مع إطلاق ضوابط التقديم إليها.. تعرف على تاريخ كلية بغداد وأبرز الشخصيات التي تخرجت منها

انفوبلس/..

أعلنت وزارة التربية، اليوم الأحد، عن ضوابط التقديم إلى مدارس المتميزين وثانويات كلية بغداد للعام الدراسي 2023-2024 حيث أوضحت الوزارة، في وثيقة صادرة عن المديرية العامة للتعليم العام والأهلي والأجنبي، أن "التقديم على مدارس المتميزين وثانويات كلية بغداد يبدأ إلكترونياً في يوم الأحد الموافق 23/07/2023 وينتهي في نهاية الدوام الرسمي ليوم الأحد الموافق 01/08/2023.

وذكرت الوزارة، أن شروط القبول تتضمن أن "لا يقل مجموع الطالب الراغب بالتقديم إلى مدارس المتميزين وثانويات كلية بغداد عن (٥٧٠) درجة بالنسبة للطلبة المسلمين أي بمعدل (٩٥%)، وبمجموع (٤٧٥) درجة بالنسبة للطلبة غير المسلمين اي بمعدل (٩٥%)". 

وبحسب الشروط، يكون معدل البقاء في مدارس المتميزين وثانوية كلية بغداد للمراحل الدراسية كافة (٧٥%) للعام الدراسي (٢٠٢٤/٢٠٢٣)، ويؤدي الطالب المتقدم للقبول اختبارين، اختباراً في الذكاء، واختباراً تحصيلياً في المواد الدراسية (اللغة العربية، اللغة الانكليزية، الرياضيات العلوم، التي درسها في الصف السادس الابتدائي للعام الدراسي (۲۰۲۳/۲۰۲۲). 

 وتابعت الوثيقة الصادرة عن وزارة الترببية، أنه "سيكون موعد إجراء اختبارات الذكاء والتحصيلي في يوم الثلاثاء الموافق 15/08/2023 وفي المدرسة التي يقدم فيها الطالب إلكترونياً، إذ يبدأ اختبار الذكاء أولاً عند الساعة الثامنة صباحا ثم الاختبار التحصيلي في الساعة التاسعة صباحا ويفصل بينهما استراحة مدة (٣٠) دقيقة مع التقيد بالسقف الزمني لكليهما".

تاريخ ثانوية بغداد 

على ضفاف دجلة، في شارع الأخطل الرابط بين منطقتي الأعظمية والكريعات، تقع واحدة من أهم المدارس الثانوية في العراق والوطن العربي، إنها ثانوية كلية بغداد التي تأسست عام 1932، وتضم خمس بنايات بطابقين، ومازالت المدرسة تحتفظ ببنائها الذي لم تجرِ عليه أية إضافات.

الثانوية التي ليس لها نظير في طريقة تدريسها وفي برامجها إلا في بريطانيا وأميركا اُختيرت في عام 1935 كأفضل مدرسة في آسيا، ومنذ تأسيسها تتبع نظام تدريس المواد العلمية باللغة الانجليزية.

البعث وتعريق المدرسة 

بعد سيطرة حزب البعث على السلطة بالعراق في تموز عام 1968، شرع بتطبيق سياسة تعليمية جديدة تنسجم مع أيدولوجيته الخاصة نحو تحقيق أهدافه التربوية، التي بُنيت بشكل كبير على أسس وتوجهات قومية تم فرضها على جميع المدارس والجامعات العراقية غير مكترث لتعدد القوميات داخل المجتمع العراقي.

