مقبرة "وادي السلام" تستقبل العراقيين بالأعياد: كم جنازة تستقبل يومياً؟
انفوبلس/..
من جديد، يحل عيد الأضحى على العراقيين، ولا مكانَ يحلو لأغلبهم، غير تلك المقبرة التي اسمها وادي السلام في محافظة النجف، والتي تشهد زخماً خلال أيام العيد، حتى يتبادر إلى الذهن، أن الحياة عادت مجدداً إلى المقبرة التي هي الأكبر في العالم وأقدمها تاريخياً.
وتحظى مقبرة وادي السلام، التي تقع جوار مرقد الإمام علي (ع)، بقدسية لدى المسلمين، بسبب ارتباطها بالعديد من الروايات الدينية، التي تخلّد هذا المكان، وتضم رفات ملايين الأشخاص، بينهم العديد من الأنبياء ورجال الدين.
ووفقًا للعقائد الشيعية المعتمدة على الروايات الدينية، فإن جميع الأرواح الطيبة توجد في وادي السلام، وحتى لو دُفن شخص طيب في مكان آخر، فإن روحه ستنتقل إلى وادي السلام.
وفي وادي السلام، هناك القبور بأشكال مختلفة، فبعضها تحوي القباب المهيبة، وتصوّر مكانة الأسرة، وتلك العلوية المستديرة التي تم بناؤها قبل ثمانية عقود، وأخرى حديثة بُنيَت بالمرمر، تسبقها قبور قديمة بُنيت بالطابوق.
"لا يمر علينا عيد إلا وأحييناه بصباح حزين عند قبر أخي".. هذا ما يقوله سجاد طالب (24 عاماً)، عن اخيه المتوفى والذي اسمه باقر، حين استذكره بالدموع والحسرة والحزن، بعدما دُفِنَ في مقبرة وادي السلام، عقب تعرضه لحادث مأساوي، أزهق روحه.
والكثير يشبهون طالب، لا يحبذون قضاء عيدهم بين الأحياء، بل ينظرون إلى أن زيارة الأموات هي الأوجب، والأهم، خاصةً في عيد الأضحى، الذي يشهد ذبح الأضاحي على أرواح الموتى، وأخرى للحجاج القادمين من بيت الله الحرام.
وعندما ينوي الشخص، زيارة مقبرة وادي السلام، تأخذه أقدامه إلى مرقد الإمام علي (ع)، قبيل زيارة الأموات البقية، وحين يجلس بضعة دقائق في صحن المرقد، يرى العديد من الجنائز محمولة على الأكتاف، ليطوفوا بها حول قبر الإمام علي (ع)، قبل أن يدفنوها، وهي عادة ثابتة عند الشيعة.
وعند النظر إلى الجنائز التي يجلبونها إلى النجف، يتبادر إلى الذهن كم من الموتى تستقبل مقبرة وادي السلام يومياً، وهو الأمر الذي بحثت عنه السومرية نيوز، وتواصلت مع مدير مكتب تسجيل الوفيات التابع لبلدية محافظة النجف في مقبرة وادي السلام، هادي الفتلاوي.
ويقول الفتلاوي، إن "مكتبهم يسجل يوميا ما يقارب الـ 25 جنازة في اليوم الواحد، وتصل الى 30 يومياً، خلال أيام التفجيرات أو النزاعات العشائرية أو المعارك".
ويضيف، أن "هذه النسبة هي فقط لمكتبهم في ساعات النهار أو الدوام الرسمي، فالبعض يأتي من المحافظات البعيدة ويصل ليلاً إلى النجف، وبالتالي هذه الوفيات لا تدخل ضمن سجلاتهم، فضلا عن جنائز رسمية تأتي عن طرق الطوارئ لا تسجل ايضاً".
ويوضح، أن "وفيات الذين يدفنون في بعض المقابر الجانبية أيضاً لا تُسجل، أما عن مجهولي الهوية، فيدخلون رسمياً باعتبارهم مروا عبر قنوات رسمية مثل وزارة الصحة".