ملابسات اغتيال المعلمة جيهان طه.. هكذا قتلها حزب بارزاني فقط لأنها انتقدت دكتاتورية البارتي.. شقيقها وعائلتها فضحوا المستور وكشفوا طبيعة الاغتيال
انفوبلس..
في السابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تُوفيت المعلمة المتعاقدة في إقليم كردستان جيهان طه بقرية هفينكا على حدود محافظة أربيل، نتيجة انقلاب سيارتها واحتراقها بظروف غامضة، إلا أن الأمر الذي يدعو للشك هو أنها تحدثت عن موتها على فيسبوك قبل وفاتها بساعات قليلة، كما ذُكر عنها أنها شاركت في قناة تلفزيونية وانتقدت الحزب الديمقراطي الكردستاني بشدة؛ مما أثار موجة شكوك لدى رواد التواصل الاجتماعي.
وانقلبت سيارة إحدى المعلمات المتعاقدات المعترضات على الحكومة وتُدعى جيهان طه، مساء ذلك اليوم على حدود أربيل، واشتعلت بسيارتها النيران؛ ونتيجة لذلك فقدت المعلمة جيهان طه حياتها.
اللافت للانتباه أنه قبل الوفاة، تحدثت جيهان طه عن موتها على فيسبوك، وقالت: “طريقي يمضي نحو الموت والموت يناديني”.
وكانت المعلمة جيهان طه تبلغ من العمر 35 عاماً، ولديها طفلان هما باران وبيرهات، وشاركت بآرائها على قناة تلفزيونية عبر الهاتف وانتقدت بشدة سلطة الإقليم وطريقة التعامل مع المعلمين المتعاقدين، وطالبت بحقوق المعلمين المتعاقدين.
وحتى ذلك الحين، كانت المعلومات المتعلقة بوفاة جيهان طه معلومات أولية ويتم التعامل معها على أنها حالة طبيعية لحادث مروري، لكن على مواقع التواصل الاجتماعي، أُثيرت شكوك حول انقلاب مركبة جيهان، ويعتقد البعض أن حادثة انقلاب المركبة هي حادثة مدبّرة.
وفي منتصف شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلنت عائلة المغتالة المعلمة جهان طه في بيان لها تحميل السلطة في أربيل وبهدينان مسؤولية اغتيال المعلمة “جهان طه”، وذلك بسبب التاريخ المعروف لهم في القيام بتلك الأعمال ويؤكدون بسياسية القضية.
ووجهت عائلة المعلمة “جهان طه” بيانا للرأي العام وأهالي كردستان وإلى المنظمات الحقوقية والوسائل الإعلامية كافة، أكدوا فيها الشبهات في قضية ليلة 26 من شهر تشرين الأول لعام 2023، والتي اُغتيلت فيها المعلمة المحاضرة المحتجة “جيهان طه”، وحمّلوا السلطات في أربيل ومنطقة بهدينان المسؤولية الكاملة في القضية.
وجاء في البيان: “منذ بداية القضية بات واضحا لدى الجميع من أهالي ومواطني كردستان ووسائل الإعلام والمثقفين ومحبي السلام والنشطاء أن القضية عبارة عن عملية اغتيال مدبَّرة من قبل السلطات، وذلك بسبب استمرارية عمليات الخطف والاعتقال المتبعة في السابق في محافظة هولير ومناطق مختلفة من بهدينان، والتي طالت الصحفيين والنشطاء والمثقفين، وبشكل منع التعبير عن الحريات وطلب الحقوق المشروعة للمواطنين وأيضا الأعمال الصحفية.
ولذكر تلك الحقب والتواريخ قامت عائلة “جيهان طه” بذكر عدة أمثلة منها عملية خطف واغتيال الصحفي “سردشت عثمان، اغتيال الصحفي ودات حسين، اغتيال الإمام هوشيار اسماعيل، سجن شيروان شيرواني، كوهدار زيباري وقهرمام شوكري وباقي معتقلي بهديدنان الآخرين، ومنع القيام باحتجاجات المعلمين والموظفين والنشطاء المدنيين في حدود محافظة هولير واعتقال الأستاذ “علي رؤوف” ممثل هيئة المعلمين المحاضرين المحتجين في محافظة هولير بعد أسبوع من اغتيال المعلمة “جهان طه” التي ناشد فيها القيام بالاحتجاجات.
ويؤكدون بتلك التواريخ للاغتيالات والاعتقالات وأيضا كون عيش المعلمة “جيهان طه” في محافظة هولير وإجراء اللقاء معها لثلاث مرات على شاشات التلفزة والتي طعنت واستنكرت صراحةً السلطة وخصوصا وزارة التربية في إهمالها وعدم الانصياع لمطالب المعلمين المحاضرين.