وكانت واحدة من أهم سياساته الجديدة في هذا الصدد هي إصداره القانون رقم (5) لسنة 1968 الخاص بالمدارس الأهلية والأجنبية، إذ ألزمَ القانون الأخير صراحة جميع المدارس الأهلية والأجنبية بتطبيق أحكام التعليم الأهلي والأجنبي الوارد في القانون المذكور بشكل كامل، والعمل على معاقبة من يعمل بخلاف ما جاء في ذلك القانون، لكن هذا الحال سرعان ما تغير لاحقاً، فالقانون السابق الذكر لم يكن سوى خطوة تمهيدية نحو إلغاء تلك المدارس، خصوصاً بعد إقدام الحكومة على تعريق جميع المدارس الأجنبية بعد عام واحد من ذلك التشريع.

اختبار الذكاء من شروطها

تستقطب المدرسة منذ تأسيسها نخبة التلاميذ في بغداد بعد أن تُخضعهم إلى امتحان الذكاء لاختيار الموهوبين منهم، ومازالت المدرسة تتبع نفس الآليات التي وضعها مؤسسوها، التي تتضمن نقل الطالب الذي لا يحقق معدلاً أعلى من 75 درجة في الصفوف غير المنتهية إلى مدرسة أخرى، لكن مديرها رياض عطا العبيدي يشكو من “الاستثناءات” وتدخلات تربك نظام الكلية وتضعف المستوى العلمي المتقدم الذي حافظت عليه الثانوية منذ بداية تأسيسها.

تعاني كلية بغداد اليوم من بعض المشكلات التي لا ينبغي أن تشكو منها ثانوية بهذا المستوى من الشهرة والتميز والنظام التدريسي الصارم، ومن بينها النقص في الملاك التدريسي وفي عدد عمال الخدمات، وناشد مدير الثانوية رياض عطا العبيدي الوزارة مراراً لتعيين عدد إضافي من عمال الخدمات نظراً للمساحة الكبيرة للكلية، فحدائق الكلية الزاهية فقدت رونقها بسبب عدم وجود رعاية لتلك الحدائق.

ظروف ما بعد الاحتلال 

عاشت كلية بغداد بعد العام 2003 ظروفاً صعبة نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية، وتعرضت إلى تهديدات أدت إلى إغلاقها، ونقل طلبتها إلى مدرسة المتميزين في شارع فلسطين، لكن التضارب حصل لكون طلبة ثانوية كلية بغداد يدرسون "الأحياء والكيمياء والرياضيات" باللغة الانجليزية بينما مدارس المتميزين تدرّس طلابها باللغة العربية، ولهذا اضطر طلبة كلية بغداد للعودة إلى ثانويتهم وتحمل الظروف الأمنية التي تشهدها منطقتهم.

وقعت بعض الأحداث التي هددت الأمن في منطقة الأعظمية ببغداد (موقع كلية بغداد) بعد عودتها، من ضمنها إرسال تهديد إلى الكلية نص على أن تغلق المدرسة أبوابها وإلا سيتم استخدام أسلوب العنف والتهديد بالقتل من قبل جماعات إرهابية، لكن الثانوية واصلت دوامها حتى تحسنت الأوضاع الأمنية وعادت الحياة الى طبيعتها.

ويسعى مدير ثانوية بغداد الذي يعمل إلى جانبه خمسة من المعاونين إلى المحافظة على بريق كلية بغداد التي تتميز بوجود أكبر المختبرات في الفيزياء والكيمياء والصوت.

مواكبة الثانويات العالمية

في عام 2016 شهدت الكلية قفزة جديدة في عملية مواكبة الثانويات العالمية التي تعتمد ذات البرامج التي تُدرَّس في الثانوية، من خلال اعتماد التدريس الإلكتروني حيث يمكن للطالب أن يتابع المحاضرة وهو في بيته في حال تعذر حضوره إلى المدرسة.

