هيثم المنصوري يقود احتجاجات شمال البصرة.. مَن هو؟ وهل يغلق حقل القرنة؟
ما قصة جامعة الشمال التي يطالب بها
هيثم المنصوري يقود احتجاجات شمال البصرة.. مَن هو؟ وهل يغلق حقل القرنة؟
انفوبلس/..
منذ أكثر من شهر يشهد قضاء الصادق الواقع في شمال محافظة البصرة، غلياناً شعبياً نتيجة سوء الخدمات وسط مطالبات بإقالة قائممقام القضاء، ليبرز من رحم تلك المعاناة "هيثم المنصوري" قائداً للاحتجاج ويصدر بين الفينة والأخرى توجيهات للمحتجين كان من بينها التظاهر أمام حقل القرنة والتهديد بإغلاقه؛ وسط مطالبته المستمرة بإنشاء "جامعة شمال البصرة".
*من هو هيثم المنصوري؟
برز هيثم المنصوري وهو رجل دين معمم، في احتجاجات قضاء الصادق في محافظة البصرة، وصار قائداً لهذا الاحتجاج الشعبي.
*البداية
في 9 آذار 2024، نشر المنصوري منشوراً على فيسبوك، جاء في نصه، "إلى أهالي شمال البصرة الكرام عموماً وقضاء الصادق خصوصاً: في الوقت الذي تُعد منطقتكم إحدى أغنى مناطق العالم بما حباها الله من كنوز ثمينة، حيث تعوم على بحرٍ من الذهب الأسود. فهي الرئة التي يتنفس بها اقتصاد العراق. وفي الوقت الذي يتقاسم ريع مواردها الفاسدون والسارقون والغرباء، تعاني هي التهميش والخذلان والحرمان في كل مجالات الحياة، وأنتم تدعون فلا يجيبكم أحد، وتبثون شكواكم وليس لكم سند، لأن المحافظ لا يعدكم من أهله، ولا يحسبكم من بصرته، ولأن أغلب المسؤولين المحليين لا يحسنون إلّا الجلوس على كراسي الإدارة، والرضا بالإمارة ولو على الحجارة".
وأضاف، "فيا أيها الغيارى، عهدنا بكم أنكم لا تبيتون على الذل، ولا تقبلون بخسيس العيش الذي يتصدقون به عليكم من خيراتكم، فأوصلوا صوتكم -غداً - إلى مسمع رئيس الوزراء الذي سيحل في ناديكم، ولا تسمحوا لأحد أن يحول بينكم وبين ذلك، وسنكون معكم إن شاء الله.
ووجه دعوة، "إلى طلائع المجتمع من رجال دين وشيوخ عشائر وأكاديميين، إلى الشباب الغيارى كافة، أنتم مدعوون للحضور لملتقى تشاوري في هذه الليلة بمسجد الإمام علي- قرب بيت الحاج علي رباط".
*رفض القائممقامية
وفي 16 آذار الماضي، عاد المنصوري، وكتب في فيسبوك، "إلى نخب وشباب قضاء الصادق، لنقف وقفة رجل واحد لرفض أي مرشح لمنصب قائم مقام تفرضه الجهات الحزبية أو الاجتماعية المتنفذة أداةً طيعةً لها في تنفيذ مآربها. ينبغي أن يكون القائم مقام الجديد منبثقاً من إرادة الجماهير ونخبها الواعية المخلصة التي تحسن تشخيص الرجل المناسب لهذا الموقع".
ثم عاد بعد ثلاثة أيام وكتب: " والله لن نسمح أن تطول معاناة أولادنا إلى أكثر من هذا الحد وهم يعومون على بحر من النفط ولا نكون شهود زور على مستقبلهم البائس. الحراك الجماهري الجارف قادم قريباً في قضاء الإمام الصادق لكي توضع الأمور في نصابها الصحيح إن شاء الله تعالى".
*في 2 نيسان الجاري، بدأ المنصوري يطرح نفسه على أنه "من الهيئة التنسيقية للحراك الشعبي في قضاء الصادق".
