حريق الشورجة في الميزان.. هل دعوة إخراج المراكز التجارية خارج العاصمة هي السبب؟
لماذا تأخر إخماده؟
حريق الشورجة في الميزان.. هل دعوة إخراج المراكز التجارية خارج العاصمة هي السبب؟
انفوبلس/..
ما إن برزت دعوات إخراج المراكز التجارية من قلب بغداد إلى أطرافها، حتى اندلع حريق ضخم في سوق الشورجة وسط العاصمة والذي استغرق ساعات حتى تم إخماده والسيطرة على نيرانه.
*نقطة تحول
أشرت أمانة بغداد أن النفايات والتجاوزات أكبر التحديات التي تواجهها في الوقت الحالي، مشيرةً إلى دراستها فكرة نقل أسواق الجملة من وسط العاصمة إلى خارجها.
وقال المتحدث باسم الأمانة محمد الربيعي، في حديث صحفي: إن “أمانة بغداد ما زالت تسير بشكل صحيح في إقامة المشاريع في العاصمة، وتتحدى النفايات والتجاوزات التي تمثل التحدي الأقوى على مستوى المحافظة”، مضيفاً أن “بغداد تعاني الاكتظاظ السكاني في وقت لا توجد فيه مساحات كبيرة، ولابد من الحفاظ على المساحات الخضراء”.
ولفت الربيعي إلى أن “التوسع السكاني لا يزال مستمراً، يقابله بطء في السكن العمودي وسرعة في تمدد البناء الأفقي”، موضحاً أن “العمل مستمر بحملات رفع التجاوزات، خاصة تلك الموجودة في الشوارع التجارية، ونسعى في الوقت ذاته إلى إيجاد البديل للآلاف من المواطنين الذين يعيشون على ما يبيعونه في تلك البسطات التي تؤمِّن لهم قوت يومهم”.
وذكر المتحدث باسم أمانة بغداد، “نعمل على تطوير شارع الرشيد بما يمكن أن يظهره بأفضل صورة كونه شارعاً تراثياً يضم الكثير من ذكريات العراقيين، وأغلب الأحداث التي جرت في البلد مرتبطة به”.
وبشأن أسواق الجملة، أوضح أن “الأمانة تدرس نقل الأسواق الكبرى المنتشرة في بغداد إلى الأطراف ليتسنى لسيارات الحمل إيقافها في أماكن قريبة أثناء التفريغ، والسماح لأصحاب العربات بنقل البضائع من السيارات إلى المحال التجارية بشكل لا يعيق الشارع والمارة كما يحدث في الوقت الحالي”.
*الحريق
بعد هذا التصريح، وتحديداً أول أمس الثلاثاء، أفاد مصدر في مديرية الدفاع المدني، بأن حريقا كبيرا اندلع في سوق الشورجة وسط العاصمة بغداد.
وقال المصدر، إن فرق الدفاع المدني استنفرت جهودها لتكافح حادث حريق اندلع داخل مخزن يقع خلف بناية الرصافي في منطقة الشورجة وسط بغداد.
ووجه قائد عمليات بغداد، بإرسال أكثر ما يمكن من عجلات الإطفاء للسيطرة على حريق الشورجة.
كما وجه أيضا بالاستعانة بالعجلات الحوضية لقطعات العمليات في وزارتي الداخلية والدفاع لإخماد الحريق.
*السيطرة
استمر الحريق لساعات، وتحديدا من فترة الظهيرة حتى عصر يوم الثلاثاء، ليعلن محافظ بغداد السيطرة عليه.
وأعلن محافظ بغداد، عبد المطلب العلوي، السيطرة على الحريق الكبير الذي نشب في سوق الشورجة وسط العاصمة.
وقال العلوي في بيان، خلال تواجده ميدانيا في سوق الشورجة للسيطرة على حريق اندلع في محال الجملة بمنطقة الرصافي، قال إن “فرق الدفاع المدني نجحت في محاصرة مكان الحريق في الشورجة والسيطرة عليه ومكافحة أي مناشئ حريق محتملة بعد صعوبة بالغة في الوصول لمكان الحادث بسبب المخالفات المرصودة بعدم الالتزام بالمتطلبات المهنية”.
وبين العلوي، إن “أهم أسباب اندلاع الحرائق يعود الي ضعف وعدم الالتزام بتعليمات وإجراءات السلامة المهنية والتي تحددها فرق الدفاع المدني بالتنسيق مع محافظة بغداد”.
ولفت إلى “إغلاق العديد من المحال التجارية والمرافق والمنشآت والمخازن بعد تأشير عدم الالتزام بشروط السلامة خلال الفترة الماضية والتي قد تؤدي الى مخاطر جسيمة بالأرواح والممتلكات”.
