وثائق جديدة تُدين زعامات الأنبار بـ"التهام" تعويضات المزارعين وقروضهم.. أبو ريشة وعلي حاتم السليمان وإبراهيم العوسج في مرمى النزاهة
انفوبلس/ تقارير
عادت قضية تعويضات المزارعين وقروضهم في محافظة الأنبار إلى الواجهة مجدداً، بعد كشف ملفات فساد كبيرة تخص هذا الملف ومشاريع وهمية بملايين الدولارات اتضح أن عرّابيها هم كل من أحمد أبو ريشة ورئيس البرلمان المخلوع محمد الحلبوسي وعلي حاتم السليمان وقائم مقام الرمادي إبراهيم العوسج. فكيف تصالحوا هؤلاء؟ وما قصة الـ30 ملياراً التي دفعها الحلبوسي لهم؟ انفوبلس سلطت الضوء على الموضوع وأعدَّت تقريرا مفصلا عن هذا الملف وأسماء الشركات الوهمية التابعة لكل شخصية من الشخصيات المذكورة أعلاه.
*إحالة القضية إلى النزاهة
بحسب وثيقة رسمية، فإن مكتب رئيس الوزراء أحال قضية تعويضات الزراعة (المزورة) في الانبار إلى النزاهة ومكافحة الفساد والتي تخص كبار المسؤولين في المحافظة وبعض شيوخ الأنبار والمتورطين بها ومنهم (أحمد أبو ريشة، النائب أزهار حميد سدران، قائممقام الرمادي، علي حاتم سليمان، أحمد عبود عيادة، زيدان خلف الجابري وشقيقه خالد، بعض شيوخ البوفهد، شيخ البوفراج، حامد رشيد المهنا… الخ) وبعض شيوخ الحلبوسي المتورطين بهذا الملف الذي هُدِرت به المليارات تلو المليارات بملفات فاسدة ومزورة من القروض الزراعية وتعويضات الزراعة، وفق الصحفي الأنباري أزهر شلال.
*النزاهة تعدُّ العُدة للإطاحة بالمتورطين
بعد ذلك، وجهت دائرة التحقيقات في هيئة النزاهة الاتحادية باستقدام قائممقام الرمادي إبراهيم العوسج ومدير مكتب محافظ الأنبار قحطان علاوي ونشرت كتاباً – كما موضح في أدناه - يوضح ملف فساد هدر الأموال وسرقة القروض الزراعية.
*كيف تصالح علي حاتم السليمان مع الحلبوسي وأبو ريشة؟
وبعد نشره صور تجمعهم بابتسامة عريضة على وجه كل منهم، يقول الصحفي أزهر شلال بسخرية، "إيماناً للمصلحة العامة (علي حاتم سليمان) تصالح مع الحلبوسي وأحمد أبو ريشة ليس من أجل المقاولات والشركات، أبدا ما كان يقصد أن يسوي مشاريع وهمية والحلبوسي يعطيه أكثر من 30 مليار دينار".
ثم يقول، "هسة عرفتوا ليش تصالحوا وليش يبحثون عن اقليم (الحصيني والفسيف) في إشارة إلى أن صُلح السليمان والحلبوسي وأبو ريشة تم للمضي بمشاريع وهمية والاستيلاء على ملف تعويضات المزارعين وقروضهم.
*أسماء شركات أحمد أبو ريشة
كما ونشر الصحفي الانباري أزهر شلال أسماء الشركات التي تمتلكها الشخصيات النافذة في الانبار وعلى رأسهم أحمد أبو ريشة وكالآتي:
ـ الفرات العمرانية للمقاولات العامة والاستثمارات والتطوير العقاري محدودة المسؤولية. ويقول شلال إن هذه مسجلة باسم ابنه عبد العزيز.
ـ الخلطة الحديثة لصناعة المواد الإنشائية محدودة المسؤولية.
ـ مها البادية للنقل العام محدودة المسؤولية.
*أسماء شركات علي حاتم السليمان
أما أسماء شركات علي حاتم السليمان فهي:
ـ حماة الصحراء للحماية الأمنية والحراسات العامة محدودة المسؤولية.
ـ بيارق الوطن للتجارة والمقاولات العامة محدودة المسؤولية.
ـ سند العراق للتجارة والمقاولات العامة والنقل العام محدودة المسؤولية.
ـ مجموعة البارز للتجارة العامة محدودة المسؤولية.
ـ مجموعة العنود للإنتاج الزراعي والحيواني محدودة المسؤولية.
ـ مجموعة العنود للنقل العام محدودة المسؤولية.
ويؤكد مدونون أن إحدى المعاملات التي صُرِف لصاحبها مبلع ٣ مليارات دينار من المصرف الزراعي كانت جنسية صاحب المعاملة تحمل صورة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق وعلى شاكلتها آلاف المعاملات، أما قائممقام الرمادي فحدّث ولا حرج.
*فساد زراعة الأنبار
ولعلّ الفساد في زراعة الانبار بدأ يتصاعد بشكل تدريجي خلال الآونة الأخيرة، فالمصالحة التي رعاها الحلبوسي بين أبو ريشة والسليمان كان الهدف الرئيسي منها وفق المراقبين هي الاستحواذ على مقدرات المحافظة ولاسيما ملف العقارات وتعويضات المزارعين وقروضهم ولعل الإطاحة بمعاون مدير زراعة الانبار عقب ذلك خير دليل.
وفي 21 تموز الماضي، أعلنت هيئة النزاهة القبض على معاون مدير زراعة الأنبار، لاتهامه بالإضرار بالمال العام بعد إدراج أسماء وهميَّة في الخطة الزراعيَّة.
وأفادت دائرة التحقيقات في الهيئة، بأن فريقاً من ملاكات مكتب تحقيق الهيئة في محافظة الأنبار تمكن بالتنسيق مع جهات إنفاذ القانون، من تنفيذ أمر القبض الصادر بحق معاون مدير مديريَّة الزراعة في المحافظة؛ بتهمة الإضرار بالمال العام.
وأحدث المتهم عمداً ضرراً بأموال ومصالح الجهة التي يعمل فيها، ولفتت الهيئة في بيان إلى أن الضرر تمثل بإدراج أسماء وهميَّة في الخطة الزراعيَّة للموسم الزراعي (٢٠١٤ - ٢٠١٥) لمحصول الحنطة.
وأوضح البيان، أنه تم تنظيم محضر أصولي بالعمليَّة، التي نفذت استناداً إلى أحكام المادة (٣٤٠) من قانون العقوبات، وعرضه بصحبة المتهم على قاضي التحقيق المختص الذي قرر توقيفه، والتحرز على عجلة (نوع/ لاندكروزر) وجهاز الهاتف العائدين له.