منتسبو الدفاع على موعد مع آلاف الوحدات السكنية.. مدينة الفرسان تبصر وانفوبلس تكشف الأسعار "المغرية"

انفوبلس/ تقارير
آلاف الوحدات السكنية، تستلمها كأرض، ثم يتم التكفل ببنائها بأسعر تكاد تكون مجانية، حيث المدينة التي لا يدخلها إلا فارس.. "مدينة الفرسان" الخاصة بمنتسبي وزارة الدفاع والتي أطلقت الحكومة اليوم الأعمال بها، عام واحد يفصل الحلم عن الحقيقة، انفوبلس تشرح للمنتسبين.. هذا ما ستتحصلون عليه قريبا!
تصويت مجلس الوزراء
في أواخر العام الماضي، وبالتحديد في الرابع والعشرين من كانون الأول الماضي، صوّت مجلس الوزراء، على تخصيص قطعة أرض في منطقة النهروان ببغداد لتوزيعها بين منتسبي وزارة الدفاع.
وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء آنذاك، "إنصافاً من الحكومة للمنتسبين في وزارة الدفاع، صوّت مجلس الوزراء على تخصيص قطعة أرض في منطقة النهروان ببغداد لتوزيعها بين منتسبي وزارة الدفاع من الضبّاط والمراتب والموظفين".
وتابع البيان، "على أن تتولى الوزارة تهيئة الأراضي في المحافظات، ليتم توزيعها بين الفئات المذكورة في أعلاه".
استعدادات الوزارة
بعد تصويت مجلس الوزراء، وبتاريخ الخامس من كانون الثاني الماضي، أعلنت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، عن استعدادها لتخصيص وحدات سكنية لمنتسبي وزارة الدفاع ضمن مشروع المدن الجديدة، وذلك في إطار جهود الحكومة لتوفير السكن الملائم لمنتسبي المؤسسة العسكرية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الإعمار، المهندس نبيل الصفار، في تصريح للصحيفة الرسمية، تابعته شبكة انفوبلس، إن وزارتي الإعمار والدفاع ناقشتا تخصيص وحدات سكنية لمنتسبي وزارة الدفاع من ضباط بمختلف الرتب، وكذلك للمدنيين، في بغداد والمحافظات ضمن حصة الدولة بمشروع المدن الجديدة.
وأضاف الصفار، إن الوزارة ألزمت الشركات المنفذة للمشروعات بتخصيص نسبة تتراوح بين 10 و25% من الوحدات السكنية لصالح الفئات المستحقة.
وأوضح الصفار، إن المرحلة المقبلة ستتضمن المزيد من الاجتماعات بين الوزارتين لضمان سير الإجراءات الخاصة بتخصيص وتوزيع الوحدات السكنية بما يحقق توفير السكن المناسب لمنتسبي وزارة الدفاع، وذلك تقديراً لجهودهم في الدفاع عن البلاد.
أراض وليست وحدات سكنية
بعد الاستعدادات آنفة الذكر، أوضحت وزارة الإعمار والإسكان، أن الأراضي التي أعلنت وزارة الدفاع عن تخصيصها لمنتسبيها من الضباط والمراتب وذوي الشهداء، ستكون أراضي وليست وحدات سكنية.
وقال متحدث الوزارة الإعمار نبيل الصفار، إن "هذه الأراضي ستكون مخدومة بالخدمات الأساسية الأربعة، وذلك بموجب الاتفاق المبرم بين وزارة الدفاع ووزارة الإعمار والإسكان، والذي ينص على تسليم الأراضي إلى منتسبي وزارة الدفاع".
وأشار الصفار إلى أن "آلية تسليم الأراضي هي مسؤولية وزارة الدفاع، وهي الجهة المسؤولة عن تحديد آلية التوزيع".
وأضاف، إن "هذه الأراضي كانت مخصصة سابقاً لإنشاء مدن سكنية، وتم الاتفاق على أن تكون مخدومة بالخدمات الأساسية".
وأكد الصفار، إن "وزارة الدفاع هي من ستتعاقد مع المستثمرين أو المطورين لتزويد الأراضي بالخدمات اللازمة".
أرقام قطع الأراضي
توالى المشروع بالتقدم، حتى أعلنت وزارة الدفاع في الأسبوع الماضي، عن أرقام قطع الأراضي الخاصة بالضباط والمراتب والموظفين وذوي الشهداء في بغداد.
وذكرت الوزارة في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أنه "استكمالًا لحسم ملف توزيع مكرمة رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، من قطع الأراضي السكنية لمنتسبي وزارة الدفاع، وبمتابعة مباشرة ومستمرة من قبل وزير الدفاع، تعلن الوزارة عن أرقام القطع الخاصة بالضباط والمراتب والموظفين وذوي الشهداء في محافظة بغداد".
إطلاق الأعمال
بعد إطلاق أرقام قطع الأراضي لمنتسبي وزارة الدفاع، أطلق رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، الأعمال بمشروع تطوير مدينة الفرسان السكنية في منطقة النهروان بالعاصمة بغداد على مساحة 24197 دونماً، مشيراً إلى أن هذا المشروع سيوفر 110 آلاف وحدة سكنية.
