ذي قار تشهد اليوم أول عملية زراعة قلب صناعي في تاريخ العراق.. كم استمر التحضير لها؟ وما نسبة نجاح هذا النوع من العمليات؟
انفوبلس/ تقارير
في إنجاز يُعد الأول في العراق والثاني في الشرق الأوسط بعد الكويت، تستعد ذي قار اليوم لإجراء أول عملية زراعة قلب صناعي في البلاد لرجل في العقد السادس من العمر. وبعد التحضير للعملية لمدة تجاوزت السنتين سيشترك فريق طبي ألماني وآخر عراقي في المهمة الصعبة التي سيتم الشروع بها مساء اليوم. فكيف كانت كواليس التحضير في مستشفى الناصرية لإجراء هذه العملية؟ وما هو تاريخ زراعة عمليات القلب الصناعية في الشرق الأوسط والعالم؟.
*وصول الفريق الألماني إلى الناصرية
واليوم الأربعاء، أفاد مصدر طبي في دائرة صحة ذي قار، بوصول فريق طبي أوروبي إلى الناصرية، لإجراء عملية زراعة قلب صناعي مشتركة لأول مرة في تاريخ العراق.
وقال المصدر، إن "الفريق الطبي الألماني وصل لمحافظة ذي قار، من أجل المشاركة مع فريق طبي عراقي في عملية (زراعة قلب صناعي) لرجل في العقد السادس من العمر، مصاب بمرض الفشل القلبي".
وأوضح، إن "هذه العملية تحصل للمرة الأولى بتاريخ العراق". لافتا إلى، أن "العملية ستُجرى مساء اليوم، حيث تم التحضير لها منذ أشهر عدة، وهو حدث عالمي ربما يشهد حضور مسؤولين كبار من الحكومة الاتحادية للإعلان عنه".
*التحضيرات للعملية ومدة التخطيط لها
في عام 2021، أعلن مدير مركز الناصرية للقلب آنذاك عقيل الخفاجي، عن قرب الإعلان عن خطوة طبية للمرة الاولى في تاريخ العراق، فيما أكد أن فريقاً عراقياً يزور ألمانيا حالياً من أجل وضع اللمسات النهائية عليها.
ولفت الخفاجي إلى، أن "وزارة الصحة تبنّت هذا الرأي وعليه تم تشكيل لجنتين لإدارة هذا الموضوع، الأولى وتمثل اللجنة المركزية برئاسة وزير الصحة وعضوية عدد من المديرين العامين في الوزارة، إضافة إلى رئيس مركز الناصرية للقلب، واللجنة الثانية كانت برئاستي كمدير لمركز الناصرية للقلب وعضوية عدد من أطباء المركز، فضلا عن عضوية بعض الأساتذة المختصين من محافظات اخرى".
*زيارة الوفد العراقي الطبي لألمانيا
وأضاف الخفاجي، إن "وفدا عراقيا برئاستنا أجرى زيارة إلى المانيا لمتابعة هذا الأمر، حيث تمت زيارة أكبر مستشفى في المانيا، مختص بهذا النوع من الجراحات ويعتبر من المراكز الرائدة في العالم وقد أشرف على تجارب مماثلة في منطقة الشرق الأوسط ومن بين هذه الدول السعودية والكويت حيث أجرت الكويت أول عملية زراعة قلب صناعي في عام 2018".
وتابع مدير مركز الناصرية للقلب، إن "فريقه يطمح لأن يجري العراق هذا النوع من العمليات قريبا في مركز الناصرية للقلب، وبالتالي تكون أول خطوة طبية يقدم عليها العراق في تاريخه الحديث".
*سبب عدم إنشاء مراكز لزراعة القلب في العراق
مدير مركز القلب في الناصرية أكد أيضا، أن الوفد العراقي في ألمانيا أجرى مباحثات مع الجهات الألمانية المعنية لوضع التفاصيل الأولية لإنشاء أول مركز لزراعة القلب في العراق.
وأشار إلى أن “هذه المباحثات تمهد لوضع تفاصيل أولوية لإبرام عقود مع أكبر مركز عالمي لزراعة القلب في المانيا وتضمن الجوانب الفنية والتقنية”، مبينا أن “هذا المركز يحتاج إنجازه الى دعم حكومي كبير" .
وأضاف، أن “عددا من الأطباء في الناصرية طرحوا فكرة إنشائه منذ ست سنوات، لكن ثقافة المجتمع التي تقف ضد عمليات نقل الأعضاء حالت دون إنجازه”.
*تاريخ زراعة القلب الصناعي
يُعد صنع القلب الصناعي أحد أهداف العلماء وقد طمحوا لصنع قلب صناعي كامل عام 2011. اخترع القلب الصناعي علماء تحت قيادة فيليم كولف، وهو طبيب هولندي المولد. وكان قد جرب الجهاز في أول الأمر على حيوان عام 1957م. وجُربت هذه القلوب الصناعية بشكل واسع على الحيوانات وخاصة على العجول لتحديد المشكلات التي يمكن أن تنجم عنها. وقد جُرب أول قلب صناعي في الإنسان عام 1969م، حيث استخدم فريق من الجراحين برئاسة ونتون كولي الذي كان يعمل في معهد تكساس للقلب بالولايات المتحدة، الجهاز لتدعيم دوران الدم مؤقتًا في أحد المرضى حتى يتوافر قلب طبيعي لزراعته فيه. واستطاع القلب الصناعي أن يُبقي المريض حيا لأكثر من 60 ساعة حتى تمت عملية زراعة القلب . وفي عام 1982م، استطاع فريق جراحي بقيادة وليم ديفرايز من جامعة يوتا أن يزرع قلبًا صناعياً، كأول قلب بديل دائم للقلب البشري. وكان الجهاز الذي استُعمل، وهو جهاز جارفيك -7، قد صممه الطبيب الأمريكي روبرت جارفيك، وكان يعمل بالقدرة الهوائية. وعاش الرجل الذي وضع له هذا القلب 112 يومًا، وكان اسمه بارني كلارك. ومنذ ذلك الحين تسلّم عدد من المرضى جهاز جارفيك-7 بمثابة قلوب مؤقتة أو مستديمة.
*نسبة نجاح عملية زراعة القلب
تعتمد نسبة نجاح عملية زراعة القلب على العمر والصحة العامة ومدى الاستجابة لعملية الزرع للمريض.
وتُعد نسبة نجاح عملية زراعة القلب مرتفعة، حيث تبلغ معدل السنوات التي يعيشها المريض بصحة جيدة في حالة نجاح عملية زراعة القلب فترة تتراوح من 5 إلى 10 سنوات.
يمكن أن تفشل العملية بسبب الرفض المناعي، ولكن يمكن معالجته بالأدوية، أو بإجراء زراعة القلب مرة أخرى.
ينجو نحو %75 من المرضى من ضيق الشرايين خلال خمس سنوات، ويعيشون على الأقل عامين بعد العملية، وأكثر من 50% سوف يظلون على قيد الحياة لمدة عشرة أعوام، وهناك مرضى يعيشون 20 أو 25 سنة بعد عملية زراعة القلب خاصة المرضى الأصغر سناً.
كما يعود ما يقرب من 85٪ إلى العمل أو ممارسة الأنشطة مثل السباحة أو ركوب الدراجات أو الجري.