وبسبب كل تلك الحالات والوقائع سالفة الذكر حمّلت عائلة المعلمة المغتالة “جيهان طه” المسؤولية الكاملة لاغتيالها السلطة في أربيل ومنطقة بهدينان.
وأكدت العائلة والبالغ عدد أفرادها 11 شخصا ويعيشون في الولايات المتحدة الامريكية ولديهم جنسيات أمريكية، أن لهم الحق في متابعة ملابسات القضية لابنتهم الوحيدة، والتي كانت تعيش في محافظة أربيل في إقليم كردستان العراق وللقضية برمتها علاقة بجهة سياسية هناك.
وأوضحوا بالدلائل الدامغة في القضية في 10 نقاط والخاصة بقضية ليلة 26 من شهر تشرين الاول لعام 2023 والتي توضح اغتيال المعلمة “جيهان طه”.
1- جيهان ليست بسائقة محترفة للسياقة بالسيارة وخصوصا في الطرق الخارجية، وطوال حياتها لم تقُم بزيارة إلى خارج المحافظة وآخر مرة ذهبت فيها كانت برفقة والدتها إلى محافظة كركوك وبسيارة أجرة، لكونها لم تستطع القيادة، وأن الطريق التي لقيت جهان حتفها فيها طرق وعرة وذات مسار واحد وفيها انعطافات عديدة جبلية وهناك دلائل بأن المكان خصصت من قبل لتهيئة الحادثة.
فإذا ما قررت قتل نفسها أو الانتحار لما تذهب إلى تلك الطريق أو تختار هذا المكان وكان الأجدر بقائها في بيتها وتقوم بعملية الانتحار المزعومة لها.
2 – تم اغتيال جيهان في اليوم الذي قامت بممارسة حياتها الطبيعية مثلا ذهبت إلى دوامها الاعتيادي في المدرسة، تسلمها الراتب الشهري، التسوق، الاتصالات مع الأهل والأصدقاء بشكل عادي وطبيعي ووعود بلقاء الأهل وعدد من الأصدقاء في الأيام المقبلة وفي نفس اليوم كانت لها اتصال مع أخيها عند الساعة 2:06 لإجراء عمل معين في ذلك اليوم، وتبين أن صوتها طبيعي، ولكن في اتصال آخر مع أحد أقربائها عند الساعة 4:06 بدا صوتها مرتعشا وفيه نوع من الخوف وانخفاض النبرات وكأنها تتحدث تحت التهديد والضغط عليها.
3 – من غير المعقول اشتعال نيران بهذا الحجم الهائل مقارنة بصغر حجم سيارة المعلمة جهان لتصل ارتفاع وتوسع النيران إلى أربعة أمتار كما تبين في الصور الفوتوغرافية ولقطات الفيديو المسجلة، وأيضا الانقلاب الاعتيادي للسيارة ولمرة واحدة فقط والمشتبه بأن السيارة قد أشعلت بالقصد يدوياً بعد انقلابها.
4 – وأغرب من ذلك أن مكان الحادثة يقع في منطقة بارزان والكل في كردستان والأجانب أيضا يعلمون بأن تلك المنطقة مخصصة للبارزانيين ولعوائلهم وليس بمقدور أحد الاقتراب منها.
5 – نحن نعلم أن السلطة وبذريعة التحقيقات دخلت عدة مرات إلى الصفحات المختلفة في التواصل الاجتماعي للمعلمة جيهان ويقولون إن جهاز هاتفها الشخصي قد احترق في الحادثة دون إبرازه لنا ولدينا شبهات حتى في نشر أحاديثها الأخيرة في التواصل الاجتماعي كانت من قبلها شخصيا.
6 – تمت عملية دفن جثمان المعلمة “جيهان طه” بعيدا عن حضور ذويها وكان مخططا لها وأُجريت بسرعة ويُقال كانت إحدى يدَي المعلمة جهان مكسورة كما لم تُعرض أي تقارير طبية حول ذلك لأهلها.
7 – ذكرت في السابق مديرية الدفاع المدني في سوران ضحايا الحادثة تتضمن امرأتان ورجلا، أي ثلاثة أشخاص بعدها قاموا بتغيير الخبر وذكر مقتل شخص واحد وهي المعلمة جيهان طه كما نشرت عدد من الصفحات في التواصل أن ضحايا الحادثة ثلاثة أشخاص.
8 – كون المعلمة كانت صاحبة لمجموعة من الآمال وذات شخصية قوية وبارزة وكثيرا ما قامت بتشجيع الفتيات والطالبات بمواصلة الحياة والكفاح وعدم الانهماك في نفس الوقت هي أم لطفلين وهما “باران وبيرهات” والتي اهتمت بهما كثيرا وكثيرة التعلق بهما لذلك احتمالية انتحارها بعيدة كل البُعد عن المعلمة جيهان طه.