*رواية وقت الحادثة
في هذا الصدد، يقول أحد أصحاب المحال في الشورجة، إن "الحريق طال 6 مخازن، وهناك مخزن واحد مبني من السندويج بنل".
وأضاف، إن "ممثلي الدفاع المدني عندما يخرجون في لجان لتشخيص المخالفات (التي من ضمنها السندويج بنل) يقوم أصحاب المخازن والمحال بتقديم الرشى لهم مقابل التغاضي عن مخالفاتها ولذلك نشاهد كثرة الحرائق ومن بينها حريق اليوم (الثلاثاء الماضي)".
بينما يقول شاهد آخر، إن "السوق يفتقد لأي شروط سلامة وإن ما حدث هو نتيجة تماس كهربائي وفق المعلومات الأولية".
*هل هناك ضرورة لإخراج الأسواق التجارية إلى أطراف العاصمة؟
في السياق، دعا المختص بالشأن الاقتصادي على دعدوش، إلى إخراج الأحياء الصناعية التي تنتشر في المناطق السكنية خارج العاصمة بغداد، فيما أكد أن هذه الأحياء تغير جنس الأراضي من سكني إلى تجاري مما تسبب بتشوه منظر العاصمة الحضاري.
وبين دعدوش، أن "عملية التلوث هي السِّمة البارزة التي تصدر من قبل الأحياء الصناعية في بغداد"، مؤكدا، أن "هناك خطرا آخر تسببه هذه الأحياء، وهي تغيير جنس الأراضي من سكنية إلى تجارية مما تسبب هذه الظاهرة تشوه منظر العاصمة الحضاري".
وأضاف، أنه "على الجهات المعنية إخراج هذه المدن الصناعية من العاصمة ونقلها إلى مدن صناعية متكاملة تكون خارج بغداد أو بأطرافها، فضلا عن تقديم الحكومة لهذه المدن الخدمات التي عن طريقها سوف تتسلم ضرائب من هذه الورش"، مبينا، أن "هذا الحل سيؤثر إيجابا في عملية تنويع الاقتصاد من إيرادات ضريبية والمساهمة بالناتج المحلي الإجمالي".
وتابع، أن "من أهمية وجود هذه الورش هو تشغيل الأيدي العاملة في بغداد، وتخفف من البطالة الموجودة في البلد، إذ إن هذه الأيدي تعمل في الأحياء الصناعية بشكل غير نظامي وغير رسمي، باعتبار هذه الورش لا تدفع أي ضريبة للدولة، فضلا عن قيامها باستيراد البضائع والسلع والخدمات، وهذه السلع تلبّي حاجة المواطن مثل قطع غيار السيارات وغيرها".
وأكمل الخبير الاقتصادي، بالقول: "نأمل من الحكومة أن تعمل على احتواء هذه الورش الصناعية في هذه الأحياء، ووضعهم في مدينة صناعية متكاملة، وبالتالي ستحقق بذلك زيادة في الناتج المحلي الإجمالي عن طريق زيادة الإيرادات الضريبية وغيرها".
من جهته، حذر المختص بالشأن البيئي خالد سليمان، من تأثيرات الورش الصناعية المنتشرة في بغداد على السكان، فيما أكد على شدة خطورتها على الصحة العامة.
وأوضح سليمان، إن "الورش الصناعية داخل الأحياء السكنية في العاصمة لها أثر كبير على البيئة الصوتية للسكان، أي إنها مصدر من مصادر التلوث السمعي"، مؤكدا، أنها "تُعرِّض حياة السكان يومياً الى ما يمكن تسميته بصدمات سمعية، مما يؤثر سلباً ويعدم الراحة السمعية، ولهذا الجانب أثر كبير على توازن الإنسان واسترخائه العقلي والنفسي".
وبين سليمان، أن "مخلفات الورش الصناعية من الحديد والبلاستيك والمواد الأخرى المستخدمة، تُترك في أغلب الأحيان، ولا تتم معالجتها أو وضعها في مكان آمن، الأمر الذي يؤدي اختلاطها مع مياه المجاري أو انتشارها في الأماكن العامة".
وأشار إلى، أن "أثر تلك الورش على جودة الهواء، مثل ورش الحدادة والنجارة التي تولد ذرات صغيرة (مجهريات) من الخشب المعالج والحديد والمواد الأخرى، وبما إن تصبح هذه المجهريات جزءاً من الهواء فيمكن استنشاقها مما يؤثر على الصحة العامة".