طائفية الصرّاف تفوح بالمربد.. ردود وطنية لاذعة على قصيدة شاعر طائفي.. وليد الصرّاف يهجو مُحرِّري الموصل فيحصل على ما يستحقه
انفوبلس..
شهد ختام مهرجان المربد الشعري في محافظة البصرة بدورته الخامسة والثلاثين التي حملت اسم الشاعر "أحمد مطر"، إلقاء قصيدة طائفية قدمها الشاعر الموصلي المعروف بطائفيته وليد الصرّاف، هجا فيها مُحرِّري الموصل، ما استدعى العديد من الشعراء للرد عليه أثناء المهرجان وبعده، وعلى رأسهم الشاعر ياس السعيدي.
في ختام المهرجان قرأ الصراّف قصيدة هاجم فيها "ضمنياً" مُحرِّري مدينة الموصل من الإرهاب، وعلى الرغم من أن ظاهر القصيدة لا يحمل هجوماً مباشراً عند سماعها من قبل البسطاء لكن المُدركين للشعر ومعانيه سيكتشفون ما تضمر بكل وضوح.
الصراف غادر القاعة بعد قراءة قصيدته مباشرة "هروباً" من الرد الذي توقع أن يسمعه بسبب قصيدته وهو الأمر الذي حدث فعلاً، حيث قام 3 شعراء باستبدال قصائدهم التي كانوا ينوون قرائتها بقصائد أخرى تتغنى بمحرري الأرض من دنس الإرهاب وهم كل من الشاعر شاكر الغزي والشاعر رضا السيد جعفر والشاعر ياس السعيدي، والذين ردوا على الإساءة دون الإشارة إلى اسم ملقيها أو قصيدته، وانتهى الأمر عند ذلك الحد.
وبعد نهاية المهرجان نشر الصراف منشوراً على صفحته في فيسبوك يرد فيه على الشعراء الذين ردوا على إساءته في المهرجان، ما فتح عليه جبهة ردود جاءت على شكل منشورات توضح ما حدث بدقة وتفصيل.
منشور الصراف
الصراف كتب على صفحته: ألقيتُ قصيدتي عن الموصل في الجلسة الختامية للمربد وخرجت من القاعة وفوجئت بعد ذلك أن ثلاثة أو أربعة من الشعراء ردّوا عليها في الجلسة نفسها. . القصيدة تتحدث عن مؤامرة عالمية على الموصل التقى عندها الغرب والشرق والعلم الحديث والحضارة التي تفتقر الى الانسانية وانتهت بهدم مدينة كانت عاصمة الدنيا يوما ومحو معالمها ومازالت أجساد ابنائها تحت الحجارة حتى هذه اللحظة. والقصيدة إذ تدين هؤلاء تشكر في بيتيها الاخيرين بصدق وعرفان جميل ووفاء من افترى البعض واعتبرني اجحد فضلهم: ولن تجفّ على ما جف من دمهم من دمعها ابد الدهر المناديل.
القصيدة اوضح من ان اقدّم لها واتمنى على من اراد ان يتحقق اكثر من كلامي ان ينصت الى القائي لها كاملة وانا اقرؤها في جلسة الاتحاد قبل شهرين وسيجد الرابط عند اول تعليق حيث نبهني صديق انني في هذا التسجيل أحدد معنى الابابيل نثرا واحدد الداء في المؤامرة العالمية على الموصل وفي بعض التجار من أهلها : -والداء ان يؤثر التجار سنبلة-الداء في بعض أهليها وما برئت الا اذا استؤصلت هذي الثآليل.
فوجئت بعد ذلك بالقصائد التي ردّت عليها في الجلسة واحداها تنحدر الى لغة مقيتة وبمنشور يتحدث عن ان جدّنا معاوية وعن ارضاع الكبير ويورد جملا اترفع ان انقلها اليكم .هل يعرف صاحب المنشور انه يسيء لنفسه قبل ان يسيء لاحد بهذا الكلام وانه يخلق عداء فيمن لا يخطر لهم العداء على بال وانه يستنفر طائفيين من الطرف الآخر ولعن الله الطائفية حيث كانت ومن اي اتجاه صدرت. كما ورد في المنشور انني مدعوم من سعد البزاز ومنابر الخليج وهو يعلم انني منذ امير الشعراء 2009 لم تدعني ابو ظبي الى معرض كتاب او مهرجان أو أمسية ولا طبعت لي ديوانا وقد دعت وطبعت مرارا لبعض ممن ألقوا معنا من شعراء الجنوب الكرام في جلسة الختام بل للبعض ممن هم تلاميذي في الشعر من كل الديار .اما الاستاذ سعد البزاز فلم يحصل انني التقيته او حتى تكلمت معه هاتفيا ولا حتى مرة واحدة في حياتي كلها رغم اننا ابناء مدينة واحدة .
