edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. صمدت أمام الزمن والتكنولوجيا.. كيف حافظت "المحيبس" على مكانتها حتى نالت اعتراف اليونسكو؟

صمدت أمام الزمن والتكنولوجيا.. كيف حافظت "المحيبس" على مكانتها حتى نالت اعتراف اليونسكو؟

  • اليوم
صمدت أمام الزمن والتكنولوجيا.. كيف حافظت "المحيبس" على مكانتها حتى نالت اعتراف اليونسكو؟

انفوبلس/ تقرير

نجحت لعبة المحيبس الشعبية العراقية في عبور حدودها المحلية لتصل إلى العالمية، بعد إدراجها رسميًا ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). هذا الإنجاز الثقافي لا يُعد مجرد اعتراف دولي بلعبة شعبية، بل يمثل تتويجًا لتاريخ طويل من الممارسة الاجتماعية التي تجذّرت في الوجدان العراقي، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، لتغدو أحد أبرز رموز الهوية الشعبية والترابط المجتمعي.

إعلان رسمي وأربعة عناصر تراثية عراقية

وأعلنت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، في بيان رسمي صدر الخميس 11 كانون الأول/ديسمبر 2025، إدراج أربعة عناصر تراثية عراقية جديدة ضمن قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، شملت: لعبة المحيبس، والبشت، والزفّة، والكحل العربي.

وأكد وكيل الوزارة للشؤون الثقافية فاضل محمد البدراني أن هذا الإنجاز يعكس الحضور المتجدد للعراق في المحافل الثقافية الدولية، ويجسد جهود الوزارة ومؤسساتها المختصة في صون التراث الوطني وتوثيقه وفق المعايير الدولية.

وأشار البدراني إلى أن إدراج لعبة المحيبس بوصفها عنصرًا تراثيًا عراقيًا خالصًا يمثل إنجازًا نوعيًا، نظرًا لما تحمله اللعبة من رمزية اجتماعية وروحية، خصوصًا ارتباطها بطقوس شهر رمضان في المدن والأحياء الشعبية، وما تعكسه من قيم التآخي والتنافس الشريف والتواصل الإنساني.

وتم إدراج لعبة المحيبس خلال اجتماعات الدورة العشرين للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، التي عُقدت في وقت سابق من الشهر الجاري في نيودلهي – الهند.

وبهذا القرار، انتقلت اللعبة من ساحات بغداد وأزقتها الشعبية ومقاهيها الرمضانية إلى منصة الاعتراف العالمي، لتُسجل بوصفها ممارسة ثقافية حيّة لا تزال تُمارس وتُورّث عبر الأجيال.

هذا الإدراج جاء بعد إعداد ملف متكامل استوفى الشروط الفنية والتوثيقية المطلوبة من قبل اليونسكو، بإشراف مركز حماية وصون التراث غير المادي ودائرة العلاقات الثقافية العامة في الوزارة، وبمساندة خبراء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).

لعبة تتحدى الزمن والتكنولوجيا

رغم التحولات الكبيرة التي شهدها المجتمع العراقي، وتعدد وسائل الترفيه الحديثة، من شاشات تلفزة ومنصات رقمية ومواقع تواصل اجتماعي، حافظت لعبة المحيبس على مكانتها في الذاكرة الشعبية.

ولا يزال العراقيون، بمختلف أعمارهم، يتجمعون في ليالي رمضان بعد الإفطار في المقاهي والساحات العامة والصالات الرياضية لمتابعة مباريات المحيبس، التي تتحول في كثير من الأحيان إلى مهرجانات شعبية حاشدة يحضرها المئات، وأحيانًا الآلاف.

وتُنظَّم في السنوات الأخيرة بطولات رسمية على مستوى الأندية والمحافظات، تشترك فيها عشرات الفرق من مختلف مناطق العراق، في مؤشر واضح على حيوية اللعبة واستمرار شعبيتها.

