عندما تقود "وجبة البرغر" إلى القبر.. مخمور ينتفض لتأخر طعامه بقتل نادل وإصابة آخرين.. ماذا حدث داخل مطعم "آغا الشام" في بغداد؟
انفوبلس/ تقارير
لم يكن يعلم الشاب "محمود" أن وجبة البرغر التي يعدُّها ستقوده إلى القبر، فتأخر الطعام عادة شائكة في أغلب المطاعم ولا يمكن أن تقود إلى القتل، لكن ما حدث في مطعم "آغا الشام" بالعاصمة بغداد كسر هذه القاعدة بعد أن أطلق مخمور النار على نادل المطعم لتأخر الطعام عليه، موقعاً إصابات عديدة مع جثة النادل ليلوذَ بعدها بالفرار، في جريمة ومأساة أثارت الفزع بقلوب الجميع. فما هي تفاصيل الحادثة؟ وعلى ماذا عثرت القوات الأمنية بعدها؟
*نبأ الحادثة الأول
في اليوم الأول من الحادثة التي وقعت الخميس الماضي، أفاد مصدر أمني بمقتل مدني وإصابة آخر جراء إطلاق نار على مطعم شمال بغداد.
وقال المصدر، إن مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم، باتجاه مطعم ضمن منطقة الشعب شمال بغداد، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر، فيما لاذَ المسلحون بالفرار.
*مخمور يطلق النار لتأخر طعامه
وعقب الحادثة ونبأها الأول، بانت ملامح الجريمة تتكشف شيئا فشيئا حتى تم التوصل إلى خيوطها الدقيقة، إذ أكد مصدر أمني، أن شاباً يدعى "محمود حسن خير" قُتل أثناء عمله في مطعم آغا الشام في بغداد على يد زبون عراقي مخمور.
وأضاف المصدر، أن "المخمور طلب وجبة برغر وعندما تأخر الطلب قليلا عن وقته المحدد، أشهر الشخص المخمور سلاحه وأطلق النار على المتواجدين في المطعم ليردي العامل قتيلا ويصيب مجموعة زبائن آخرين ثم يلوذ بالفرار!".
*عجلة بداخلها سلاح قرب الحادثة
بعد ذلك، كشف مصدر أمني، عن تفاصيل جديدة حول الهجوم المسلح الذي استهدف مطعما بمنطقة الشعب شمال العاصمة بغداد، وأودى بحياة أحد الأشخاص.
وقال المصدر، إن الشخص الذي قُتل نتيجة الهجوم المسلح على المطعم يحمل الجنسية السورية، مشيراً إلى ضبط عجلة بداخلها سلاح نوع كلاشنكوف متروكة ضمن مقتربات الحادثة.
وتابع، إنها العجلة ذاتها والسلاح الذي نفذ الهجوم ضمن منطقة الشعب.
*فزع وردود فعل غاضبة
مأساة مطعم آغا الشام أثارت فزعا كبيرا وولّدت حالة من السخط لدى المواطنين الذين طالبوا بالقبض على منفذ الجريمة وإنزال أشد العقوبات به.
وبهذا الصدد قال أحد المدونين، إن "ما حدث داخل المطعم يمثل استهتارا فضلا عن كونه لا يقل عن الفعل الإرهابي"، مطالبا "بمحاسبة كل من يحمل السلاح خارج إطار الدولة أو العمل الرسمي".
وقال مدون آخر، "واحد كاعد ياكل وما مأمن على روحه! وين واحد يروح؟ وليش حمل السلاح صار حتى بيد الأطفال؟".
من جانبهم، عبّر مجموعة من المواطنين عن مخاوفهم من عودة الانفلات الأمني وزيادة وتيرة الاغتيالات لاسيما بعد حادثة العامرية ومقتل المواطن الذي اتضح فيما بعد وقوف شبكة سويدية دولية وراءه.
*أبرز حوادث المخمورين
وعقب حادثة المطعم، سلّطت انفوبلس الضوء على أبرز الحوادث والجرائم التي ارتكبها أشخاص مخمورون في العاصمة بغداد وباقي المحافظات وكالآتي:
- عنصر أمن "مخمور" يطلق النار على زميله في بغداد.
ـ مخمور يطلق النار على طفلة بعمر السبع سنوات دون أي مبرر في كركوك.
ـ مخمور يطلق النار على عائلته ويصيب ثلاثة منهم ويلوذ بالفرار في منطقة البياع بالعاصمة بغداد.
ـ مخمور يطلق النار ويصيب عشرة أشخاص في حفل زواج بمحافظة صلاح الدين.
ـ مخمور يطلق النار عشوائياً ويثير هلع السكان في الناصرية.
ـ مخمور يروّع سكان بغداد بإطلاق نار عشوائي والقوات الأمنية تلقي القبض عليه.
ـ مخمور يطلق النار على منزل زوجته ويروع أطفاله في بغداد.
*جرائم غير مألوفة
في السياق، قال عضو اللجنة القانونية محمد عنوز، إن "الجرائم التي تحدث حالياً، ليست مألوفة لدى العراقيين المعروفين بحلمهم ومروءتهم وتربيتهم السلمية، وهي حالات تشير إلى انهيار على مستويات المجتمع والأمن والقانون، بالتالي فإن هناك حاجة ملحة بشكلٍ كبير لرسم خريطة طريق لإنهاء هذا الانفلات".
بدوره، رأى الخبير العراقي أحمد الشريفي، أن "ما يجري في العراق من جرائم مفجعة، أمر خطير، ويعكس الانفلات الأمني وعدم الخوف من العقاب من قبل القتلة والأشخاص الذين يفكرون بانتقام". لافتاً إلى، أن "العراق يتحول تدريجياً إلى منطقة وحشية بفعل الإهمال لمطالب الناس، وتحولهم تدريجياً إلى مزاجيين وعصبيين ويتعاملون بشراسة مع مشاكلهم وأفكارهم، ما يعني أن هذه الجرائم التي تنتشر وتتزايد ليست أكثر من كونها حصيلة سنوات الفوضى وسوء الإدارة للحكومات التي أعقبت الاحتلال الأميركي للبلاد".