شركة توتال.. هجوم "موثق" ونفي "مُدبّر".. ما قصة العشائر الثلاث التي حاولت السيطرة على مقر الشركة في البصرة؟ ولماذا اجتمع العيداني معها؟
انفوبلس/ تقارير
جدل وتضارب في الأنباء، بين مَن يتحدث عن تعرض شركة توتال الفرنسية لهجوم مسلح في البصرة، وبين مَن ينفي. فمصادر تقول إن مسلحين أطلقوا وابلاً من الرصاص على الشركة في حقل أرطاوي بالمحافظة، في حين نفت شركة نفط البصرة هذه الأنباء وقالت إنها عارية عن الصحة. فأين تكمن الحقيقة؟ وما قصة العشائر الثلاث التي تحاول "الاستيلاء" على مقر الشركة؟ ولماذا عقد مجلس محافظة البصرة برئاسة العيداني اجتماعات "ودية" معها؟
*نبأ الهجوم على توتال
أمس الأول، تناقلت مواقع التواصل ووسائل إعلام، نبأ تعرض مقر شركة توتال الفرنسية في حقل أرطاوي بمحافظة البصرة إلى هجوم مسلح.
وقال مصدر أمني، إن “موظفي شركة توتال الفرنسية في محافظة البصرة، تعرضوا إلى التهديد من قبل مسلحين يستقلون 4 سيارات مدنية".
وأضاف المصدر، إن “المسلحين فتحوا نيران أسلحتهم على مقر الشركة في حقل أرطاوي بمحافظة البصرة، في ساعات متأخرة من ليل الإثنين”.
*شركة نفط البصرة تنفي الهجوم
من جانبها، أكدت شركة النفط البصرة، أن ما تم تداوله حول تعرض مقر شركة توتال الفرنسية في محافظة البصرة لهجوم مسلح غير صحيح.
وقالت الشركة في بيان، إنه "لم يحدث أي إطلاق نار على مقر الشركة في حقل أرطاوي، فيما ناشدت وسائل الإعلام بتوخي الدقة والمصداقية في نقل الأخبار، والاعتماد على المصادر الرسمية الموثوقة لتجنب نشر الشائعات والأخبار غير الدقيقة".
وأكدت الشركة، إنها "تعمل بكفاءة وجدّية على تأمين كافة مرافقها ومقارها الرئيسية في المحافظة، وتضع خطط أمنية محكمة لحماية الموظفين والممتلكات من أي تهديدات محتملة".
كما أوضحت الشركة، إنها "تتعاون مع الجهات الأمنية المختصة لضمان سلامة العاملين في الشركة والحفاظ على استمرارية الإنتاج النفطي دون تعرض لعوائق غير مبررة".
وفي ختام البيان، شددت شركة النفط البصرة على "ضرورة احترام مصداقية الأخبار وعدم نشر الإشاعات التي قد تثير الذعر بين المواطنين وتؤثر سلباً على الاستقرار العام في المنطقة، مشيرة إلى أن الشائعات والأخبار غير المؤكدة قد تسبب الفوضى وتعرض الشركات والمواطنين للخطر دون داع".
*ما قصة العشائر الثلاث؟
بعد الشد والجذب، أفاد تقرير لإحدى القنوات الفضائية بأن قيادة العمليات وشركة النفط بمعزل عما يحدث وأن الشركة تعرضت فعلا للهجوم وهناك ما يوثق ذلك.
وذكر التقرير الذي تابعته شبكة انفوبلس، أن ثلاث عشائر – لم يسمِّها – تحاول السيطرة والاستيلاء على مقر شركة توتال في البصرة لدرجة نصبت "كرفانات" داخل مقر الشركة وهددت كل مستثمر لا يعود لها بالقتل و"محيه عن وجه الأرض".
وأشار التقرير إلى أن مصادر من داخل الشركة الممثلة لشركة توتال وهي شركة "الواحة" أكدت وجود ثلاث عشائر تمارس التهديد والترغيب منذ ثلاثة أسابيع وتمنع العمل داخل الشركة في حال لم يتم دفع "اتاوة" لها.
