كذبة افتتاح السدود التركية صوب العراق.. نفي رسمي وإصرار على نهب الثروات
إنفو بلس/ تقارير
يغلب على محافظة ميسان الطابع الزراعي، حيث تعتمد في اقتصادياتها على المحاصيل الزراعية الإستراتيجية، لكنها الآن تشهد وضعا صعبا جراء تدنّي مستويات المياه وارتفاع نسبة الملوحة والتصحّر، جرّاء العديد من العوامل لعل أبرزها الحرب المائية التي تشنّها تركيا على العراق وتسلّحها بالسدود.
*نهر دجلة
يعتبر نهر دجلة الشريان الحيوي المهم في محافظة ميسان، فهو المصدر الرئيسي للأنشطة الزراعية إذ تقع على طول ضفّتيه بساتين النخيل والأراضي الزراعية المشهورة بزراعة الحنطة والشعير والشلب والذرة بنوعيها وكذلك المحاصيل الزراعية الأخرى , وتتفرع منه عدة جداول تستخدم في ريّ بساتين النخيل والأراضي الزراعية و تنتشر على جانبي النهر وتفرعاته المدن والقرى المأهولة بالسكان .
يدخل نهر دجلة محافظة ميسان من الجهة الشمالية المحاذية لمحافظة واسط، ويستمر في مسيره جنوبا حيث يتفرع بعد مسيره الطويل عند مدينة العمارة شمالا وعند ضفته اليسرى إلى نهر الكحلاء والذي بدوره يتفرع إلى المشرّح، أما الجهة اليمنى فيتفرع منها جدول البتيرة والمجر الكبير والمجر الصغير ويعتبر نهر دجلة الرافد المهم الذي يزود الاهوار بالمياه وخاصة هور الحويزة في ميسان.
*انخفاض مناسيب المياه
لقد سبّب انخفاض مناسيب المياه في نهر دجلة وفروعه وكثرة الالتواءات، بطء جريان ماءه وزيادة الترسبات فيه وظهور عدد من الجزرات الوسطية في كثير من مناطقه ونمو كثيف للطحالب والنباتات المائية كالقصب والبردي وشوك البحر في حوضه وعلى ضفتيه، ويلاحظ اختلاف لون ماء النهر وانبعاث الروائح الكريهة وموت الأحياء المائية وانتشار الألوان والرغوة على سطح الماء وطغيان الظروف اللاهوائية خاصة عند مواقع المصبّات. أضف إلى ذلك تغير خصائص المياه كالعسرة والملوحة وتراكيز العناصر المختلفة وتذبذب درجة حرارة المياه مما يؤثر على الاستفادة من مياه النهر باعتبارها غير صحية تؤثر على صحة المواطنين أولا وتخلّ بالجانب الجمالي للنهر ثانيا.
*تركيا ومياه العراق
أنشأت تركيا على نهر دجلة ضمن مشروع Gap ثمانية سدود، وفي عام 2006 وُضع حجر الأساس لأكبر مشروع في تركيا وثالث أكبر مشروع من نوعه في العالم، وهو سد "إليسو" الأكبر على الإطلاق في حجم تهديده لمستقبل العراق. وفي الأول من يونيو (حزيران) 2018 أعلنت تركيا عن بدء عملية ملء خزان السد، ومنذ ذلك الحين بدأت المخاوف تتحول إلى واقع وكارثة بدأت تتكشف ملامحها في مختلف أنحاء العراق من الشمال إلى الجنوب.
وتنذر التقارير والإحصاءات بأن السد التركي سيؤدي إلى خفض المياه الواردة إلى العراق عبر نهر دجلة إلى 47 في المئة من الإيراد السنوي الطبيعي، الأمر الذي سيهدد مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية إضافة إلى تصحّرها، وهذا ما حدث بالفعل.
*نهر دجلة في ميسان
بلغ مستوى المياه في نهر دجلة بمحافظة ميسان خلال هذه الأيام، أدنى مستوى يمر فيه حتى الآن، حتى باتت العديد من السفن ترسو على الطين، في انخفاض نسف اكاذيب فتح تركيا لسدودها تجاه العراق بعد الزلزال الأخير المدمّر.
*كذبة فتح السدود التركية بعد الزلزال
مئات المنشورات تم ترويجها خلال الأيام الماضية، تفيد بأن تركيا فتحت ماء السدود البالغ عددها اكثر من ٢٢ سداً خوفا من زلازل أخرى قد تسبب انهيارها، منشورات سرعان ما كذّبتها وزارة الموارد المائية التي أكدت أنها لم تسجل هكذا نشاط إلى الآن.
*نفي رسمي
وزارة الموارد المائية، علّقت على ما يتم تداوله من أنباء عن فتح تركيا سدودها احترازيا إثر الهزّات الأرضية التي حدثت مؤخراً.
وقالت الوزارة، إن "العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تداولت أنباء عن قيام تركيا بفتح سدودها على إثر الهزات الأرضية التي حدثت في تركيا وسوريا وكإجراء احترازي من قبلهم".
وعبر صفحتها في "فيسبوك"، أوضحت الوزارة أنها "تتابع هذه الأنباء بشكل جدّي ولم تؤشر الوزارة لحد الآن أي زيادة ملحوظة في محطات القياس الرئيسية على نهري دجلة والفرات".
*الماء مقابل النفط
بعد نفي وزارة الموارد المائية أنباء فتح تركيا لسدودها تجاه العراق، أكد خبراء مائيون أن تركيا لا زالت مصممة على قطع الماء عن نهري دجلة والفرات وتجفيف الاهوار والقضاء على الزراعة الى أن يوافق العراق على شراء الماء مقابل النفط.
*حرب مائية
وعن غياب المراقبة الدولية وخرق الاتفاقيات الثنائية، أوضح الخبير المائي والجيوسياسي، عبدالله الأحمد، أن تركيا تستخدم الماء كأداة في الحرب ضد سوريا والعراق.
وقال الأحمد، إن "أخطر ما تقوم به تركيا هو أنها تحاول أن تعتبر الماء سلعة تجارية وهذا ما يخالف القانون الدولي".
وتابع، "الاتفاقيات الدولية تشدد على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار حاجيات الدول من الماء وتحظر على تركيا، في هذه الحالة، اتخاذ أي إجراء من شأنه الإضرار بتلك الدول، وأعني سوريا والعراق".
*تساؤلات وحلول
ناشطون تساءلوا عن دور الحكومات المتعاقبة في لجم الأتراك وتحكمهم بمياه العراق لاسيما وأن تركيا تعلم أن العراق قادر على تهديدها بعدم الاستيراد منها والذي سيتسبب بخسارتها أكثر من ٢٠ مليار دولار سنويا والذي سيجبرها على فتح الماء لنهري دجلة والفرات .
إلى ذلك، اقترح خبراء على الحكومة القيام بحفر آبار كثيرة شمال الموصل قرب الحدود التركية مؤكدين أنها كافية لتغذية نهر دجلة بالمياه.