شركة "فلاي بغداد".. 9 سنوات من الرحلات الجوية بأسطولها وهذه أسرار حريق الطائرة أمس
انفوبلس/ تقرير
منذ 9 سنوات بدأت رحلة شركة "فلاي بغداد" رحلتها في عالم الطيران متخذة من العاصمة بغداد مقراً لها التي مرّت بمراحل عديدة من التغيير، خصوصا بعد عام 2017 عندما أقدمت إدارة الشركة بإجراء تغييرات جذرية في هيكليتها وستنعرف عليها في هذا التقرير.
*نبذة عن "فلاي بغداد" ومراحل تطورها
شركة عراقية خاصة مستقلة قام بتأسيسها بعض رجال أعمال عراقيين مختصّة في مجال السفر الجوي من العراق وإلى دول العالم، وتأسست في يوم 15-1-2014 حيث أتمّت الشركة أول رحلة لها في يوم 19-6-2015 وقد أقلعت طائرة بومباردييه سي آر جيه 200 من مطار بغداد الدولي إلى مطار أربيل الدولي وتمّت الرحلة بنجاح.
فلاي بغداد هي أول شركة استخدمت أحدث وسائل التكنلوجيا في العراق، تحت شعار (سعر اقل…سفر أكثر) بعد أن تم حل مجلس الإدارة القديم بالكامل، وتأسيس مجلس إدارة بخطة تشغيلية جديدة، بدأت تطبيق مبدأ الحجز الإلكتروني باستخدام وسائل الدفع المحلية بكادر إداري جديد مطلع عام 2017 حيث ابتدأت فلاي بغداد مشوارها الرسمي في الرابع عشر من شهر شباط للعام نفسه.
وقالت مصادر مطلعة لـ "انفوبلس"، إن "شركة فلاي بغداد مرّت بمرحلتين منذ تأسيسها، الأول امتدت منذ اليوم الأول لتأسيسها ولمدة ثلاث سنوات للفترة من 2014 إلى 2017، حيث وُصِفت المرحلة الأولى بـ "سنوات عجاف" كادت أن تنهي وجود شيء اسمه "فلاي بغداد" ولذلك أسباب عديدة منها اعتمادها على الموظفين العراقيين السابقين والمتقاعدين والذين كانوا يعملون في قطاع الطيران المدني العراقي، حيث تم وضعهم في المناصب الإدارية المهمة على الرغم من عدم امتلاكهم المؤهلات الكافية، وكذلك غياب الأدوات الحديثة واللازمة لمواكبة الحداثة في عالم الطيران.
وأضافت: إن "المرحلة الثانية بدأت منذ 2017 بعد أن تمّت إعادة هيكلتها وتغيير إدارتها السابقة كليا التي أدارتها منذ سنة 2014 بتوظيف موظفين أجانب في المواقع الإدارية التي يجب أن تخضع للمعايير الدولية بالطيران مع التطعيم بكوادر عراقية شابة تحمل الكثير من الكفاءة لكي يتم تدريبهم لاستلام المسؤولية كاملة مستقبلا وخصوصا بعد تجربة كورونا الصعبة والتي أثبتت التزام الكادر العراقي ومدى تضحياته من أجل استمرار عمل الشركة".
*أسطول الشركة
تملك فلاي بغداد أسطولا يتكون من طائرتين من طراز بوينغ 700-737 وأربع طائرات من طراز بوينغ 737-800 وطائرة من طراز 737-900ER وأخرى من طراز بومبرديه CRJ-200.
يبلغ متوسط عمر الطائرة ست سنوات تقريبا، والشركة حاليا في طور شراء طائرات حديثة سيُعلن عن نوعها وطرازها قريبا، أسطول الطائرات الجديدة سيدعم تشغيل العديد من الرحلات القصيرة والمتوسطة والطويلة في الشرق الأوسط، بحسب البيانات الرسمية من الشركة.
