غضب شعبي وبرلماني عراقي من اعتقال السعودية حاجا عراقيا.. ماذا فعل "وليد عبد الأمير الشريفي"؟
انفوبلس / تقرير
تناقل مدونون وناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي في العراق، معلومات عن اعتقال السلطات الأمنية السعودية، حاجا عراقيا بتهمة مخالفة تعليمات الحج، ليؤكدها أعضاء داخل مجلس النواب العراقي، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على قصة وليد عبد الأمير الشريفي وردة فعل عشيرته.
وجاء اعتقال الحاج العراقي "وليد عبد الأمير الشريفي" بالتزامن مع زيارة قام بها السفير السعودي في العراق، عبد العزيز الشمري، إلى مدينة النجف.
*تفاصيل الاعتقال
أقدمت الأجهزة الأمنية السعودية، خلال الأيام الماضية على اعتقال الحاج العراقي "وليد عبد الأمير الشريفي" من الفندق الذي يقيم فيه في مكة المكرمة ضمن كروب الحجاج العراقيين.
ووفق شهود عيان من الحجاج المرافقين للحاج المعتقل، فقد أشاروا الى دخول عشرات من رجال الامن بملابس مدنية واقتحموا الغرفة على الحاج "وليد عبد الأمير الشريفي" بينما كان جالسا مع عدد من الحجاج، واقتادوه إلى مكان مجهول منذ 8 أيام. كما امتنعت الشرطة السعودية، الإجابة على أسئلة زملائه الحجاج للتعرف على مصيره.
وأصدر حجاج عراقيون مناشدة الى الحكومة العراقية للتدخل وإنقاذ الحاج العراقي المعتقل، حيث قالوا في بيان ورد لـشبكة "انفوبلس"، نحن نتقدم إليكم بهذا الخطاب العاجل لنعبّر عن قلقنا البالغ واستنكارنا الشديد لاختفاء شاب عراقي حاج في مكة المكرمة، في الشهر الحرام، منذ أكثر من ستة أيام دون معرفة مصيره أو أسباب اعتقاله من الفندق بشكل سري، ودون ارتكابه أي مخالفة معروفة.
وأضافوا، إن هذا الوضع غير المقبول يتطلب تحركاً فورياً وجاداً من قبل الحكومة العراقية للتواصل مع السلطات السعودية والعمل على معرفة مصير هذا الشاب وإعادته سالماً إلى أهله، وإن تقاعس الجهات المعنية عن أداء واجباتها في حماية المواطنين العراقيين في الخارج، خاصة في مثل هذه الظروف الحساسة، يثير الكثير من التساؤلات والقلق.
وطالبوا – بحسب البيان - باتخاذ جميع الإجراءات الدبلوماسية والقانونية اللازمة وبأسرع وقت ممكن لضمان سلامة هذا الحاج العراقي الشاب ومعرفة كافة التفاصيل المتعلقة بحادثة اختطافه، واعتقاله، مشيرين الى أن حماية المواطنين العراقيين وصون كرامتهم هي مسؤولية تقع على عاتق كل مسؤول في الدولة، ونأمل أن تكون هذه الرسالة دافعاً لتحرك فوري وفاعل لتحقيق العدالة وإعادة الأمان لأهلنا في الخارج.
*عشيرته تهدد بتظاهرة كبيرة
في المقابل، طالب رئيس عام عشائر السادة الشرُفه، سليم كاظم الناجي، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس هيئة الحج الشيخ سامي المسعودي، بالتدخل لإطلاق سراح الحاج العراقي وليد عبد الأمير الشريفي.
وقال الناجي في بيان ورد لشبكة "انفوبلس، "لا يخفى عليكم أن الواجب على كل من يحب وطنه وشعبه من الحجاج وعند الحرمين بالدعاء الى بلدانهم وجيوشهم بالحفظ في تلك الاماكن المقدسة حيث قام أحد ابناء عشيرتنا وهو (الحاج وليد عبد الامير الشريفي) من بابل قضاء الهاشمية بالتوسل الى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ العراق وجيشه وحشده الشعبي ولهذا فقد قامت السلطات السعودية باعتقاله ولن نعرف عن مصيره لحد الآن".
وأضاف، "نرجو من سيادتكم التدخل والافراج عنهُ ليتسنى له إكمال مناسك الحج كونه لن يقوم بمخالفة او اخلال بنظام الحج، والا ستقوم عشائرنا بمظاهرة كبيرة ونحمل السلطات السعودية عن سلامته".
وطالبت أوساط سياسية ونيابية وشعبية، الحكومة العراقية بسرعة التدخل، لإطلاق سراح الحاج العراقي، وليد الشريفي، المحتجز لدى السلطات السعودية، بتهمة مخالفة تعليمات الحج.
ويقول عضو مجلس النواب، حسين السعبري، "منذ اللحظات الأولى لسماعنا خبر احتجاز الحاج وليد الشريفي، أجرينا عدة اتصالات مباشرة مع مكتب رئيس الوزراء، واللجنة النيايبة المشرفة على الحجاج العراقيين، وسفارة العراق في المملكة العربية السعودية، وهيئة الحج والعمرة، لأجل معرفة ملابسات احتجاز الحاج وليد الشريفي والمطالبة بإطلاق سراحه بأسرع وقت ممكن".
