مسلسل آمرلي يستقطب المشاهدين في حلقاته الأخيرة بقوة والجدل المدفوع سياسياً مستمر.. لماذا يتجاهلون الحقائق؟
الشهيدان المهندس وسليماني قادا "فك الحصار"
مسلسل آمرلي يستقطب المشاهدين في حلقاته الأخيرة بقوة والجدل المدفوع سياسياً مستمر.. لماذا يتجاهلون الحقائق؟
انفوبلس/..
تعمد بعض صفحات التواصل الاجتماعي ـ التي تقف خلفها جيوش إلكترونية ـ إلى نسب عملية فك الحصار عن مدينة آمرلي إلى جهات دون أخرى، متجاهلين بذلك حقيقة واحدة لا تقبل الشك وبشهادة أهالي القضاء وهي أن الشهيدين أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني هما مَن قادا تلك العملية التي تكللت بالنجاح وفك الحصار عن "آمرلي" التي أحاط بها عناصر داعش الإرهابي من كل حدب وصوب.
واستقطب مسلسل آمرلي الذي يُبث عبر فضائية الرابعة، الكثير من المشاهدين في حلقاته التي وصلت إلى سلسلتها الأخيرة، لكن صاحب ذلك جدلاً وقيام بعض المدفوعين بنسب عملية فك الحصار لهم دون غيرهم متجاهلين جميع الحقائق حول عمليات فك الحصار الذي استمر طيلة 80 يوماً.
*تعليقات عن العمل
الصحفي العراقي، علي الكرملي، نشر منشوراً على فيسبوك، عنونه بـ"آمرلي: التوثيقة المكتملة!"، قال خلاله: "أكتب الآن عقب انتهاء الحلقة الأخيرة قبيل دقائق من مسلسل "آمرلي" وأنا مصدوم حتى اللحظة من روعة هذا العمل الكبير، لدرجة أني لا أعرف ماذا أكتب وماذا أُسطّر عنه!".
وأضاف، "لا أبالغ ولا أجامل في قولي، ولكن المسلسل -عندي أنا- هو أنجح وأهم عمل في الدراما العراقية في عراق ما بعد 2003! عمل متكامل، مطبوخ بطبخة لم تترك ولا غلطة أو زلّة تُسجّل عليه!"، مشيراً بالقول: "من يبحث عن التأثير، عليه توفير المستلزمات التي ترسم ملامح التأثير، والقائمون على العمل عرفوا كيف يوفّرون ذلك! شركة أجنبية مشهورة متخصصة، وفنان عالمي، ومخرج محترف، وبناء مدينة حربية وطبيعية تحاكي آمرلي، وتسويق مبهر تعدى الحدود، ووصل إلى روسيا، ماذا أكثر من ذلك كي يُخلق التأثير؟!".
وتابع: "أجدُني عاجزا جدا عن التعبير عمّا بداخلي تجاه هذا العمل. عجز حقيقي! آمرلي توثيقة تاريخية نادرة في قاموس الدراما العراقية، نحتاج مثلها بالضبط بدل الكثير من الإسفاف في بعض أعمالنا! وأخشى أن لا يتكرّر مثله مستقبلا!".
وأتم الكرملي: "شكراً لكل من شارك بالعمل من أكبر فرد حتى أصغر فرد، وخاصة بطلته الشابة، النجمة الجديدة التي اكتشفناها من خلاله، وكأننا لم نعرفها من قبل".
بدوره، كتب المحلل السياسي ضياء الدراجي في منصة "أكس": "مسلسل آمرلي في حلقته الأخيرة الدموع والحزن لم يفارقنا لحظة ونحن نتابع أحداثه بسقوط أبطاله شهداء الواحد تلو الآخر وهم يدافعون عن أرضهم ومقامهم برجالهم ونسائهم وأطفالهم حتى لحظة اليأس الأخيرة التي أوحت بأن النصر أصبح حليف داعش، كسرها دخول الحشد والقوات الحكومية لتقلب موازين المعركة لصالح المحاصرين. لم تفارقنا الدموع لكنها دموع الفرحة ونشوة النصر الذي تحقق بعد عذاب 90 يوما من الحصار الذي اختصرته الكاتبة بـ21 ساعة من الأحداث بعبقرية رائعة توزعت على 21 يوما فقط وكأننا نعيش الأحداث معهم لحظة بلحظة.. تحية لكل من ساهم بكتابة وإنتاج وإخراج وتجسيد وعرض هذا العمل الرائع".
وأضاف في منشور آخر، "لا أعرف لماذا نزلت دموعي واخترق الحزن نبرة صوتي وأنا أتابع مشهد هبوط طائرة قادة النصر في آمرلي خلال أحداث مسلسل آمرلي الحلقة 18 مع قشعريرة ممزوجة بفخر وحماس غير مسبوق.. شكرا لكل من عمل على إظهار هذا العمل الرائع".
*الكاتبة تكشف الهدف
مؤلفة العمل غفران الراضي، قالت في منشور على فيسبوك: "القصد من الحكاية ليس القول بأننا انتصرنا.. بل القول كيف انتصرنا؟".
وأضافت: "عندما لا يتخلى أهل الأرض عن أرضهم، وعندما نكون تحت راية واحدة قطعاً ننتصر.. فسلامٌ على شهدائنا. سلامٌ على أبطالنا. سلامٌ على أهل أرض الصامدين".
