شخصية الإمام علي (ع) المؤثرة.. تعرف على المذاهب التي تنسب له فكراً والسلالات المنحدرة من صلبه
انفوبلس/ تقارير
مَن يتحدث عن الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، عليه أن يدرك أنّه يتحدّث عن شخصية عربية إسلامية فذة قل نظيرها بين شخصيات العالم، نسباً وأخلاقاً وقوّةً وعدلاً. فهو ليس إمام العرب، بل هو إمام المتقين، الذين ما جاء إلّا لعدالة الحياة، واستقامة المُثل، وترسيخ الأخلاق، وتعليم الناس منهج مدرسة الحقّ والعدل والمساواة. اجتمع للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من صفات الكمال، ومحمود الشمائل والخلال، وسناء الحسب، وعظيم الشرف، مع الفطرة النقية، والنفس المرضية، ما لم يتهيأ لغيره من أفذاذ الرجال. ولكونه أمير المؤمنين، وسيِّد الوصيين، وأوّل خلفاء الرسول (صلى الله عليه وأله وسلم) المهديين، بأمر من الله تعالى، ونصّ من رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، يجب معرفة المذاهب التي تنسب له فكراً في العالم اليوم، والسلالات المنحدرة من صلبه وهي تحكم اليوم، وهو ما سيوضحه التقرير.
*المذاهب التي تُنسب للإمام علي فكراً
من اهم المذاهب العالمية التي تنسب للإمام عليه (عليه السلام) في فكرها هي المذاهب التي تُعرف بفرق الشيعة وأبرزها الفرق الإمامية والزيدية والإسماعيلية، وتليهم الواقفة والشيخية.
*الإمامية
الإمامية مصطلح يراد منه فرقة من المسلمين تعتقد بـالنص على إمامة إثني عشر إماماً بعد رسول الله (ص). وتسمّى تارة بـالشيعة الاثني عشرية وأخرى بـ الجعفرية. ويرى البعض أن المراد من الإمامية الفرق التي تؤمن بوجود إمام منصوب من قبل الله. ووفقا لهذا التعريف تندرج جميع الفرق الشيعية تحت عنوان الإمامية. الا أنّ مصطلح الإمامية الذي يميزها عن سائر الفرق الشيعية هو اعتقادهم بوجود اثني عشر إماماً منصوص عليه من قبل الباري تعالى بعد رسول الله (ص) والذين أسمائهم كالتالي:
علي بن أبي طالب المرتضى(ع)
الحسن بن علي المجتبى (ع)
الإمام الحسين الشهيد(ع)
علي بن الحسين السجاد (ع)
محمد بن علي الباقر (ع)
جعفر بن محمد الصادق (ع)
موسى بن جعفر الكاظم(ع)
علي بن موسى الرضا(ع)
محمد بن علي الجواد(ع)
علي بن محمد الهادي(ع)
الحسن بن علي العسكري(ع)
الحجة بن الحسن المهدي (عج)
*الزيدية
وهم من الفرق الشيعية التي آمنت بإمامة زيد بن علي بن الحسين بعد استشهاد والده الإمام السجاد وتستمد معظم أفكارها من الإمام علي (عليه السلام) وقد تشعّبت هذه الفرقة في بدايات القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي من هيكل التشيع.
تمكّنت الزيدية من تأسيس حكومة الأئمة في مدينة صعدة اليمنية ما بين ( 280 ق الى عام 700 ق تقريبا) وكذلك تمكنوا من تأسيس الدولة العلوية في طبرستان ما بين (250 الى316 ق) وقد انتشر المذهب الزيدي في اوساط الشعب اليمني واستمر حكم الأئمة في صنعاء حتى تأسيس الجمهورية ويشكّل الزيدية اليوم ما يقارب من خمسة وأربعين بالمائة من سكّان اليمن.
*الإسماعيلية
الإسماعيلية إحدى الفرق التي تشعّبت من جسد التشيع بعد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) معتقدين بإمامة ولده الأكبر إسماعيل أو حفيده محمد بن إسماعيل؛ وقد يُسمّون أحيانا في بعض البلدان بـالباطنية، وذلك بحسب اعتبار اعتمادهم على المعاني الباطنية للنصوص الدينية أو التعليمية وذلك بحسب اعتقاد الإسماعيلية بأن الامور الدينية لايمكن أن تعلّم الا من قبل الإمام المعصوم ودعاته.، أو السبعية وذلك باعتبار أنهم كانوا من الذين اعتقدوا بسبعة أئمة من أئمة الشيعة أو الحشيشية أو الملاحدة أو القرامطة باعتبار اتباع بعضهم لحمدان القرمطي ومن أشهر فرق الإسماعيلية الباطنية والتعليمية.
*السلالات المنحدرة من صلب الإمام علي
إنّ أُرومة الناس دليلٌ على شخصيّتهم وفكرهم وثقافتهم . فأُولوا النزاهة والصلاح والعقل والحكمة ينحدرون ـ في الغالب ـ من أُسَر كريمة طيّبة مهذّبة ، وذووا السوء والقبح والشرّ غالباً هم ممّن نشأ في أحضان غير سليمة ، وانحدر من أُصول لئيمة . ويتجلّى القسم الأوّل في الأنبياء ـ الذين هم عِلْية وجوه التاريخ، وقِمم الشرف والكرامة والعزّة ـ ومَنْ تفرّع من دوحاتهم، ورسخت جذوره في بيوتاتهم الرفيعة.
وكانت لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) جذور ضاربة في سلالة طاهرة كريمة ، هي سلالة إبراهيم ( عليه السلام ) ، فهو كرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في ذلك ، وإبراهيم ( عليه السلام ) هو بطل التوحيد ، الراغب إلى الله ، المُغرم بحبّه ، وهو الواضع سنّة الحجّ ، رمز العبودية ومقارعة الشِرك . وهكذا فالحديث عن جُدود النبي ( صلّى الله عليه وآله ) حديث عن جدود عليّ ( عليه السلام ) ، والكلام عن سلالته ( صلّى الله عليه وآله ) هو بعينه الكلام عن سلالة أخيه ووصيّه ( عليه السلام ) ، قال (صلّى الله عليه وآله ) في أسلافه : ( إنّ الله اصطفى من وِلد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من وِلد إسماعيل بني كِنانة ، واصطفى من بني كنانة قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم .
وهكذا فبنو هاشم هم صفوةٌ اختيرت من بين صفوة الأُسَر، ورسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وعليّ ( عليه السلام ) هما صفوة هذه الصفوة ، قال الإمام ( عليه السلام ) واصفاً سلالة النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أُسرَتُه خير الأُسَر ، وشجَرته خير الشجَر ; نَبَتت في حرَم ، وبَسَقت في كَرَم ، لها فروعٌ طِوال ، وثمَرٌ لا يُنال.
وهذا الثناء ـ بحقّ ـ هو ثناء على سلالته ( عليه السلام ) أيضاً ، حيث قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أنا وعليّ من شجرة واحدة ) . وقال : ( لحمُه لحمي ، ودمُه دمي ) وعلى هذا يكون بيت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وبيت عليّ هو بيت النبوّة ، وأُرومتهما أُرومة النور والكرامة ، وهما المصطَفَيان من نَسل إبراهيم وبني هاشم ، مع خصائص ومزايا سامقة : كالطهارة ، والفصاحة ، والسماحة ، والشجاعة ، والذكاء ، والحياء ، والعفّة ، والحِلم ، والصبر وأمثالها. ناهيك عن منزلتهما المرموقة العلَيّة بين قبائل العرب بأجمعها.