وكتب في ذلك اليوم: "يا جماهير قضاء الصادق المظلومين إنّ من بيدهم السلطة والقرار يرون نفطكم وهو في ظلمات تخوم الأرض العميقة، لكنهم لا يرونكم وانتم على وجه الأرض، قد أعمت أعينهم روح التعالي عليكم، وأنتم تفتك بكم الأمراض، وتستنشقون سموم ذلك النفط، الذي تحيط بكم حقوله من كل الجهات، فالغنم لغيركم والغرم عليكم، وأنتم تستغيثون فلا تُغاثون، وقد طال الانتظار كثيراً وانسدت جميع السبل لتغيير الأحوال، ولم يبق أمامنا سوى سبيل الاحتجاج وإعلاء الصوت لعلّهم يسمعون".
وتابع في وقتها: "إنّ يوم السبت القادم 6/ 4 / 2024 في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر موعدنا لتظاهرة شعبية عارمة، لعلها تهز وجدان المتكبرين عليكم والمستخفين بكم، فاسعوا إليها راجلين وراكبين، ولا يثنيكم المنتفعون والمتخاذلون والمثبطون فالحقوق تؤخذ ولا تُعطى، ومن الله العون والتوفيق".
وفي 8 نيسان، قال المنصوري: "امتثالاً لطلبات الكثير من أبناء قضاء الصادق الغيارى في أن تكون التظاهرة في يوم الدوام الرسمي فقد تقرر أن تكون التظاهرة يوم الأحد 21 / 4 / 2024 أمام بوابة المحطة النفطية الثامنة وقد تتحول إلى اعتصام مفتوح".
*مطلب جامعة البصرة
دائماً ما كرر المنصوري، مطالبته بإنشاء جامعة "شمال البصرة" وعزا ذلك إلى "الاستحقاق".
وقال المنصوري في منشور على فيسبوك، "إنشاء جامعة في شمال البصرة مطلب واستحقاق لا مجال لغض الطرف أو التنازل عنه ولا يهمنا موقع الجامعة سواء كان في الصادق أو القرنة أو المدينة".
وأضاف، "جامعة شمال البصرة حلمنا بل استحقاقنا".
*هل يغلق حقل القرنة؟
هدد اهالي قضاء الصادق بمحافظة البصرة، بإغلاق حقل غرب القرنة 1، احتجاجاً على عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين.
وذكر مصدر محلي في البصرة، أن “الآلاف من المواطنين خرجوا بتظاهرات احتجاجية تحولت فيما بعد إلى اعتصامات ونصب للخيام، طالبوا فيها الحكومة المحلية بضرورة توفير الخدمات الاساسية وفرص العمل لشباب القضاء”، لافتاً الى أن “المحتجين، هددوا بإغلاق حقل غرب القرنة 1، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، ملوحة بالتصعيد وإغلاق الحقل في حال تجاهل المطالب”.
وأضاف المصدر، أن “حالة من النفير العام يشهدها القضاء، بعد خروج العشائر وأفرادها بتظاهرات كبيرة، بالقرب من بوابات النفط للمطالبة بحقوقهم”، مشيراً الى أن “المحتجين، طالبو ايضاً بإبعاد العمالة الاجنبية عن الحقول النفطية وإحلال المحلية بدلا عنها”.
يذكر، أن حقل غرب القرنة 1 ينتج يوميا ما يقارب 650 الف برميل يوميا من اجمالي نفط محافظة البصرة.
*التظاهرات
ويعيش قضاء الصادق الواقع في محافظة البصرة، منذ اسابيع، احتجاجات متواصلة وسط تهديدات وتحذيرات إلى الحكومتين المركزية والمحلية بالتصعيد ما لم يتم تنفيذ مطالبهم التي يتصدر فيها ملف الخدمات وإقالة قائممقام القضاء.
ومنذ بداية الشهر الجاري (نيسان 2024)، نظَّم أهالي قضاء الصادق شمال محافظة البصرة تظاهرة حاشدة للمطالبة بالخدمات.
وقالت وسائل إعلام بصرية، نقلاً عن متظاهرين، إن قضاء الصادق مهمَّش ومظلوم وميت بعيون المسؤولين وتنقصه العديد من الخدمات، وكأنما الحكومة في سُبات عنهم، على حد وصفهم.
وبحسب وسائل الإعلام تلك، فإن أهالي قضاء الصادق الذي يبلغ عدد سُّكناه (140) ألف نسمة نظموا أول تظاهرة تمهيدية سلمية للمطالبة بإقالة قائممقام القضاء، واختيار بديل عنه وتحسين الخدمات لمناطقهم؛ نتيجة الظلم والتهميش والإقصاء الحكومي.
