عماد الشاوي يسلب كرامة التعليم ويُهين المؤسسة الجامعية.. ماذا تعرف عن عميد كلية علوم الحاسوب؟ وكيف ستتم محاسبته؟
انفوبلس/ تقارير
ضجة واسعة وجدل كبير، وحادثة قد تمتد تداعياتها إلى ما هو أبعد من العقوبات، فما فعله عميد كلية علوم الحاسوب في جامعة البصرة عماد الشاوي يمثل إهانة حقيقية للرتبة العلمية والمؤسسة الجامعية ولهذا فإن مرور الحادثة دون حساب عسير لا يُعيد كرامة التعليم التي سُلبت على يد الشاوي. فماذا تعرف عن هذا العميد؟ وهل فعلا ابتز سابقا طلابه من الذكور والإناث؟ وما قصة الكاميرات السرية في مكتبه؟
*تفاصيل الحدث
صباح اليوم الأربعاء، تسربت مقاطع فيديو وصور فاضحة لعميد في إحدى كليات جامعة البصرة، في وضع مخل مع إحدى طالبات الجامعة، وسط معلومات تؤكد بأنه يقوم بابتزاز الطالبات.
وتسربت صور ومقاطع فيديو من داخل مكتب عميد كلية علوم الحاسوب والتكنولوجيا في البصرة، عماد شعلان الشاوي، فيما تتحفظ شبكة انفو بلس على إظهارها كاملةً لكونها خادشةً للحياء.
*مَن هو عماد الشاوي؟
عماد شعلان جبر الشاوي، هو تدريسي في جامعة البصرة، حصل على البكالوريوس في علوم الحاسوب عام ٢٠٠١، ثم حصل على شهادة الماجستير بتخصص الذكاء الاصطناعي عام ٢٠٠٣.
بعد ذلك بعشر سنوات أي في عام ٢٠١٣، حصل الشاوي على الدكتوراه في علوم الحاسوب بتخصص شبكات الحاسوب من الصين.
يشغل الشاوي منصب عميد كلية علوم الحاسوب في جامعة البصرة ورُشح سابقا لمنصب رئيس الجامعة، يقال إنه ينتمي إلى عصائب أهل الحق، لكن لا تأكيدات رسمية على ذلك لغاية الآن.
*تحقيق وسحب يد
وعقب فعلته الأخيرة، قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سحب يد عميد كلية علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات في جامعة البصرة، عماد الشاوي، وإحالته فوراً إلى التحقيق بسبب وضعه كاميرات سرية في مكتبه الخاص داخل الحرم الجامعي.
وقال المتحدث باسم الوزارة حيدر العبودي، إن “وزارة التعليم قامت بسحب يد عميد كلية علوم الحاسوب وبدأت لجنة وزارية عليا بإجراءات التحقيق وفقاً للقانون”.
وأضاف العبودي، إن “نتائج التحقيق ستُنشر في الأيام المقبلة، مع الاحتفاظ بسرية أسماء الطالبات اللاتي تعرضن للابتزاز من قبل الشخص المتهم”.
*مبتز
من جهته أكد مصدر داخل كلية علوم الحاسبات في جامعة البصرة، أن “العميد المتهم كان يعد الطالبات بالنجاح مقابل ما يمارسه من أفعال معهن”.
وأشار المصدر إلى، أن “العميد بدأ في ابتزاز الطالبات بمقاطع الفيديو، وتطور الأمر للحصول على المال وابتزازهن، مشيراً إلى وجود عمليات اغتصاب داخل الحرم الجامعي”.
وأفاد المصدر، أن “العميد لم يتوقف عند هذا الحد بل وجد ضحايا من الذكور دون ذكر تفاصيل إضافية”.
*ردود فعل غاضبة
فجّرت الحادثة ردود فعل غاضبة، إذ قال الحراك النسوي العراقي، إن "عماد شعلان الشاوي عميد كلية الحاسوب في جامعة البصرة مسوي مكتبه دعارة ويجيب طالبات ويمارس الجنس وياهن".