وأشار مدير الثانوية، إلى أن ثانوية كلية بغداد كانت على الدوام محطَّ اهتمام الوزارات لكنها عانت في السنوات الأخيرة من بعض الإهمال، بيد أن وزارة التربية شكلت لجنة بهدف دراسة احتياجات كلية بغداد وأهمية المحافظة على تاريخها الزاخر بالنجاحات والتأكيد على بقائها مصنعاً لتخريج المواهب التي شقَّت طريقها إلى تحقيق إنجازات في مختلف مجالات الطب والكيمياء والعلوم، داعياً إلى إنهاء الاستثناءات التي تُعد السبب الأول في إضعاف المستوى العلمي المعروف للكلية ولكي تبقى مكاناً للموهوبين والمتميزين.

أبرز خريجي كلية بغداد 

تخرج فيها عديد من الأسماء اللامعة في تاريخ الدولة الحديثة، الذين تركوا أثراً كبيراً في مسيرة الثقافة والعلم والسياسة في العراق والعالم، وعلى غرار هذه المدرسة، أُنشئت عام 1990 مدرستان للمتميزين، إحداهما في ناحية الكرخ والأخرى في الرصافة، ثم أُنشئت مدارس عدة بعد عام 1992 لتشمل مدينتي البصرة والموصل ومنها إلى المحافظات الأخرى، ويزيد عددها حالياً على 22 مدرسة في بغداد فقط.

ومن أبرز الأسماء التي درست في كلية بغداد، رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي، النائب في البرلمان العراقي ووزير النفط السابق أحمد الجلبي، ورئيس الوزراء العراقي (2018- 2019) عادل عبد المهدي، والسياسي العراقي ليث كبة.

وكذلك من الأسماء التي تخرجت من كلية بغداد، اللورد أرا دارزي، البروفيسور العراقي البريطاني، وواحد من أفضل الجرّاحين في المملكة المتحدة والعالم، بالإضافة إلى عيزرا إسحاق، العالم في الطب وأول من قام بعملية ترقيع شبكية العين بواسطة الليزر، وشانت اسانسيليان الموسيقار أمريكي الجنسية ومن أصل عراقي (مسيحي أرمني) غادر العراق في العام 1980 ويعيش حاليا في السويد ولديه مسرح موسيقي باسمه، والمهندس أحمد العبدلي خبير المفاعلات المحفزة، والدكتور هشام صالح جراح أنف وأذن وحنجرة معروف جداً في بريطانيا، وغسان الآلوسي ابن الجراح المعروف حسني الآلوسي، جراح أنف وأذن وحنجرة في بريطانيا وهو بريطاني من أصل عراقي، بالإضافة الى قصي كمال علي السامرائي، دكتور طب أطفال في نيوزلاندا، وكنعان مكية المعماري والاكاديمي العراقي، وأحمد كاظم، الجراح والمستشار في وزارة الصحة الأمريكية.

وكذلك من بين الأسماء التي تخرجت من كلية بغداد، الدكتور ليث إسماعيل نامق، عميد كلية الهندسة سابقا ومستشار بجيولوجيا التربة في وكالة ناسا الأمريكية، والدكتور علي فالح محسن الكلابي المتخصص في الأمراض التنفسية بجامعه بيلر في هيوستنن، والأستاذ المشارك في جراحة العظام بمدرسة الطب في جامعة نوتردام في أستراليا بمدينة سيدني منجد المدرس، ونزار حمدون، سفير العراق لدى الولايات المتحدة في الفترة من 1984 إلى 1988 ومندوب العراق في الأمم المتحدة في الفترة من 1992 إلى 1998.

وعلي عبد الأمير علاوي، نائب رئيس الوزراء ووزير المالية السابق، والمهندس منهل العاني، قارئ للقرآن، والمجود بالمقامات العراقية وخبير النغمات الصوتية، ويعتبر أحد أعلام تلاوة القرآن على الطريقة البغدادية في العراق، ونظمي شاكر أوجي‏ رجل الأعمال والملياردير العراقي البريطاني، ونمير قيردار، رجل الأعمال الراقي البريطاني، ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي والرئيس التنفيذي لشركة إنفستكورب المتخصصة في توفير الاستثمارات البديلة وإدارتها.