ماذا سيحدث عند إكمال جميع المشاريع؟ افتتاح مجسر يستفز الجيوش الإلكترونية ويدفعها لمهاجمة الحكومة.. تعرّف على تفاصيل مشروع "مجسر قرطبة" وردود أفعال افتتاحه
انفوبلس..
شنّت عشرات صفحات مواقع التواصل الاجتماعي منذ الأمس حملة ممنهجة للهجوم على رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وحكومته عقب افتتاح مجسر قرطبة وسط العاصمة بغداد من قبل السوداني بنفسه.
منهجية حملة الهجوم تبين بشكل واضح أنها حملة جيوش إلكترونية مدفوعة الأجر غرضها تشويه كل ما يصدر عن الحكومة والتقليل من إنجازاتها وتفخيم التلكؤات التي تمر بها.
الأمر كله بدأ عندما أعلنت المنصات الحكومة أن افتتاح مجسر قرطبة سيكون بوقت قياسي وسيكتمل في حزيران من العام الجاري، لكن المفاجأة أنه تم افتتاحه يوم أمس الأربعاء، أي قبل الموعد المعلن بشهرين، وبعد بدء العمل بـ200 يوم فقط، وهذا ما عدَّته الحكومة والعديد من فئات الشعب إنجازاً مهما يستحق الإشادة والدعم لتستمر الحكومة ووزاراتها وأجهزتها بالعمل واستكمال جميع مشاريعها التي بدأتها وعلى رأسها مشروع فك الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد.
وبعد افتتاحه بساعات، توجه المئات من المواطنين أصحاب السيارات إلى المجسر لإلقاء نظرة والعبور فوقه لأول مرة بفعالية عفوية وطبيعية وتحدث في كل مكان، الأمر الذي تسبب بازدحام على المجسر بسبب توقف العديد منهم لالتقاط الصور، وهذا ما استغلته صفحات الجيوش الإلكترونية واعتبرته فشلاً حكومياً ونشرت مئات المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الاستهزاء من "الإنجاز الحكومي".
مراقبون ومختصون أكدوا أن إنشاء مجسر وافتتاحه خلال 200 يوم، بحد ذاته لا يعتبر إنجازاً وفق ما وصلت إليه العمارة الحديثة، لكن في بلد كانت تستغرق فيه إنشاء المجسرات نحو 8 سنوات (كما حدث في مجسر باب المعظم)، فإن وقت إكمال المجسر يعتبر طفرة حقيقة وخطوة أولى كبيرة إلى الأمام يجب دعمها ليكون القادم أفضل وأسرع.
وأضافوا، أن الإنجاز الحقيقي للحكومة ليس افتتاح المجسر خلال تلك المدة، إنما تمكنها من إزالة المعوقات والأساليب البيروقراطية التي كانت تعرقل المشاريع، فضلا عن سيطرتها بنسبة كبيرة على الفساد الذي كان يرافق المشاريع الحكومية ويتسبب بتأخيرها وعرقلتها بشكل متعمد.
متفاعلون على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر افتتاح المجسر سلطوا الضوء على العديد من النقاط التي لاحظوها خلال الافتتاح، فكتب أحدهم: على الرغم من أن المجسر ليس مشروعا استراتيجيا، ولكن هذه أول مرة منذ عقود يحدث أن تَعِدُ الحكومة بشيء وتنفذه فعلاً، وبشكل أكبر وأفضل من التوقعات.
وأضاف: نحن كعراقيين تعرضنا للكذب والخداع مئات المرات سابقا، فبعد 2003 بفترة وجيزة قال مسؤول حكومي إن مفردات البطاقة التموينية سيكون عددها 50 مفردة، وفي عام 2011 قال مسؤول حكومي آخر إن العراق سيصدّر الكهرباء للعالم خلال عامين، وقبلها بفترة وعدت الحكومة بإنجاز المدراس الحديدية بوقت قياسي وها هي هياكلها شاخصة إلى اليوم تذكّرنا بفساد المشروع.
وتابع: هذه أول مرة نشعر فيها بأن الحكومة بإمكانها أن تكون صادقة مع شعبها، وأن الشعب يجب عليه دعم حكومته بهذه الحالة لتشجيع الحكومة ودفعها إلى الأمام.
وفي مساء يوم أمس الأربعاء، افتتح رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، مجسر قرطبة وسط بغداد.
وقال المكتب الاعلامي للسوداني في بيان أن الاخير "افتتح مجسّر تقاطع قرطبة في الباب الشرقي وسط بغداد، أحد مشاريع الحزمة الأولى لفكِّ الاختناقات المرورية، المنجز خلال 200 يوم عمل".
وذكر السوداني في كلمة له خلال افتتاحه مجسر قرطبة: "نبارك لأهل بغداد الذين تحملوا طيلة 200 يوم ولكنها معاناة مؤقتة للوصول إلى هذا المنجز"، مبيناً أن "هذا المشروع جاء ضمن تشخيص سابق".
وأضاف أن "الاختناقات المرورية لا تتلاءم مع صورة بغداد، اذ ان العاصمة بغداد تستحق أن تكون في أبهى صورة".
وتابع: أوجه الشكر إلى وزارة الإعمار ووزيرها وملاكاتها، فقد انجز مجسر قرطبة بطريقة عمرانية لأول مرة".
واردف، أنه "في هذه الحكومة يوجد فريق يتسابق لإنجاز المشاريع ولقد وضعنا عنوان الخدمة وانطلقنا في المشاريع، وهناك مشاريع تنفذ في كل أرجاء العراق وبمتابعة مزعجة".
ولفت الى أن "المشاريع الخدمية مقدمةً لإحداث تنمية في البلد، ومشاريع فك الاختناقات تتميز بإنجازها وفق مدة زمنية أقل من المتفق عليها".
واشار الى أن "العراق يستحق منا هذه المنجزات، وسندعم الشركات التي تنفذ مشاريع فك الاختناقات بدقة وكفاءة ووقت قياسي"، لافتاً الى أنه "لا يمكن أن تكون هناك تنمية بدون شبكة طرق".
إلى ذلك، أكدت وزارة الإعمار والإسكان، أن مجسر قرطبة حل عقدة مرورية سببت زخما وسط بغداد، لافتة الى أن المجسر سيكون ممرا الى المدينة الأكثر كثافة سكانية في العاصمة.
وأفاد المتحدث باسم الوزارة نبيل الصفار، إن "أهمية مجسر قرطبة تكمن في موقعه وسط بغداد بالإضافة الى كونه ممرا الى المدينة الأكثر كثافة سكانية في العاصمة وهي مدينة الصدر، فضلا عن وجود عدة وزارات قريبة منه وهي الداخلية والتعليم والنقل والنفط"، مبينا أنه "من خلال الدراسات الميدانية، لوحظ أن التقاطع الموجود في هذه المنطقة المكتظة بحركة المركبات يسبب تأخيرا كبيرا نتيجة العقدة المرورية إضافة الى العقدة الموجودة ضمن مقتربات طريق محمد القاسم بالدخول والخروج من والى هذه الساحة".
وأكد، أنه "تم حل هذه المشكلة برفع مستوى الحركة المرورية الى أعلى بإنشاء مجسر فوق سريع محمد القاسم يمتد من ساحة الطيران باتجاه شارع بور سعيد بالإضافة لتنظيم التقاطع الموجود أسفل هذا المجسر وتوسعة المقتربات وعمل استدارات أرضية من كلا الاتجاهين".
كما اكد وزير الإعمار بنكين ريكاني، أمس الاربعاء، ان كل شهر سوف يدخل مشروع للخدمة من مشاريع فك الاختناقات.
وقال ريكاني خلال افتتاحه مجسر قرطبة، ان "كل مشروع يدخل الخدمة نضع حجر الأساس لمشروع آخر".
واضاف، انه "كل شهر سوف يدخل مشروع للخدمة من مشاريع فك الاختناقات، ونحن فخورون بأداء واجباتنا".
وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم الاعمار، استبرق صباح، ان "مطلع شهر نيسان سيتم افتتاح مشروع تطوير مجسر قرطبة حيث انه سيسبق المدة المحددة لافتتاحه بشهرين فبحسب المخطط ان يتم افتتاحه في شهر حزيران المقبل".
وبحسب دائرة الطرق والجسور، فإن طول المجسر الكلي مع الرمبات يبلغ حوالي 700م وعرضه 20م، بمسارين للذهاب ومسارين للإياب، ويقع بامتداد شارع بور سعيد من بعد نفق ساحة الطيران عبورا لطريق محمد القاسم المجسر ويحتوي المجسر على 27 فضاء، 3 منها فضاءات حديدية و24فضاء خرساني، كما يتضمن العمل توسعة المسارات الارضية لكل جوانب المجسر، بالإضافة الى تغيير الشكل الدائري للساحة إلى مستطيل مع انحناءات لتحقيق انسيابية في حركة السيارات.
وأضافت الدائرة، إن المجسر وهو أحد مشاريع الحزمة الأولى لفك الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد الذي شهد وتيرات عمل متسارعة مع استمرار أعماله ليلا ونهارا.