عبارة عن 3 أشخاص.. القضاء يصدر أحكامه بحق "جيش الأسد صدام".. ست سنوات سجن لكل منهم وانفوبلس تكشف جميع التفاصيل
انفوبلس/ تقارير
يطلقون على أنفسهم اسم "جيش" رغم أنهم ثلاثة أشخاص فقط، يتنقلون من تيك توك إلى تويتر وقليلا على الفيسبوك ويوتيوب دون متابعين. منبوذون، مكروهون، مطاردون، لم يحظوا بتفاعل أحد، ورغم ذلك يصرّون على الظهور خلف لثام البعث والترويج لأفكار الطاغية ما دفع القضاء إلى إصدار حكمه عليهم بالسجن لمدة ست سنوات. فمَن هم "جيش الأسد صدام"؟ ومن هو عرّابهم "عبد الرحمن عامر خضير" التي أطاحت به القوات الأمنية في أيلول الماضي؟
*متى نشطوا؟
مَن يسمع بـ "جيش الأسد صدام" يتخيله جيشا بالمعنى الحقيقي ويضم مقاتلين وفرقا وألوية وعسكرا، لكن الحقيقة هي أن هذا "الجيش" يتكون من ثلاثة أشخاص نشطوا عام 2022 عبر لصق ملصقات على الجدران تمجّد في الطاغية صدام ومرحلة البعث.
وفي السادس والعشرين من أيلول الماضي، تداول ناشطون عبر منصاتهم، ملصقات تحمل صورة "رسم" للمقبور صدام، كُتب عليها جيش "الأسد صدام"، تم وضعها على جدران منطقة الكرخ في بغداد .
المواطنون سرعان ما أقدموا على تمزيق الملصقات، في حين شرعت القوات الأمنية بحملة واسعة لملاحقة ناشريها، لتتمكن بعد ذلك من القبض على عرّابهم عبد الرحمن عامر خضير.
*الإطاحة بـ "خضير"
وعقب الحملات الأمنية والإعلامية والأهلية، تمكنت القوات الأمنية من القبض على المدعو عبد الرحمن عامر خضير وهو أحد المسؤولين عن نشر الملصقات والترويج للبعث في عدد من مناطق العاصمة.
وقال مصدر أمني لشبكة انفوبلس، إن "قوة من الفوج الأول اللواء الآلي الثالث، شرع بتنفيذ قرار قاضي محكمة تحقيق الكرخ الأولى الشفوي والمتضمن تنفيذ أمر قبض وتحري بحق المتهم (عبد الرحمن عامر خضير عباس العامري) تولد ١٩٩٧يسكن منطقة شهداء السيدية".
وأضاف المصدر، إن "العامري متهم بلصق منشورات على جدران الحائط لمساندة النظام البائد في مناطق (حي الشهداء- اليرموك- المنصور- البياع)".
*القضاء يصدر أحكامه
في الأسبوع الماضي، أصدرت محكمة جنايات الكرخ حكما بالسجن لمدة ست سنوات بحق ثلاثة أشخاص عن جريمة الترويج لأفكار حزب البعث المحظور عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وذكر المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أن "الحكم صدر على كل واحد منهم لقيامهم بالاشتراك والانتماء إلى حزب البعث المحظور والترويج لأفكاره من خلال نشر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ونشر ملصقات على الجدران تمجّد بالنظام السابق وبعنوان (جيش الأسد صدام) خلال عام 2022".
وأضاف، أن "الحكم صدر استنادا لإحكام المادة 8/ أولا من قانون حظر حزب البعث والكيانات والأحزاب والأنشطة العنصرية والإرهابية والتكفيرية وبدلالة مواد الاشتراك 47 و48 و49 من قانون العقوبات المرقم 111 لسنة 1969 المعدل".
*ليس تصرفا فرديا
وعقب الحادثة، أكد ناشطون، أن تصرف الملقى القبض عليهم والذين روّجوا للنظام البائد لا يمكن عدّه تصرفا فرديا كون الحادثة مخطط لها ولم تقتصر على منطقة واحدة وكانت طريقة التوزيع منظمة لدرجة جرى الترويج المسبق لها.
ورأى الناشطون، أن ما حدث يدل على وجود حراك ربما تقوده ابنة الطاغية رغد لتمجيد والدها المقبور، لاسيما بعد ظهورها المتكرر في الإعلام خلال المدة الماضية، مطالبين القضاء العراقي بإنزال أشد العقوبات على كل مَن يروّج لأفكار البعث في البلاد.
*أحكام سابقة بحق مروّجين في نينوى
لم تكن أحكام القضاء في الأسبوع الماضي بحق أتباع "جيش الأسد صدام" هي الأولى، إذ أعلن مجلس القضاء الأعلى في عام 2022 أن محكمة تحقيق نينوى قررت توقيف مجموعة من المتهمين المنتمين الى تنظيم ما يسمى (حزب البعث) في ناحية بعشيقة.
وأوضح المجلس في بيان، أن هذه المجموعة "سبق أن ظهرت في تسجيل فيديو تحتفل وتمجد برئيس النظام السابق (صدام حسين)".
ووفقا للبيان، فإن أعضاء هذه المجموعة "اعترفوا بالتخطيط لإعادة تنظيم الحزب والقيام بأعمال تُسيء الى النظام السياسي القائم".
*قانون حظر البعث
في عام 2016، أقرَّ البرلمان العراقي قانونا يحظر حزب البعث المنحل ويمنعه من العودة للنشاط السياسي تحت أي مسمى، كما يحظر أي أحزاب سياسية تقوم على العنصرية أو تتبنى أفكارا إرهابية أو تكفيرية.
وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون آنذاك خلف عبد الصمد، إن "القانون يعاقب بالسجن لمدد مختلفة تصل إلى 15 عاما كل من ينتمي لحزب البعث أو يمجده أو يروّج له، ويحظر القانون "حزب البعث والكيانات المنحلة والأحزاب والأنشطة العنصرية والإرهابية".