"عاصفة فيسبوكية" تُحفّز حسَّ الفكاهة بين العراقيين و"ساعة الصفر" تُلهب سخريتهم
شبكة الاعلام المقاوم/..
تشهد العاصمة بغداد ومدن عراقية أخرى منذ أيام، بضعة منشورات تتطاير في الهواء أو تُدهَسُ تحت أقدام المارّة، لكنها ذات دلالات خطيرة تسعى “أشباح” إلى تحويلها لحالة من الهلع بين العراقيين، وفقًا لتعليقات رصدتها أنفوبلس.
وتتضمن المنشورات التي وثّقتها عدسات الهواتف وجرى الترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، عبارات مثل “ساعة الصفر” و”العاصفة قادمة”، في إيحاء واضح على وجود حدث قادم لإرباك الشارع العراقي، حسبما يرى مراقبون.
وفي أول تعليق سياسي على ذلك، فند الأمين العام لكتائب الإمام علي شبل الزيدي، الأربعاء، المنشورات الورقية والإلكترونية التي رُوِّجَ لها مؤخرا، مؤكدًا أنه “لا أساس لها وهدفها نشر التوتر وخلط الاوراق”.
وقال الزيدي في تغريدة على تويتر إن “على كل فرد أن يكون مسؤولًا عن كلامه وتعليقاته وأفعاله، لتفويت الفرصة على الشياطين والإعلام الأصفر”.
وأضاف الزيدي : “لسنا في لعبة كرة قدم وروابط المشجعين تتفاعل مع أحداثها، نحن في خضم بناء بلد وأرواح الناس وأموالهم أمانة تبدأ من صغيرنا لكبيرنا، نحتاج وعيًا ودينًا وحبًا لهذا الوطن”.
وأخذت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي، تروج لفكرة وجود تظاهرات مرتقبة يجري الإعداد لها من خلال تلك المنشورات، وهو ما يعزز فرضيات تنسيقية المقاومة التي حذّرت مؤخرًا من مخطط لإشعال الوسط والجنوب.
ولم يعد خافيًا على أحد، المخطط الذي يُحاك منذ أشهر داخل “غرف مظلمة” في أربيل، معقل آل بارزاني، فالمعلومات التي كانت ترد من مصادر غير معلنة، باتت تتردد الآن على ألسن العراقيين الناقمين على “مخططات العدو” التي تحيق بهم، حسبما يرى مراقبون.
فقد أصدرت الهيأة التنسيقية للمقاومة العراقية، بيانًا علّقت فيه على المعلومات الواردة بشأن وجود مجاميع في أربيل، مهمتها إشعال “فتنة جديدة” في وسط وجنوب العراق.
وقالت الهيأة إنه “في خضم المواقف المتشنجة تجاه سير العملية السياسية في العراق، والتي ألقت بظلالها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلد وسط هذه الأزمة التي زادت من معاناة شعبنا الأبي، رصدنا عمليات تدريب لمجاميع مسلحة في إقليم كردستان العراق برعاية مسرور بارزاني، فضلا عن تحركات مشبوهة من أدوات داخلية لعملاء الخارج، هدفها إشاعة الفوضى، والاضطراب، والتخريب، وتمزيق وحدة الشعب العراقي، والنسيج المجتمعي، ببصمات صهيونية واضحة”.
وأضافت: “أننا وكما هو العهد بنا، في مواقفنا السابقة والحالية، وخدمة لأمن وأمان شعبنا، نُعلمُ سلطات كردستان أن سعيها الخبيث، والنار التي يحاولون إيقادها سترتد عليهم وتحرقهم قبل غيرهم، ولن ينالوا حينها سوى الخيبة والخسران”.
وتؤكد تنسيقية المقاومة وقوفها الدائم مع “وحدة شعبها العزيز، الذي مهما تكالبت عليه ذئاب الداخل والخارج سيبقى متماسكا قويا بعونه تعالى، متجاوزا كل سبل الإقصاء والتهميش، ومؤمنا بأن انفراج الأزمة لا يأتي إلا عبر الحوار الجاد، فهو السبيل الوحيد للخروج بشعبنا إلى بر الأمان”.
وسبق أن نشرت أنفوبلس قبل أيام، تقريرًا أوردت فيه معلومات خطيرة، عن المخطط الذي مازال داخل أروقة أربيل، تمهيدًا للتظاهرات التي تروّج لإطلاقها أطراف محلية وأخرى دولية.
وعن ذلك يقول المحلل السياسي حيدر البرزنجي إن “العراق لا يحتمل أي تصعيد سواء أكان سياسيًا أم شعبيًا، وعلى العقلاء تهدئة الوضع العام في البلاد، والركون إلى الحوار لتضييع الفرصة على كل من يريد العبث بأمن واستقرار العراق”.
ويضيف البرزنجي، أن “المعلومات التي كشفتها تنسيقية المقاومة، بحاجة إلى تحقيق عالي المستوى لوأد الفتنة في مهدها، قبل أن تتطور الأمور إلى ما لا يُحمد عقباه”، محذرًا في الوقت ذاته من “منصات مأجورة تسعى لجر العراقيين نحو الاقتتال”.
وعلى مقربة من وكر الموساد الذي انهالت عليه الصواريخ الإيرانية في أربيل، ثمّة مجاميع تتلقى تدريبات شبه يومية على حمل السلاح واستخدام أساليب قتال الشوارع استعدادًا لـ”فتنة كبرى” يُراد لها أن تُشعل فتيل أزمة في وسط وجنوب العراق.
وتُشير المعلومات إلى وجود هذه المجاميع داخل “فنادق 5 نجوم” في أربيل، تحت مسمى “ناشطين مدنيين”، جرى إعدادهم وتهيئتهم بواسطة “أذرع خارجية”، كتبت سيناريو جديد لـ”تظاهرات مسلحة” من المزمع لها أن تنطلق بدوافع مشابهة لما حدث في احتجاجات تشرين، لكنْ هذه المرة قد تعتمد أساليب العنف تحت مسمى “الكفاح المسلح”.