كارثة في سوريا.. زلزال يدمر عدة مدن ويوقع أكثر من ألف ضحية
انفوبلس/..
مبانٍ منهارة وأشلاء متناثرة ومشاهد مرعبة، هذا ما خلّفه الزلزال الذي ضرب سوريا في الساعة الرابعة وسبع عشرة دقيقة من فجر اليوم الاثنين، وبلغت قوته نحو 8 درجات على مقياس ريختر، فيما كان على عمق نحو 17.9 كيلومتراً وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي.
*المناطق المتأثرة
وضرب الزلزال كلاً من حلب واللاذقية وحماة ودمشق وإدلب والرقّة ودير الزور في سوريا، حيث قال مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل رائد أحمد إن الزلزال هو الأقوى خلال العمر الاستثماري للشبكة الوطنية للرصد الزلزالي، أي منذ عام 1995، وكانت الأشد تأثراً به المناطق القريبة من إسكندرون حيث مركز الزلزال في إدلب واللاذقية وحلب، بحسب سانا (الوكالة السورية الرسمية).
المناطق الأكثر تأثراً هي القريبة من مركز الزلزال في إدلب واللاذقية وحلب، وفق أحمد، الذي لفت إلى أنه حدثت وستحدث هزات ارتدادية تباعاً لكنها أضعف بكثير من قوة الزلزال الذي وقع.
أما الدول التي شعرت بزلزال تركيا وسوريا، فهم كل من العراق ولبنان وفلسطين والأردن والسعودية ومصر وجورجيا واليونان.
*الأرقام في ارتفاع
تستمر أعداد الضحايا بالارتفاع خاصة مع وجود عالقين تحت ركام المباني المنهارة، لكن في آخر إحصائية صدرت عن وزارة الصحة السورية، فقد بلغ عدد الوفيات 362 شخصاً، مقابل 1042 إصابة، بينهم أطفال ونساء ورجال.
وقال مسؤول في الصحة السورية، إنه "تم رفع الجاهزية في أقسام إسعاف المشافي في كل المحافظات واستنفار فرق الاستجابة التي تقوم بنقل الإصابات للمشافي، كما تم تطبيق خطة الطوارئ العامة وخطة الإمداد للمستلزمات والأدوية لتزويد الأماكن المتضررة، وتوجيه المشافي الخاصة لفتح أبوابها للمصابين واستقبال كل الحالات".
*نداء استغاثة
سوريا البلد الذي أنهكته الحرب منذ 12 سنة، فاقم هذا الزلزال من معاناته، إذ تواجه فرق الإنقاذ هناك معوقات صعبة ونقوصات حادة في الآليات والأدوات المطلوب استخدامها خلال عمليات الإنقاذ.
أمين عام الهلال الأحمر السوري خالد عرقسوس، أشار إلى أن فرق الهلال تعمل حتى اللحظة على انتشال الجثث من تحت الأنقاض، لكنها تعاني من نقص كبير في التجهيزات الخاصة بمثل هذه العمليات وخصوصاً تلك التي تُستخدم في إزالة الأنقاض، داعياً الدول العربية إلى المبادرة لمساعدة المتضررين من الزلزال، مؤكداً في الوقت ذاته الحاجة وبشكل عاجل إلى مساعدات من المنظمات الدولية داخل سوريا وخارجها، ويشمل ذلك الدعم الفني والآليات.
وأضاف: "نرى مصابين تحت الأنقاض ولكن لا نستطيع الوصول إليهم بسبب نقص المعدّات، لدينا أيضا نقص في الوقود اللازم لتشغيل الآليات التابعة للهلال الأحمر والتي تُستعمل في عمليات الإنقاذ". مبيناً أن "المستشفيات في حلب واللاذقية باتت ممتلئة بالمصابين، ونقوم بنقل الجرحى إلى مستشفيات قريبة في بانياس وحمص".
وتابع عرقسوس: "كثيرون باتوا في العراء بعدما تهدّمت بيوتهم أو أصبحت غير آمنة للسكن بسبب تصدّعات ناجمة من الزلزال، مشدداً على ضرورة تأمين مراكز إيواء بشكل عاجل، وتوفير مستلزمات مثل الأغطية وغيرها للتدفئة في الأجواء الباردة".
*مواقف دولية
تتوالى رسائل التضامن والتعازي إلى تركيا وسوريا إثر الزلزال المدمّر الذي ضرب البلدين، إذ سارعت الخارجية الإيرانية إلى إعلان استعدادها لتقديم المساعدات لتركيا وسوريا وإرسال فرق الإغاثة، وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني عن "بالغ أسفه لوقوع زلزال قوي في مناطق من البلدين الصديقين والجارين والمسلمين تركيا وسوريا، وأدى إلى مقتل عدد كبير من مواطني البلدين".
من جهته، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيريه التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد عن تعازيه بضحايا كارثة الزلزال، مُبدياً استعداد روسيا للمساعدة في مواجهة تداعياته.
وقال الكرملين إنّ الرئيس الروسي أعرب في برقية عن تعازيه لنظيره السوري، مؤكّداً استعداد روسيا لتقديم المساعدة لمواجهة تداعيات الكارثة التي تسببت بمقتل وإصابة المئات، إضافة إلى وقوع خسائر مادية كبيرة.
بدورها، أعربت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن خالص تعازيها وتضامنها مع سوريا وتركيا، إلى جانب عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.
وقالت الخارجية في بيانٍ في صفحتها الرسمية في "فيسبوك": "تتقدم مصر بخالص التعازي لأُسَر الضحايا والشعبين التركي والسوري الشقيقين في هذا المصاب الأليم، مؤكّدة استعدادها لتقديم المساعدة لمواجهة آثار تلك الكارثة المروّعة".
وأعلنت السويد استعدادها لتقديم المساعدة لتركيا وسوريا بعد الزلزال الذي ضرب البلدين وخلَّف خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، في صفحته في "تويتر"، إنّ "بلاده مستعدّة لتقديم يد العون وتنسيق الجهود مع تركيا وسوريا من أجل المساعدة على تجاوز أثر الزلزال".
وتجدر الإشارة إلى أنَّ العلاقات بين تركيا والسويد شهدت توتراً في الأسابيع الأخيرة بعد عملية إحراق القرآن التي نفذها سياسي يميني متطرف تحت حماية القوات الأمنية أمام مقر السفارة التركية في السويد، وتعليقاً على ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنّ تركيا قد تعارض انضمام السويد إلى حلف الناتو.
كذلك، صرّح مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، بأنّه أبلغ مسؤولين أتراكاً باستعداد واشنطن للمساعدة في جهود الإنقاذ جراء الزلزال.
وفي تغريدة له، أعلن سوليفان أنّ الولايات المتحدة "قلقة للغاية من الزلزال المُدمّر الذي وقع اليوم في تركيا وسوريا.