قضاء الصادق في البصرة يغلي.. احتجاجات متصاعدة وتحذيرات للحكومتين المحلية والمركزية.. هل بدأ وقت العيداني بالنفاد؟
مُهلة أقصاها الأربعاء لتنفيذ المطالب
قضاء الصادق في البصرة يغلي.. احتجاجات متصاعدة وتحذيرات للحكومتين المحلية والمركزية.. هل بدأ وقت العيداني بالنفاد؟
انفوبلس/..
يعيش قضاء الصادق الواقع في محافظة البصرة، منذ أيام، احتجاجات متواصلة وسط تهديدات وتحذيرات إلى الحكومتين المركزية والمحلية بالتصعيد ما لم يتم تنفيذ مطالبهم التي يتصدر فيها ملف الخدمات وإقالة قائممقام القضاء.
*قضاء ميت
ومنذ بداية الشهر الجاري (نيسان 2024)، نظَّم أهالي قضاء الصادق شمال محافظة البصرة تظاهرة حاشدة للمطالبة بالخدمات.
وقالت وسائل إعلام بصرية، نقلاً عن متظاهرين، إن قضاء الصادق مهمَّش ومظلوم وميت بعيون المسؤولين وتنقصه العديد من الخدمات، وكأنما الحكومة في سُبات عنهم، على حد وصفهم.
وبحسب وسائل الإعلام تلك، فإن أهالي قضاء الصادق الذي يبلغ عدد سُّكناه (140) ألف نسمة نظموا أول تظاهرة تمهيدية سلمية للمطالبة بإقالة قائممقام القضاء، واختيار بديل عنه وتحسين الخدمات لمناطقهم؛ نتيجة الظلم والتهميش والإقصاء الحكومي.
وأشار صالح المنصوري، وهو خطيب حسيني وأحد مواطني القضاء، إلى أنه لا أحد من المسؤولين في المحافظة يستمع إليهم ويلتفت لقضائهم الغني بالثروة النفطية لتقديم أبسط الخدمات، لافتا إلى أنهم يريدون إيصال أصواتهم لذوي الشأن من خلال هذه التظاهرة التي إن لم تتم الاستجابة من خلالها لمطالبهم فإنهم يلوحون إلى خطوات تصعيدية أخرى.
*المطالب
وقال عدد من المتظاهرين إن أبرز المطالب هي إبعاد القائمقام الحالي عن مسؤولية إدارة القضاء، وتوفير الخدمات التي وصفوها بالمعدومة في القضاء ، من بنى تحتية تشمل مشاريع الماء والمجاري والكهرباء والإكساء.
وشددوا على أنه خلاف ذلك إن لم تستجب الحكومة المحلية لمطالبهم سوف تستمر التظاهرات إلى ما لا يُحمد عقباها؛ وتكون قرارات صارمة من قبل أهالي القضاء.
*إغلاق مبنى القائممقامية والطريق المؤدي للحقول النفطية
ويوم أمس الأحد، أقدم المئات من أهالي قضاء الصادق على إغلاق مبنى القائممقامية وطريق الحقول النفطية في القضاء احتجاجا على عدم تنفيذ مطالبهم التي قدموها سابقاً.
وطال المتظاهرون، بإقالة قائمقام قضاء الصادق ياسين البطاط.
كما حدث في وقت سابق، تدافع بين القوات الأمنية والمتظاهرين من أهالي قضاء الصادق أمام حقل غرب القرنة شمالي البصرة.
ويعتبر قضاء الصادق من أهم الأقضية في خارطة البترول الذي يعاني سكانه من عدم توفير فرص عمل لهم وإصابات كثيرة بالأمراض السرطانية على الرغم من مناشدات سابقة لكنها جُوبِهت بالتسويف والمماطلة
*مُهلة أخيرة
وفي كلمة خلال التظاهرة، أكد أحد الممثلين للمتظاهرين، أنه "اذا لم يُلبَّ نداؤنا ولم يستجيبوا لمطلبنا الأساس بتشكيل خلية أزمة في القضاء الى يوم الاربعاء كحد أقصى فسنَملأ الشوارع بالمتظاهرين وسيكون التصعيد أكثر وأكبر".
وبين، أن "مطالب المتظاهرين تتمثل بتشكيل خلية ازمة للوقوف على سوء الخدمات وتوفير فرص عمل والقضاء على التلوث الذي يصيب أبناء القضاء جراء الشركات النفطية".
ووجه رسالة للقوات الأمنية، بالقول: "نحن معكم ولا نريد أن نحرجكم لكن نريد رسالتنا أن تصل"، مردفاً: "اليوم الكلمة لي لكن يوم الأربعاء ستكون الكلمة للجماهير الغاضبة".
*تأييد
في السياق ذاته، أيد شيوخ ووجهاء قضاء الصادق، اعتصام أبنائهم، كما أعلنوا بشكل واضح وصريح دعم مطالبهم.
وقال أحد الوجهاء، "نعلن دعمنا ومساندتنا للحراك الشعبي المستقل وتأييدنا للمطالب المشروعة حيث نطالب الحكومة المركزية الاتحادية بتشكيل خلية أزمة لإيجاد الحلول السريعة والجذرية لما يعانيه القضاء من سوء الخدمات وتلوث من الصناعات النفطية وبطالة لأبنائه ونحن نقول كما قال امير المؤمنين كونوا للظالمين خصما وللمظلوم عونا".
وأضاف: "قد صبرنا في كافة المناطق التابعة للقضاء لكن صبرنا نفذ.. نرى ثرواتنا نهبت لذلك نوصي اخوتنا من أبناء الحشد وعلى رأسهم قادتهم والاعيان وأبناء العشائر بالوقوف هنا مع إخوانهم".
وتابع: "نساند المعتصمين وأينما أرادوا فنحن حاضرون ونطلب من الجميع الوقفة الواحدة والشعور بالمسؤولية ونطلب من الغيارى مطالبة الحكومة المركزية بتنفيذ مطالبنا المشروعة إذ لا مدارس ولا صناعة محلية ولا مستشفيات ولا مشروع يخدم القضاء بصورة عامة لذلك نحن مع الحراك في كافة اجراءاته بشرط ان تكون سليمة ولا تمس كرامة المجتمع".
*العيداني على المحك
وتهدد التظاهرات المتزايدة في مناطق البصرة، وسوء الخدمات المتفشي بالمحافظة، المحافظ أسعد العيداني.
وبين الفينة والأخرى، يتظاهر المئات في محافظة البصرة جنوبي العراق بمناطق مختلفة؛ احتجاجا على الفساد المالي والإداري وسوء الخدمات المقدمة للأهالي. ويحمّل المتظاهرون الإدارة المحلية مسؤولية التراجع في الخدمات.