"غسان شربل" يُسيء لبغداد لدوافع "مفضوحة" ويتلقى ردا عراقيا خليجيا "صاعقا".. ماذا تعرف عن الصحفي اللبناني "المتسعود"؟
انفوبلس/ تقرير
يُثار في العراق وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تحديداً خلال الساعات الماضية، جدل واسع حول تصريحات الصحافي اللبناني "غسان شربل" المسيئة للعاصمة العراقية بغداد، والتي لاقت رداً "غير متوقع" من المدونين العراقيين وحتى الخليجيين، فما الذي قاله من حاول تشويه صورة الزيارات الدينية والعراق، بعدما تعودت صحيفته "الشرق الأوسط" الإساءة للعراقيات في مناسبات مختلفة؟
الصحافي اللبناني "غسان شربل" يُسيء للعاصمة العراقية بغداد ويتلقى ردا "صاعقا"
غرد الصحافي اللبناني "غسان شربل"، أمس السبت 24 شباط/ فبراير 2024، على منصة أكس (تويتر سابقاً) بعدة عبارات رصدتها شبكة "انفوبلس"، من بينها، "بغداد.. مصنع الاغتيالات معهد الظلام الدامس"، في إساءة صارخة لعاصمة بلاد الرافدين.
وعن دوافع هذه التغريدات والإساءة لبغداد، - بحسب مدونين وكُتاب - فإنها تأتي بالتزامن مع قرارات المحكمة الاتحادية ضد حكومة إقليم كردستان، باعتبار أن "شربل" يعتبر من المقربين للعائلة الحاكمة في الإقليم "البرزانيين"، كما أنها تأتي بعد محاولة اغتيال رئيس مؤسسة المدى المشكوك في صحتها "فخري كريم"، وليس حُباً ببغداد والعراقيين الذي طالما أساء لهم مع صحيفته "الشرق الأوسط" السعودية في مناسبات لا تُعد ولا تُحصى.
المدون الكاتب ياسر الجبوري، كتب عبر صفحته على منصة أكس (تويتر سابقاً)، "اعترف أن بغداد مدينة تنقصها الخدمات واعترف أن بغداد مدينة يحتضنها الفساد واعترف أن بغداد مدينة تفتقر للنظافة واعترف أن بغداد مدينة ليست فاضلة، ولكـن يا غسان بن شربل، يا رئيس تحرير الشرق الأوسط، متى زرت #بغداد آخر مرة؟!، ومن زرتها هل رأيت الجرائم بكل مكان؟!".
وأضاف الجبوري في تغرديته التي رصدتها شبكة "انفوبلس"، "هل تعلم حسب موقع "نامبيو" أن العراق تاسعا عربيا بمعدل الجريمة وجاء بالمركز الـ 72 عالميا وبلغ مؤشر الأمان فيها 53.9%، ولبنان عاشرا، والسودان بالمرتبة الـ 11، ومصر بالمرتبة الـ 12، والجزائر بالمرتبة الـ 13، بينما أغلب الدول التي تلته لم تعِش حروباً داخلية وخارجية بآخر ٤٠ سنة؟!.. هل تعلم يا غسان يابن شربل، أن من بين 10 دول ذات أعلى معدلات الجريمة في العالم، العراق أصلا غير موجود؟!.. هل تعلم أنه في مدينة لندن التي تسكنها يمتنع الناس من ارتداء الساعات والحقائب الثمينة خوفاً من السرقة والقتل؟!".
وتابع، "الإحصاءات مؤخراً أعلنت إلى أن معدلات جرائم القتل في المكسيك سجلت مستويات قياسية، إذ شهدت البلاد 95 حالة قتل يوميا، أي بمعدل قتل شخص واحد كل 15 دقيقة، رغم أن المكسيك خارج الشرق الأوسط، ولكن هي تبقى بلد لم تزره بحياتك مثل بغـداد ولم ترَ جريمة بعينك هناك".
كما قال محمد الربيعي عضو مجلس المفوضين لهيئة الإعلام والاتصالات، في تغريدة، تعليقاً على تصريحات "غسان شربل" رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط، "تهجمك مرفوض ويكشف عن عدائك للشعب العراقي، وعليك أن تعرف أن العراق مهد الحضارات وصانع الانتصارات وهازم الارهاب الذي يموله أسيادك وطارد الاحتلال العسكري لأسياد أسيادك. وبغداد مدينة السلام والمحبة ولن يضرّها نعيق أمثالك".
والمدون فايز الغانم فقد كتب رفقة فيديو لـ"غسان شربل"، "غسان شربل ومن على قناة الشرقية المعروفة التوجّه كان من ضمن يتامى النظام المقبور الذين ما برحوا يتباكون على سقوط الصنم الذي انتفخ دوره في المنطقة ليدخل شعوبها في حروب خاسرة كان العراق وشعبه هو الذي دفع ثمنها غالياً".
أما الكاتب علي فاهم فقد قال، " لمن لا يعرف من هو غسان شربل هو رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط السعودية الذي لم يتوانَ يوماً بنشر كذبة عارية عن الصحة من أجل اتهام ملايين العراقيين الشيعة بأعراضهم وتشويه صورة الزيارات الدينية بالأكاذيب والتلفيق، السعودية ترعى مثل هذه الحثالات التي تتكلم عن #بغداد_مصنع_الرجال".
والناشطة السياسة تمارا الخزرجي، كتبت في تغريدة تابعتها "انفوبلس"، لم ينزعج الصحفي غسان شربل رئيس تحرير الشرق الأوسط من الوضع العراقي على مدى السنوات الماضية، ولم يتأثر بكل المصائب والطلائب !.. ولكن حين تعرض صديقه ومموّله الأستاذ فخري كريم لمحاولة اغتيال، ثارت مشاعره على بغداد.
رئيس تحرير الشرق الاوسط غسان شربل يقود حملة اعلامية تسقيطية لإيصال رسالة أن العراق دولة غير آمنة يسودها الارهاب والاغتيالات، هذا ما قاله المدون علي الربيعي عبر تغريدة على منصة أكس رصدتها "انفوبلس".
والأستاذ الدكتور حسين الصافي وفي تغريدة بعنوان "الأمور مرتبكة في أربيل، فقد قال إنه بعد صدور أمر المحكمة الاتحادية تلزم كل الحكومة بتوطين رواتب اقليم كردستان مما تسبب بغضب بارزاني الذي كان يسرق الرواتب، لذلك مسعود أمر كل المرتزقة لديه مثل غسان شربل وغيره بمهاجمة الحكومة، ولا أستبعد بأن حوادث الاغتيالات الاخيرة تتم بأمر شخص في أربيل.
ومركز النخيل للحقوق والحريات الصحفية طالب المدعو "غسان شربل" بالاعتذار لبغداد واهلها ومبدعيها بعد تغريدته المسيئة، وذلك في بيان ورد لـ"انفوبلس".
أما المدون الاماراتي ابراهيم بن حاتم رد على رئيس تحرير صحيفة الشرق الاوسط غسان شربل، بالقول، "كم عَفِنَة هي السياسة التي جعلت من لا يساوي حرفًا من تاريخ مدينة بغداد يتحدث عنها بهذا السوء!".
من هو "غسان شربل"؟
بدأ الصحافي اللبناني "غسان شربل" حياته العملية، معلقاً على الأخبار في صحيفة "النهار" اللبنانية، ثم مديراً للتحرير في القسم السياسي بصحيفة "الشرق الأوسط"، قبل أن ينتقل للعمل في مجلة "الوسط" التي كانت تصدر عن "دار الحياة"، ثم رئيس تحرير لها، ومن ثم رئيس التحرير المساعد لصحيفة "الحياة"، ورئيس تحرير لها منذ يونيو 2004، كما تولى رئاسة تحرير صحيفة "الشرق الأوسط"، في 24 نوفمبر 2016، انسجاماً مع الرؤية المستقبلية للمجموعة السعودية للأبحاث والنشر.
وكتب مدونون على مواقع التواصل وسياسيون وبرلمانيون أن الصحيفة كان لها دور سلبي في إذكاء الطائفية في العراق بين 2006 وحتى انحسار "داعش" الارهابي في 2017، في وقت عمل المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) من خلال فتاواه وتوجيهاته على حفظ دماء عامة العراقيين من كل الطوائف.
وفي عام 2020، نشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية، رسماً كاريكاتورياً تضمن إساءة لمقام المرجعية الدينية العليا في العراق السيد علي السيستاني، وهو ما أثار موجة غضب شعبي وسياسي في العراق ودول المنطقة.
والعام الماضي، وفي تقرير صحفي استفزازي يهدف لتزييف تاريخ حديث عاصره الجميع نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية كُتب بواسطة غسان شربل، تحدثت فيه عن صدام حسين وبطولاته الوهمية مستعينة بمصدر ادّعت أنه "رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية"، ومصدر آخر لم يُذكر اسمه أيضاً ادّعت أنه عمل في قصر صدام، إضافة إلى مقابلة أجرتها الصحيفة مع إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق المتعاطف مع الطاغية المقبور.
مراقبون وصفوا تقرير الصحيفة بأنه محاولة عبثية لإعادة إنتاج شخصية صدام حسين من جديد، ومحاولة لتبييض صفحته وتبرأته من أكبر قدر ممكن من الجرائم التي اقترفها خلال فترة إحكام قبضته على العراق لتبرير أفعاله تارة، وشرعنة سياسيات مقلّديه من السياسيين العراقيين الحاليين تارة أخرى.