احد الاصدقاء نقل اليّ انه نُقل اليه انّي في البيتين الاخيرين شتمت الدم العراقي وها أنا افتح بهذا الفيديو شباكا على القاعة لتسمعوا البيتين الأخيرين و لتعلموا حجم الافتراء وتروا هذه القصيدة التي احبها المئات الذين ملؤوا القاعة من عراقيين وعرب لعراقيتها حد ان الكثيرين منهم قالوا انها قصيدة المهرجان.
لو كنت أعني شيئا يسيرا مما توهموه فلن تنقصني الشجاعة ان اقول نعم, انا الذي بعد سنوات من الذبح والعبوات والتهديدات والابتزازات طُمر اهل مدينته اطفالا ونساء وشيوخا تحت سقوف بيوتهم ومازالوا مطمورين حتى الان. او على راي الجواهري العظيم:
وما تخاف وما ترجو وقد دلفت ستون مثل خيول السبق تطّرد.
سأبقى أقرأ هذه القصيدة العراقية بامتياز على المنابر اذا مدّ الله في عمري كما قرات قصيدة حدباء لا تقنطي من قبل. والتي أصبح جمهور الشعر يطلبها مني في كل قاعة شعر في الوطن العربي والتي لحنت ورسمت ومثلت في هولندا واصبحت جدارية في جامعة الموصل وشعارا لبلدية الموصل وزينت مواكب مهرجان الربيع وقدمت في مؤتمر المدن المنكوبة في سويسرا والتي رد احد الشعراء سامحه الله عليها في القاعة ايضا حين القيتها اول مرة..
انتظرت نشر قصيدتي أسوة ببقية القصائد فلم تنشر والحمد لله ان احد شعراء الجنوب الكرام اللامعين سجّلها وأرسلها اليّ واتمنى عليكم ان تراجعوا ايضا رابط القائي في الاتحاد في التعليق الاول. كما أرجو أن تسمو التعليقات الى مرتبة الشعر وسأحذف فيما بعد كل تعليق غير لائق مؤيدا كان أو معارضا.
السعيدي يرد
الشاعر ياس السعيدي المعروف بولائه لآل البيت الكرام عليهم السلام ودعمه للقوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي، كتب على صفحته منشوراً منحه عنوان: (عن الذي حدث في ختام المربد والمتفاجئ الذي توقع بأنه سيتفاجأ).
وجاء فيه: في الجلسة الختامية لمهرجان المربد الأخير اعتلى شاعرٌ منصةً حفظها الشهداء بدمهم, كي يسيء لهم بطريقة مبطنة يظنها السامع البسيط بأنها رثاء لمدينة عراقية عزيزة, لكن أي شخص له دراية ولو بسيطة بدهاليز المعاني سيعرف بأنَّ هذا الرثاء هو دثار للإساءة لمن حرر تلك المدينة من مخالب وحوش الأرض, وما أقبح أنْ يستخدم شاعر مدينة ربَّتْهُ كدثار للإساءة ليس إلا!
