من الركابي الى نبيل جاسم.. تاريخ الصراع على رئاسة شبكة الإعلام العراقي
انفوبلس/تقرير
شبكة الإعلام العراقي، هي مؤسسة إعلامية عراقية تابعة للدولة العراقية، ممولة من المال العام، وهي هيئة "مُستقلة" مرتبطة بمجلس النواب العراقي، أسست عام 2003. كانت مدعومة في بداية تأسيسها من قبل سلطة الائتلاف المؤقتة. تضم الشبكة الآن، فضائيتي "العراقية العامة" و"العراقية الإخبارية"، بالإضافة إلى صحيفة الصباح ومجلة الشبكة، وإذاعة جمهورية العراق، والقناة التركمانية، والقناة الرياضية، والقناة التعليمية ووكالة الانباء العراقية "واع" قبل أن يمر العراق بأزمة اقتصادية، كانت الشبكة تضم مؤسسات أكثر من المتوفر الآن، لكنها ألغت عددًا من هذه المؤسسات.
تعاقب على الشبكة منذ العام 2003 وحتى الآن، كل من أحمد الركابي، الذي يُدير إذاعة دجلة العراقية، وجلال الماشطة، الذي توفي في نيسان/أبريل عام 2016 وهو في منصب رئيس بعثة جامعة الدول العربية في موسكو، وحبيب الصدر، الذي عُين قبل سنوات سفيرًا للعراق في دولة الفاتيكان، وحسن الموسوي، وعبد الكريم السوداني، ومحمد عبد الجبار الشبوط، وعلي الشلاه، وهو نائب سابق عن ائتلاف دولة القانون ومجاهد أبو الهيل رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب حاليا وفضل فرج الله وصولا الى نبيل جاسم.
تاريخ رؤساء شبكة الاعلام العراقي
*عين رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي، حبيب الصدر مديرا عاما لشبكة الاعلام العراقي في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004.
*في (تشرين الاول 2011) أعلن مجلس امناء شبكة الإعلام العراقي، أن رئيس الوزراء نوري المالكي أنذاك وافق على تعيين محمد عبد الجبار الشبوط، الذي كان يرأس تحرير جريدة الصباح، بدلاً عن مدير الشبكة السابق للشبكة عبد الكريم السوداني.
*في شهر مارس 2014، قررت هيئة الامناء في شبكة الاعلام العراقي اقالة محمد عبد الجبار الشبوط من منصبه دون ذكر الاسباب وتعيين مجاهد ابو الهيل مديرا عاما للشبكة بالوكالة بدلاً عن عبد الجبار وثم عين علي الشلاه بعد ذلك.
*تولى مجاهد أبو الهيل إدارة الشبكة منذ 11 أيلول/سبتمبر 2017، وفق قرار صدر عن مجلس الأمناء، عقب استقالة الرئيس السابق علي شلاه.
*صدرت في 24 شباط 2019، وثيقة صادرة من مجلس امناء شبكة الاعلام العراقي تتضمن انهاء تكليف مجاهد ابو الهيل رئيسا لشبكة الاعلام واختيار فضل فرج الله رئيسا مؤقتاً للشبكة.
*وكان مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي، قد صوت في (5 تموز 2020) على تنصيب نبيل جاسم رئيساً للشبكة، بعد إقالة الرئيس السابق فضل فرج الله.
أبرز الصراعات على منصب شبكة الاعلام العراقي
فترة حبيب الصدر
وكان رئيس شبكة الاعلام العراقي حبيب الصدر قد امر بناء على تعليمات من مكتب الجعفري بالاستغناء عن خدمات الشبوط وتكليف نائبه جمعة الحلفي الشاعر والكاتب اليساري الذي كان لاجئا في سوريا برئاسة التحرير.
وقد شكا حبيب الصدر الذي اقيل بسبب قضايا فساد وعين من قبل حكومة اياد علاوي مديرا عاما لشبكة الاعلام العراقي من التدخلات والاملاءات التي تفرضها بعض الجهات المقربة من الجعفري لإجبار الشبكة على تبني خطاب سياسي واعلامي موالي للسلطات.
ويشتكي الصدر على الخصوص من تدخل جواد طالب المستشار الاعلامي للجعفري في برامج فضائية العراقية خلافا للمادة 66 من قانون هيئة الاعلام التي تمنع تدخل مجلس الوزراء في شؤونها حتى انه منع قبل ايام مقابلة اجرتها القناة مع رئيس الوزراء السابق اياد علاوي.
في 2014 شهدت شبكة الاعلام العراق صراعات وخلافات بين مسؤوليها انتهت بالإطاحة بعبد الجبار الشبوط، وتعيين مجاهد ابو الهيل مديرا عاما للشبكة بالوكالة بدلاً عنه.
فترة مجاهد أبو الهيل
تصاعدت حدة الأزمة داخل شبكة الإعلام العراقي في بداية 2019، لاسيما عقب إقالة رئيسها السابق "مجاهد أبو الهيل" المقرب من حزب الدعوة بشكل رسمي.