المحيبس: أكثر من لعبة

تُعد المحيبس أكثر من مجرد وسيلة ترفيه، فهي طقس اجتماعي متكامل يعزز الروابط بين أبناء المجتمع، ويعيد إحياء قيم التلاقي والحوار والمنافسة النزيهة.

وتعتمد اللعبة على الفراسة والذكاء وقوة الملاحظة، إذ يقوم أحد الفريقين بإخفاء خاتم صغير (المحبس) في يد أحد لاعبيه، بينما يتولى قائد الفريق الآخر مهمة اكتشاف اليد التي تخفي الخاتم من خلال قراءة الوجوه ولغة الجسد والانفعالات النفسية.

وغالبًا ما تكون الجائزة معنوية، تتمثل في لقب البطولة، إلى جانب التزام الفريق الخاسر بتقديم الحلويات المحلية للفريق الفائز، في تقليد يعكس روح المودة والمرح.

بغداد.. العاصمة والموطن الرئيس

رغم انتشار لعبة المحيبس في مختلف أنحاء العراق، بما في ذلك إقليم كردستان، تبقى العاصمة بغداد الموطن الرئيس لهذه اللعبة، حيث تُقام المباريات الكبرى والحاسمة، وتبرز أسماء لاعبين مخضرمين تحولت مهاراتهم إلى أساطير شعبية.

ومن أبرز هؤلاء اللاعب جاسم الأسود، رئيس فريق الكاظمية، الذي يُعد من أشهر وأمهر لاعبي المحيبس في العراق. ويُضرب به المثل في قدرته على استخراج المحبس من بين عشرات، بل مئات اللاعبين، حتى قيل عنه: "لو كانت هذه اللعبة عالمية لكان الأسود أشهر نجومها".

جذور تاريخية.. بين العثمانيين والعباسيين

يختلف المؤرخون في تحديد التاريخ الدقيق لظهور لعبة المحيبس. فبينما يرجّح بعضهم أن عمرها لا يتجاوز المئة عام، تربط روايات أخرى جذورها بالعصر العباسي.

وتحكي إحدى الروايات أن الخليفة هارون الرشيد فقد خاتمه ذات يوم بعد الإفطار، فقام جلساؤه بإخفائه مازحين، وطلبوا منه أن يميز من يخفيه بينهم، لتتحول الحادثة إلى نواة لعبة شعبية انتشرت لاحقًا.

    كما تؤكد مصادر تاريخية أن اللعبة كانت رائجة خلال العهد العثماني في بغداد، وشكلت جزءًا من طقوس السهر الرمضاني لدى سكان العاصمة.

قواعد اللعبة وتنظيمها

تُقام مباريات المحيبس بين فريقين يجلس لاعبو كل منهما في صفين متقابلين. ويُخفي أحد لاعبي الفريق الأول الخاتم في يده بعد عملية تمويه منظمة، فيما يحاول قائد الفريق الآخر، بمساعدة فريقه، اكتشاف مكان الخاتم خلال وقت محدد.

وتختلف قواعد احتساب النقاط ومدة الجولات بحسب حجم المباراة، إذ قد يتكون الفريق من شخصين فقط، أو من مئتي لاعب. وعادة يُشترط تحقيق 11 أو 13 نقطة للفوز، فيما تستمر الجولة الواحدة نحو 7 إلى 10 دقائق، مع إمكانية إضافة وقت إضافي في حال تعذر كشف المحبس.

من جانبه، قال ميثم الدبور، رئيس فريق النجف إنه يمارس اللعبة منذ سنوات طويلة، مضيفا أن بناته يلعبْنها بسبب مشاهدتهم له وهو يلعبها. وأوضح أن اللعبة "تحتاج إلى ذكاء وفراسة وشجاعة، فقد يظهر الخوف والتور على وجه اللاعب الذي يخفي الخاتم". وأضاف أن "لكل قائد مساعد ينبهه بتوقع أن أحدهم يحمل الخاتم ليسهل الأمر على القائد".