9 – علمت المعلمة جيهان أن كافة أعضاء عائلتها قطعوا التذاكر للعودة إلى كردستان وأن أخا لها سيتزوج وهي بنفسها ذهبت لخطبة أخيها وكانت سعيدة للغاية واستعدت لمراسم ذلك اليوم وقالت لإخوتها أن يلبسوا جميعا الزيّ الكردي.
10 – برود السلطة وإهمال القضية والنظر إليها نظرة اعتيادية وطبيعية وعدم توضيح الحقائق لمواطني كردستان حول ما قيل عن القضية لهم من اتهامات وأيضا تصغير حجم الحادثة والتقليل منها مع عائلة الفقيدة دلائل وإيحاءات على أن القضية مدبّرة من قبلها.
وفي الثاني من شهر آذار/ مارس الجاري، استغل رجل عراقي تواجد رئيس حكومة إقليم كردستان العراقي مسرور بارزاني في واشنطن وذهب من مترو ديترويت إلى واشنطن العاصمة؛ للقاء بارزاني والحصول على إجابات بشأن وفاة شقيقته بظروف غامضة في كردستان، في شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
وبينما كان يحمل صور أخته المتوفاة في يده، وحاول لقاء بارزاني في واشنطن، يقول “شاخوان عبدالرحمن”، شقيق الضحية، إنه تعرض للهجوم – وتم السّحق على صور أخته، “جيهان طه”، من قبل حراس أمن الشخص الوحيد الذي كان يأمل في التحدث معه، “مسرور بارزاني”، بحسّب الموقع الرسّمي لقناة (فوكس تو ديترويت).
"من قتل أختي؟".. قال عبدالرحمن، وهو الآن مواطن أميركي يعيش في “وارن”، وتوفيت شقيقته: “جيهان طه”، وهي أم لطفلين، في حادث سيارة في “إقليم كُردستان”، في تشرين أول/ أكتوبر 2023.
ويقول عبدالرحمن إن وفاة “طه” كانت ذات دوافع سياسية، حيث كانت معلمة ومدافعة عن الأجور العادلة وانتقدت علانية رئيس الوزراء الحالي لإقليم كُردستان.
وقال عبدالرحمن: “ذهبت إلى واشنطن العاصمة للقاء مسرور بارزاني، إنه رئيس حكومة إقليم كُردستان، وحاولت مقابلته”.
ولكن عندما لم تسرِ الأمور كما هو مخططٍ لها، قام بتسّجيل كل شيء بالفيديو، وقال: “أمن مسرور بارزاني.. هاجموني لأنني حاولت تسّجيلهم في الشارع، لقد آذوا يدي وظهري”.
وبحسب مصادر كردية، تعرض مسرور بارزاني للتوبيخ أثناء تواجده في أمريكا من قبل شقيق المعلمة جيهان طهَ التي قُتلت بعد انتقادها الحكومة.
وفي بعض المشاهد التي نشرها شيروان طهَ يتضح أن الحراس الخاصين برئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني لا يسمحون له بالاقتراب من باب المبنى الذي يعقد فيه مسرور بارزاني اجتماعاته.
كما قام حراس مسرور بارزاني الخاصون بكسر الهاتف المحمول الخاص بشيروان طهَ ويظهر في بعض اللقطات أنهم قاموا بتمزيق صور الأستاذة جيهان ثم هاجموا شقيقها وضربوه.
ومن الجدير بالذكر أن الاحتجاجات في البلاد وخارجها ضد حكم آل بارزاني تتزايد وذلك بسبب قيام إدارة البارزاني بتنفيذ العشرات من أعمال التعذيب والخطف والإرهاب والفساد وغسل الأموال والتجارة الوهمية.
وفي 30 كانون الثاني من العام الجاري قدمت منظمة صندوق ضحايا كردستان شكوى ضد مسرور بارزاني وأحفاد بارزاني في المحكمة الفيدرالية الأمريكية بـ 25 تهمة قتل واحتيال واختطاف وإبادة جماعية وانتهاك حقوق الانسان وتعذيب مواطن أمريكي، وليس وفق القانون إبعاد أي مواطن عن واجبه أو ممتلكاته وذلك عدا الاتجار بالمخدرات والعلاقات والتجارة مع أفراد ومنظمات مدرجة على قائمة الإرهاب لدى الولايات المتحدة، كما طلبت المحكمة الفيدرالية إجابة من مسرور بارزاني.
وكانت المحكمة الفيدرالية الأمريكية قدمت قراراً إلى مسرور بارزاني في 15 شباط وأمهلته 21 يوماً للرد على الاتهامات الموجهة إليه وفي نهاية القرار أنهُ في حال عدم الرد بنهاية الوقت المحدد سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.