قيوان وكار متهمتان بتعطيل عمل مصفى بيجي لسنوات.. باز البرزنچي اشترى أجزاء المصفى المسروقة من داعش
انفوبلس/..
يقترب مصفى بيجي في محافظة صلاح الدين من العودة إلى العمل بطاقة 150 ألف برميل يومياً، بعد سنوات طويلة من التعطيل؛ بسبب الحرب مع تنظيم داعش الإرهابي، كما سُرِقت معدّات المصفى، وفيما تشير أصابع الاتهام إلى شركتي "قيوان" و"كار" على أنهما مسؤولتان عن تعطيله، فإن هناك ترجيحات تميل إلى أن "باز البرزنجي" هو من اشترى أجزاء المصفى المسروقة من داعش.
*تشغيل المصفاة
وخلال زيارته إلى بيجي أمس الأربعاء، أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أن تشغيل مصفى بيجي سيغلق باب استيراد المنتجات النفطية لعموم العراق.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان، أن "الجهود المخلصة ساعدت الحكومة على استعادة المواد والمعدات المسروقة من مصفى بيجي التي تسببت بتعطيله، وهي مواد ومعدات وأجهزة مفصلية يمكن أن تكلفنا ملايين الدولارات ولو طلبناها ستحتاج سنوات لتصنيعها، واليوم باتت هذه المواد في الموقع، بما يضمن عودة المصفى للعمل بكامل طاقته التصميمية التي ستجعلنا نكتفي ذاتياً في موضوع المشتقات النفطية"، مشيراً إلى "تعاون أحد المواطنين الذي أعلن استعداده للمساهمة في استعادة المواد التي قد تصل حمولتها إلى 100 شاحنة".
وتابع، أن "الأجهزة الأمنية عملت على تأمين وصول المعدات من إقليم كردستان إلى موقعها في المصفى"، عادّاً هذه الخطوة "بشارة خير لإنجاز تأهيل هذا الموقع المهم، ونحن على موعد زمني قريب لتشغيل المصفى بطاقته التصميمية (150) ألف برميل باليوم".
وأكد السوداني، أن "المصفى سيغلق باب استيراد المشتقات النفطية لعموم العراق، إضافة إلى المصافي التي أُنجزت مؤخراً"، موجّهاً "بعقد اجتماع للجهات المعنية لتحديد المطلوب من صلاحيات وتحديد المشاريع، وأن تُنجَز كلها في فترة واحدة".
وأضاف رئيس الوزراء،" زرنا محطة بيجي الحرارية، والمحطة الغازية الأولى، والمحطة الغازية الثانية، وسبق أن تفاوضنا مع سيمنز واتفقنا على إعادة مشروع محطة بيجي الغازية الثانية، وهي الآن ضمن خطة 2023، بحدود 1014 ميغاواط"، مضيفا، أنه" لدينا تفاوض مستمر مع الشركة القطرية بشأن محطة بيجي الحرارية، ووقّعنا معها مذكرة تفاهم خلال زيارة أمير قطر الأخيرة، ونحن قريبون من الاتفاق بصيغة الاستثمار".
وأشار، إلى أن "إنتاج المحطة سيبلغ 1320 ميغاواط في المرحلة الأولى، وسيصل إلى 2100"، مضيفا "زرنا مشروع جسر الفتحة المتوقف، نتيجة بعض الموافقات التي جرى حسمها اليوم، سواء في أمر الغيار أو السلف، لينطلق العمل، وبأكثر من وجبة في اليوم الواحد".
وتابع، "زرنا أيضا محطة معالجة مياه الصرف الصحي، والمشروع مكتمل، ومُنفذ بشكل جيد، وهو يمثل، مع الشبكة، 65% من خدمات المدينة"، وجّهنا وزارة التخطيط بإضافة "تخصيصات لتنفيذ محطة معالجة وشبكات للجزء الثاني لتكتمل في مركز القضاء بنسبة 100%، وبكلفة 99 مليار دينار".
*علاقة كار وقيوان
في 2020، كشف عضو لجنة النفط والطاقة النيابية (آنذاك) غالب محمد، عن أن مصفى بيجي مسيطر عليه من قبل شركتي "لكار وقيوان"، اللتين تعودان إلى جهات متنفذة في إقليم كردستان.
وقال غالب محمد، في حديث صحفي، إن "مصفى بيجي يتكون من أربعة مصافي، اثنان منه يعملان بطاقة إنتاجية ليست عالية، والاثنان الآخران معطلان" حتى ذلك الوقت.
وأضاف، إن "العطل والخلل الموجود في المصفى يعود الى العقود التي أُبرمت في وقت سابق ولا تزال متلكئة، وكذلك حاجته الى مبالغ طائلة لإعادته لما كان عليه قبل دخول تنظيم داعش الإرهابي".
وتابع، إن "شركة كار والأخرى قيوان لديهما عقود مع الحكومة العراقية لتكرير النفط وتفرضان سيطرتهما على المصفى"، مبينا أن "اللجنة التحقيقية البرلمانية التي شُكلت للتحقيق في عمل الشركتين لا تزال غير فعالة بسبب جائحة كورونا (وقتذاك)".
وأكد "وجود عمليات لهدر المال العام في المصفى بشكل كبير"، مشيرا إلى أن "الشركتين لديهما عقود مع وزارة الكهرباء لاستخدام المنتوجات النفطية في توليد الطاقة الكهربائية".
