edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. حوادث غامضة وموت متكرر يثير التساؤلات.. ما قصة ارتفاع وفيات السجناء في العراق؟

حوادث غامضة وموت متكرر يثير التساؤلات.. ما قصة ارتفاع وفيات السجناء في العراق؟

  • 11 تشرين اول
حوادث غامضة وموت متكرر يثير التساؤلات.. ما قصة ارتفاع وفيات السجناء في العراق؟

انفوبلس/ تقرير

تتوالى أخبار الموت داخل السجون العراقية لتكشف أزمة مستمرة تهدد العدالة وحقوق الإنسان. وفي كل حادثة وفاة، تتراكم التساؤلات حول ما يحدث خلف جدران مراكز الاحتجاز، حيث تتقاطع الإهمال الصحي، التعذيب، والاكتظاظ مع غياب الرقابة المستمرة. 

بين كانون الثاني ونيسان من عام 2025، سُجلت تسع وفيات على الأقل بين النزلاء والموقوفين، وهو نمط يكشف هشاشة منظومة الاحتجاز العراقية ويعيد طرح السؤال: إلى متى سيظل السجن مكاناً للخوف بدلاً من الإصلاح؟

رغم محاولات الجهات الرسمية، خصوصاً وزارتي الداخلية والعدل، تقديم هذه الحوادث على أنها حالات متفرقة ناجمة عن ظروف صحية أو عنف عرضي أو اكتظاظ، يكشف النمط المتكرر للوفيات عن صورة أكثر قتامة. مراقبون يؤكدون أن هناك "منظومة اعتقال تغيب عنها الرقابة، ومحاكمات تُبنى على اعترافات مشكوك في صحتها، وأحكام قاسية – بما في ذلك الإعدام – تصدر في ظل شبهات واسعة بالتعذيب وسوء المعاملة".

وفاة المهندس بشير خالد لطيف

في مطلع نيسان 2025، تصدر خبر وفاة المهندس بشير خالد لطيف عناوين وسائل الإعلام، حيث فارق الحياة أثناء احتجازه في أحد مراكز التوقيف ببغداد بعد تعرضه للضرب المبرح، قبل نقله إلى المستشفى. الحادثة لم تكن الأولى، لكنها لفتت الأنظار بسبب مكانة الضحية الاجتماعية وما رافقها من شهادات عن سوء المعاملة. الأمم المتحدة، عبر بعثتها في العراق (يونامي)، سارعت إلى مطالبة الحكومة بإجراء تحقيق مستقل وشفاف للكشف عن ملابسات الوفاة، وهو ما دفع منظمات المجتمع المدني إلى إعادة طرح السؤال المؤلم: كم من السجناء يموتون بصمت دون أن تُكتب قصصهم؟

تكشف متابعة الحوادث عن نمط متكرر لا يمكن اعتباره مصادفة، ففي محافظات بغداد، البصرة، ديالى، وبابل وغيرها، تتوزع حالات الوفاة بين سجون مركزية ومراكز توقيف مؤقتة، فبعض النزلاء قضوا تحت التعذيب المباشر أثناء التحقيق، وآخرون بسبب الإهمال الصحي، فيما سجلت حالات "مشاجرات غامضة" لم يُكشف عن تفاصيلها، غالباً ما تُغلق ملفاتها دون محاسبة.

  • السجون العراقية

التقارير الحقوقية المحلية والدولية تجمع على أن هذه الحوادث ليست معزولة، بل هي نتيجة تراكمات في نظام قضائي وأمني يعتمد القوة أكثر مما يعتمد القانون، ويُبقي السجون خارج دائرة الرقابة الفاعلة.

في هذا السياق، تؤكد منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش أن التعذيب أثناء التحقيق ما زال ممارسة واسعة الانتشار في العراق، وأن السلطات غالباً ما تتجاهل شكاوى المعتقلين وتقارير الأطباء الشرعيين، لتبني الأحكام القضائية على اعترافات انتُزعت تحت الألم.

اما المدير التنفيذي لمركز جنيف الدولي للعدالة، ناجي حرج في أكثر من مناسبة أوضح بأن النظام القضائي العراقي يرسّخ ظاهرة الاعتماد على الاعترافات المنتزعة قسراً كأساس للإدانة، خصوصاً في قضايا "الإرهاب".

وأوضح حرج، أن "المركز وثّق مئات الشكاوى التي تتعلق بتعذيب جسدي ونفسي داخل مراكز الاحتجاز، وأن هذه الاعترافات، رغم بطلانها القانوني، تُستخدم أمام المحاكم لتبرير أحكام تصل إلى الإعدام أو المؤبد، دون أن تُفتح تحقيقات جادة في مزاعم التعذيب".