جاء دوري في المشاركة في تلك الجلسة بعد قراءة ذلك الشاعر بمدة وجيزة, فقمت باستبدال قصيدتي التي أحضرتها معي للمشاركة بها بقصيدة أخرى تمدح الشهداء العراقيين الذين حرروا تلك المدينة, وتمدح الرجل الذي هيَّأ روحيًّا هؤلاء الرجال للشهادة بعد أنْ انهارتْ المؤسسات الأمنية لدولة متهالكة في غضون ساعات, وَرَدَّ بعدي الشاعران شاكر الغزي ورضا السيد جعفر اللذان استبدلا قصيديتهما أيضًا ولم يذكرا ذلك الشخص ولا قصيدته, بل قدمنا جميعا قصائدنا بمقدمات تمدح الشهداء, انتهى الموضوع بالنسبة لنا ها هنا, وعاد كلٌّ إلى بيته بعد نهاية المهرجان, وكعادتنا دائمًا, نشرنا التسجيلات الفيديوية لقصائدنا وشرحنا سبب استبدالنا لقصائدنا وأيضا من دون أنْ نسيء إلى أحد أو نذكر شخصًا بعينه أو قصيدة بعينها, لكن يبدو أن البعض يريد أنْ يشتم دماء الناس وينزعج مزاجه الوردي من أنْ يقول ذوو هذه الدماء بأنها دماء طاهرة, عاد هذا الشخص نفسه بالأمس مرة أخرى بمنشور يبرر فيه قصيدته ويهاجم الرادين عليها, وكأنه لم يشبع من الشتائم بعد فصار لزامًا عليَّ كتابة هذا التوضيح, سأوضح ها هنا بعض معاني القصيدة التي أراد لها أن تلتبس على الجميع, لكن قبل هذا أريد نقاش جزءٍ مما جاء في منشوره إذ يقول( ألقيت قصيدتي عن الموصل في الجلسة الختامية للمربد وخرجتُ من القاعة وفوجئت بعد ذلك بأن ثلاثة أو أربعة من الشعراء ردوا عليها في الجلسة نفسها)
أوَّلا أريد أن أسأله: لماذا غادرتَ القاعة وكنتَ ثالثَ شاعر يقرأ, فلا يمكن أن تقول بأنك تعبتَ من الإنصات, ولا أنت مدخن كي تغادر القاعة من أجل التدخين, وحتى المدخنون يعودون بعد دقائق نحو القاعة, ولماذا لم تعد نهائيًّا للقاعة؟ كنتَ تدري بأنك ستسمع ما يزعجك من مديح الشهداء, ثم كيف عرفت بأننا قد رددنا على قصيدتك بالذات ونحن لم نذكرها أو نذكرك بالاسم ولم نذكر حتى اسم المدينة العزيزة التي جعلت منها دثارًا لإساءتك!؟ كيف دار في خلدك بأن هذه النصوص جاءت ردًا على قصيدتك إنْ لمْ تكن أنت في قرارة نفسك تشعر بأنْ قصيدتك تستدعي الرد؟ وإذا كنتَ لمْ تسئْ فيها للشهداء ولم تنوِ ذلك, فلماذا تعتبر مديح الشهداء وإدانة أعدائهم ردًا عليك!؟
أما عن قولك في منشورك بأن قصيدتك أوضح من أن تُقَدِّمَ لها فأوافقك تمامًا وهي واضحة كما فهمناها, إذ لا يعقل أنْ يتفق قرابة العشرين شاعرًا مُجيدًا ومنهم مَن يحمل شهادات عليا في الأدب على فهمٍ خاطئٍ لقصيدة, وأما عن قولك بأنك قرأتها في اتحاد الأدباء قبل مدة فهذه مسألة تخص الاتحاد وله حق بيان موقفه من القصيدة إنْ رأى بأنَ الأمر يعنيه, ولم نكن حاضرين في حينها لنرد, والإساءة تبقى إساءة أينما قيلتْ, وقبل الولوج في تحليل قصيدتك( البريئة) أريد نقاش مسألة مهمة حاولت مرة أخرى أن تضلل بها الناس وكأنك لم تكتفِ بتضليلهم شعرًا فعمدتَ إلى النثر إذ تقول في منشورك( فوجئت بعد ذلك بالقصائد التي ردت عليها في الجلسة واحداها تنحدر إلى لغة مقيتة وبمنشور يتحدث عن ان جدنا معاوية وعن إرضاع الكبير ويورد جملا أترفع عن أن أنقلها إليكم)
أقول بأن قصائدنا بين ظهرانينا فأرنا أين إحداها ذات اللغة المقيتة؟ ما هو المقيت في مدح شهيد وذم قاتل!؟
أَرِنا هذه القصيدة ذات اللغة المقيتة بالله عليك, ثم لماذا تخلط مضامين القصائد بمضامين منشور لم نكتبه؟ لماذا تريد إيهام الناس بأن صاحب هذا المنشور هو أحد الشعراء الثلاثة؟ لماذا لا توضح بأنَّه منشورٌ كُتِبَ من شخص آخر لسنا أولياء أمره, لماذا لا توضح؟ ما هي مشكلتك مع الوضوح؟
ثم تلعن في منشورك الطائفية حيث كانت ومن أي اتجاه صدرت, وأنا ألعنها معك, لكن ما دخل قضيتنا بالطوائف؟ قصيدة رأيناها تسيء لشهداء وطن فرددناها بالإشادة بشهداء ذلك الوطن وهم من كل طوائفه وأديانه.
