قتله منشور ضد "القطيع".. أنباء جديدة حول قضية الشاب حيدر الزاملي وقاتليه

انفوبلس..
قبل عام ونصف، وبعد انتخابات 1/10/2021 بعشرة أيام، وفي أوج عنفوان جمهور التيار الصدري المنتشي بفوز كتلته بالانتخابات وحصولها على 73 مقعدا نيابيا وبداية الحديث عن حكومة عابرة للمحاصصة والتوافق تُقاد حصراً من قبل التيار وشخوصه، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الأخبار بنبأ العثور على شاب يبلغ من العمر 17 عامًا جثة هامدة في نهر الديوانية بعد أيام من اختفائه.
التقارير الإعلامية ذكرت بأن الشاب حيدر الزاملي كان متغيبًا عن منزل ذويه منذ 4 أيام، وبعد البحث، تم العثور عليه جثةً في النهر.
ونقلت التقارير عن مصادر طبية بأن الجثة التي انتُشِلت من النهر تم إرسالها إلى الطب العدلي في بغداد لإجراء الفحوصات اللازمة، وبيان أسباب الوفاة، لاسيما أن آثار الجريمة غير واضحة، كما أوضحت أن أي آثار رصاص أو ضرب لم تظهر على جثة الشاب.
لكن التقرير الطبي لم يُقنع نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الذين اتهموا جهات حزبية بالتورط في اغتياله، حيث أشار عدد من النشطاء إلى رسم كاريكاتوري كان المغدور قد نشره عبر حساب له على "فيسبوك" تحت مسمى (صفاء السراي) قبل أيام من اغتياله انتقد فيه السلطات الحزبية في بلاده وتغوّلها في الحكم.
وأظهرت الصورة التي نشرها حيدر قطيعًا من الغنم يلحق "خروفًا" ينتخب، في إشارة إلى جماهير الأحزاب السياسية في البلاد التي تتبع زعيمها بشكل عشوائي، وتنتخب بحسب ما يُطلب منها لا وفقًا لتطلعاتها أو قناعاتها.
وأرفق حيدر الصورة بتعليق: "قادمون نحو الإصلاح"، ما فسّره البعض بأنه انتقاد للتيار الصدري، الذي يفاخر دوما بسعيه للإصلاح والتغيير.
تلقى الزاملي العديد من التهديدات عبر تعليقات منشوره ذكر فيها بعضهم أنهم يعرفونه بشكل شخصي ولن ينفعه تستره خلف صفحة باسم وهمي، وكشف المعلقون صراحة انتماءهم للتيار الصدري.
الأحد الماضي، انتشرت أنباء حول إلقاء القبض على قاتل الشاب حيدر الزاملي، ويُدعى كرار العياشي، وهو أحد المعلّقين الذين هددوا الزاملي وتحدث خلال تعليقاته عن وجود قائمة أعدّها التيار الصدري لملاحقة المتجاوزين عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
المحامي من محافظة الديوانية رضا البديري، نشر على صفحته الشخصية في فيسبوك منشوراً ذكر فيه: "الكثير من الإخوة والأصدقاء اتصلوا لغرض توضيح الدعوى الخاصة بالشهيد حيدر الزاملي، فمنذ أكثر من عام ونصف تقريبا وأنا وكيلاً عن المدّعين بالحق الشخصي أهل الشهيد حيدر الزاملي، والدعوى فيها أكثر من متهم".
وأضاف، أن "المتهم الرئيسي لازال هاربا وتم فتح دعوى مستقلة بحقه وقد تم تعميم أمر إلقاء القبض بحقه في جميع المحافظات، أما المتهم الثاني والذي تمت إحالة الدعوى بحقه وفق أحكام المادة 406 من قانون العقوبات والتي يصادف موعدها يوم 31-5-2023 في محكمة جنايات القادسية".
ولفت إلى أنه "لغاية الآن لم يُدلي بأي اعتراف خاص بالشهيد فقط اعترافه بالمحادثات من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والذي اعترف صراحة بأنه هو من قام بالتهديد والتحريض على قتل الشهيد، لذلك نطلب من الجميع التأنّي وانتظار قرار محكمة الجنايات والتي هي ساحة لإحقاق الحق وتحقيق العدل بين الكل".
العديد من أبناء عشيرة الشاب المغدور طالبوا القوات الأمنية والقضاء العراقي باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للقصاص من قتلة ولدهم، وتجاوز الحصانات السياسية الممنوحة لبعض القتلة بواسطة أحزابهم، مؤكدين في الوقت ذاته أنهم يعرفون الجهة المسؤولة لكنهم بانتظار نتائج التحقيقات وقرارات القضاء.
وأظهر مقطع فيديو متداول لمجموعة من أبناء عشيرة الزوامل في حرم الإمام الحسين (عليه السلام) وهم يتهجمون على التيار الصدري وزعيمه، حيث كانت هتافاتهم مثل "مقتدى الصدر قاتل"، و "الله اكبر يا علي التيار كتلونا"، ما أثار ضجة كبيرة وأعاد فتح ملف الجريمة أمام الرأي العام مرة أخرى.