من فضائح "القچقچي" مسعود بارزاني.. هكذا تأسس جرائم جهاز "الباراستن" بدعم الكيان الصهيوني.. انفوبلس تستعرض دوره في تصفية المعارضين ومن بينهم "شكيب عقراوي"
انفوبلس/ تقرير
واحدة من فضائح رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني "القچقچي" مسعود بارزاني، هي العلاقة "القوية" مع الكيان الصهيوني المجرم وتأسيس جهاز "الباراستن" المخابراتي بدعم من الصهيونية العالمية وبالتعاون مع العديد من الشخصيات التي سنذكرها في هذا التقرير.
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على جهاز "الباراستن" الذي تقوده الأسرة البارزانية، داخل إقليم كردستان وتاريخ العلاقة مع الكيان المجرم.
*هينمة العائلة البارزانية
في القرن العشرين دخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، تاريخ كردستان، كقوة سياسية وعسكرية في آن واحد تنادي بقيام دولة كردستان الكبرى، لكن سرعان ما هيمنت العائلة البارزانية وفرضت سيطرتها الكاملة على مقدرات الحزب.
وانتهج ملا مصطفى بارزاني دكتاتورية القائد الأوحد ومن بعده أبنائه، الذين ورثوا الحزب بما فيه، مما دفع العديد من الوطنيين الكرد إلى الانشقاق عن الحزب الديمقراطي وتأسيس أحزاب أخرى.
وبعد ذلك، تم تأسيس شبكة (باراستن) تحت سقف الحزب الديمقراطي الكردستاني، إذ عملت هذه الشبكة على مدِّ أذرعها الأخطبوطية إلى جميع أنحاء كردستان، ونشرت شبكة واسعة من العملاء.
ويعود تأسيس جهاز الباراستن الى عام 1967 وهو جهاز مخابراتي تم تأسيسه من قبل "الموساد" منذ دخوله مقر ملة مصطفى البارزاني في كَلالة وحاج عمران كما ذكره مسعود بارزاني في كتابه: البارزاني والحركة التحررية الكردية.
*تأسس بدعم من الكيان الصهيوني
جهاز (الباراستن) تدور حوله العديد من الأسئلة، عن ماهيَّته وأسباب تأسيسه ولخدمة مَن يعمل؟ وما علاقاته بالموساد الصهيوني، وكذلك بالولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، وغيرها من الجهات؟.
وحول هذا الأمر، أكد المحلل السياسي هيثم الخزعلي، أن جهاز الباراستن الذي تقوده الأُسرة البارزانية، أُسِّس بدعم من الكيان الصهيوني داخل إقليم كردستان.
وقال الخزعلي، إن "جهاز الباراستن الكردستاني هو إحدى الأدوات التي أسستها الصهيونية العالمية في إقليم كردستان، هدفه بث النزعة الشوفينية العنصرية والابتعاد عن الدين الحقيقي للشعب الكردي المسلم".
وأضاف، إن "معظم المخططات التي يقوم بها الجهاز في الإقليم يمكن مواجهتها ببث الوعي الديني وكشف حقيقة أهدافه الصهيونية، مشيرا الى، أنه "رغم عمل الجهاز داخل الإقليم منذ عقود من الزمن إلا أنه فشل في تحقيق مآربه، لكنه مازال يشكل خطرا على وحدة العراق واستقرار المنطقة".
*كيف بدأت قصة جهاز الباراستن؟
وبدأت قصة الباراستن بذهاب الكاتب الكردي المعروف شكيب عقراوي، وعزيز عقراوي ومحمد هرسن إلى الكيان الصهيوني، بتكليف من قبل عائلة بارزاني.
وكان شكيب عقراوي مسؤولاً عن جهاز الاستخبارات وحلقة وصل بين الكيان الصهيوني والعائلة البارزانية، حتى وفاته.
فيما كلف ملا مصطفى ابنه إدريس بالأعمال العسكرية والمالية، وعيَّن ابنه مسعود مسؤولاً عن الأمن، وكان محمد هرسن يعمل بتعليمات مسعود بارزاني إلى حين قيام حركة 11 آذار عام 1975.
يقول شلومو نكديمون، المستشار في الكيان الصهيوني، الذي كان موجوداً في كردستان العراق آنذاك، "من أجل جمع المعلومات عن العراق وإرسالها إلى السافاك والموساد، فقد رأى جهاز المخابرات الموساد والسافاك حاجة ماسَّة إلى تأسيس جهاز مخابرات للعائلة البارزانية".
ويتبين من خلال ما مَر، أن جهاز المخابرات (الباراستن) أنشأته كلٌّ من الموساد والسافاك، كما أن عائلة بارزاني لا تخفي علاقاتها مع الكيان الصهيوني، حيث زار ملا مصطفى بارزاني، الكيان الصهيوني عام 1968، واجتمع مع القيادات السياسية والعسكرية والأمنية، ونتج عن هذه الزيارة الحصول على الدعم العسكري والأمني.