ثم تقول في ذات المنشور بأنك ستعيد قراءة هذه القصيدة على المنابر, مَن الذي طلب منك أنْ لا تقرأها ومَن الذي تكلم معك أصلا في موضوعها؟ اقرأها, لكن لا تصادر حرية أحدٍ بفهمها ولا تنزعج من رده كيف ما كان ولا تكتب المناشير عن ذلك.
أبدأ الآن بتحليل قصيدتك( البريئة) التي تعرف بأنها ليست كذلك, لكنني أحللها لغيرك الذي قد ينخدع والكريم مخدوع كما قالتِ العرب, تقول في مطلع قصيدتك:
( داس المنارة في ما داسه الفيل
فأخطأتْهُ لترمينا الأبابيل)
دلالة المنارة واضحة وهي منارة الموصل الحدباء التي هدمها تنظيم د11عش وهو الذي عبَّرتَ عنه بالفيل, لكن أيَّ أبابيل أخطأته ورمتكم؟ ونحن نعرف بأنَّ العراقيين وحدهم هم من حرروا المدينة وأكثر الجاحدين سيقول بأن لهم النصيب الأكبر من تحريرها, أبابيل العراقيين لم تخطئ الفيل بل جعلتْه يرتدي زي نسائه ليفر, وهي لم ترمِ غيره بل بذلت دماءها كي تحفظ دم أهل المدينة الكرام الذين يشهدون لها بذلك وقد سمعتُهُ منهم شخصيًّا مرات ومرات, مَن تقصد بقولك لترمينا؟ إلى مَن تنتمي أنت ومَن هم هؤلاء الذين تتحدث باسمهم؟ ثم لم تُدِنْ غير هذه الأبابيل في قصيدتك, لذلك يمكن القول بمنتهى البساطة بأنَّ كل إساءة وردت في القصيدة هي راجعة على هذه الأبابيل التي عرفنا دلالتها, لكنني سأجاريك وأحملك على سبعين محمل لأناقش بعض أبيات القصيدة التي توضح بما لا يقبل الشك من عنيتَ فيها, إذ تقول:
( لم يُرْدِ طفلا ولا شيخا ولا امرأة
سيفٌ, كما فعل الصاروخ مصقول)
ماذا سنفهم من هذا البيتِ وأنت لم تذكر صاروخ مَن هذا؟ ماذا سيتبادر للأذهان وكلنا نعرف مَن هم الذين حرروا المدينة بدمائهم قبل صواريخهم؟ ولماذا تبرر للسيف في هذا البيت إذ تقول بأنه لمْ يردِ طفلا ولا شيخًا ولا امرأة وأنت تعرف تمامًا مَن هم الذين اتخذوا السيف شعارًا لهم حين احتلوا المدينة, الآن صار سيف د11عش أفضل من صاروخ المحرر؟ نتألم بلا شك لكل ضحية تسقط في الحرب, لكن كيف يتم تحرير المدن؟ هل يتم بالبصاق مثلا؟
ثم تقول:
(لا تدَّعوا كذبًا بل أطرقوا خجلا
أو فلْتردّوا وحق الرد مكفول )
لماذا تقول بأنك تفاجأت بالردود وأنت تتوقعها في قصيدتك التي بررتها بأنك كنت تعني بها القوى العالمية, وفي منشور سابق قلت بأنك تعني بها القوى العظمى التي قادت مؤامرة عالمية! هل كنت تتوقع ردًا على قصيدتك من هذه القوى مثلا؟
تقول في بيت آخر تذكر فيه أغنية ال( يردلي ) وهي الأغنية الموصلية المعروفة:
(أَمَا سوى يردلي في العصر كبش فدى
بذبحه تُفْتَدَى فيها المواويل)
تبرر في منشورك بأنك قصدتَ مؤامرة عالمية قادتها قوى عالمية كبرى لتدمير المدينة, حسنًا إذن, ما هي علاقة هذه القوى العالمية الكبرى بالمواويل, هل يغني البريطانيون طور المحمداوي!؟ مَن هم الذين ذبحوا( اليردلي) كي يفتدوا بها المواويل؟ هل هناك أوضح من هذه الدلالة؟ لا يمكننا أن نحمِّلَ خراب المدينة إلا لثلاث جهات لا رابع لها, القوى العالمية وهي لا تغني المواويل, ود11عش التي لمْ تدنها ولو بحرف واحد وأفرادها يعتبرون المواويل جريمة, والعراقيون الذين حرروها وهم أبناء المواويل وآباؤها الذين ذبحوا مواويلهم كي تعيش أختها ال( يردلي).