وأشار صالح المنصوري، وهو خطيب حسيني وأحد مواطني القضاء، إلى أنه لا أحد من المسؤولين في المحافظة يستمع إليهم ويلتفت لقضائهم الغني بالثروة النفطية لتقديم أبسط الخدمات، لافتا إلى أنهم يريدون إيصال أصواتهم لذوي الشأن من خلال هذه التظاهرة التي إن لم تتم الاستجابة من خلالها لمطالبهم فإنهم يلوحون إلى خطوات تصعيدية أخرى.
وقال عدد من المتظاهرين إن أبرز المطالب هي إبعاد القائممقام الحالي عن مسؤولية إدارة القضاء، وتوفير الخدمات التي وصفوها بالمعدومة في القضاء ، من بنى تحتية تشمل مشاريع الماء والمجاري والكهرباء والإكساء.
وشددوا على أنه خلاف ذلك إن لم تستجب الحكومة المحلية لمطالبهم سوف تستمر التظاهرات إلى ما لا يُحمد عقباها؛ وتكون قرارات صارمة من قبل أهالي القضاء.
*إغلاق مبنى القائممقامية والطريق المؤدي للحقول النفطية
ويوم أمس الأحد، أقدم المئات من أهالي قضاء الصادق على إغلاق مبنى القائممقامية وطريق الحقول النفطية في القضاء احتجاجا على عدم تنفيذ مطالبهم التي قدموها سابقاً.
وطالب المتظاهرون، بإقالة قائمقام قضاء الصادق ياسين البطاط.
كما حدث في وقت سابق، تدافع بين القوات الأمنية والمتظاهرين من أهالي قضاء الصادق أمام حقل غرب القرنة شمالي البصرة.
ويعتبر قضاء الصادق من أهم الأقضية في خارطة البترول الذي يعاني سكانه من عدم توفير فرص عمل لهم وإصابات كثيرة بالأمراض السرطانية على الرغم من مناشدات سابقة لكنها جُوبِهت بالتسويف والمماطلة
*مُهلة أخيرة
وفي كلمة خلال التظاهرة، أكد أحد الممثلين للمتظاهرين، أنه "اذا لم يُلبَّ نداؤنا ولم يستجيبوا لمطلبنا الأساس بتشكيل خلية أزمة في القضاء الى الاربعاء (اليوم) كحد أقصى فسنَملأ الشوارع بالمتظاهرين وسيكون التصعيد أكثر وأكبر".
وبين، أن "مطالب المتظاهرين تتمثل بتشكيل خلية ازمة للوقوف على سوء الخدمات وتوفير فرص عمل والقضاء على التلوث الذي يصيب أبناء القضاء جراء الشركات النفطية".
ووجه رسالة للقوات الأمنية، بالقول: "نحن معكم ولا نريد أن نحرجكم لكن نريد رسالتنا أن تصل"، مردفاً: "اليوم الكلمة لي لكن يوم الأربعاء ستكون الكلمة للجماهير الغاضبة".
في السياق ذاته، أيد شيوخ ووجهاء قضاء الصادق، اعتصام أبنائهم، كما أعلنوا بشكل واضح وصريح دعم مطالبهم.
وقال أحد الوجهاء، "نعلن دعمنا ومساندتنا للحراك الشعبي المستقل وتأييدنا للمطالب المشروعة حيث نطالب الحكومة المركزية الاتحادية بتشكيل خلية أزمة لإيجاد الحلول السريعة والجذرية لما يعانيه القضاء من سوء الخدمات وتلوث من الصناعات النفطية وبطالة لأبنائه ونحن نقول كما قال امير المؤمنين كونوا للظالمين خصما وللمظلوم عونا".
وأضاف: "قد صبرنا في كافة المناطق التابعة للقضاء لكن صبرنا نفذ.. نرى ثرواتنا نهبت لذلك نوصي اخوتنا من أبناء الحشد وعلى رأسهم قادتهم والاعيان وأبناء العشائر بالوقوف هنا مع إخوانهم".
وتابع: "نساند المعتصمين وأينما أرادوا فنحن حاضرون ونطلب من الجميع الوقفة الواحدة والشعور بالمسؤولية ونطلب من الغيارى مطالبة الحكومة المركزية بتنفيذ مطالبنا المشروعة إذ لا مدارس ولا صناعة محلية ولا مستشفيات ولا مشروع يخدم القضاء بصورة عامة لذلك نحن مع الحراك في كافة اجراءاته بشرط ان تكون سليمة ولا تمس كرامة المجتمع".