شركات السيارات العالمية تغزو العراق.. هذه أبرز العلامات وماذا عن "أوتو شو"؟
انفوبلس/..
أصبح العراق سوقاً مفضلة لدى الكثير من شركات السيارات العالمية لأسباب جوهرية تتمثل أبرزها بمحدودية القيود التي تفرضها الدولة العراقية مقارنة بدول أخرى، إضافة إلى إقبال المواطنين المتزايد على شراء العجلات، حتى أن بغداد وحدها تضم نحو 3 ملايين ونصف المليون سيارة.
دخلت السيارات مع غيرها من منتجات التقنية الحديثة الى العراق مع بدايات القرن العشرين، وبدأ انتشارها بعد الحرب العالمية الاولى، إذ يذكر المؤرخ العراقي عباس العزاوي في كتابه (تاريخ العراق بين احتلالين) أن في 1908 وردت الى بغداد من حلب أول سيارة، فخرج أهل بغداد للتفرج عليها، وصار بعضهم ينظرون تحتها لكي يكتشفوا الحصان الكامن في بطنها على حد زعمهم، إذ لم يكن من المعقول أن تسير عربة من غير حصان يجرّها.
وبعد سقوط النظام وانفتاح الحدود على الغرب وسقوط رسوم التعرفة الكمركية، أصبح العراق اكبر سوق للسيارات المستعملة في العالم، وكل مقابر السيارات في العالم صبّت مخلفاتها في العراق في مرحلة ما يمكن أن نسميها سيارات المنيفيست، وهي إشارة إلى اللوحات السوداء التي تحملها السيارة وتشير إلى أنها إدخال كمركي مؤقت.
لكن بدأ الوضع بالتحسن النسبي عبر العودة الخجولة لعمل الشركة العامة لاستيراد السيارات التي قامت بعقد بعض الصفقات لشراء سيارات بيجو إيرانية الصنع، بالإضافة الى السيارات الحوضية والرباعية الدفع المستعملة من قبل القوات الأمنية والشرطة، أما بوادر الانفراج بدأت تظهر في إقبال الناس على شراء السيارات الحديثة نتيجة للتحسن الكبير الذي طرأ على دخول المواطنين في العراق.
*أبرز العلامات
توجد في بلاد الرافدين أكثر من علامة تجارية للسيارات، لكن هناك ماركات معينة تحتكر تقريباً سوق السيارات في العراق، وتهيمن على مزاج الزبائن، إذ تحتل السيارات الكورية خاصة (هونداي و كيا) المراتب الأولى في الطلب من قبل الموظفين ذوي الرواتب المتوسطة، فيما يميل سائقو التكسي إلى السيارات الإيرانية التي تتمتع برخص ثمنها وتوفر أدواتها، أما ذوو الأعمال الحرة والعاملون في القطاع الخاص برواتب متوسطة، فهم يفضلون السيارات الصينية، ويستخدم العاملون في النقل الخارجي غالبًا السيارات الأميركية وأبرزها (فورد – جي ام سي) - ما يسميها العراقيون "أوباما" و"بهبهان" حيث تتميز تلك السيارات بالقدرة على تحمل المسافات الطويلة بين المحافظات، ووعورة الطرق الخارجية وتهالكها، فضلًا عن مواجهة الحوادث المرورية بأقل الأضرار. وترتفع أسعار تلك السيارات نسبيًا بسبب المميزات التي تتصف بها ومتانتها، لذلك يلجأ إليها السائقون في النقل الخارجي.
*علامات أخرى
هناك أكثر من علامة تجارية أخرى موجودة في السوق العراقية، تتمثل في (هامر، هافال، نيسان، تويوتا، ميتيسيوبيشي، مرسيدس، لكزس، مازدا، لاند روفر، فولكسفاغن، أوبل، سكودا، شانجان، فولفو..).
*المستعمل
أصبحت السيارات المستعملة في الولايات المتحدة هي المفضلة حالياً في العراق بين المواطنين والتجار على حد سواء بعد إعادة تنظيم دخول تلك السيارات القادمة مؤخراً، سواء عبر ميناء البصرة جنوباً، أو من خلال المعبر البري من الأردن بمحافظة الأنبار غرب البلاد، أو من خلال تجار يقومون بجمع تلك السيارات التي تتعرض لحوادث أو ضرر من دول خليجية أو عربية وحتى أوروبية وتوريدها للبلاد عبر ميناء العقبة الأردني.
وحسب أرقام غير رسمية "يبلغ مجموع تلك السيارات المستوردة من الولايات المتحدة أياً كان بلد الصنع ما بين 4 إلى 5 آلاف سيارة شهرياً، وعادة ما يتلاعب التجار بقوانين استيراد السيارات في العراق من خلال تسجيل السيارات التي يقلّ تاريخ صنعها عن ثلاث سنوات ضمن "قطع غيار مستعملة"، أما تلك التي لا تقل عن ثلاث سنوات من تاريخ الصنع فتدخل بصورة طبيعية للبلاد ويتم تسجيلها ودفع رسومها الجمركية.
ورافقت تجارة السيارات المستعملة بعض المشاكل كان منها مطالبة هيئة الجمارك بشهادة منشأ السيارة لإكمال أوراقها الرسمية والسماح بدخولها إلى البلاد، وعليه أصدرت هيئة الجمارك بياناً قالت فيه "إنها تدخلت مباشرة لحل هذه المشكلة ومفاتحة وزارة التجارة رسمياً والتي ردّت بعدم الحاجة لشهادة المنشأ"، الأمر الذي يسهل على التجار والمستهلكين إدخال سياراتهم إلى البلاد ويزيد من النشاط التجاري في الأسواق المحلية.
*الغزو الصيني
كما بدأت السيارات الصينية تثبّت موقعها في السوق العراقية بوتيرة متسارعة، وأصبح بالإمكان مشاهدة الآلاف منها في الشوارع في مختلف المدن والبلدات وحتى القرى البعيدة.
ويعود الإقبال المتزايد إلى أسعارها المنافسة وقفزة كبيرة في متانتها وملاءمتها لأسواق العراق والمنطقة، حيث جرى تصميمها لملاءمة الظروف الجوية وخاصة الحرارة المرتفعة في فصل الصيف.
*أوتو شو العراق
يوم أمس الأربعاء، 2023/1/18، افتُتح معرض المركبات وقطع الغيار (أوتو شو عراق) على أرض معرض بغداد الدولي، بمشاركة عدة شركات محلية ودولية، بحضور مسؤولين حكوميين، على أن يستمر لغاية يوم السبت المقبل.
ويُعد معرض أوتو شو عراق، تجمعاً للسيارات المميزة الموجودة في البلاد.