بينما تقارير هيومن رايتس ووتش ومنظمات أخرى فقد قدّمت بُعداً عددياً للقضية، مشيرة إلى تزايد وتيرة تنفيذ أحكام الإعدام في السنوات الأخيرة، وإلى أن أغلبها جرى في ظل غياب الضمانات الأساسية للمحاكمة العادلة.

حوادث سابقة: من كركوك إلى الناصرية

لم تكن الادعاءات الحقوقية نظرية، فحادثة حسن الطائي عام 2021 التي وثقها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في كركوك، شكّلت مثالاً فاضحاً على التعذيب الممنهج.

الطائي الشاب الذي اعتُقل على ذمة تحقيق أمني، تعرض لصعق بالكهرباء وخنق وتعليق حتى أصيب بحروق خطيرة أدت إلى بتر كف يده لاحقاً، ورغم توثيق حالته من جهات طبية وحقوقية، لم تُتخذ أي إجراءات قضائية بحق المتورطين. هذه القصة ليست استثناء، بل واحدة من عشرات القصص التي تنتهي عادة إما بتسوية عشائرية أو بصمت رسمي يُخفي معالم الجريمة.

وفي آب 2025، تكررت المأساة في رواية جديدة عندما تداولت جهات إعلامية خبراً عن حريق داخل سجن الناصرية المركزي (الحوت) أدى إلى مقتل 27 سجيناً. ووصفت هيئة علماء المسلمين الحادثة بأنها "جريمة إبادة جماعية" وطالبت بتحقيق دولي عاجل، بينما نفت وزارة العدل وقوع الحريق واعتبرت الأنباء "مفبركة".

تضارب الروايات بين الحكومة والجهات الحقوقية جعل التحقق من الحقيقة شبه مستحيل، لكنه أعاد تسليط الضوء على تاريخ هذا السجن الذي يوصف بأنه الأكثر قسوة في العراق.

إما سجن الحوت، فقد افتتح عام 2008 بعد إغلاق سجن أبو غريب الشهير، ليكون مركزاً لاحتجاز المدانين بقضايا الإرهاب. ومنذ ذلك الحين، تراكمت التقارير عن إعدامات ووفيات غامضة داخل جدرانه، حتى أكدت منظمات محلية ودولية أن "السجن يعاني من اكتظاظ شديد وأنه يُؤوي أعداداً تفوق طاقته التصميمية بأضعاف".

وتشير بعض التقديرات إلى أن السجن – رغم أنه مصمم لاستيعاب بضعة آلاف – قد يضم عشرات الآلاف في وقت واحد، فيما تفتقر الزنازين إلى التهوية والرعاية الطبية، ويُسجّل داخله معدلات مرتفعة من الأمراض الجلدية والتنفسية.

هذا الاكتظاظ لا يعني فقط سوء إدارة، بل "يعكس أزمة بنيوية في السياسة العقابية العراقية التي تعتمد الاعتقال كأداة ردع أولى، في مقابل غياب برامج التأهيل والإصلاح"، وفق منظمات دولية.

كما تشير تقارير منظمات حقوق الإنسان إلى أن نحو ثمانية آلاف سجين يواجهون أحكام إعدام في العراق، فيما تستمر عمليات التنفيذ بوتيرة متصاعدة منذ عام 2023، ففي نيسان 2024 وحده، تم تنفيذ الإعدام بحق 13 شخصاً في سجن الناصرية، بحسب توثيقات محلية.

  • حقوق الإنـسـان تحذر من هروب معتقلي داعش في السجون 

وتتحدث منظمات أخرى عن تنفيذ "دفعات سرية" من الإعدامات دون إخطار العائلات أو المحامين، وهو ما اعتبرته مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان خرقاً صريحاً للقانون الدولي وقد يرقى إلى مستوى "جرائم ضد الإنسانية" إذا ثبت أنه ممارسة ممنهجة.

وتعزو الجهات الرسمية ذلك إلى تراكم ملفات الإرهاب، بينما ترى المنظمات الحقوقية أن الإعدامات تحولت إلى أداة سياسية لطمأنة الرأي العام الداخلي أكثر من كونها تطبيقاً للعدالة.

أزمة الاكتظاظ والرعاية الصحية

في تقارير رسمية صدرت عام 2025، أعلنت وزارة العدل أن السجون العراقية تؤوي أكثر من 65 ألف نزيل في 31 مرفقاً إصلاحياً، رغم أن طاقتها الأصلية لا تتجاوز 32,500 سجين، ويعني هذا أن معظم السجون تعمل بنسبة استغلال تفوق 200% من طاقتها، وهو ما أدى إلى تفشي الأمراض ونقص الرعاية الطبية وارتفاع معدل الوفيات.

