاج الحنطة الكلي في الموسم الحالي الى نحو خمسة ملايين و200 الف طن".
وأضاف حيدر الكرعاوي: "حققنا اكبر موسم لتسويق الحنطة في تاريخ العراق، حيث لم نصل الى هذا الرقم بتاريخ الحكومات العراقية بمختلف العصور".
يشار الى ان وزارة التجارة العراقية، اعلنت في وقت سابق نجاح الموسم التسويقي لموسم الحنطة من خلال العمل بشفافية وبوتيرة متصاعدة، ودفع كافة مستحقات المزارعين والفلاحين المسوقين خلال 48 ساعة.
بخصوص أعلى المحافظات إنتاجاً لمحصول الحنطة، أوضح مدير عام الشركة العامة لتجارة الحبوب ان "محافظة نينوى تتصدر المحافظات العراقية من حيث انتاج الحنطة، حيث سوقت لغاية الآن 870 الف طن، ومن الممكن أن يصل الانتاج الى 900 الف طن".
ونوه حيدر الكرعاوي إلى، أن "وفداً من وزارة التجارة زار محافظة كركوك، ومن ثم محافظة نينوى، ويتواجد اليوم في محافظة أربيل، لأجل متابعة عملية تسويق الحنطة".
يذكر أن خطة التسويق كانت تعتمد سابقاً على ثلاث درجات من المحصول، وكان سعر الدرجة الأولى يزيد بـ 120 ألف دينار عن الدرجة الثانية وبنحو 200 – 250 ألف دينار عن الثالثة، وقد تم تحديد السعر لهذا الموسم بـ 850 ألف دينار (للطن) بدون خصم، وبخصم بسيط يبلغ 25 ألف دينار ليصبح 825 ألف دينار، وحنطة بخصم (ب) قد يبلغ سعرها 800 ألف دينار.
وسبق أن صرّح مدير عام شركة تجارة الحبوب في وزارة التجارة العراقية، حيدر نوري، في (28 نيسان 2023)، أن العراق يحتاج إلى 4 ملايين و600 ألف طن من الحنطة سنوياً، بمعدل 460 ألف طن في الشهر على مدى 10 أشهر، مشيراً إلى أن "توقعات وزارة الزراعة الاتحادية للمحصول تبلغ 4 ملايين طن لجميع المحافظات، وفي حال استلمنا 4 ملايين سنحتاج إلى 600 ألف طن، وفي حال تسلمنا 3 ملايين و500 ألف طن سنكون بحاجة إلى مليون و100 ألف طن".
وأضاف، أن الوزارة تتوقع حصاداً كبيراً هذا الموسم، حيث قام الفلاحون بزراعة المحصول حتى في مناطق لا توجد فيها مياه اعتماداً على الأمطار، "لأنهم يعرفون أن مبلغ 850 ألف دينار (للطن) يعد مبلغاً مجزياً"، مشيراً إلى أن "كميات محصول القمح ستكون كبيرة بسبب الأمطار، كما أن النوعيات أصبحت جيدة، حيث يزيد وزن حبة القمح النوعي كلما كانت هناك أمطار أكثر".