تقول في بيت آخر:
(أوحده أرج البيبون متهم
وكل ما اقترف الخشخاش مقبول)
وأعيد ذات السؤال, ما علاقة الخشخاش بالقوى العالمية التي زعمتَ بأن قصيدتك تهاجمها!؟
وتقول أيضا في بيت لاحق:
ثم تقول مهددًا مَن حمَّلتْه خراب المدينة:
( يا أيها النمل فلتغشوا مساكنكم
لا يحطمنكم الشوس البهاليل)
وتقول في( الكتالوك التوضيحي للقصيدة) وأعني منشورك بأنك قصدتَ مؤامرة عالمية كبرى قادتها قوى عظمى, ولم نعرف هل هي قوى عظمى كما جاء في المنشور أمْ نمل عليه أنْ يغشى مساكنه؟ هل يمكننا أن نصف( بالنمل) قوى عظمى قادت مؤامرة كبرى لتدمير مدينة!؟
ثم تقول في بيتين متتاليين:
(غدا ستنهض كالعنقاء نافضة
عنها الرماد فتعشو الأعين الحول
ويخرج الداء مطرودًا كزانية
ويتبع الداء كاللص العقابيل)
أي داء سيخرج منها غدًا؟ ما هذا الداء الذي تعنيه ونحن نعرف تماما بأن المدينة تحت سيطرة عراقية الآن؟ ألمْ يخرج منها الداء بتحريرها؟ أم أنك ترى بأنها كانت صحيحة معافاة؟
ثم تقول في بيت آخر:
(من قال للفيل: رب للنياق أنا
فادخلْ وللسرو رب عنه مسؤول)
ها أنت ذا تعود بنا في قصيدتك إلى حادثة تاريخية قبل تاريخ معاوية وهي قول جد النبي عبد المطلب عليهما أفضل الصلاة والسلام لابرهة الحبشي: أنا رب إبلي وللبيت رب يحميه, وقد شبَّهتَ مَن باع الموصل به! وأنت تدري بأنه جد نبيك ومقدس عند غالبية العراقيين إنْ لم نقل كلهم, فلماذا تلوم كاتب ذلك المنشور- الذي حاولتَ إلصاقه بنا- حين عاد إلى التاريخ وقد فتحتَ له أنتَ الباب بنفسك؟
وأخيرا تقول:
(وليس تنسى عراقيين قد غدروا
في أرضها وعلى اسوارها اغتيلوا
ولن تجف على ما جف من دمهم
من دمعها أبد الدهر المناديل).
ثم تستبدل كلمة عراقيين في البيت الأول بكلمة جنوبيين, وهنا لنا أنْ نسأل لماذا استبدلتَ الكلمة؟ مَن كنتَ تعني بالعراقيين في أصل البيت قبل تحريفه؟ فإذا كنتَ تعني كل العراقيين, فالجنوبيون منهم وما من داع للاستبدال, وإنْ كنتَ تعني عراقيين من غير الجنوبيين- وهذا ما يثبته استبدالك للكلمة- فلا تتبجح بهذين البيتين وتعتبرهما دليلا على مدحك لكل شهداء الوطن, ولنفترض جدلا بأنك مدحت الجميع بهذين البيتين فما جدوى أنْ تمدح ببيتين مَن ذممتهم في قرابة الأربعين بيتًا, ليتك لم تمدح ولم تذم, أنت كالذي يذهب لمجلس عزاء قائلا لأهل المتوفى: لعن الله ميتكم ولن تجف مناديلي من البكاء عليه.