*أسرار الحريق يوم أمس
أفادت مصادر محلية، يوم أمس الجمعة، باندلاع حريق في طائرة تابعة لشركة فلاي بغداد والمتوجهة من مطار النجف إلى مطار المدينة المنورة، وقالت المصادر لـ "انفوبلس"، إن "حريقاً اندلع بطائرة تابعة لشركة فلاي بغداد المتوجهة من مطار النجف إلى مطار بغداد الدولي.
كما كشفت إدارة مطار بغداد الدولي، ملابسات حدوث حريق في طائرة تابعة لشركة فلاي بغداد والمتوجهة من مطار النجف إلى مطار المدينة، وقالت في بيان ورد لـ "انفوبلس"، إنها "تودّ أن توضّح للرأي العام وللمسافرين الكرام بخصوص ما تداولته بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي من حدوث حريق لطائرة فلاي بغداد المتوجهة من مطار النجف الأشرف إلى مطار المدينة فتبيّن أنه عارض حريق خاطئ في قمرة العفش الخلفي للطائرة".
وبيّنت الإدارة في بيانها أن "قائد الطائرة قام باتباع السياقات الصحيحة والهبوط في مطار بغداد الدولي لغرض الكشف على العارض"، مؤكدة بأن "قسم السلامة الجوية في سلطة الطيران المدني العراقي الذي يُعد الجهة المعنية بخصوص ذلك، وبعد مراجعة أوراق العمل الفني وإجراء الاختبار اللازم من قبل المهندس الأرضي على منظومة الحريق في قمرة العفش تبين أن المنظومة تعمل بشكل صحيح، حيث تم تدوين البيانات الفنية المطلوبة كافة في السجل الفني للطائرة والسماح بالطيران من جديد".
إلى ذلك، أعلنت وزارة النقل، عن إنزال طائرة لشركة فلاي بغداد بعد اندلاع حريق بداخلها، فيما أشارت الى أنه كان على متنها 219 مسافراً، وذكرت في بيان ورد لـ "انفوبلس"، أن "مراقبي الملاحة الجوية تمكنوا يوم أمس الجمعة، من إنزال طائرة تابعة لشركة (فلاي بغداد) في مطار بغداد الدولي، وإنقاذها من حريق نشب داخل عنبر شحن الطائرة".
وقال مدير عام شركة الملاحة الجوية عباس صبار البيضاني، إن "الطائرة Boeing 737-900ER التابعة لشركة (فلاي بغداد) كانت متوجهة من مطار النجف الدولي صوب المدينة المنورة، وعلى متنها (219) مسافرا وثمانية أفراد من طاقم الرحلة، وبسبب إعلان حالة طوارئ داخل الطائرة، قمنا بالإجراءات المناسبة لغرض إنزالها بأمان في مطار بغداد الدولي".
وأضاف البيضاني، بحسب البيان أن "الملاحة الجوية تُثني على الجهود الاستثنائية التي بذلها مراقبو وحدة المنطقة والاقتراب ووحدة البرج، إضافة إلى دور قسم اتصالات الطيران في تأمين الاتصال بالطائرة، ومعالجة الحالة بالسرعة المطلوبة".
*الحظر الأوروبي
ومرّت نحو 8 سنوات على قرار حظر طيران العراقي، وتحديدًا الخطوط الجوية العراقية من التحليق في سماء أوروبا، ولم يتمكن العراق إلى الآن من تحقيق الشروط التي تُتيح إلغاء القرار الدولي الذي كان له تأثيرات اقتصادية سلبية كبيرة على البلاد.
وفي العام 2015، جرى حظر الطائر الأخضر من الطيران في سماء أوروبا بسبب عدم استيفائها معايير المنظمة الدولية للطيران المدني، مما سبّب سخطًا كبيرًا في الشارع العراقي، الذي اتهم الجهات المعنية بالتقصير.
