رسام الكاريكاتير عودة الفهداوي يوقع كتابه في المتنبي.. ردود أفعال واسعة حول "الزمن القبيح"
انفوبلس/ تقرير
تارةً على شكل مقالات، ومرة على شكل برامج وثائقية، وأخرى على شكل منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي، وأخرى ـ وهي الأهم ـ على شكل "مقارنات موهومة"، هكذا تحاول مؤسسات وشخصيات عزفها لتجميل الوجه الكالح لحقبة حزب البعث وقائده الطاغية صدام حسين، لكن في الحقيقة فهو مختلف تماماً عما تم طرحه ورسام الكاريكاتير عودة الفهداوي كان من أبرز الشخصيات التي سعت لتوضيح الصورة، فمَن هو وما قصة ردود الأفعال الواسعة حول ألبومه "الزمن القبيح"؟
مَن هو عودة الفهداوي؟
عودة الفهداوي، رسام كاريكاتير شهير ومعروف لدى الأوساط الفنية العراقية، اختطَّ منهجاً ثقافياً مميزاً للدفاع عن قضيته في توضيح معاناة العراقيين إبّان حكم البعث والطاغية صدام، من خلال سلسلة رسوماته المعنونة "الزمن القبيح"، وجعل من لوحاته الكاريكاتيرية عبارة عن قصة متقنة تروي تفاصيل ما جرى.
ويقولون إن "الصورة أبلغ من ألف كلمة"، وقد صدقوا، لذا لا عجب إن كان فَن الكاريكاتير أحد أهم الفنون الداعمة للقضية الفلسطينية، فقد تحول رساموه ومبدعوه لجنودٍ يقاومون على طريقتهم، يقاومون بالألوان ويسجلون معاناتهم في فلسطين المحتلة من خلال لوحات تسافر في كل الدنيا لتؤكد أن الشعب الفلسطيني شعب حياة وإبداع لا موت وخراب، وعودة الفهداوي كان من بين هؤلاء.
رسام الكاريكاتير عودة الفهداوي يوقع كتابه في شارع المتنبي
أقام عودة الفهداوي، أمس الجمعة 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، حفل توقيع كتابه "الزمن القبيح" في المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي وسط العاصمة بغداد، بحضور العديد من الشخصيات الفنية.
ونشر عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك، مشاهد تابعتها "انفوبلس"، من حفل توقيع كتابه "الزمن القبيح"، والذي تطرق من خلاله لحقبة مظلمة عاشها الشعب العراقي لسنوات طويلة.
*ردود أفعال واسعة حول "الزمن القبيح"
الكتاب في طيّاته مرارة الأيام السود التي عشناها فترة الحصار الاقتصادي من فقر وعوز خانق، هذا ما يقوله المدون أبو زهراء الركابي في منشور بالفيسبوك تابعته "انفوبلس"، ويضيف، "الكتاب تطرق لحقبة مظلمة عاشها الشعب العراقي من عام ١٩٩٠ الى ٢٠٠٣ من خلال رسوم كاريكاتيرية، تناول الفهداوي مفردات كنا نسمعها أيام الحقبة المنصرمة والتي تعبر عن ماهيّة الدكتاتور وأزلامه".
ويتابع، إن "الفهداوي أجاد وأبدع بإيصال تلك الحقبة المظلمة الى عامة الناس والشباب خصوصاً برسوم كاريكاتورية ساخرة".
وعلى خطى الركابي، يقول الكاتب عبد الكاظم حسن الجابري في مقال تابعته "انفوبلس"، "للأسف تجميل صورة حزب البعث انطلى على كثير من الشباب من مواليد ما بعد الـ 2000 كونهم لم يعاصروا ما عشناه من جور وحرمان وتعسف. انبرت بعض الأقلام والوجوه الثقافية لتوضيح الحقائق وتبيان ما حصل للعراق في حقبة البعث".
ويبين، "في مسيرة تبيان الحقائق للحقبة السابقة، برزت وبشكل لافت للنظر رسوم كاريكاتيرية توضح حقيقة ما كنا نمر به، وكانت هذه الرسوم ذات فعل مؤثر، ولا أخفيكم فأنا كفردٍ عاش تلك الحقبة وجدتُ أن هذه الرسوم تمثل معاناتي".
الفنان عودة الفهداوي الرسام الكاريكاتوري الشهير والمعروف، اختطَّ منهجاً ثقافياً مميزاً للدفاع عن قضيته في توضيح معاناة العراقيين إبان حكم البعث وجرذه صدام، من خلال سلسلة رسوماته المعنونة "الزمن القبيح"، وفقا للجابري.
ويكمل، "الحقيقة أن الفهداوي عودة قد أتقن تصوير المأساة بريشته الجميلة، وجعل من لوحاته الكاريكاتيرية عبارة عن قصة متقنة تروي تفاصيل ما جرى".
ويذكر الجابري، "أعتقد أن على كل مثقف خصوصا، وكل عراقي عموما أن يحذو حذو الفنان عودة الفهداوي، وأن يكتب أو يرسم أو يدون الواقع المرير الذي كنا نعيشه في تلك الفترة لكي لا يتم تزييف التاريخ وتزوير الحقائق".
إلى ذلك، يقول المدون ميثم صدام الكريماوي تعليقاً على "الزمن القبيح"، إن "للصورة بلاغة وحجة بالأخص فن الكاريكاتير، فهي في الغالب تعبير صادق عمّا يعانيه المجتمع وما يتطلع له، ربما تغني الصورة عن الكثير من الندوات والمحاضرات".
عودة الفهداوي تصدى لموضوع مهم، الكثير من الأجيال الحالية لم تمر به وهو توثيق صوري بفن الكاريكاتير لفترة الحصار العصيبة، بحسب الكريماوي.
ويكشف، "دار حديث بيني وبينه (الفهداوي) قلت له نحن نعرف ما مرَّ به الشعب في فترة الحصار لكن الأجيال اللاحقة لا تعرف فنحن بشكل عام لا نمتلك ذاكرة جماعية جيدة".
وحكم الحزب، قرابة أربعة عقود من الزمن في العراق تصدى في معظم هذه الفترة لرأس هرم السلطة الطاغية صدام حسين قبل أن تطيح به أمريكا وحلفاؤها في حرب الخليج الثالثة في العام 2003.
وارتكب نظام البعث في عهد "حسين" العديد من الجرائم التي صنّفتها المحكمة الجنائية المختصة في العراق على أنها "جرائم إبادة جماعية"، وقد قضت بالحكم على صدام وعلى المسؤولين المقرّبين منه بعقوبة الإعدام شنقاً حتى الموت.
ما هو فن الكاريكاتير؟
فَن ساخر من فنون الرسم، يوظف السخرية لتوجيه النقد لشتى جوانب الحياة سياسيًا، اجتماعيًا، وفنيًا. غالبًا ما يكون هذا الفَنّ مساندًا للصحافة فيؤثر بها ويتأثر بها، ومع ذلك فقدرته على النقد تفوق المقالات والتقارير الصحفية أحيانًا.
هذا الفَن المميز يستطيع أن يحول حدث بالغ التعقيد لرسمةٍ بسيطةٍ توصل رسالة واضحة دون الحاجة للكلمات، كما أنه يستطيع انتزاع البسمة من على شفتي المشاهد مهما كانت هذه الرسالة صعبة ومرة، لذا لا عجب أنه سُمي بفَنّ الضحك المُرّ.