وبحسب مصادر سياسية تحدثت لشبكة "انفوبلس"، فإن اعتقال الشريفي جاء على خلفية رفعه شعارات لنصرة غزة وسكانها في وجه آلة القتل الإسرائيلية، ودعواته بأن يحفظ الله العراق وجيشه وحشده الشعبي، عند الحرم المكي.
الحاج العراقي المُعتقل "وليد الشريفي"، من سكنة ناحية المدحتية في محافظة بابل، وكان قد وصل إلى المملكة العربية السعودية للقيام بمناسك الحج، بحسب المصادر التي تحدثت لـ"انفوبلس".
وفي سياق متصل، دعا النائب ياسر اسكندر وتوت، اليوم السبت 8 حزيران/يونيو 2024، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للتدخل العاجل في قضية اعتقال أحد الحجاج العراقيين بالسعودية. ويقول وتوت ان "المواطن وليد الشريفي من اهالي بابل معتقل منذ ايام في السعودية اثناء اداء مراسيم الحج"، لافتا الى انه "يتابع قضيته مع الجهات الرسمية ويأمل عودته سالما الى ذويه".
كما يبين، إن "هناك متابعة جدية لموضوعه خاصة وانه انسان بسيط لا ينتمي الى اي تكتل سياسي ووجوده في الديار المقدسة لأداء فريضة الحج"، مشيرا الى انه "في تواصل مستمر مع السفارة العراقية في الرياض وقنصلياتها من اجل متابعة قضية الشريفي بكل حيثياتها".
ولغاية كتابة هذا التقرير، لم تصدر السلطات السعودية أو العراقية الرسمية أي بيان أو توضيح رسمي بشأن الحاج المعتقل حتى الآن، لكن شبكة "انفوبلس"، رصدت تعاليق عن القضية لكن بصورة غير مباشرة، حيث قال وزير الحج السعودي توفيق الربيعة، أن الحج للعبادة وليس للشعارات السياسية، وذلك فوز انتشار المطالب العراقية بإطلاق سراحه.
وهذه القضية ليس الأولى من نوعها في السعودية، حيث تكرر السلطات الأمنية السعودية في كل عام، هذه الاعتقالات "الوحشية" وخصوصاً من الحجاج الشيعة، حيث يقول مراقبين لشبكة "انفوبلس"، انه مع كل موسم حج يعود إلى الواجهة واقع استغلال النظام السعودي المرير لهذه المناسك، ليكون ضحايا النظام من مختلف الجنسيات العربية وسواها من الفئات التي يكتنز النظام لهم الحقد.
وتحت وسم "#الحرية_وليد_الشريفي" تداول ناشطون خبر اعتقال وليد عبد الأمير الشريفي، مناشدين الخارجية العراقية متابعة أمر اعتقاله وتغييبه.
أحد الناشطين على منصة "إكس" كتب على حسابه: السلطات السعودية تختطف المجاهد وليد عبد الامير الشريفي لأنه رفع صوته بالدعاء للحشد ومحور المقاومة وهو في الديار المقدسة. مطالبا الحكومة العراقية بالتدخل لمعرفة مصيره وارجاعه للعراق، ووزارة الخارجية وهيئة الحج والعمرة التدخل الفعلي والجاد وحل القضية.
وتحت الوسم عينه غردت ناشطة بالقول: "وليد عبد الأمير الشريفي، المعتمر العراقي الذي قامت ب اعتقالهُ قوات جاهلية القريش المتمثلة بآل سعود آل صهيون دون معرفة الاسباب؟! نرجو من الحكومة العراقية اتخاذ ما يلزم وتحرير هذا الشاب العراقي قبل ان تبتلعهُ افواههم السعودية المجرمة؟!".
وبيّنت أحد الحسابات مقاربة بين أسلوب التعامل مع الحجاج وسواها مع رموز اليهود، قائلا: في بيت الله الحجاج يعتقلون وفي بلاد الحرمين اليهود يرقصون #الحرية_وليد_الشريفي من هوان الدنيا تتجرأ وتعتقل السعودية مملكة الشيطان حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن بسبب الدعاء لحفظ ونصرة الحشد الشعبي المقدس.
كما ان مرصد انتهاكات الحج والعمرة قال في تغريدة له إن "اعتقال الحاج أو المعتمر بعد منحه الأمان من خلال إصدار تأشيرة دخول إلى السعودية، يُعتبر خديعة واستدراجاً غير مُبرر، ويتنافى مع الأعراف القانونية والحقوقية".
وتأتي الغالبية العظمى من حالات الاعتقال التي تتم خلال المراسم تحت حجج يدّعي فيها أنها مظاهر أو شعارات سياسية تحت أكاذيب حرصهم على عدم تسييس الفرائض، فَيمنع النظام حرية تأدية الحجاج لمسيرة البراءة، وكذا من حرية أداء مناسكهم وعباداتهم وفق عقائدهم ومذاهبهم بحجة عدم التسييس نفسها، لكنهم في الوقت نفسه يُمسكون بمفاصل تنظيم مراسم الحج والعمرة، ويستغلونه لاصطياد المعارضين أو المتجرئين على القوانين السعودية الخاصة بمنع الشعارات الدينية خلال تأدية المناسك، بحسب المراقبين.