نزاع عشائري يزامن الأربعين.. صراع بين أقرباء كاد أن يعكر صفو الزيارة.. قتيل وجرحى وعشرات المعتقلين في النجف الأشرف
انفوبلس..
نزاع عشائري في ثاني أهم محافظة من المحافظات المتأثرة سنوياً بالزيارة الأربعينية كاد أن يعكر صفو الزيارة لولا التدخل السريع للقوات الأمنية وفرض سيطرتها على الأحداث التي جرت في منطقة "الزركة" بمحافظة النجف الأشرف، فماذا حدث؟ وكيف انتهت الأزمة؟
يوم الأربعاء الماضي، سجلت حادثة النزاع العشائري في منطقة الزركة بمحافظة النجف الأشرف خلال أيام زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، خرقاً غير متوقع للأمن في هذه المحافظة، التي عُرفت بالهدوء المطلق في أيام المناسبات الدينية، نظراً لما تتمتع به هذه المحافظة من قدسية كبيرة لدى المسلمين. نزاع عشائري استُخدمت فيه أنواع مختلفة من الأسلحة، أسفر عن وقوع إصابات، تفاوتت الأنباء عن الضحايا، فمنهم من تحدث عن انحسار الاصابات بين صفوف العراقيين فقط، ومنهم من ادعى حصول إصابات بصفوف زوار إيرانيين.
ويوم الخميس، أعلنت وزارة الداخلية، اعتقال 53 متهما من طرفي مشاجرة شهدتها منطقة الزركة في محافظة النجف.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن "قوة مشتركة من فرقة الرد السريع وشرطة محافظة النجف الأشرف ألقت القبض على 53 متهما في أعقاب المشاجرة التي وقعت في منطقة الزركة شمالي قضاء الكوفة"، مضيفة، أنه "تم ضبط أسلحة واعتدة خلال العملية، وأن البحث لا يزال مستمرا للقبض على جميع المتورطين في الحادث".
وفي السياق ذاته، أعلنت قيادة شرطة النجف، مساء الأربعاء، عن مقتل شخص واحد واعتقال خمسة متهمين آخرين على خلفية المشاجرة المسلحة في منطقة الزركة.
وأفادت القيادة في بيان، أنها "فرضت السيطرة على موقع المشاجرة التي وقعت في المنطقة شمالي قضاء الكوفة".
وأكد قائد شرطة محافظة النجف، اللواء علاء جابر هاشم، أنه "تم القبض على خمسة متهمين في المشاجرة التي أدت إلى مقتل شخص"، مضيفا، أن "الأجهزة الأمنية لن تتهاون مع المتهمين في هذا الحادث وستسعى لتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل".
مدير إعلام محافظة النجف أحمد الفتلاوي قال، الجمعة، إن "نزاعاً عشائرياً بين أفراد نفس العشيرة حصل في منطقة الزركة، لكن القوات الأمنية في محافظة النجف تدخلت مباشرة لفك النزاع الحاصل".
وأوضح الفتلاوي أن "القوات الامنية اعتقلت نحو 70 شخصاً من داخل المنطقة، ممن تسببوا بهذه الأحداث، وأحالتهم للقضاء، كما تمت مصادرة كافة الأسلحة المستخدمة في هذا النزاع".
وبشأن الإصابات الحاصلة، ذكر الفتلاوي أنه "حصلت 7 إصابات في هذا النزاع"، مؤكداً: "نحن مع قوة القانون، وسيتم اتخاذ الاجراءات القانونية بحق هؤلاء".
الفتلاوي دعا "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزارة الداخلية الى اتخاذ القرار القوي، ليكون السلاح بيد الدولة فقط، ومصادرة الأسلحة غير المرخصة وبكل أنواعها".
ولفت الى أن "هكذا نزاعات لا تحدث فقط في محافظة النجف، وإنما في العديد من المحافظات، ويذهب ضحيتها الكثير من الناس"، معرباً عن أمله في أن "يكون حصر السلاح بيد الدولة فقط، وتطبيق هذا القانون على الجميع دون استثناء".
ونفى الفتلاوي أن يكون سبب النزاع ما يتعلق بأرض موكب أو حسينية، "بل خلاف بين نفس العشيرة حسبما وصلتنا من معلومات".
قبل ذلك، ظهر في مقطع فيديو عدد من الأشخاص المسلحين في محافظة النجف، يتوسطهم شخص من عشيرة الجبور، توعد بعد مقتل أخيه، على يد عشيرة البوعامر، بأنهم سيثأرون من "الجناة" بعد انتهاء زيارة الأربعينية.
وفي يوم الجمعة، أعلنت قيادة شرطة محافظة النجف، القبض على المتهم الرئيسي في حادث مشاجرة الزركة.
وقالت القيادة في بيان، إنه "وفقاً لمعلومات وجهد استخباري مكثف، تمكنت قوة ضمن قيادة شرطة محافظة النجف الأشرف من إلقاء القبض على المتهم الرئيسي في حادث مقتل أحد الأشخاص بمنطقة الزركة شمالي المحافظة".
وأضافت، إنه "تم التوصل إليه من خلال عملية أمنية اتسمت بعمل شرطوي مكثف ضمن قاطع المسؤولية، إذ اتخذت بحقه الإجراءات القانونية اللازمة لإكمال أوراقه التحقيقية".
وتعليقاً على ذلك، قال المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي، إن "القوات الأمنية تتعامل وفق القانون ووفق توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، التي تؤكد على ضرورة المحافظة على خصوصية زيارة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام)، ولن نسمح بأن تكون هناك إساءة لهذه الزيارة"، مبيناً أن "القطعات الأمنية والعسكرية موجودة للتعامل مع حدوث أي خرق للقانون".
وأوضح الخفاجي، أن "ما حصل في النجف هو خرق للقانون وتم التعامل معه وفق القانون، وتم اعتقال عدد من المطلوبين وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم".
وأضاف، إن "وجود القوات الأمنية وانتشارها وجهدها الاستخباري والأمني وإمكانياتها وقدراتها أكبر من أن تؤثر هكذا أحداث على زيارة الأربعين".