وقرر رئيس مجلس الأمناء في شبكة الإعلام العراقي "روميل موشي ايشو" آنذاك، إقالة رئيس شبكة الإعلام مجاهد أبو الهيل من منصبه بشكل رسمي، بعد أن أقاله المجلس مؤخرًا، وهو ما أشعل الصراع بين المجلس وأبو الهيل.
ودخل التيار الصدري على خط المنافسة لتعيين مقرب منه على رأسها أو على الأقل إبعاد حزب الدعوة آنذاك عن شبكة الاعلام العراقي.
بدوره قال مجاهد أبو الهيل في وقت سابق أن ما يحصل داخل الشبكة هو صراع على المناصب، مشيرًا إلى أنه "لما ترأس الشبكة كانت هناك ديون بحوالي 40 مليار دينار، نتيجة أخطاء سابقة لإدارات سابقة، قاموا بشراء مطبعة عملاقة هي الأكبر في الشرق الأوسط لكن مجلة الشبكة كانت تُطبع في شارع السعدون وسط بغداد، في مفارقة عجيبة".
فترة نبيل جاسم
*اصدرت محكمة القضاء الإداري، في شهر ايار من عام 2021، قرارا بأنهاء تكليف جاسم واعادة رئيس شبكة الاعلام العراقي السابق فضل فرج الله الى منصبه.
*وفي تاريخ 22-08-2021، نقضت محكمة القضاء الاداري في بغداد، قرارها السابق بإلغاء تعيين نبيل جاسم رئيسا لشبكة الاعلام العراقي.
وردَ القضاء العراقي، في يوم 24 من تشرين الأول (أكتوبر) عام 2021، قرارَ مجلس أمناء الشبكة بإقالةِ رئيسها نبيل جاسم، وتعيين الإعلامي كريم حمادي بدلاً عنهُ لمدةِ ثلاثةِ أشهر، بعد يومٍ واحدٍ من صدور قرار مجلس الأمناء بأنهاء تكليف نبيل جاسم، الأمر الذي أثارَ تساؤلاتٍ كثيرة حيالَ سرعةِ الرد القضائي، الذي عدهُ خبراء قانونيونَ "مسألةً طبيعية"، كما أنّ هناك الكثير من القضايا الشبيهةِ بها.
وفي تاريخ 2022/11/5، قررت المحكمة الإدارية العليا نقض الأمر الولائي الصادر من محكمة القضاء الإداري، الذي سمح ببقاء "نبيل جاسم " رئيساً لشبكة الإعلام العراقي وبذلك سيعود "فضل فرج الله" رئيساً لها".
*كشف رئيس مرصد حماية الصحفيين هادي جلو مرعي عن تعرضه للتهديد من قبل زوجة مسؤول في حكومة تصريف الاعمال (حكومة الكاظمي) بعد مطالبته للسوداني بإقالة رئيس شبكة الإعلام العراقي.
وشهدت شبكة الاعلام العراقي في وقت سابق، صراعات على رئاستها وعضوية مجلس الامناء بين الاحزاب المشاركة في السلطة.
في الشبكة، بحسب موظفين فيها، يوجد ما يقارب الـ 4500 موظفًا. هؤلاء يتوزعون على مؤسسات الشبكة في بغداد ومكاتبها في المحافظات العراقية الـ 18، بالإضافة إلى المكاتب الإقليمية والدولية. أيضًا، هناك مجلس في الشبكة يُسمى مجلس "الأمناء"، هؤلاء يصوت عليهم مجلس النواب بعد أن يُرشحوا للمنصب، وأغلبهم إن لم يكن جميعهم ينتمون لكتل سياسية عراقية. ويخضع المجلس للمحاصصة السياسية، مثل أية مؤسسة عراقية أخرى.
يعبر العراقيون عادة عن عدم رضاهم عن ما تقدمه شبكة الإعلام العراقي إذ بقيت لسنوات أشبه بمكتب إعلامي لرئاسة الحكومة
العراقيون يعتبرون شبكة الإعلام العراقي، مؤسسة يمكن من خلالها معرفة أخبار الحكومة العراقية، والقرارات التي تصدر عنها، لكنهم وبحسب ما يُكتب في المنصات الاجتماعية، يعبرون عن عدم رضاهم عن هذه المؤسسة. يُقال إن الشبكة تعاني من ترهل على مستوى الموارد البشرية، وهو ما يؤثر على صناعة محتوى إعلامي يخاطب المتلقي العراقي بطريقة تتناغم مع ما يعيشه من أوضاع خربة. لكن هذه المؤسسة بقيت طوال السنوات الماضية، أشبه بمكتب إعلامي لرئاسة الحكومة، وهو ما أسهم في خلق فجوة كبيرة بينها وبين المتلقي العراقي.
ويقترح عدد من الصحفيين، أن تعمل شبكة الإعلام العراقي على تجاوز الحدود العراقية، بما أنها تمثل رأي الدولة العراقية. لكن هناك سؤال يبقى في خضم التغيرات التي تشهدها شبكة الإعلام العراقي، هل سيتمكن أصحاب الكفاءة من كسب الصراع مع الكتل السياسية العراقية التي أخضعت المؤسسة للمحاصصة، وهل ستكون قادرة على تغيير محتوى الصحيفة الذي لم يتقبله جزء واسع من العراقيين.