وثمّن السوداني، في بيان ورد لشبكة انفوبلس، "جهود وزارة الدفاع وباقي الوزارات الساندة لإطلاق هذا المشروع"، مؤكداً أن العمل على "توفير قطع أراضٍ سكنية مخدومة في بقية المحافظات".
تخطيط وزارة الدفاع وتنفيذ المطور العقاري
وأضاف، إن "مشروع مدينة الفرسان، سينفذه المطور العقاري وبتخطيط وتنفيذ وزارة الدفاع، ودعم وزارة الإعمار والإسكان والبلديات والأشغال العامة، مع إلزام الشركة المطورة بالتنفيذ بكامل المواصفات، وتشييد جزء من الخدمات الأساسية كالمدارس والمراكز الصحية والدوائر الخدمية".
وأشار السوداني، إلى أن "المشروع يُعد أحد مسارات الحكومة لمعالجة أزمة السكن، ونموذجاً في المحافظات لشمول جميع منتسبي وضباط وقادة وزارة الدفاع"، مؤكدا أن "الحكومة غادرت مسألة توزيع الأراضي السكنية بدون خدمات للبنى التحتية، أو تصاميم تليق بالمدن الحديثة والمتطلبات المختلفة".
ولفت، إلى أن "المدن السكنية التي ستنفذ لأبناء القوّات المسلحة، ومنها مشروع مدينة الغزلاني في الموصل، ومدينة أخرى في البصرة، فضلاً عن وضع الحجر الأساس لمدينة 6 كانون في التاجي، لتغطية الاحتياجات من الوحدات السكنية للمواطنين والمنتسبين للأجهزة الأمنية".
كما تابع السوداني، قائلاً إن "منتسبي وزارة الدفاع دافعوا عن الوطن الكبير، وعلى الحكومة أن تقدم لهم وطناً صغيراً يتمثل بقطعة أرض سكنية وبخدماتٍ لائقة"، مبيناً أن "لدى الحكومة مدينة جديدة (مدينة الورد)، بمستوى محافظة جديدة، أحيلت الى المستثمر، وأكملت التعاقدات والتصميم الخاص بها وبدأ التنفيذ".
وبين السوداني، أن "أكثر من 110 آلاف وحدة سكنية ستنجز في مدينة الورد التي تبعد 3 كم عن مشروع مدينة الفرسان السكنية"، مضيفاً أن "هناك طريقاً قيد التنفيذ بطول 17كم، يربط وسط بغداد بالمدن السكنية الجديدة ويصل الى مدينة الورد".
وجدد السوداني، "الدعوة للقطاع الخاص ورجال الأعمال للمضي بتنفيذ المشاريع السكنية والمطوّر العقاري في بغداد والمحافظات، وستقدم الحكومة كل التسهيلات، داعياً القطاع الخاص إلى "إنشاء مصانع للمواد الانشائية أمام النهضة العمرانية الكبيرة في البلد، فما متوفر منها لا يغطي الحاجة الفعلية".
ونوه رئيس مجلس الوزراء، الى "تجاوز عدد الوحدات السكنية في المشاريع التي وقعتها الحكومة مليون وحدة"، مؤكداً أن "العراق أمام نهضة صناعية جديدة لنشوء مصانع وطنية تغطي احتياجات السوق والحكومة ملزمة بإيصال الخدمات الأساسية من شبكات مياه الصرف الصحي، والمياه الصالحة للشرب والكهرباء، والاتصالات، والطرق".
الأسعار وموعد الإنجاز
في النهاية، تقصت شبكة انفوبلس عن تفاصيل هذا المشروع – مدينة الفرسان – وأسعاره، وهل ستُسلم قطع الأراضي إلى المنتسبين ويتكفلون هم بالبناء أم ماذا.
وبهذا الصدد، تواصلت شبكة انفوبلس مع مصدر رفيع من داخل الوزارة، أكد لها، أن قطع الأراضي في مدينة الفرسان ستُسلم مجانا إلى المنتسبين، أما طريقة البناء فستكون واطئة الكلفة جدا".
وأوضح المصدر، أن "المنتسب أو الضابط سيدفع من 10 إلى 14 مليونا فقط من أجل بناء قطعة أرضه مع التأكيد بأن هذا المبلغ لا يؤخذ من المنتسب أو الضابط دفعة واحدة".
وعن آلية دفع هذا المبلغ لغرض البناء، أكد المصدر، أن مبالغ البناء آنفة الذكر ستُدفع على شكل دفعات شهرية مقسمة على 10 سنوات، حيث سيدفع المنتسب 190 ألف فقط كل شهر".
وعن موعد إنجاز هذا المشروع، بيّن المصدر، أنه من المؤمل أن يتم إنجاز "الوجبة الأولى" من مدينة الفرسان خلال عام واحد بعدها يتم تسليمها إلى المنتسبين الساكنين في العاصمة بغداد، فيما لفت إلى أنه سيكون هناك توزيع أيضا للساكنين في نينوى والبصرة بعد إكمال الإجراءات الرسمية.