تلعب لجنة الحكام دورًا أساسيًا في تنظيم المباريات وضمان نزاهتها. ويتم الاتفاق على الحكام قبل بدء اللعب، ويتولى الحكم الرئيسي الإشراف على سير المباراة وتصحيح الأخطاء، مثل حركة اللاعبين أو طريقة عرض الأيدي. ويؤكد حكام معتمدون أن للعبة قوانين صارمة تُطبق قبل وأثناء وبعد المباراة، ما يعكس مستوى التنظيم والانضباط الذي وصلت إليه المحيبس في السنوات الأخيرة.

وعن طبيعة اللعبة، أوضح رئيس لجنة حكام العراق وليد السامرائي: "يتم إخفاء "محيبس"، أي خاتم، مع أحد أفراد الفريق، وعلى الفريق الآخر ممثلًا في قائد الفريق أن يجد الخاتم من بين هذه الأيادي الكثيرة، ويجب على أي فريق أن يحصل على 13 نقطة لكي يفوز بالمباراة".

وأضاف السامرائي: "يدير كل مباراة حكمان، وللعبة قواعد تُطبق على الفرق ولاعبيها قبل المباراة وأثناءها وبعدها"، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون لدى اللاعب الذي يخفي الخاتم بيده بطاقة تثبت أنه من وقع عليه الاختيار في إخفاء الخاتم.

أما الحكم بكر عادل فأوضح أنه يجب على أحد الفريقين أن يجد الخاتم خلال 10 دقائق، وإذا لم يجده خلال هذه الفترة فإنه يخسر نقطة، وكي يفوز أحد الفريقين عليه أن يحقق 13 نقطة. وقال إن اللعبة غير محددة بوقت معين، وقد تستمر حتى الصباح، وبعضها ينتهي خلال ساعات، وهذا يتوقف على مدى قدرة الفرق على تحقيق النقاط.

تراث حيّ ومستقبل واعد

يؤكد إدراج لعبة المحيبس في قائمة اليونسكو أن التراث غير المادي ليس ماضيًا جامدًا، بل ممارسة حيّة تتطور وتستمر ما دام المجتمع متمسكًا بها.

ويرى مختصون أن هذا الاعتراف الدولي سيسهم في تعزيز الاهتمام الرسمي والشعبي باللعبة، ويفتح الباب أمام توثيقها أكاديميًا، وربما تحويلها مستقبلًا إلى مهرجانات ثقافية وسياحية تسهم في تنشيط المشهد الثقافي العراقي.

وفي بلد يُعد مهدًا لأقدم الحضارات، يأتي هذا الإنجاز ليؤكد أن العراق لا يزال قادرًا على تقديم تراثه للعالم، ليس فقط عبر الآثار والمعابد، بل من خلال ألعاب شعبية بسيطة تحمل في طياتها ذاكرة شعب وروح أمة.

أخبار مشابهة

جميع
استفتاء انفوبلس.. الجمهور يرسم خريطة التفوق في التعليم الأهلي العراقي لعام 2025

استفتاء انفوبلس.. الجمهور يرسم خريطة التفوق في التعليم الأهلي العراقي لعام 2025

  • اليوم
اتفاق عراقي إيراني على فتح منفذ جلات – علي الغربي.. "انفوبلس" تكشف الأهمية وموعد الافتتاح

اتفاق عراقي إيراني على فتح منفذ جلات – علي الغربي.. "انفوبلس" تكشف الأهمية وموعد الافتتاح

  • اليوم
صمدت أمام الزمن والتكنولوجيا.. كيف حافظت "المحيبس" على مكانتها حتى نالت اعتراف اليونسكو؟

صمدت أمام الزمن والتكنولوجيا.. كيف حافظت "المحيبس" على مكانتها حتى نالت اعتراف اليونسكو؟

  • اليوم

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة