"جيل الطيبين.. أغبى جيل في التاريخ".. جدل واسع يثيره الروائي علي بدر بعد وصفه الجيل السابق بـ"الغبي".. كيف استفز رأي البدر عبيد صدام؟
انفوبلس..
أثار الروائي العراقي المغترب علي بدر موجة كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد وصفه "جيل الطيبين" بأنه "أغبى جيل في التاريخ"، وعلى الرغم من سياق الحديث الدال على صفتين محددتين بذلك الجيل وهما الخنوع وقصص الحب الفاشلة، إلا أن المتباكين على الزمن السابق وعبيد صدام هاجموا بدر وتغنوا بأفضلية الحقبة السابقة على الحقبة الحالية.
ضمن حلقات "بودكاست" حملت عنوان "شيء منسي" تحدث الروائي علي بدر عن شكل الحب وفروقاته بين الجيل الحالي والأجيال السابقة، معلناً تفضيله للحب الحالي بسبب بساطته وسلاسته وكونه في متناول الجميع، مؤكداً أن "جيل الطيبين أنتج الديكتاتورية والخنوع وآدابا حزينة وقصص حب فاشلة، جيل الطيبين هو أغبى جيل في التاريخ".
من ضمن الأسئلة التي طُرحت عليه هو رأيه في الحب بزمن السوشيال ميديا، حيث يرى أن الحب حالياً هو أكثر قرباً للواقع عمّا كان عليه سابقاً، وأنّ الحب قديماً كان خيالياً وغير واقعي ومبالغ فيه: "الحب ما مفروض يكون عميق وحزين لازم يكون واقعي وخفيف وسهل وبمتناول الجميع، أما قبل فكان الحب مؤلم ومأساوي".
ويتابع الروائي، أن جيل الطيبين كانوا لا يعرفون الحب بالمعنى الصحيح فالحب عندهم يعني الألم والمآسي: "أنا اشوف أنه جيل الطيبين هو أغبى جيل بالتاريخ واحنه نظل نتغنى بهذا الجيل ونبالغ بتقديسه".
ويرى علي بدر أن المرحلة الحالية التي يعيشها العراق والعراقيون هي أفضل مرحلة مرّ فيها.
كلام البدر ووصفه لهذا الجيل تم تداوله بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، فانقسم المدونون إلى 3 أقسام: الأول مؤيِّد لوصف البدر وتعبيره، والثاني رافض لهذا الوصف من منطلقات اجتماعية، والقسم الثالث هاجم البدر ليس بسبب التعبير بذاته، لكنه اتخذه كفرصة مناسبة لتمجيد حقبة البعث بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث منح هذا القسم تصريح البدر أبعادا سياسية.
أحد المدونين على موقع أكس، ويدعى نوفل الجنابي، كتب على صفحته ردا على تصريح بدر، قال فيه: "إلى النكرة علي بدر، جيل الطيبين هناك دراسة أُعدت على ما أذكر عام 1997 للتخطيط لاحتلال العراق، تؤكد أن هذا الجيل وطني ونزيه وعربي قومي ويحب وطنه لأنه تربى على مكارم الاخلاق لذلك لا يمكن التأثير عليه. ننتظر جيل (الحفر) كما تمت تسميته في حينها الذي ينتمي له هذا النكرة وهم سيطلبون منا احتلال بلدهم".
أما المقدمة في إذاعة القوات المسلحة العراقية، ورئيس منظمة "عراق خالٍ من المخدرات"، إيناس كريم، فقد هاجمت أيضا البدر ورأيه، وكتبت على صفحتها في موقع أكس: الروائي المثقف المغترب في بروكسل المحترم جداً علي بدر في تصريح عبر بودكاست شي منسي يقول، إن جيل الطيبين هو أغبى جيل في التاريخ، وعلى الرغم من سكنه في المهجر وخوضه لتجربة الحياة في العالم الحر واحترام الآخر مهما كان اختلافه إلا أنه بقى عبداً لعقله الرجعي والسطحي بقى حبيساً في التصريحات الهجومية ولغة التعميم بحق الآخرين وهذا مسموح له ولم يرده حتى مقدم البودكاست فقط لأنه مثقف ونخبوي حسب ما يقولون عنه.
وأضافت، إن هذا المثقف نسى أن جيل الطيبين كان يعيش كل صراعات العراق بمراهقته وشبابه هذا الجيل الذي كان حطبا لحروب ما جرت على بلد سوى العراق الذي هرب منه إلى أوروبا، منذ حرب ايران ثم الكويت وانتهاءً بحرب التحرير من داعش ، هذا الجيل الذي تربى على الفن والشجاعة والاخلاق الحقيقية منذ الصغر هذا الجيل الذي تمنى أن يضرب الكرة مثل كابتن ماجد وأن يكون مدافعاً عن المظلومين مثل دايسكي وطيباً لطيفاً يحقق الامنيات مثل سنبل هذا الجيل الذي كان يبكي من أجل ساندي بيل ويحزن إذا أصاب كاليميرو المرض، هذا الجيل ببساطة يشبه الخبز يكفي أن تأكله لوحده فتشعر بالشبع هذا الجيل الذي سُمي بجيل الطيبين لأنه طيب وشجاع ونبيل جداً، هذا الجيل تحمل المسؤولية والتوازن بين الديمقراطية الغريبة وبين الموروث الأصيل واغلب ابناء هذا الجيل هم ركيزة مهمة واساسية من المجتمع العراقي وإن كنت لا تعرف ركيزة هذا المجتمع العراقي باعتبارك مغترب فأنت غبي.
مدون على موقع "فيسبوك" كتب تعليقا عقّب فيه على تصريح البدر، قال فيه: كيف تصف ذلك الجيل بالغبي وهو الجيل الذي لم تُنتهك فيه الحرمات، ولم تنتشر فيه المخدرات، وكانت بيوت الجيران لها حرمة، ولم نر تعنيف الأطفال أو رميهم في سلة المهملات، ولم نر تشرد الآباء والامهات في الحدائق العامة من قبل أبنائهم، حتى المدارس كانت لها حرمة، والمعلم كان له احترام يفوق الخيال، عن أي زمن تتحدث؟
وكتب مدون آخر: الجيل الذي تصفه بالغبي هو من علّمك وربّاك وجعلك على ما أنت عليه الآن وليس هناك مجال للمقارنة بين جيل الأمس وجيل اليوم كمن يقارن بين قمم الجبال وسفوحها.
وكتب ثالث: "ببركة واخلاق وطيبة جيل الطيبين الذي نفتخر بأننا منهم وواكبناهم انت عايش لهذه اللحظة جيل يجمع بين توازن عالمين عالم القانون واللاقانون عالم الست وهيبة وعالم ام اللول جيل أفرز توازنا بكل المجتمع لولاه لحالنا الآن غابة من أجيال لم تعرف احترام القانون بالشارع ولا الكبير لم تعرف احترام خصوصيات الغير ولا تعرف ان شرطي المرور هو الحكم بالشارع جيل لغة السلاح هي لغته ومنصات التوك توك بمحتواها الهابط قدوته، بعدين يا حب سهل حاليا افضل الحب اللي يصور البنية ويبتزها لو الحب عالموبايل وين الاخلاق وين الاحترام انت وين عايش بيا عالم وللأسف يسموك روائي أفكارك مسمومة مثل عقلك الباطن وانت من النوع اللي جالد نفسه مليون مرة وهارب من حقيقته، مع احترامي للقلة منهم الذين لا زالوا متعلقين بأخلاق جيل الطيبين".
أحد المعلقين دافع عن موقف البدر، وكتب: كان يقصد مواضيع معينة منها الخنوع للسلطة والسكوت والخوف، وذكر موضوع الحب وقال حولوه من شي جميل الى مأساة وقهر بينما المفروض يكون لطيف وحلو وسلس، ثم إنه كان يمزح، والمفروض على المعترضين مشاهدة البودكاست كامل، هذه الكلمة جاءت بسياق الكلام بشكل غير مقصودة، واكثر الذين ينتقدوه لم يشاهدوا اللقاء.
إلى ذلك كتب مدون على "فيسبوك" يدعى عماد حسن: في معرض تعليقي على منشور ينتقد الروائي علي بدر لإطلاقه تعميما شاملا على ما يسمى جيل الطيبين إذ نعته بالجيل الغبي، فإني اصلا لا أعرف سبب تسمية جيل ما بجيل الطيبين، يعني هل لأن هناك جيل آخر للأشرار مثلا؟ هي بالأساس تسمية غريبة، لكن الأغرب هو وصف الروائي وبعمومية وبشكل قاطع لجيل الطيبين هذا بأنه جيل غبي وهو تجنّي بحق جيل كامل، وحتى المثال الذي ذكره عن "صديقه" العسكري (الاصلع) .. كان مثالا ساذجا جدا إذ كان واضحا أنه اقتطع الكثير من قصة ذلك العسكري الاصلع المبهم لتمرير رأي غير متزن قد يكون مكانه جلسة عابرة في مقهى بين أصدقاء لأغراض القهقهة، لا أن يُطرح بهذه العمومية في لقاء يفترض أنه سيشاهد من قبل الكثير. وفي نهاية المقطع القصير نفسه حاول مغازلة الجيل الحالي بأنهم يعيشون أفضل مرحلة، في محاولة لاستقطابهم، إن لم يكن قد فعل ذلك اصلا.
وأضاف: صراحة لا أعرف إن كان علي بدر يحسب نفسه على جيل الطيبين، الذي نعته إجمالا بالغباء، أم لا، لأنه يتحدث عن صديقه وكأنه من جيل آخر وكوكب آخر.
وتابع: جيل الطيبين (وهي تسمية سخيفة بالمناسبة) حسب علمي لا يمثل مرحلة زمنية ثابتة وإنما هو جيل متغير بحسب الآخر، فعلى ما أعتقد هو جيل الـ(ماقبل الـ 30 او 40 سنة)، يعني قبل عشرين سنة كان جيل الطيبين يشمل جيل الستينيات ... وحاليا يمثل جيل الطيبين من نشط في الثمانينيات والتسعينيات، وبدر منهم. الأجيال غير منزَّهة تماما، ومن غير الصحيح مقارنة جيل بجيل آخر ليحكم المرء بصفات مطلقة أيهما أفضل أو أذكى أو أغبى، هذا الإطلاق بهذه العمومية والسخرية تُحسب ضده خاصة وأنه روائي، حتى وإن كان المغزى أمرا آخر يخص موضوع تقديس الماضي، فالأسلوب كان خاطئا بالكامل، ثم إن هذا الحاضر (الأفضل) سيكون ماضيا بمجرد مغادرتك البرنامج او الاستوديو وسيكون ماضيا لآخرين بعد عشرة او عشرين سنة، وربما سيوصف آنذاك بالقدسية طالما كان هو "الافضل" وفق تعبيرك القاطع.
طبعا هناك مشكلة جانبية صغيرة في اللقاء وهي مسايرة المقدم له، الحقيقة هي أن مسايرة أي مقدم لضيفه بالعادة تحدث لضعف في شخصية المقدم (في البرنامج) ولحضور طاغي للضيف وهذا يشكل خللا في الحوار والمنتج النهائي، لا يكفي أن يكون الشخص "حباب وخوش ولد" (وهو فعلا كذلك) لإدارة برنامج..
وبيّن حسن: علي بدر تغيرت صورته بالنسبة إلي لما شاهدت له لقاء سابق له ذكر بها قصة سفره الى ليبيا، قصة مخزية بصراحة، إذ أبلغ الجهة التي سيعمل بها بمعلومات كاذبة عن مؤهلاته فتحملت تلك الجهة كل كلفة السفر، الطيارة والإقامة وغيرها، ولما وصل تفاجأوا بأنه كذب عليهم ومع هذا شغلوه، إنه يذكر عملية النصب والاحتيال هذه بفخر وبسخرية مماثلة، بالحقيقة القصة تلك أسقطته وأسقطت مثاليات استعرضها في جوانب أخرى من حديثه في ذلك البرنامج الذي سمعته قبل سنوات، وأعتقد أن تلك القصة تبرز جوانب مهمة من شخصية الروائي الحقيقية والله أعلم.