مطلع شهر حزيران/ يونيو من العام 2022، جدّدت وكالة سلامة الطيران الأوروبية التأكيد على حظر الخطوط الجوية العراقية في أجوائها، مؤكدة أنه سيستمر لحين تلبية متطلبات التشغيل الآمن من خلال الاستجابة لمتطلبات شهادة مشغّل البلد الثالث TCO.
*230 مخالفة على العراق
عامر عبد الجبار، وزير النقل الأسبق يقول إن "حظر الطيران العراقي فُرِض منذ تسعينيات القرن الماضي، واستمر لغاية العام 2009، فيما رُفع بعد إزالة المخلّفات كافة التي كانت متواجدة على الطائر الأخضر". ويُشير عبد الجبار، إلى أن "العراق عاود تسجيل الخروقات منذ العام 2012 فيما تم حظر الطيران العراقي من التحليق في سماء أوروبا عام 2015 بشكل رسمي ونهائي"، مبينًا أن "المنظمة الدولية للطيران (آيكا) والمنظمات العالمية الأخرى الخاصة بالطيران مثل (إياتا) و(إياسا)، أكدت أن سلطة الطيران العراقية والخطوط الجوية لم يلتزما بإجراءات السلامة وغيرها من الضوابط".
الجهات الأوروبية سجلت أكثر من 230 مخالفة على الطيران العراقي - والكلام للوزير الأسبق - الذي استطرد بالحديث قائلًا، إن "العراق فشل في إعادة رفع الحظر عن العراق منذ العام 2015 إلى الآن، رغم مرور سنوات على عودة الحظر الجوي". وتابع بالقول، إن "قرار الحكومة في العام 2018، الخاص بفصل سلطة الطيران المدني عن وزارة النقل بسبب اجتهادات شخصية كان له آثار سلبية وقعت على قرار رفع الحظر عن العراق كون أن الوزارة هي الجهة المعنية بالمخاطبات الرسمية، وأصبحت غير قادرة على توجيه سلطة الطيران المدني بحكم قانونية الموضوع".
وكان مجلس الوزراء برئاسة حيدر العبادي، قرّر في أيار/ مايو 2018، فصل سلطة الطيران عن وزارة النقل وإلحاقها بمجلس الوزراء بشكل مباشر.
ويُضيف الوزير الأسبق، أن "وعود وزارة النقل بشأن رفع الحظر نهاية العام الجاري غير منطقية ومستبعدة كون المديرين والمختصين في الوزارة والخطوط الجوية العراقية غير مؤهّلين لمناصبهم، وهذه أبرز الأسباب التي تقف أمام القرار المنتظر".
وختم عبد الجبار حديثه بالقول، إن "قرار رفع الحظر مرتبط بالعديد من المتطلبات أبرزها ربط العراق مع المنظمة الدولية للطيران (آيكا) ببرنامج التدقيق (اليوسوب)، فضلًا عن عودة ارتباط سلطة الطيران المدني مع وزارة النقل".
وأطلق برنامج الإيكاو العالمي لتدقيق مراقبة السلامة ما يعرف باسم (USOAP) في الأول من كانون الثاني/يناير العام 1999، استجابة لمخاوف واسعة النطاق حول مدى كفاية الرقابة على سلامة الطيران في جميع أنحاء العالم.
وتركز مراجعة حسابات (USOAP) على قدرة الدولة في توفير الرقابة على السلامة من خلال تقييم العناصر الحرجة (CEs) لنظام مراقبة السلامة، والتي تمكن الدولة المعنية من ضمان تنفيذ معايير السلامة ICAO والممارسات الموصى بها (SARPs) والإجراءات المرتبطة بها والمواد التوجيهية.
وأظهرت وثائق صادرة عن منظمة سلامة الطيران الأوروبية "إياسا"، مطلع العام الماضي، استمرار حظر طيران أكثر من 10 شركات عالمية في الأجواء الأوروبية بينها طائرات الخطوط الجوية العراقية، برفقة طائرات لشركات من فنزويلا وإيران ونيجيريا وأنغولا وأفغانستان وزمبابوي.