وكانت وزارة النفط، قد كشفت في 21 شباط من العام 2020، حجم الخسائر التي مُني بها مصفى بيجي بسبب الإرهاب.
وقالت الوزارة في بيان، إن "المصفى خرج عن الإنتاج عام 2014 بسبب تعرّضه للتدمير والتخريب من قبل العصابات الإرهابية ما جعله يخسر طاقة تكريرية تُقدر بـ(300 ألف برميل يومياً) من المشتقات النفطية".
وأعلنت الوزارة في 20-10-2018 عودة مصفى بيجي، في صلاح الدين، إلى إنتاج النفط، وبطاقة 70 ألف برميل يومياً.
*اتهامات لـ"باز البرزنجي"
وفي خضم الحديث والإعلان الرسمي عن استعادة المعدات والأجهزة المسروقة من مصفاة بيجي، برزت ترجيحات تشير إلى أن باز البرزنجي هو من اشترى أجزاء المصفى المسروقة من عصابات داعش الإرهابية.
وبين أعوام 2015 و2017 ظهرت العديد من التصريحات الرسمية وغير الحكومية التي تحدثت عن سرقة مصفى بيجي إلى حد وصف الصحافة الخليجية على لسان ساسة سُنة أن المصفى لم يعد له وجود، وتم اتهام أحد فصائل المقاومة البارزة بسرقة المصفى وبيعه، وليست مصادفة أن الفصيل المتهم هو الذي دحر داعـش في المصفى وحرره ويبدو أن هذا الأمر الذي جعل داعـش تخسر أهم مصدر لمواد التفجير أزعج الكثيرين.
وبحسب عضو اللجنة القانونية النيابية في الدورة السابقة، محمد الغزي، فإن شركتي "كار" و"قيوان" للتكرير وإنتاج الكهرباء والمملوكتين لعائلة بارزاني هما سبب تعطيل عودة مصافي بيجي الى العمل بكامل طاقتهما، حيث يؤكد النائب قائلا: مصافٍ في إقليم كردستان ضغطت عبر جهات سياسية باتجاه منع عودة مصفى بيجي للعمل لأنها متعاقدة مع وزارة النفط العراقية على تكرير نفط خام تستلمه من الوزارة وتعيد بيعه لبغداد ما يكلف الدولة 200 مليون دولار سنوياً.
ومن المفيد هنا الإشارة إلى أن (شركة كار النفطية)، وهي الشركة المسؤولة عن تهريب نفط كردستان الى اسرائيل، يملك منها (باز البرزنجي) وشقيقه (محمود البرزنچي) نسبة 20% فقط، في حين يملك (منصور البارزاني)، وهو الابن الثاني لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، نسبة 80% من الشركة.
وفضيحة الفساد هذه تؤكد أن مصفى بيجي الذي بقي في يد داعش عاما كاملاً، وسُرِق منه ما قيمته 156 مليار دينار بحسب وزارة النفط، تعرّض لمؤامرة دنيئة غايتها تعطيله من أجل منح فرصة لمصافي كردستان كي تبيع لبغداد المشتقات دون منافسة، بالإضافة الى استمرار امتصاص نفط كركوك من قبل الإقليم.
وبعد سنوات من اتهام فصيل مقاوم بسرقة مصفى بيجي كله وتفكيكه وبيعه، ظهرت معدات مصفى بيجي المسروقة في كردستان، بل والأشد وقاحة أن الشركة التي عرضت هذه المعدات للبيع على الحكومة العراقية مقابل 300 مليون دولار ادعت أنها اشترتها من السوق السوداء وهو تعبير مخفَّف عن شرائها من داعش.
*رد العصائب
وبناءً على الوقائع التي تكشفت مؤخراً، ردّ النائب عن كتلة الصادقون، ثامر ذيبان، على الاتهامات التي طالت عصائب أهل الحق عقب استعادة مصفى بيجي، مشيرا الى أن تصريحات رئيس الحكومة بشأن استعادة أجزاء من المصفاة بعد سرقتها وتهريبها الى إقليم كردستان، كشفت الأطراف التي أقدمت على هذا العمل.
وقال ذيبان في تصريح صحفي، إن "الإعلام يُعد سلاح ذو حدين مرة يُستخدم بمهنية وينقل الحقيقة، وتارة يُستخدم لنشر الأكاذيب والمعلومات المخالفة للواقع، وهذا ما نشط مؤخراً لشديد الأسف بعد تعدد المنصات الإعلامية التي ينطلق منها الخبر والحدث وهو ما يعبَّر عنه بالـ (الإعلام الأعور)".
وأضاف، إن "هذا النوع من الإعلام لا يرى كامل الحقيقة، فانقلبت الدنيا ولم تقعد وصدّعوا رؤوسنا في سرقة معدات مصفى بيجي ولم يتطرقوا إلى أن مصفى بيجي قد حرّره الأبطال إخوة زينب البواسل من داعش وحافظوا على ما تبقى منه من المعدات الثقيلة والركائز الأساسية".
وتابع، "هذا ما ابتلينا به اليوم هو (الإعلام الأعور) الذي يُجافي الحقيقة حتى عادت اليوم شاحنات كبيرة مُحملة بمعدات المصفى وتبين للجميع أين كانت، فإين هو (الإعلام الأعور) عن ذلك؟".