وهذه الزيارة، تبعتها زيارة أخرى كان أبطالها مسعود بارزاني وعزيز عقراوي وطاهر علي ولي، وشكيب عقراوي، ومحمد هرسن وغيرهم لتعلُّم فنون الاستخبارات وطرائق تتبع المعلومات.
وتطورت العلاقة بين "إسرائيل" والعائلة البارزانية في هذه الزيارة إلى مستوى متقدم، واستمرت حتى انهيار الثورة.
النائب السابق محمود عثمان وخلال لقاء صحفي، يذكر بوضوح بعض الأحداث التي مرَّت بين عامي 1965-1975 ، قائلاً: افتُتحت أربع دورات كبيرة من قبل الموساد لتهيئة كوادر جهاز الباراستن، وبعدها فُتحت عدة دورات قصيرة وصغيرة.
وأكد، "ازدياد نشاط الموساد فعالياته الاستخباراتية في هذه المنطقة، مشيرا الى، بدء أولى دورات الباراستن في منطقة ﭼومان، حيث تم فرز الأعضاء على فروع المناطق".
وبيَّن، "إن الذين انضموا إلى تلك الدورات هم (غازي أتروشي وكريم سنجار ويونس روجبياني وجوهر نامق وآزاد محمد ونجيب برواري ومحمد أمين عقراوي وفرانسو حريري وتحسين أتروشي وفلكدين كاكاي) وغيرهم".
كانت وحدات الباراستن موجودة في كل أفرع الحزب الديمقراطي الكردستاني التنظيمية، ومسؤول جهاز الاستخبارات عضو أساسي في لجان الفروع الحزبية للمناطق، وكل رؤساء وأقسام وشُعَب الباراستن من الكوادر النشطة والمهمة، والمسؤولية المباشرة يتولاها أحد الأشخاص من العائلة البارزانية.
المشرف على الجهاز هو مسعود البارزاني نفسه الذي ذهب إلى (إسرائيل) في عدة دورات تدريبية، كما ذهب إليها أيضا عزيز عقراوي الذي أصبح وزيرا في الحكومة العراقية عام 1970 بعد اتفاقية آذار.
وكان جهاز (الباراستن) في البداية بسيطاً في الشكل والتنظيم ولكنه استطاع جمع معلومات مهمة عن الجيش العراقي وخططه قبل عام 1970، حيث قام هذا الجهاز بعدة عمليات، حيث تمكن من إصابة مدير أمن أربيل عن طريق تفجير قنبلة، كما قام بعدة عمليات إرهابية يذكرها فاضل البراك في كتابه (البارزاني بين الأسطورة والحقيقة).
*تصفية المعارضين
ومن الأسماء المعروفة التي تم تصفيتها من قبل الباراستن، شكيب عقراوي الذي دَسَّ إليه السُّم في أمريكا، وريناس وهو أحد الأعضاء، الذي قُتل في منطقة بهدينان، وكان هذا الشخص مسؤولاً عن كادحي كردستان.
وكذلك أبو نتر خرستياني من مانكيش الذي يُعد أحد ضحايا الباراستن، حيث كان مسؤولاً عن لجنة دهوك للحزب الشيوعي الكردستاني.
وكان فرانسو شابو مهندساً وعضواً في البرلمان الكردستاني من قائمة الآشوريين وعلي كوخي، وغازي أتروشي الذي كان قيادياً نشطاً في مركز الاستخبارات فرع دهوك ويعرف أسرار الشخصيات المرتبطة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الذين كانوا يعملون لصالح جهاز أمن النظام كل هؤلاء تمت تصفيتهم من قبل جهاز الباراستن.
وحاليا يقوم هذا الجهاز بنفس مهامه القمعية الدموية مع أبناء شعب كردستان، حيث عمل على تصفية المعارضية، والمتذمرين من سلوك العائلة البارزانية المالكة.
ومؤخرا، عادت نصيف لتبين أن جهاز مخابرات الحزب الديمقراطي يجنّد "مرتزقة" لاستهداف النواب ببغداد والمحافظات.
وذكرت نصيف في تغريدة على تويتر، أن "جهاز (الباراستن) يجنّد مرتزقة في بغداد والمحافظات تحت يافطة (صحفيين) لاستهداف النواب الوطنيين من أجل إسكاتهم، لكن وعي الجمهور أكبر من مؤامراتهم".
وأضافت نصيف، "السؤال هو: لماذا يستهدفون هؤلاء النواب تحديداً؟ ما هي آخر خطط الانفصاليين الذين أسسوا إمارتهم بالظلم بعد أن احتلوا المدن (الآشورية)؟".