قاتل مصطفى العذاري يتجول في قنصلية عراقية وأسرة الشهيد "غاضبة".. من ساعد "رافد الجميلي"؟
انفوبلس/ تقرير
بينما تجلس والدة الشهيد المغدور مصطفى العذاري أمام صورته وتبكي "بحرقة" على ما جرى له من أحداث "مؤسفة" إبان سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، يتجول قاتله والمطلوب للقضاء بتهمة الإرهاب رافع مشحن الجميلي، في القنصلية العراقية بمدينة اسطنبول التركية، وكان بضيافة القنصل محمد سلمان الجنابي، فكيف حصل ذلك؟ وما هي ردود الفعل؟
والعذاري، من مواليد 1986، وهو منتسب في فوج مغاوير عمليات بغداد، تعرض لإصابة بليغة في قدمه اليسرى خلال إحدى معارك تحرير الفلوجة في أيار/ مايو 2015، ورفض إخلاءه من قبل زملائه مصرّاً على مواصلة مواجهة التنظيم الارهابي عندما اضطر فوجَهُ إلى التراجع، وبقي على تواصل مع زملائه عبر الهاتف قبل أن ينقطع الاتصال به بعدما تم أسره.
وفيما بعد، قام عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي بأسره ووضعه في سيارة والطواف به في شوارع المدينة قبل إعدامه شنقاً وترك جثته معلقة على أحد الجسور وسط الفلوجة، في مشهد سيظل خالداً لدى جميع العراقيين و"وصمة عار" للمنفذين والمشتركين.
* قاتل الشهيد مصطفى العذاري في ضيافة القنصل العراقي بإسطنبول
تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي، أنباءً عن تواجد قاتل الشهيد المغدور مصطفى العذاري، والمطلوب للقضاء بتهمة الارهاب رافع مشحن الجميلي، في القنصلية العراقية بمدينة اسطنبول التركية، وبضيافة القنصل محمد سلمان الجنابي، الأمر الذي أكدت لجنة العلاقات الخارجية النيابية.
مدونون ذكروا، أن "موظفي القنصلية العراقية في اسطنبول استغربوا من قيام القنصل العراقي محمد سلمان الجنابي باستقبال شخص محكوم غيابيا بالإعدام وهو أحد قيادات تنظيم داعش الارهابي وقاتل الشهيد مصطفى العذاري، الإرهابي رافع مشحن الجميلي والذي تجول داخل القنصلية لإكمال معاملة خاصة به بتاريخ 2024 تموز/ يوليو 30 وفي تمام الساعة الثانية بعد الظهر (وبالإمكان التحري من كاميرات المراقبة بشأن ذلك)".
ونقلوا عن مصادر، التأكيد على "وجود مجموعة خارج القنصلية (ترتدي زيّاً إرهابياً) خارج القنصلية مكونة من أربعة اشخاص يحملون جهاز اتصالات يتم التواصل به مع الإرهابي الجميلي داخل القنصلية"، مشيرين الى أن "القنصل في اسطنبول بعد كشف أمره قام بالتبرير لموظفي مكتبه، بأنه تلقى اتصالا من القائم بالأعمال العراقي السابق قي قطر محمد العيساوي طالبا منه مساعدة وإنجاز معاملة الإرهابي الجميلي".
ولفت المدونون إلى أن "كل المعلومات أعلاه لدى محطة جهاز المخابرات في اسطنبول"، موضحين أن "هذا القنصل تم تقديم اسمه ضمن قائمة السفراء الجدد الى مجلس الوزراء".
في هذه الأثناء، حصلت "انفوبلس" على قائمة بأسماء السفراء المرشحين الى مجلس الوزراء من أجل التصويت عليهم، وتأكدت من ترشيح كل من القائم بالأعمال العراقي السابق قي قطر محمد العيساوي بالتسلسل (24)، والقنصل العراقي في اسطنبول محمد سلمان الجنابي بالتسلسل (44). كما وحاولت "انفوبلس" الاتصال بالقنصلية العراقية في تركيا، للتعليق على هذه المعلومات، ولم تتمكن من ذلك، لذا يبقى "حق الرد مكفولاً".
1
*تأكيد نيابي للمعلومات
دعت لجنة العلاقات الخارجية النيابية في العراق، وزارتي الخارجية والداخلية والجهات الأمنية إلى متابعة ملف المطلوبين للعدالة خارج العراق بالتعاون مع الشرطة الدولية "الإنتربول"، وذلك بعد ظهور قاتل الشهيد المغدور مصطفى العذاري في تركيا.
