هروب صاحب مؤسسة النهار إلى السويد بعد صدور أمر قبض بحقه بتهمة خطف شخصين

انفوبلس..
كشفت مصادر خاصة داخل الأجهزة الأمنية العراقية أن رئيس مؤسسة النهار ومدير جريدتها الصحفي "حسن جمعة" هرب في الأيام الأخيرة إلى السويد التي يحمل جنسيتها خوفاً من تنفيذ أمر قبض صادر بحقه.
المصادر ذكرت لـ"INFOPLUS" أن جمعة متهم بجريمة خطف شخصين وطلب فدية مالية مقابل تحريرهما، ولكن القوات الأمنية تمكنت من تحريرهما وأخذت الجريمة سياق عشائري فيما بعد.
أحد المخطوفين أخذت عشيرته "فصل" من حسن جمعة وعشيرته مقابل التنازل، فيما رفضت الأخرى الفصل وتركت القضية بيد القوات الأمنية والقضاء الذي أصدر بدوره أمر قبض بحق المتهم ومجموعته، لكنه تمكن من الهروب خارج العراق إلى السويد قبل تمكن القوات الأمنية من تنفيذه.
وأضافت المصادر، أن جريمة الخطف حدثت خلال الثلث الأول من العام الحالي، وهي جزء بسيط من تاريخ حسن جمعة المعروف بمشاكساته واتساع دائرة علاقاته ونفوذه لدى بعض مفاصل السلطة في العراق، وخصوصاً خلال حقبة تولي مصطفى الكاظمي للسلطة.
في عام 2021، حدثت جريمة خطف غامضة في بغداد لناشط مدني كردي يدعى "بختيار إبراهيم" يحمل الجنسية الألمانية كان قادما من إسطنبول لتوقيع عقد عمل في العاصمة العراقية.
شقيق الناشط المدني، ذكر حينها أنه كان لدى شقيقه مقابلة مع تلفزيون النهار في شهر كانون الثاني 2021، والتقى مدير القناة حسن جمعة وشخصاً آخر يُدعى "علاء الدين الزبيدي" في ألمانيا، تحدّثوا خلال اللقاء مع شقيقه المختطف في عدّة محاور، وتطرق في حديثه إلى حياته الشخصية.
في حزيران 2021 ذهب بختيار إبراهيم إلى إسطنبول لحضور معرض دولي مشترك لغرف تجارة العراق وإقليم كردستان وتركيا، وكان جمعة والزبيدي هناك، حيث بقوا في إسطنبول لمدة شهر، وبعد ذلك توجهوا إلى أربيل، وفقاً لشقيقه الذي يسرد التفاصيل خلال البرنامج.
وأضاف، أنه "كانت هناك مفاوضات بين أخي ومدير قناة النهار لافتتاح فرع للقناة في إسطنبول، على أن يتسلّم أخي الإشراف عليها وإدارتها، وبعد ذلك تم عرض منصب وزاري عليه في بغداد، ولم يتم التوقيع على العقود في إسطنبول، فطُلب منه الحضور إلى بغداد لتوقيعه".
وأكد شقيق بختيار، أن الأخير اتصل به وأخبره بأنه حجز للذهاب إلى بغداد في 4 آب 2021، وبعد وصوله إلى بغداد أرسل له صوراً تجمعه بحسن جمعة في المطار، مضيفاً أنه نزل بعد وصوله إلى العاصمة في فندق بغداد بساحة التحرير وحجز هناك لتاريخ 12 آب، وفي اليوم الذي يليه (13 آب) كان في منزل حسن جمعة وأرسل مقطعاً مصوراً له وصوراً من هناك.
ويضيف بالقول: "كانت آخر رسالة تسلمتها منه قبل لقائه مع مستشار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وبعض الأشخاص، من بينهم وائل العلامي وأحمد العلامي وآخرون لا أذكر أسماءهم، وكان معهم حسن جمعة". وفقا لشقيق بختيار، الذي أضاف، إنه "وبحسب ما قاله جمعة فإنه بعد انتهائهم من الاجتماع اعترضتهم 3 سيارات، وغضب أخي منهم وأخبرهم أنهم دبلوماسيون ولا يحق لهؤلاء الأشخاص إيقافهم، لكنهم غضبوا منه وقاموا بأخذه وتهديد حسن جمعة بالقتل في حال عدم مغادرته العراق".
