سيدي.. البلدوزر طفا".. عبارة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي لتذكّر العراقيين بحادثة بطولية عمرها 7 سنوات.. قصة مُلهمة لبطل في جهاز مكافحة الإرهاب تعرّف عليها
انفوبلس..
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك الزجاج الخلفي للعديد من السيارات خلال الأيام الأخيرة جملة غامضة تساءل قُرّاؤها عن معناها، وهي "سيدي.. البلدوزر طفا"، والبلدوزر هي سيارة من فئة المعدات الثقيلة والجرافات تُستخدم لرفع الأنقاض وما شابه، واستخدمتها قواتنا الأمنية كثيرا خلال معارك تحرير المناطق التي احتلتها عصابات داعش الإرهابية شمال وغرب العراق.
وتعود تلك الجملة لمقطع فيديو انتشر عام 2017 وأُعيد تداوله هذه الأيام لمقاتل عراقي شجاع في جهاز مكافحة الإرهاب يدعى محمد علي السراي، كان يقود سيارة "بلدوزر" في مقدمة موكب أمني في حي الرفاعي بالجانب الأيمن من الموصل ووصله نداء بوجود سيارة مفخخة تتجه نحو الموكب، فقام وبكل شجاعة بالتوجه بسيارته نحو السيارة المفخخة ومحاصرتها حتى اضطر من كان يقودها لتفجيرها دون أن يتمكن من تحقيق غايته والوصول إلى قلب الموكب الأمني.
وبعد تفجير السيارة المفخخة كانت اللحظة التي أفرحت جميع العراقيين، حيث اتضح أن السراي ما زال على قيد الحياة واستخدم جهاز المناداة ليقول: "سيدي.. البلدوزر طفا"، في إشارة منه إلى أن الضرر الوحيد من تفجير السيارة المفخخة هو عطل في الجرافة التي كان يقودها.
وفي مقطع الفيديو يقول السراي: كان خلفي جنود يمثلون نحو 20 عائلة، وفكرت فيما لو نجح الإرهابي بعبوري والدخول إلى قلب الموكب فإن 20 عائلة ستُفجع بأبنائها، فذهبتُ نحوه وأنا أفكر بأني لو استُشهدت فإن عائلتي فقط ستُفجع وذلك أفضل من 20 عائلة.
للاطلاع على مقطع الفيديو اضغط هنا
الموقف البطولي للسراي انتشر كثيرا في حينها ولكن بسبب كثرة الأحداث لم يمر على جميع العراقيين، واليوم وبعد هدوء الأوضاع يبدو أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي قرروا إعادة إحيائه لينال ما يستحقه من الثناء من جهة، ولتسطير بطولات قواتنا الأمنية بمحاربة الإرهاب من جهة أخرى.
وأدناه صورة للمقاتل البطل سائق البلدوزر محمد علي السراي وهو يشاهد الواقع المصغر الذي جسد ما فعله من موقف بطولي إبان تحرير الموصل:
وبعد تلك الحادثة بفترة وجيزة، زار رئيس مجلس الوزراء آنذاك، القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي، مقر جهاز مكافحة الإرهاب والتقى بضباط ومراتب الجهاز وأشاد بدورهم في محاربة الإرهاب وتحقيق الانتصارات على داعش، مؤكدا أن الجهاز أصبح القوة الأولى في الشرق الأوسط.
وأشار العبادي إلى، أن أبطال جهاز مكافحة الإرهاب لديهم صفتان مختلفتان في آن واحد لا تتوفر في أي جيش بالعالم، وهما شراسة وقوة في القتال، وإنسانية وعطف على المدنيين، وتابع: "إننا لن نحتوي الدواعش ولن نسمح ببقائهم في العراق".
وفي العام ذاته، قال قائد قوات مكافحة الإرهاب آنذاك، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، إن المعطيات على الأرض مبشرة عقب فقدان عصابات داعش الإرهابية آلاف من مقاتليها في معركة الساحل الأيسر في مدينة الموصل، مؤكدا أن القوات المسلحة العراقية تمكنت من قتل العشرات من قادة التنظيم الإرهابي، إضافة لتفجير ما يقرب من ألف انتحاري لنفسه خلال معركة تحرير الساحل الأيسر للموصل.
وأكد الساعدي، إن مقرات القيادة والسيطرة ومعامل التفخيخ التابعة لداعش تم تدميرها بالكامل خلال تحرير الساحل الأيسر للموصل، إضافة لانهيار معنويات عناصر التنظيم الإرهابي بسبب خسارته معركة الساحل الأيسر وهو ما يصب بالكامل في مصلحة القوات المسلحة العراقية، موضحا أن معركة تحرير الساحل الأيمن للموصل على ضوء هذه المعطيات ستكون أسهل لأن عدد قرى الساحل الأيمن أقل من 60 قرية في مقابل أكثر من 75 قرية تتواجد في الساحل الأيسر للموصل.
وأضاف، إن قطاعات من قوات الجيش والشرطة الاتحادية والمحلية وجهاز مكافحة الإرهاب العراقي مكلفين بتأمين الساحل الأيسر لمدينة الموصل عقب تحريره من قبضة داعش، مشيرا إلى أن القطاعات ستنتشر في أماكن ملائمة والقوات الأخرى ستشرع في تحرير الجانب الأيمن للمدينة.
وأوضح الفريق الساعدي أن الخطط العسكرية الخاصة في عمليات تحرير الساحل الأيمن لمدينة الموصل متكاملة، وأن القوات العراقية تنتظر قرار القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي للانطلاق نحوه، مؤكدا أن جاهزية القوات والخطط العسكرية الخاصة بتحرير الجانب الأيمن للموصل.
وحول الإمدادات التي تصل لداعش من مدينة الرقة السورية وإمكانية قطع تلك الإمدادات، أكد الفريق الساعدي أن منطقة الجزيرة بين العراق وسوريا واسعة وبها كثير من الطرق الأخرى، مؤكدا أن تنظيم داعش لا يستطيع تحريك أي أرتال عسكرية لكنه قادر على تحريك سيارات بشكل منفرد من دون تأمينها خلال إرسال تلك التعزيزات من الرقة إلى الموصل.
وكشف الفريق الساعدي عن مفتاح نصر القوات العراقية الذي بدأ من تحرير تكريت ومصفى بيجي من داعش، مؤكدا أن انتصارات جهاز مكافحة الإرهاب في تلك المعركة كان بداية لتحرير الرمادي ثم الفلوجة ودافع لتحرير الموصل، مشيرا إلى بدء القوات المسلحة العراقية في إعادة تأهيل وتدريب قطاعات الجيش وما حدث في الموصل يعد بادرة خير ودليل على استعادة قواتنا لعافيتها.
وأكد قائد جهاز مكافحة الإرهاب إن القوات البرية لم تتحرك بعد لتحرير الجانب الأيمن من مدينة الموصل، انتظارا لأوامر القائد العام للقوات المسلحة العراقية لكن عمليات قصف التنظيم الإرهابي بواسطة سلاح الجو العراقي مستمرة، إضافة لعمليات الاستطلاع التي تقودها قوات الجيش العراقي في الساحل الأيمن للموصل.