وأكد نائب رئيس اللجنة جبار الكناني، في بيان صحافي أن "من بين المطلوبين قاتل الشهيد مصطفى العذاري المدعو رافع مشحن الجميلي، القيادي في تنظيم داعش الإرهابي" لافتا إلى "وجود تأكيدات أن الإرهابي راجع القنصلية العراقية في تركيا وتجول داخلها دون أي قيود".
وأضاف، أن "علامات استفهام كبيرة حول هذا الملف، وضرورة أن يكون للخارجية والداخلية والأجهزة الأمنية دور فاعل في متابعة المطلوبين للعدالة خارج العراق"، مطالبا الجهات المعنية بـ"بيان الإجراءات المتخذة بحق الإرهابي رافع مشحن الجميلي المقيم في تركيا حاليا".
كذلك، طالبت عائلة مصطفى العذاري، وهو جندي في الجيش العراقي قُتل على يد تنظيم "داعش" الارهابي في أيار/ مايو 2015، طالبت رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بالقبض على رافع مشحن الجميلي، وهو أحد قادة التنظيم، عقب ورود أنباء تفيد بزيارته القنصلية العراقية في إسطنبول في تركيا.
وقال شقيق العذاري في مقطع فيديو، "نحن عائلة الشهيد مصطفى العذاري، الذي استُشهد عن طريق تنفيذ حكم الإعدام في أحد جسور الفلوجة (في محافظة الأنبار الغربية)" مبينا أن "الجميع يعلم أن المسؤول المباشر على قضية أخي الشهيد العذاري، هو رافع مشحن الجميلي".
وأضاف، إن "المجرم الجميلي هرب إلى تركيا، غير أن مواقع التواصل الاجتماعي تداولت أخباراً عن المجرم رافع الجميلي وهو يراجع القنصلية العراقية في إسطنبول"، متسائلاً: "كيف استطاع هذا الشخص الدخول إلى القنصلية؟ ومن ساعده في هذا الأمر؟".
وبين شقيق الشهيد العذاري، إن "دخول القنصلية بهذه الطريقة يعني أن هناك تسهيلات حصلت له في القنصلية لغرض تأمين الدخول والجلوس مع القنصل وإكمال إجراءات المعاملة الخاصة به"، مطالباً رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بـ"إلقاء القبض على المجرم الهارب رافع مشحن الجميلي، علما أن الجميلي صدرت بحقه مذكرات قبض كثيرة وعليه أحكام غيابية".
عائلة أحد ضحاياه تطالب باعتقاله
وأوضح، إننا "علمنا عن طريق وسائل الإعلام أن هناك مذكرات تفاهم وتعاون بين العراق وتركيا بخصوص تسليم المطلوبين"، مشيرا إلى أن "المجرم الجميلي مطلوب لنا ومطلوب للعراقيين، ومطلوب بعدة جرائم وتجب محاكمته عليها".
وأشار إلى أن "والدتي عندما سمعت خبر استقبال القنصلية العراقية في إسطنبول للمجرم الجميلي ساءت حالتها الصحية. نحن نعلم أن رئيس الوزراء السوداني من عوائل الشهداء ومن عوائل مضحية"، مجددا المطالبة للسوداني، بـ"جلب المتهم الهارب الجميلي والحكم عليه في العراق".
ولفت إلى أننا "نريد أن نعلم من سهّل أمر دخول المجرم إلى القنصلية في إسطنبول، لأن القنصلية هي واجهة بلد (كيف) يدخل بها إرهابي ومطلوب، وسط تواجد جهاز المخابرات وموظفين القنصلية"، موضحا أن "بعض الموظفين استنكروا استقبال الجميلي لمعرفتهم المسبقة أن الشخص هارب ومطلوب وعليه أحكام غيابية".
وبين، إنه "إكراماً للشهداء ولرد الجميل لهم، يجب أن يأخذ المجرم الجميلي جزاءه العادل عبر إلقاء القبض عليه وجلبه إلى المحاكم العراقية للقصاص منه".
كذلك، طلبت والدة الراحل مصطفى العذاري من رئيس الوزراء "جلب المجرم في أي مكان من الأرض سواء كان في العراق أو تركيا أو أي دولة أخرى لغرض المحاكمة لينال جزاءه العادل. ابني الشهيد مصطفى لم أره ومثّلوا في جثته ولم أر جنازته إلى الآن".