"فاضل البديري" يُسيء لشهداء آل البيت (ع) وواقعة الطف في تسجيل صوتي مسرب.. من هو؟ ومن يقف خلفه؟
انفوبلس/ تقرير
مع اقتراب زيارة العاشر من محرم "عاشوراء"، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، مقطعا صوتيا مسربا يظهر فيه إساءة من شخص يزعم أنه مرجع ديني ويدعى الشيخ فاضل البديري، لشهداء آل البيت (ع) وواقعة الطف الخالدة في محافظة كربلاء المقدسة، الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة النطاق، وسط مطالبات بطرده من محافظة النجف الأشرف، فماذا قال؟ ومن هو؟
واقعة الطف تلك الواقعة الفاجعة الخالدة التي بقَت ذكراها تتجدد في كل عام، بل وفي كل يوم، أو كلما يمر ذكر للحسين (ع) أو أحد من أهل بيته أو صحابته، لتتجسّد أمام عينيه أحداث دموية خطَّت على جبين التاريخ كل معاني الشرف والعزّة، وتوهجت بنور الظفر والانتصار، وأكدت الهزيمة والعار على مَن ارتكبها وشارك فيها قولاً وفعلاً حتى قيام الساعة.
من هو "فاضل البديري"؟
وبحسب بعض المصادر المتداولة، فإن الشيخ البديري من أتباع المدرسة الصدرية فقهياً. تتلمذ على يد المرجع محمد ياسين السوداني أحد طلبة المرجع الراحل محمد باقر الصدر، وكان خطيب جامع خاص به وبمريديه، وهو جامع هاشم الحطّاب في النجف.
وُلد في قبيلة آل بدير في العام 1971 ويجعل منه نسبه في موقع رئاسة قبيلته التي تُعدّ من القبائل العربية الكبيرة في العراق، وكان منها المرجع الكبير آية الله الشيخ جعفر البديري الذي توفي في العام 1950 وآية الله الشيخ أحمد البديري وآية الله الشيخ حسن البديري وآخرون يحمل لهم العراقيون التبجيل والاحترام. أما جدّه لأمه فهو الحاج عزيز عباس من آل بواللحية في الدبلة بمدينة القاسم بالحلة وهو من أعيان عشيرة الجبور.
ومحافظة القادسية كانت البيئة التي عاش فيها البديري، ثم انتقل إلى النجف بعد أن توفّي والده عام 1982 وأكمل دراسته بين أخواله، وفي عام 1988 دخل كلية العلوم في الجامعة المستنصرية وتخرج منها ونال شهادة البكالوريوس في علوم الأحياء عام 1992 وعمل في المعهد الطبي في الكوفة.
كما يقال إنه فقد شقيقه جليل في النظام البائد وكان قد اتجه في العام 1985 إلى الدراسة في الحوزة العلمية في النجف. ودرس بداية التسعينيات من القرن العشرين كل السطوح، وتفرّغ تماماً للتحصيل عام 1993 وبأمر من السيد محمد محمد صادق الصدر أكمل السطوح العليا ولا سيما الكفاية والمكاسب والفرائد على أيدي مدرسين كبار.
ويُزعم أن للشيخ البديري مؤلفات في الفقه والشريعة من بينها "ثمرات الأفكار في علم الأصول" و"ضوابط الصناعة الفقهية" في 15 جزءاً، و"ضوابط الحديث والرجال" و"أسرار العالمين في شرح منهج الصالحين" و"إلى أين أيها المسلمون" وغيرها.
لكن بحسب مراجعة فريق شبكة "انفوبلس"، للكتب والمواقع المختصة والفيديوهات التي ظهر بها على منصات مختلفة، فقد تبين أن الشيخ فاضل البديري، كان بعثياً في زمن حكم الطاغية صدام حسين، وأهم القنوات التي تروج له قناة (وصال) الوهابية. كما وبحسب رجال دين أنه ادعى المرجعية وهو فاسق ضال منحرف عقائديا.
*إساءة لشهداء آل البيت (ع) وواقعة الطف
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، خلال الأيام الماضية، مقطع صوتي مسرب يظهر فيه الشيخ فاضل البديري وهو يُسيء لشهداء آل البيت (ع) وواقعة الطف، حيث اتهم الاخير أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) بأنهم قتلوا الإمام الحسين.
رد صارم من كُتّاب ورجال دين
الكاتب إيليا إمامي، يبين أن المنحرف فاضل البديري يقول (حبيب بن مظاهر وزهير بن القين وأمثالهم هم الي كتلو الحسين ونكثو البيعة ومسلم بن عقيل طبگ وياهم) والوهابية يقولون اليوم أن أنصاره وشيعته هم بنفسهم من خانه وانقلب عليه!، متسائلاً الكاتب بالقول، "أين قول الإمام ما رأيت أصحاباً كأصحابي؟!".
ويقول المنحرف في المقطع (مسلم بن عقيل مو من هذوله (الگدها) وما دبرها!! وما يعرف الأمور شلون ورأساً كتب للحسين عليه السلام أقدم لك جنود مجندة.. على كيفك مسلم شويه أصبر وصير محنك سياسي)، ليرد الكاتب بالقول، "هذا عين ما يقوله الوهابية في قراءتهم للتاريخ أن مسلم (ساذج تم خداعه) متجاهلين وصف الإمام الحسين له بأنه (ثقتي والمفضل عندي من أهل بيتي)".
ويقول المنحرف البديري أيضاً (أصبر يا مسلم.. جبتو الحسين بهاي الصحراء والحر تلگاه منا وأخذتوه للكوفة.. ولحگه حبيب والله رسالتك (يقولها باستهزاء). أما الكاتب "إيليا إمامي" فيرد على ذلك بالقول، "ألا يذكرك هذا بقول الوهابية عندما يعاملون الإمام المعصوم كشخص اندفع وتهور وأغرته رسائل الكوفة؟ وقولهم إن الحسين عليه السلام (انكشفت له خيانة الناس وتورط في الرجوع)؟!. ألا ترى كيف يشير هذا اللعين أن الحسين مغلوب على أمره والقضية بكيف مسلم والحر وحبيب؟! أليس هذا إنكار صريح لعصمة سيد الشهداء عليه السلام؟!".
ويزعم المنحرف في المقطع المسرب (وهذا كميل بن زياد أول المتخاذلين والناكثين لبيعة الحسين)، فيرد الكاتب، "هذا نفس قول الوهابية في الطعن على كميل، فعندما نقول نحن الشيعة إننا لا نعلم سبب غياب كميل عن الواقعة ونقدم مجموعة تفسيرات محتملة فهذا لا يعني الطعن بجلالة قدر كميل ولكن الوهابي حيث لا يؤمن بجلالة قدره، فيذهب مباشرة إلى تفسير غيابه بأنه خيانة وتخاذل، وهكذا صنع فاضل أيضاً".
ويتابع الكاتب، "لاحظوا أنه يقول (هذا الي نزوره) وكأنه ناقم نقمة وهابية على زيارة الناس لكميل بن زياد!".
ويدَّعي المنحرف في المقطع بالقول (معركة كربلاء ساعتين ليچذبون عليكم ذوله.. ثم يقول باستهزاء (العباس طلع يم نخلة يجيب ماي))!، والكاتب يقول، "لا أعرف من يقصد بـ (ذوله) هل علماء الشيعة الذين نقلوا الواقعة أم الخطباء الذين يقرؤون الواقعة؟". ويبين الكاتب ايضاً، "لو كنت تعتقد أنهم يكذبون لماذا تدور على المجالس الحسينية في النجف كل ليلة، للثواب أم لتكويم العلاقات الاجتماعية؟".
ويكشف الكاتب إيليا إمامي، "قبل أيام زار فاضل المنحرف موكب النجف الأشرف حيث كان يقرأ الشيخ زمان الحسناوي.. فصاح به أحد الحضور ممن أخذتهم الغيرة وقال له ماذا تصنع هنا يا عدو الإمام علي؟ ولكن للأسف المجاملة تغلب.. فأسكته الناس وبقي فاضل جالساً يبحث عن مجاملات اجتماعية"، مبينا، "من المعروف أنه لا يفوت فاتحة من فواتح الكبيرة لشيوخ العشائر إلا ويحضرها بحثاً عن قاعدة وعلاقات.. وللأسف سينجح لأن المبادئ سوقها كاسدة".
ويقول البديري (هي مجزرة بدأت بالعشرة الصبح وانتهت بثنعش الظهر.. سووها جماعتنا مبارزات وقصة)، ليرد الكاتب، "ما أعرف منو حكم الوقت الي أنطاه هاي المعلومة عن الساعات.. لكن هذا الأحمق لا يعرف حتى حساب الوقت وصحيح أن بعض المؤرخين يذهب إلى انتهاء المعركة قبل الزوال (وهو الرأي الأضعف ولكنه يفيد فاضل) ولكن حتى مع ذلك، فهل الانتهاء قبل الزوال يعني أن المعركة ساعتان؟ وهل يحتاج عالم رياضيات يحسب له كم ساعة بين طلوع الشمس والزوال؟ وهل يحسب علينا وقت النعي في المقتل من وقت الأحداث؟ ما هذه السخافة بالله عليكم؟ الرجل يريد التشكيك بكل شيء وانتهى".
ويكشف الكاتب بالقول، "فاضل هذا كان يملك بيتاً صغيراً لا يتجاوز ١٠٠ متر في الجديدة في النجف وفي دولان ضيق، ثم بعد مجموعة مقابلات على قناتي صفا ووصال، طعن فيها بزيارة المراقد والدعاء تحت قباب أهل البيت، وبعد زيارة السعودية برعاية وهابية (علنية) وجولات على بعض مناطق المملكة، فإذا ببيته الصغير يتحول بقدرة قادر إلى منزل على الواجهة من ثلاثة طوابق، فسبحان مغير الأحوال بالدولار والريال)".
ويتابع الكاتب، "لماذا تلتفتون للأصوات النشاز التي تريد تشويه صورة الحسين عليه السلام وأصحابه وشعائره المقدسة (أعني بذلك المد الوهابي الأموي)، أنتم استمروا بالعزاء وهم سيسكتون من تلقاء أنفسهم من باب (القافلة تسير والكلام تنبح)، وما تقوله يا أخا الود والولاء صحيح في حد نفسه وخير رد عليهم هو الاستمرار بالعزاء وعدم التوقف عند هؤلاء، وإلا سحبونا إلى مستنقعهم ومنعونا من الاستمرار في تطوير عزائنا وحمله للأجيال.
ويقول الكاتب، "لكن أحياناً لا بد من تذكير الناس بحقيقتين: أولاً: أن الشعائر مستهدفة فعلاً وهذا العدو ليس وهمياً صنعناه من خيالنا بل هو موجود ويسعى ليل نهار لإثارة الشبهات وقطع علاقتنا بالحسين عليه السلام، فما تسمعونه من هنا وهناك ليس كله عفوياً وصادراً من ناصح أو محب".
ثانيا: "إن هؤلاء لهم أذناب موجودة بيننا ومن هوان الدنيا على الله أن تكون لهم مكاتب ويلبسون العمائم وتسير خلفهم الحمايات!".
ويردف الكاتب إيليا إمامي، "بالأمس قلنا (الصرخي وهابي) وقالوا أنكم مجانين بنظرية المؤامرة، حتى فضحه الله وعرفوا حقيقته في وقت متأخر، واليوم نقول والله وبالله وتالله إن هذا الرجل قد وقع تحت تأثيرهم وسيطروا عليه تماماً واشتروه بثمن بخس وانتهى أمره.. أسفي هذا النجف الأغر، كيف يتجول فيها أمثال هذا ويُمنح مقاعد في الحج وتُعين له حمايات !، وأسفي على أيام سادات النجف ورجالات مواكبها، فوالله لو دخل مثل هذا موكباً في زمانهم لربطوه وأخرجوه ضرباً. والآن بعد أن شاهد منا الفتور والتخاذل أخذ يربّي طلابه بكل صراحة على إهانة ثورة الحسين عليه السلام واعتبار تاريخها كله مزيفاً!".
أما حسين حبيب علي (السيد حسين الفياض)، فيقول في منشور تابعته شبكة "انفوبلس" رداً على فاضل البديري، هذا المسخ المنافق المتمرجع اسمه فاضل البديري، أنا معاشر له وأعرفه حق المعرفة منذ زمان، فاسق ضال منحرف عقائديا وهو غبي ومجرد عمامة كبيرة ولقلق لسان، وادعى المرجعية وفتح الدكان، لم يعترف به غير المطربين وأمثالهم فنشر زيارة حميد منصور وياس خضر له وهو فرحان، وتمكن الوهابية من شرائه على خطى الصرخي".
وتشهد كربلاء وكافة مدن الوسط والجنوب، خلال هذه الأيام وحتى عاشوراء، أعدادا كبيرة من المواكب، فضلا عن توجه الزائرين لضريح الامام الحسين وأخيه العباس، وتمتد هذه الشعائر حتى يوم الـ40 الذي يصادف بعد انتهاء شهر محرم بعشرين يوما، وفيه تكون "الزيارة المليونية" لكربلاء، حيث يتوجه ملايين الزائرين، مشيا على الأقدام لكربلاء.