وكتبت الراضي في منشور آخر، "للآن لم يُنتج مسلسل يتحدث عن البعث وإجرامهم بطريقة شافية ووافية، وهذا هاجس عندي ومستمر معي، لذلك في مسلسل آمرلي جعلت من والد رافد سياسي رسمتُ قصة استشهاده على يد أزلام البعث وصنعت من مناع ذلك الصديق والجار البعثي الذي لم يسلم منه حتى جاره في كتابة تقرير حزبي أودى بحياته".
وأشارت إلى أنها "قصة واقعية من ذلك الزمن الصعب.. حالة من ضمن آلاف الحالات التي عاشها العراقيون إبان حقبة البعث".
*الجدل المدفوع سياسياً مستمر
وما إن بدأ عرض المسلسل حتى أخذت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعية تنسب نفسها إلى التيار الصدري، تهاجم العمل وتحصر عملية فك الحصار لسرايا السلام رغم أن الوقائع والحقائق تشير لمشاركة قوات من الجيش والحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية، لاسيما أن المنطقة هذه كانت محاصرة لنحو 80 يوماً ومن تكفل بإيصال المساعدات وتنظيم المقاتلين المحليين في الداخل هي فصائل بطائرات حزب الله وكانت تنفذ ذلك عبر في الداخل هي المقاومة االمقاومة الإسلامية وكانت تنفذ ذلك عبر إنزال بطائرات.
يقول المدون جهاد الياسري، في منشور على منصة "أكس"، إن "أول قوة استشهادية دخلت آمرلي بطيران جوي هما سرايا الخراساني ومعهم كتائب الامام علي وبدر والعصائب وحزب الله أما سرايا السلام فقد أخذوا قرية البو حسن ومسكوها. نعم، شاركوا بفك الحصار صحيح لكن الدور الأكبر كان للفصائل المذكورة أعلاه".
يؤكد ذلك، أحد أهالي آمرلي بالقول: "مقر العمليات كان هو مقر منظمة بدر وكل فصائل المقاومة كانت تجتمع فيه. أما أول من دخل إلى آمرلي فهي كتائب حزب الله من محور، ومن محور آخر كانت كتائب الإمام علي (ع) مع عصائب أهل الحق وبدر وخراسان. وكان أيضاً هنالك موقفاً للسرايا لكن ليس هم من فكوا الحصار".
وفي نهاية آب 2014، تمكنت قوات الحشد الشعبي وبالتعاون مع الجيش في فك الحصار عن مدينة آمرلي التي حاصرها التنظيم الإرهابي قرابة الـ80 يوما.
وكان لفك الحصار عن آمرلي أثر معنوي كبير على المستويين العسكري والشعبي ومنها انطلقت معارك التحرير والمواجهة مع عصابات "داعش" الارهابية.
*تفاصيل معركة آمرلي
انطلقت العمليات العسكرية فجر يوم الأحد (31 /8/ 2014)، إذ شنَّت فصائل الحشد الشعبي هجوماً على معاقل عصابات "داعش"، وتمكنت القوات المسلحة بفتح المنفذ البري، ثمَّ فك الحصار عن الناحية ودخول آمرلي بعد الظهر من يوم الأحد عن طريق ناحية سليمان بيك وقضاء العظيم.
كما برز دور طيران الجيش والقوة الجوية والمدفعية منذ انطلاق عملية التحرير بدك أوكار الجماعات الإرهابية في القرى القريبة من آمرلي، الذي ساعد الفصائل العسكرية مع بدء العمليات من الدخول إلى ناحية آمرلي بعد أن تم تحرير قريتي جردغلي والسلام الحدودية للناحية، الأمر الذي أدى الى قتل واعتقال العديد من الارهابيين، وفرار المئات منهم الى أماكن مجهولة.
وفي يوم الاثنين الموافق (1/9/2014) كانت بشرى فك الحصار عن آمرلي الذي بدأ في العاشر من حزيران عام 2014، وتطهير جميع القرى التابعة لها، بعد معركة شارك بها القوات الأمنية والحشد الشعبي ضد زمر "داعش"، وقتل أكثر من (700) داعشي، فيما استُشهد من آمرلي (100) شخص، ثمَّ دخلت فصائل الحشد الشعبي والقوات الأمنية الناحية بعد 84 يوماً على الحصار.
ومعركة آمرلي انطلقت من ثلاثة محاور، هي الطوز صوب قرية السلام وبسطاملي (شمالا) ومحور كفري آمرلي (شرقا) ومحور العظيم انجانه (جنوبا).
قوات الجيش العراقي هاجمت "داعش" من جنوب آمرلي فيما هاجم الحشد الشعبي من كفري وهاجمت من محور ثالث قوات البشمركة والحشد الشعبي.
* آمرلي قصة الصمود الاستثنائية
صمود آمرلي كان اسثنائياً، وقدمت نموذجاً يحتذى به في الدفاع المستميت عن الأرض بل ضربت أروع مثلاً في التلاحم والتراحم بين أهلها في فترة صمودها الاسطوري.
حصار آمرلي كان من كلِّ الجهات (360 درجة) ولمدة 84 يوماً، فبعد سقوط القرى المحيطة بها التي تربو عن ست وثلاثين قرية، شمَّر أهلها عن سواعدهم، واتخذوا موقفاً واحداً لا ثاني له، هو مقاومة "داعش" وبالأسلحة المتوفرة التي كانت قديمة ومحدودة موجودة في بيوت الأهالي.