بعد كل هذا أذكِّركَ بقصيدة أخرى وصفتَ فيها وطنكَ بأنه( عراق المخانيث والإمعات) هل ستقول بأنك كنتَ تعني بلدًا آخر يُسمى العراق وهو ضمن( القوى العالمية الكبرى) التي تعلق إساءاتك على شماعتها؟ أي تبرير- حتى وإنْ كان شعريًّا- يسمح لك بقول هذا عن بلدك؟ والمشكلة أنك قرأتها خارج العراق, وهمُّ أي إنسان سوي هو رفع اسم بلده أولا حين يسافر, لا أنْ يصفه بمثل هذه الأوصاف, هل انتهتْ كل القصائد ولم تجد غير هذه لتقرأها؟
أذكرك بها كي يعرف الناس بأن هذا ليس موقفك الأول تجاه بلدك وشهدائه, وبأننا لم نتخذ موقفًا عاطفيًّا أو متسرعًا, بل سكتنا وفي العين قذى وفي الحلق شجى منذ تاريخ قراءتك لهذه القصيدة قبل سنوات, وقلنا عسى ولعل, وعدتَ بعدها لتقرأ قصيدة مثيرة للجدل كتبَ عنها الصديق مهدي النهيري في صفحته على فيسبوك مقالا بعنوان( أوهام المنصات), هل فهمناك خطأً في كل هذه المرات؟
أقول أخيرًا بأنَّ القصيدة طويلة وفيها إشارات أخرى تحتاج شرحًا مفصلا لكنني اكتفيت بالواضح من القصيدة كوضوح الشمس, وأقول أيضا بأنني لو تعرضتُ لإساءة شخصية لما فعلتُ كل هذا, المسألة هنا أكبر من الذات ومن القصائد حتى, إنها مسألة تحميل الشهيد جريرة المجرم, وهنا يكمن الخطر, حين يحاول أحد أنْ يُنْسيَ الناس جرائر المجرم وهو بذلك يفتح له الباب مرة أخرى في أذهان الناس كي يعود, يفتح له الباب مِن حيث يشعر أو لا يشعر.
ختامًا, لن أقول كما قال صاحب المنشور بأنه سيعود لاحقًا لحذف التعليقات المسيئة, فهو بهذا يترك المجال للإساءة كي تنتشر ثم يعود لحذفها بعد أنْ صار الحذف بلا قيمة, لقد كان مُمَوِّهًا حتى في هذه الجزئية البسيطة, أنا سأحذف الإساءة في أي تعليق وحاشاكم الإساءة بشكل مباشر, ثم ما جدوى حذفه لإساءات الآخرين وقد وصفنا بالمفترين في منشوره؟ هل نزل تحديث لصفة (المفتري) ولمْ تعدْ إساءة كما كانت؟ أم أنه سيقول بأنه كان يعني بهذه الكلمة القوى العالمية الكبرى في كوكب المريخ الشقيق.
الغزي يؤيد السعيدي
الشاعر شاكر الغزي شارك منشور الشاعر ياس السعيدي وكتب: التبرير لا ينفي الإساءة أبداً.
ستظلُّ الإساءةُ إساءةً ولو بُرّرت بألف تبرير.
التبرير يعكس حالة المسيء لا أكثر.
شكراً لك أخي ياس السعيدي وأنت توضّح ما هو واضح، ولكننا نضطرّ أحياناً لتوضيح الواضحات.
أحبّ الموصل كثيراً ولي فيها أصدقاء وأحبة كثر، وأعرف مواقفهم النبيلة، وذوقهم العراقيّ الأصيل.
السيد جعفر ينضم
أما الشاعر رضا السيد جعفر فقد نشر مقطع فيديو لقصيدته التي قرأها في المهرجان وافتتحها بمقدمة قال فيها: على طريقة أهل السماء، أراقوا دمائهم لأرضٍ لم يحصدوا من أهلها إلا على المذمة.. فوالله لأكيدن أصنامكم.
وأرفق فيديو القصيدة بقول: لئن كان للجحودِ وقفةٌ فإنَّ للوفاءِ وقَفات؛ و هاهيَ إحداها في ختامية مربد الشعر وكشف الزائفين.
الكاتب والقاص العراقي وعضو اتحاد الادباء، أنمار رحمة الله، كتب على صفحته في فيسبوك ردا على ما جرى في ختام مهرجان المربد، وقال: شاعر "مگرود" نال بشكل مُضمر في قصيدته من فرسان محاربين دافعوا عن الأرض والعرض.. ما قيمة ما قاله وما سيقوله؟!. مجرد شخص رمى جبلاً شاهقاً بأحجار مصنوعة من قطن الكلمات!!..
على أي حال..
الفارس يظل فارساً والشاعر يظل شاعراً..