وتابع الحراك، "هاي النماذج جاي تبتز الطالبات عالنجاح، يجب محاسبة هذه الجاني وإنزال أقصى العقوبات بكل شخص يبتز الطالبات".
في حين قال الناشط أحمد السعدي، "عسى ولعل حادثة اليوم في جامعة البصرة تصحي وزارة التعليم العالي من الغيبوبة و تخليها تحقق ويا كل دكتور مثل عماد شعلان الشاوي وتسمع لكل طالبة تتعرض لابتزاز او تحرش من المسؤولين في الجامعة".
وأضاف السعدي، "عشرات الحالات تصير كل يوم في الجامعات العراقية والوزارة في سُبات عميق".
أما المدونون، فقد أجمعوا على القول "هذه الجريمة الحقيرة تدمر اسم التعليم في العراق والفاعل يستحق أن يُحرم من التدريس وسحب لقبه العلمي وعدم قبوله بأي مكان مهما كانت المبررات والدوافع
ليكون عبرة لغيره، حيث يجب تنظيف المنظومة التعليمية".
في حين قال أحدهم، "من سنين واحنا نشوف هيج ممارسات.. إن كان هناك شريف فإن الإعدام قليل بحق هذا العميد النجس لكي يصبح عبرة لمن اعتبر نفسه بطل الدعارة لاستدراج الطالبات".
*ليست الحادثة الأولى
هذه الحادثة وبالرغم كونها صادمة إلا أنها لا تعد نادرة من ناحية الوقوع بل نادرة من ناحية الاكتشاف، بحسب مراصد قانونية ومختصة.
وبهذا الصدد، تؤكد القانونية مروة عبد الرضا، وهي عضوة في احدى المنظمات القانونية المختصة بحقوق المرأة، إنها رصدت العديد من الحالات المشابهة في عدة جامعات عراقية، لكن قانون الجامعات "يحصّن" الأساتذة ولا يوفر الحماية للطلبة.
وقالت عبد الرضا في حديث لها تابعته شبكة انفوبلس، إن "هناك الكثير من الحالات التي رصدناها عن تحرش أساتذة جامعيين بطالباتهم، وبعض الطالبات يقدمن إلينا فقط ليطالبن بالدعم النفسي"، مشيرة الى أن "هناك حالات لطالبات ترسب سنتين وثلاثة سنوات في المرحلة الرابعة ولا تتخرج فقط لأن الأستاذ يساومها على شرفها وترفض"، مؤكدة أن "بعض الحالات تضطر الى القبول بما يطلبه منها بعض الأساتذة لأسباب تتعلق بضعف الحالة المادية والرغبة بالتخرج بسرعة وعدم تحميل أهلها صعوبات مصاريف الدراسة".
*انتقاد لقوانين الجامعات
وأكدت، أنه "لا توجد أرقام دقيقة عن عدد الحالات التي نرصدها سنويا بسبب انعدام ثقافة الشكوى لدى الطالبات بفعل الخوف"، مشيرة الى أن "الكثير من الطالبات لا يتحدثن عما يتعرضن له ويتكتمن على ذلك".
وأشارت الى، أن "تفشي هذه الحالة واستمرار تجرُّؤ بعض الأساتذة الجامعيين على ذلك يأتي بسبب قوانين الجامعات في العراق المصممة لحماية الأساتذة ولا يدعم أو يحمي الطلبة، وهذا سبب إضافي يمنع الطالبات من الإقدام على تقديم الشكوى".
وأوضحت، إن "التعليم الإلكتروني تسبب بزيادة هذه الحالات حيث أتاح للعديد من الأساتذة التواصل مع الطالبات بشكل مباشر بعد أن كان الأستاذ لا يستطيع أن يتحدث معهن بسهولة إلا أن يذهبن الى مكان معين أو لمكتبه".