ولمعالجة هذا الضغط، أصدرت الحكومة قانون عفو عام شمل عشرات الآلاف من السجناء، وحتى منتصف أيار 2025، تم الإفراج عن أكثر من 19 ألف نزيل ضمن هذا القانون، ورغم ذلك يرى خبراء حقوق الإنسان أن "العفو رغم ضرورته، لا يواجه جذور الأزمة المتمثلة في ضعف البنية التحتية للسجون واستمرار الاعتقالات العشوائية وتضارب صلاحيات الأجهزة الأمنية".

بالمقابل، تجمع التقارير الحقوقية على أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء تكرار وفيات السجناء، أولها الاعترافات القسرية التي تُنتزع تحت التعذيب في قضايا الإرهاب ما يؤدي إلى أحكام متسرعة دون تدقيق قضائي كافٍ، وثانيها الاكتظاظ والإهمال الصحي الناتج عن نقص التمويل والكوادر الطبية، مما يجعل الأمراض البسيطة مميتة، وثالثها النفوذ المسلح داخل بعض السجون، حيث تتحدث تقارير عن وجود جماعات خارجة عن سلطة الدولة تمارس نفوذها في إدارة بعض المرافق أو في التحقيقات، الأمر الذي يعقد أي محاولة لإجراء تحقيقات مستقلة.

ورغم نفي الحكومة لتلك الاتهامات، فإن غياب الشفافية واستمرار الحوادث يغذي الشكوك أكثر مما يبددها.

وفي ظل تضارب الأرقام، يصعب تحديد الحقيقة المطلقة، فبينما تشير بعض التقارير إلى وجود 40 ألف سجين في سجن الحوت وأكثر من 3500 حكم إعدام بانتظار المصادقة، تؤكد مصادر رسمية ودولية أن هذه الأرقام أقل من ذلك، ولهذا فأن غياب قاعدة بيانات علنية للسجون، ومنع المنظمات المستقلة من الوصول الميداني، يجعل أي إحصاء تقديرياً لا قطعياً.

بدورها، تطالب منظمات حقوق الإنسان داخل العراق وخارجه بإجراءات فورية، في مقدمتها: تجميد تنفيذ أحكام الإعدام إلى حين مراجعة جميع القضايا المشكوك فيها، وفتح تحقيقات مستقلة في وفيات السجناء ومزاعم التعذيب، والسماح للجان الدولية بزيارة السجون والاطلاع على أوضاع النزلاء، وأيضاً إصلاح القضاء لضمان عدم استخدام الاعترافات المنتزعة بالإكراه كأدلة إدانة.

ويحذر خبراء الأمم المتحدة من أن استمرار الإعدامات على هذا النحو قد يُصنف كجريمة ضد الإنسانية إذا ثبتت منهجيته.

وفي النهاية، يمكن القول إن وفيات السجناء في العراق تظل مؤشراً صارخاً على هشاشة النظام القضائي وأزمة حقوق الإنسان المستمرة منذ سنوات. بين التعذيب والاكتظاظ والإهمال الصحي، تبرز الحاجة الملحة لإصلاح شامل للنظام العقابي، يضمن العدالة الحقيقية، ويحول السجون إلى أماكن لإعادة التأهيل وليس للإعدام الصامت، ويعيد ثقة المجتمع في مؤسسات الدولة، ويمنع استمرار الانتهاكات التي قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

أخبار مشابهة

جميع
بين البخار والدموع.. امرأة جنوبية تحوّل ستة أمتار من المساحة إلى معركة كرامة واقتصاد.. إليك قصة أم منتظر

بين البخار والدموع.. امرأة جنوبية تحوّل ستة أمتار من المساحة إلى معركة كرامة واقتصاد.....

  • 7 كانون الأول
نجم الجبوري والملفات المتراكمة.. كيف تحوّل جنرال واشنطن في الموصل إلى مرشح مُستبعد ومحافظ مستقيل تطارده المساءلة والعدالة؟

نجم الجبوري والملفات المتراكمة.. كيف تحوّل جنرال واشنطن في الموصل إلى مرشح مُستبعد...

  • 7 كانون الأول
أكبر مفارقات العراق: حكومة تبحث عن الإعمار بلا سيولة ومقاولون يبنون المشاريع من جيوبهم.. أين تبخرت الترليونات؟

أكبر مفارقات العراق: حكومة تبحث عن الإعمار بلا سيولة ومقاولون يبنون المشاريع من...

  • 7 كانون الأول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة