غضب تركماني وتظاهرات بكركوك وصلاح الدين من قرار الحشد.. ما قصة إلغاء قيادة عمليات محور الشمال؟
انفوبلس/ تقرير
شهدت محافظتا كركوك وصلاح الدين، صباح اليوم السبت 27 تموز/ يوليو 2024، تظاهرات لعشرات من التركمان، وذلك بعد صدور قرار من هيئة الحشد الشعبي بإلغاء قيادة عمليات محور الشمال ودمجها مع قيادة عمليات ثانية، وسط مطالبات للمرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني بالتدخل، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على تفاصيل القرار ومطالب المتظاهرين.
*على ماذا ينص قرار هيئة الحشد الشعبي؟
صدر قرار من هيئة الحشد الشعبي، يوم أمس الجمعة 26 تموز/ يوليو 2024، بإلغاء قيادة عمليات محور الشمال "قوة التركمان" المتمركزة في محافظتيّ كركوك وصلاح الدين، وذلك بحسب مصادر رفيعة في الحشد الشعبي.
وتقول المصادر لشبكة "انفوبلس"، إن القرار صدر من رئاستيّ هيئة الحشد الشعبي والأركان بإلغاء قيادة عمليات محور الشمال (قوة التركمان) التي كان يرأسها أبو رضا النجار والتي تنتشر تشكيلاتها وألويتها في محافظتيّ صلاح الدين وكركوك"، لافتة الى أن "القرار صدر من رئاسة هيئة الحشد من دون تحديد الأسباب الموجبة لإلغاء قيادة العمليات".
وتشكلت قوة الحشد التركماني "محور الشمال" بالتزامن مع قرار تشكيل هيئة الحشد الشعبي عندما اجتاح عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي العديد من المحافظات العراقية وسيطروا عليها في منتصف عام 2014.
يذكر أن قوة الحشد التركماني، تتولى حماية المناطق التركمانية في محافظتي صلاح الدين وكركوك، فيما شاركت في العديد من معارك تحرير المناطق من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي في صلاح الدين وكركوك ونينوى.
*تظاهرات رافضة للقرار
تظاهر العشرات من التركمان في محافظة كركوك، اليوم السبت 27 تموز/ يوليو 2024، مطالبين المرجعية الدينية ورئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بالتدخل في قرار الحشد الشعبي بإلغاء قيادة عمليات محور الشمال ودمجها مع قيادة عمليات ثانية.
ويقول أحد المتظاهرين ويدعى علي حسين، إن "التركمان يطالبون المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد علي السيستاني، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، بضرورة إلغاء القرار الصادر عن الحشد الشعبي بإلغاء قراره القاضي بإلغاء قيادة عمليات محور الشمال قوة التركمان ودمجها مع قيادة عمليات شرق دجلة".
ويضيف، إن "مطلبنا هو الإبقاء على قيادة عمليات محور الشمال لأن التركمان قدموا أكثر من 3500 تركماني في عمليات تحرير المناطق التركمانية ومن الوفاء لهذه الدماء أن تبقى قيادة عمليات محور الشمال".
وفي السياق ذاته، يبين متظاهر ثانٍ ويدعى عباس البياتي، أن "القرار غير مدروس والتركمان يطالبون بإلغاء القرار وهناك اعتصام في طوزخورماتو، وإذا لم يُلغَ القرار، فإن الاعتصامات تتحول الى قطع الطريق الدولي بين كركوك وبغداد".
*تظاهرة في طوزخورماتو
خرج العشرات من أهالي قضاء طوزخوماتو والمناطق القريبة في صلاح الدين بتظاهرة سلمية سرعان ما تحولت الى اعتصام سلمي مفتوح للمطالبة بإلغاء قرار حل قيادة عمليات الشمال، قوة التركمان التي تأسست قبل سنوات، وذلك بحسب حديث أحد المتظاهرين محمد اوغلو.
ويقول اوغلو، إن "القرار والذي صدر من رئاسة الحشد الشعبي ربط القوة بقيادة عمليات كركوك وشرق دجلة، مؤكدا بأن القيادة لها خصوصياتها وقدمت دماء زكية في حماية المناطق من الإرهاب، لافتا الى أن المعتصمين طالبوا القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني بالتدخل".
ويشير أوغلو الى، أن "التركمان قدموا أكثر من 3 آلاف شهيد في طوزخوماتو وقُراها بعد 2003 وكانوا سدًا منيعًا بعد 2014 لمنع تقدم داعش صوب المدينة ومحيطها"، مؤكدا بأن "الاعتصام رسالة شعبية بضرورة إعادة النظر بالقرار".
وعلى إثر الاعتصام، أصدر المتظاهرون التركمان بيانًا ورد لشبكة "انفوبلس"، كتبوا فيه مطالبهم، فيما أكدوا أن قرار حل القوة الصادر من رئاسة هيئة الحشد الشعبي ورئاسة الأركان كان مفاجئاً.
وجاء في البيان، "في ظل الأوضاع الأزمة التي يعيشها أبناء شعبنا التركماني، إذ إننا اندهشنا من قيام رئيس هيئة الحشد الشعبي ورئيس أركان الهيئة بحل قيادة عمليات محور الشمال / قوة التركمان ودمجها مع قيادة عمليات كركوك وشرق دجلة دون دراسة الأوضاع التي يعيشها الشعب التركماني في طوزخورماتو وكركوك".
ويضيف البيان، "إننا كشعب تركماني ندعو بتدخل المرجعية الدينية العليا والقائد العام للقوات المسلحة السيد محمد الشياع السوداني لإعادة النظر في موضوع حل (قيادة عمليات محور الشمال / قوة التركمان التي دافعت عن أرض الوطن وقدمت الشهداء والجرحى ووقفت أمام انقسام العراق والانفصال وهو تاريخ لن ينساه الأجيال، ونحن القومية الثالثة في العراق وقدمنا شهداء من أجل وحدة العراق منذ تأسيس الدولة العراقية وبعد سقوط البعث الكافر عام ۲۰۰۳ تأملنا من الحكومة العراقية خيراً، وأول انفجار طائفي استهدف العراق قبل شهادة السيد محمد باقر الحكيم حدث في طوزخورماتو، وحافظنا منذ ذلك اليوم ولحين صدور الفتوى المباركة قدمنا قرابة 3500 شهيداً من كافة المناطق التركمانية من الشيوخ والأطفال والنساء والشباب وبعد صدور الفتوى المباركة من قبل آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله لبَّينا نداء الفتوى المباركة وحافظنا ببسالة على كُلٍّ من آمرلي والطوز وبشير وداقوق وتازة وتسعين وكركوك وتلعفر".
ويكمل البيان، "تم إطلاق تسمية قوة التركمان من قبل قادة النصر، حيث شاركت هذه القوة في كافة عمليات التحرير ضد عصابات داعش التكفيرية ونحن لسنا أقلية من المكون المسيحي والازيدي والصابئي والشبك نحن لنا خصوصية ونناشد المرجعية الدينية العليا أن يتدخل في حل أمورنا من تدخلات الأحزاب السياسية الذين يضغطون بشكل مستمر في إضعاف الحشد وحصره بأُطر حزبية ضيقة ولنا كل الحق في المطالبة بالحفاظ على خصوصية الحشد التركماني وقيادة محور الشمال لهذا المكون الأصيل من الشعب العراقي لأننا حافظنا على وحدة العراق ولا نقبل فرض سياسة الاحزاب وهذا ما لا نقبل به بأي شكل من الأشكال. وإن أي محاولة لحل قيادة عمليات محور الشمال / قوة التركمان من قبل أطراف دخيلة تحاول تفضيل مصالحها يعني ارتكاب جريمة كبرى بحق الشعب التركماني وشهداء التركمان، لذا نطالب من المرجعية الدينية العليا ومن السيد محمد الشياع السوداني ومن نواب التركمان والأحزاب التركمانية بالتدخل لتدارك هذه الأزمة، وفي حال عدم الاستجابة لمطالبنا سيكون لنا موقف آخر وقطع طريق بغداد ـ كركوك".
ويعيش العراق حالياً حالة الأمن والاستقرار والعمران والوضع الاقتصادي المستقر، بفضل فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، وتأسيس الحشد الشعبي الذي أعطى دماءً كثيرة وعظيمة استطاع من خلالها أن يصنع النصر وأن يستمد من الفتوى كل البطولات والتضحيات وأعطى هؤلاء الشهداء من أجل هذا الوطن.
الى ذلك، يؤكد سعيد اوغلو عضو تنسيقية طوزخوماتو بصلاح الدين، إن "المئات من أبناء القومية التركمانية نظموا اعتصاما سلميا على طريق كركوك - بغداد من بينهم نخب رافعين 3 مطالب مشروعة هي إلغاء قرار حل قيادة محور الشمال، والإبقاء على وضعها الميداني، وتعزيز قدراتها".
ويلفت الى، أن "مطالبهم تأتي في إطار رؤية لحجم التحديات المحيطة بمناطق التركمان والتي قدمت كوكبة كبيرة من الشهداء على مدار سنوات طويلة"، مشيرا الى أن "الاعتصام سيبقى لحين الاستجابة لمطالبهم".
"إن أي تحولات في قيادة محور الشمال بالأوقات الراهنة لن يخدم المشهد الامني وهذا ما دفعنا للاعتصام بحضور النخب التي ترى بأن التحديات الامنية لا تزال قائمة في ظل تحركات ارهابية في بعض المناطق"، بحسب عضو تنسيقية طوزخوماتو بصلاح الدين.
ويُعدّ التركمان ثالث كبرى الجماعات العرقية في العراق بعد كل من العرب والأكراد، ويوجد اختلاف كبير في تقدير أعدادهم. ويذهب الكثيرون إلى أنهم بين مليونين إلى مليونين ونصف. ويتوزعون في المناطق الشمالية والوسطى من العراق، حيث ينتشرون في محافظات نينوى وأربيل وكركوك وديالى وصلاح الدين وفي بعض أحياء العاصمة بغداد.
ويستقرون كذلك في عديد من الأقضية، مثل طوز خورماتو، وتلعفر، وآمرلي، وداقوق، وخانقين، وبدرة، وسنجار، وفي قرية جلولاء، والسعدية، وكفري، وسليمان بيك، وينكجة، وحمرين، والتون كوبري، وتازة خورماتو، وبشير.
حاليا، توجد العديد من الأحزاب السياسية التركمانية المعروفة على الساحة، ومن أهمها كل من الحزب الوطني التركماني العراقي، وحزب تركمن إيلي، وحزب التركمان الإقليمي، وحركة التركمان المستقلة، وحزب حقوق التركمان العراقيين، والحركة الإسلامية التركمانية العراقية، بالإضافة إلى أحزاب وحركات أخرى مثل حزب الإرادة التركمانية، وحزب التنمية التركماني، والحزب التحرري القومي التركماني، والحزب الديمقراطي التركماني، والتجمع الليبرالي التركماني.