ويضيف أيضا: إنه "وبعد إجراء البحث والتحقيق في الحادثة ظهر أن عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي اختطفت بختيار إبراهيم، وأظهر حسن جمعة استعداده لتقديم كل أنواع المساعدة لتحريره، لكن كل ذلك حتى الآن مجرد كلام".
شقيق الناشط الكردي المخطوف، أوضح أن شقيقه كان في الأيام الأخيرة من فقدانه، أي في 8-9 آب، يشعر بالخوف أثناء إقامته في الفندق ويشعر بأنه مراقَب، وكان من المقرر نقله إلى المنطقة الخضراء بسبب استباب الأمن فيها، لكن تم تأجيل العملية لعدة مرات حتى اختفائه.
وأشار إلى، أنه "اتصل بالفندق وأن إدارة الفندق أكدت أنه كان يظهر على الناشط خوف واضح، وكان يشعر بمراقبته، لذلك فضل ترك المكان"، مردفاً أن أخيه "أقام في سنوات سابقة في العاصمة بغداد لغرض الدراسة الجامعية، ودرس اللغة الروسية في كلية الآداب هناك".
وذكر ذوو المفقود أنهم حاولوا بشكل شخصي تحرير شقيقهم بالسبل القانونية ولجأوا إلى محامي، لكن الأخير رفض تولي القضية، دون ذكر الأسباب، مضيفاً: "قمتُ بالاتصال به مرة أخرى وأصرّيت على معرفة السبب، فعلمت أنه تعرّض للتهديد بالقتل في حال استمراره بالقضية".
وأشار إلى أن "حسن جمعة تعرض إلى التهديد عقب اختطاف بختيار، وغادر إلى إسطنبول. وبعد أيام اتصلتُ به فأخبرني أنه ذهب إلى لبنان لمحاولة التفاوض مع الجهة المختطفة، لكن الجهة المختطفة لا تتواصل مع أحد ولا تقوم بتشكيل ارتباط مباشر مع أحد".
بعدها عاد حسن جمعة إلى العراق ولا أحد يعرف كيف تمت تسوية الأمر، وفقاً لشقيق بختيار إبراهيم.
القصة المروية على لسان شقيق الناشط المختطف ناقصة التفاصيل بحسب مصادر خاصة، حيث أكدت أن تمثيلية جريمة الخطف كانت بترتيب وتخطيط حسن جمعة نفسه ليتمكن بواسطتها من ضرب عصفورين بحجر واحد، فهو من جهة يحقق ما كان يهدف إليه من عملية الاختطاف، ومن جهة أخرى يُشيع اتهاماً مزيفاً ضد عصائب أهل الحق بتنفيذ تلك الجريمة.
المصادر تشير إلى أن مغادرة جمعة وعودته إلى العراق تؤكد عدم وجود أي تهديدات كما كان يدّعي عند حديثه مثل شقيق المخطوف، وأنه كان يتحرك بحرية كبيرة خلال حقبة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي.
وفي العام ذاته، تحدثت مؤسسة النهار برئاسة حسن جمعة عن جريمة خطف بحق مدير وكالة "سنا" الإخبارية التابعة لها الصحفي علي عبد الزهرة والذي اختفى بظروف غامضة بحسب ادعاء المؤسسة.
بعدها بيومين، عاد عبد الزهرة إلى منزله في مدينة الصدر دون الإفصاح عن سبب الخطف أو الجهات الخاطفة أو أية معلومات أخرى، الأمر الذي أثار الريبة بشكل كبير حينها، وذكرته المصادر الخاصة على أنها جريمة ليست حقيقة، افتعلتها مؤسسة النهار ومديرها لتمرير أجندة معينة والادعاء أمام الرأي العام بأنها مستهدفة.