مصطلح الشيعة يتكرر بشكل "هائل" في إعلام "إسرائيل" وكلمة جلعاد إردان أثبتت ذلك.. انفوبلس تستعرض أسرار الخوف والقلق من مدرسة آل البيت
انفوبلس/ تقرير
فضحت كلمة مندوب "إسرائيل" في مجلس الأمن جلعاد إردان، خلال الجلسة الطارئة بمجلس الأمن لبحث الهجوم الإيراني على الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤخراً، حجم الخوف والقلق من قوة الشيعة في العالم، كما بات أصبح مصطلح الشيعة يتكرر بشكل "هائل" في وسائل الإعلام الإسرائيلية المعادية.
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على حجم تكرار مصطلح الشيعة في إعلام "إسرائيل" وتاريخ العداء
"إسرائيل" تشتكي في مجلس الأمن من الشيعة
ذكر مندوب "إسرائيل" في مجلس الأمن جلعاد إردان، خلال الجلسة الطارئة بمجلس الأمن لبحث الهجوم الإيراني على الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤخراً، مفردة (شيعة) أكثر من 15 مرة في كلمته، من بينها، "التمدد الشيعي في الشرق الأوسط"، و"تمادي الشيعة في حرب إسرائيل"، و"قوة الشيعة في العالم"، و"خوف إسرائيل من الشيعة"، و"توسع الهلال الشيعي في المنطقة"، و"إلحاق الشيعة الأذى بإسرائيل"، و"تحذر الأمم المتحدة ودول الغرب من قوة الشيعة"، و"العدو الأول والأساس هُم الشيعة".
المدون عصام السعيدي، كتب في تغريدة على منصة أكس (تويتر سابقاً)، وتابعتها "انفوبلس، "كما يردد الأعراب.. كلمة مندوب إسرائيل في مجلس الأمن كانت بحدود 15 دقيقة ذكرت كلمة شيعة أكثر من 15مرة وتحدث عن التمدد الشيعي والتمادي الشيعي وقوة الشيعة وخوفهم من الشيعة وتوسع الهلال الشيعي وأذيتهم من الشيعة واتهام الشيعة، حذر الأمم المتحدة ودول الغرب من الشيعة وكأن عدوهم الشيعة فقط".
وفي تغريدات أخرى، ومن حساب "عراقي"، فقد كتب في تغريدة "إسرائيل تشتكي في مجلس الأمن من الشيعة، ركز من الشيعة وليس من كل المسلمين فقط الشيعة هم الصادقون بحربهم ضد إسرائيل ودفاعهم عن فلسطين والباقي مجرد مسرحيات عروبية، والحمد لله الذي جعلني عراقيا لا خليجيا ولا أردنيا ولا مصريا والحمد لله الذي جعلني شيعيا ممن أزعج الكيان".
أما حساب "أم علي"، فذكر، "تخيلوا، مندوب اسرائيل في الأمم المتحدة يحرّض السنة على الشيعة ويتهم إيران باستهداف المسجد الأقصى وقتل السنة وهدم مساجدهم. ألا يدل هذا على أن الحملة الاعلامية السعودية التي شُنّت علينا على مدى سنوات من العدوان مصدرها اسرائيل لأنها تتهمنا باستهداف مكة المكرمة وقتل السنة وهدم مساجدهم؟".
*ماذا قدم الشيعة والسنة للقضية الفلسطينية؟
الكاتب والإعلامي العربي محمد الهاشمي، قال إن الشيعة في إيران وأكثر أنحاء العالم يقودهم رجل الدين المعمم السيد على خامنئي، وأنصار الله في اليمن يقودهم شاب شعاره عين على القرآن وعين على الواقع، وشيعة العراق بين قيادة المرجع السيستاني والمعمم مقتدى الصدر، وشيعة لبنان على نفس المنوال، أما السنّة يقودهم السيسي وابن زايد وابن سلمان. يوالون اسرائيل وأمريكا من موقع الضعف والطمع، وشعارهم: من يدخل الدين في السياسة فهو عدونا الأول، ولذلك علا نجم الشيعة في هذا الزمان وخبا نجم أهل السنة.
ليرد عليه، المدون علي فاهم بقول، "أثبتت الوقائع أن الشيعة هم حملة راية الاسلام فقط، بينما السنة باتوا بين مطية لأمريكا ومشروعها أو منسلخين من دينهم وقيمهم لا يجيدون الا تكفير الشيعة ومحاربتهم بدل من أن يتوحدوا معهم في مجابهة إسرائيل وأمريكا.
كما حسب "شروكي"، فقد كتب، "دعونا نتكلم بصراحة او سموها طائفية، ماذا قدموا اهل السنة الى فلسطين؟ الشيعة دخلوا حربا لا ناقة لهم فيها ولا جمل وساندوا السنة بفلسطين وآخرها قصفو اسرائيل بـ 3000 صاروخ ومسيرة سموها مسرحية او أي اسم يعجبكم أنتم يا أهل السنة ماذا قدمتم غير مساندة اسرائيل على التواصل الاجتماعي؟".
وفي الآونة الأخيرة، أعاد مدونون حديث عميد المنير الحسيني الشيخ الوائلي (رحمه الله) عن شرف جهاد الشيعة ضد "إسرائيل"، حيث قال إن تأريخ جهادنا ضد اليهود بدءا من يوم فتح خيبر على يد الامام علي (عليه السلام) واستمر بكل فخر الى يومنا هذا على يد المقاومة الشيعية البطلة.