*ما علاقة أسعد العيداني بهذه العشائر؟
ويؤكد التقرير، أن مجلس محافظة البصرة برئاسة أسعد العيداني عقد ولا زال يعقد العديد من الاجتماعات الـ"ودية" مع هذه العشائر ويبرر لها أفعالها.
وأضاف، أن بعض عشائر البصرة متنفذة جدا داخل الحكومة المحلية "وتصول وتجول" وتستولي على الشركات دون تدخل من قبل المحافظ ومجلس المحافظة.
*أسرار هذا الملف
وبحسب التقرير، فإن مشروع توتال هو أكبر مشروع للطاقة الشمسية في المحافظة، لكن أسرار عدم تقدُّمه بالعمل تعود إلى فرض "اتاوات وخاوات" على القائمين عليه من قبل العشائر الثلاث آنفة الذكر وبتسهيل من مجلس المحافظة.
وأشار إلى أن العشائر جاءت بكرفانات خاصة ونصبتها في المكان المخصص لشركة توتال وتوعدت كل من يزيلها بالقتل، مؤكدا أن الشركة الممثلة لتوتال وثقت الاعتداءات كلها ورفعت كتابا إلى توتال التي بدورها أوصلت الحادثة إلى رئيس الوزراء.
وعن أسرار ما يحدث، أكد التقرير، أن جهات سياسية متنفذة تملك لجانا اقتصادية تحاول ترهيب العاملين في شركة توتال بغية الاستيلاء على العمل وتحويل العقود إلى شركات خاصة بها.
وختم التقرير، أن العشائر الثلاث بعثت رسالة لكل الشركات الاستثمارية مفادها أن العمل في المحافظة لا يتم دون دفع "الرشاوى".
*معلومات عن حقل أرطاوي النفطي
حقل أرطاوي من ضمن مجموعة حقول منتشرة بين الحقول الجنوبية العملاقة وتضم هذه الحقول كل من (حقل الناصرية، اللحيس، الطوبة ونهر ابن عمر)
*إن الحقول أعلاه يمكن أن تنتج بحدود (1) مليون برميل في حال تطوير الإنتاج فيها.
*بحسب بيانات شركة أكسن موبيل فإن إنتاج حقلي أرطاوي وحقل نهر ابن عمر يمكن أن يصل إلى ما مقداره (550) ألف برميل/ يوميا في حال تطوير إنتاجهما.
*إن احتياطي حقل أرطاوي من النفط الخام هو (11) مليار برميل وهدف المشروع إنتاج (1.7) مليار برميل خلال عمر المشروع البالغ 30 عاما وبمعدل إنتاج 210 آلاف برميل يوميا.
*يضم حقل أرطاوي النفطي المكامن النفطية الآتية (مودود، مشرف، نهر عمر، اليمامة وبنوعين من النفط الثقيل والخفيف).
*قامت شركة نفط البصرة بحفر (9) آبار في مكمن اليمامة تم استغلال (4) منها فقط والسبب في ذلك عدم وجود منشئات سطحية لمعالجة وانتزاع الكبريت من النفط الخام المنتج بشكل مثالي.
*قامت الشركة أيضا بحفر (40) بئراً في المكامن المتبقية ولم يتم استثمارها بسبب:
أ- انخفاض التخصيصات لإنشاء ضفة عزل متكاملة لمعالجة النفط الثقيل.
ب- تتطلب خطة تطوير إنتاج حقل أرطاوي إلى دعم الضغط المكمني من خلال حقن الماء أو الغاز بهدف الوصول إلى الإنتاج المستهدف.
يذكر أن وزارة النفط وقّعت مع شركة "توتال" الفرنسية في أيلول 2021، النسخة الأولى من مجموعة عقود استراتيجية عملاقة في مجالات النفط، والغاز، والطاقة المتجددة، وماء البحر بكلفة استثمارية تبلغ 27 مليار دولار لمدة 27 عاماً.