إدخال الدين بالسياسة في الصراع في الشرق الأوسط أمرا مشروعاً ومطلوباً ويفرض نفسه طالما أنه صراع قائم على احتلال قد قام وارتكز على سردية توراتية، وطالما أن الكيان الصهيوني يخاطب في مشروعه واحتلاله يهود العالم بصرف النظر عن جنسياتهم وعن الدول والقوميات التي ينتمون اليها ويعتبرهم ويعتبرون أنفسهم معنيين مباشرة في الصراع، بحسب الكاتب العربي فؤاد البطاينة، الذي يؤكد انه ليس من حق أي من أنظمة الدول الإسلامية وشعوبها ومن ضمنها العربية والفارسية والتركية والأسيوية والافريقية وإلى أخر رقم، أن يعزل نفسه عن صراع أصله وفصله ديني بكل جوانبه السياسية – العسكرية – الاقتصادية – القيمية والثقافية. وعلى هذه الانظمة فرادى وجماعة واجبا لا كرماً تقع مسؤولية رد العدوان الصهيو – غربي ودحر الرواية الصهيو- توراتية وتحرير فلسطين والاقصى كوقف إسلامي.
ويضيف البطاينة، أن هناك خمس وخمسون دولة اسلامية من بينها دولة واحدة هي إيران تلتزم بواجبها الإسلامي وتتعامل مع الكيان الصهيوني كعدو لها ومع القضية الفلسطينية كأنها قضيتها أو مسؤوليتها على الأقل، وتمارس دورها في مواجهة هذا العدو وحلفه، وتمارس المقاومة وتدعم المقاومة الفلسطينية. وإيران هذه دولة شيعية المذهب والنظام. وهناك معها دولتان أو ثلاث لها مساس وقربى بالمذهب الشيعي تحذو حذوها بما يوازي امكانياتها وربما يفوق ذلك بكثير كاليمن. ولدينا أيضا مليار ونصف مسلم إذا استثنينا الاردن وفلسطين كأصحاب علاقة مباشرة واليمن، فلا ينتفض منهم في شوارع دولهم سوى الأقليات الشيعية وأكثرية شيعية واحدة في أصغر دولة خليجية.
في الحقيقة ليس الشيعة وحدهم ضد "إسرائيل"، بل يوجد هناك فصائل المقاومة الفلسطينية، وبعض النخب الفكرية من اصحاب الفكر التحرري، كما يوجد خمس وعشرون دولة لم تعترف بالكيان الاسرائيلي، من بين هذه الدول عشرين دولة لا تشكل اي خطر عسكري او اقتصادي على اسرائيل، بينما لبنان وسوريا وإيران والعراق ومؤخرا اليمن يشكلون خطرا عسكريا مباشرا على الكيان الإسرائيلي، وفق الكاتب ناجي امهز.
*لماذا تخاف الصهيونية من الشيعة في هذا العالم؟
الباحث والكاتب إسماعيل النجار، يقول ان الشيعة الذين يسكنون بلاد فارس والعراق وبلاد نجد واليمن وسوريا ولبنان يُعتَبَرون من المحافظين الأشداء على عقيدتهم وخط ولايتهم العلوية ونهجهم الحسيني القائم على شعار هيهات مِنَّا الذِلَّة، وقول والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقِرُ لكم إقرار العبيد.
ويضيف ان الشيعة رفعوا شعار الموت لإسرائيل ولم يتراجعوا عنه رغم كل المحاولات التي جَرت لإثنائهم عن التمسك بقضية فلسطين وتهديد اسرائيل بالزوال، لكن كل المحاولات بائت بالفشل حيث تمترس الحسينيون الشيعة خلف عقيدتهم متمسكين بها غير آبهين لمغريات الحياة والسلطة ولم يرتعدوا من سيل التهديدات الأميركية والصهيونية والغربية.
ويبين ان الشيعة خاضوا عدة حروب مع اسرائيل فهزموها وحرروا ارضهم بالقوة ولبنان شاهد حي على ذلك، وفي العراق قاتل الشيعة اقوى قوة عسكرية ارهابية وهابية مدعومة من اميركا والغرب واسرائيل وهزموها وقضوا عليها، وفي اليمن خيضَت ستة حروب ضد الشيعة الحوثيين ولم يستطيعوا هزيمتهم وآخر حرب منذ سبع سنوات شنها العالم بأسره عليهم ولم يفلحوا بكسر شوكتهم، ولأن الشيعة ينطلقون من عقيدة ولائية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ولأن نهجهم حسيني وشعارهم هيهات منا الذلة فأنه من الصعب إخضاعهم وترويضهم او تدجينهم، او كسرهم لأنهم لا يأبهون للموت إن وقع عليهم او وقعوا عليه.
لأجل ذلك وضعت أميركا وإسرائيل ثقلهما لكسر إيران وحزب الله وحل الحشد الشعبي وهزيمة أنصار الله، وارتكبوا مجازر بحق الشيخ ابراهيم الزكزاكي في نيجيريا وكلفوا السعودية والامارات وقطر والبحرين ليكونوا رأس حربة العداء للشيعة ومن خلفهم كل الدول العربية الخانعة للمال السعودي وإسرائيل، ومع كل ذلك الجميع فشلوا"، مشيرا الى ان الشيعة أصبحوا قوة يُعتَد لها ويحسَب لهم مليون حساب من القوى العظمى وغيرها، بينما الباقون من اتباع ابن تيمية جعلوا من أنفسهم ورق تواليت للأميركيين والصهاينة ولا زالوا، ولن تقوم لهم قائمة. ولأن الشيعة صادقون وثابتون وأصحاب عقيدة صحيحة فهم أقوياء.