يسرد بطولات الحشد الشعبي وتضحيات الشهداء.. فيلم "صالح" يُمنع من العرض في كلية الفنون الجميلة ببغداد: جدل واسع بعد حرمانه من جائزة
انفوبلس/ تقرير
خلال مهرجان قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية لدورته 38 الذي أُقيم في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد يوم الجمعة الماضي 1 مارس/ آذار 2024، تم منع عرض فيلم "صالح" الخاص بسرد بطولات الحشد الشعبي وتضحيات الشهداء، مما أثار جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق.
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، على تفاصيل المهرجان وأسباب منع فيلم "صالح" من العرض.
* فعاليات مهرجان السينما والتلفزيون بدورته الـ(38)
في الأول مارس/ آذار الجاري 2024، شهدت كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد، ختام فعاليات مهرجان السينما والتلفزيون بدورته الـ(38) وسط حضور فني وثقافي كبير، وبعد عرض عشرات الأفلام السينمائية القصيرة، التي كتبها وأخرجها وأنتجها طلبة قسم السينما في الكلية على هامش المهرجان، ليستذكر المهرجان عيد المعلم، سيما التدريسين في كلية الفنون الجميلة.
وقالت فادية فاروق في كلمتها التي ألقتها نيابة عن لجنة التحكيم الخاصة بالدراسات العليا، إن "اللجنة وعلى مدار ثلاثة أيام شاهدت مجمل الأفلام، بعد مناقشات ومراعاة للجانب التقني والفنية للأفلام التي تناولت موضوعات مختلفة وبرؤى فلسفية وفنية، مع وجود فقر عام في الإنتاج، كما أوصت اللجنة بالتطرق لقصص قصيرة لكُتاب معروفين لإنتاجها في الدورات القادمة".
وفي السياق نفسه، لفت رئيس لجنة الدراسات الأولية صباح الموسوي إلى مشاركة (55) فيلماً في المهرجان، فيما أكد عميد كلية الفنون الجميلة مضاد الأسدي، أن إشاعة الحياة الجامعية والثقافية وخلق مناخات في ليالي بغداد هو المطلوب من إقامة المهرجان. أما رئيس قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية في الكلية حكمت البيضاني، فقد أشار إلى أن كل الافلام ذات قيمة فنية عالية، ومنح الجائزة هو مسؤولية جديدة للفائز.
*توزيع جوائز
وفي باب جوائز الدراسات الأولية، فقد ذهبت جائزة أفضل سيناريو لفيلم "وسواس" وجائزة أفضل مونتاج لفيلم "عزيز" وجائزة أفضل تمثيل لفيلم "تمثيل فراشات" وجائزة أفضل تصوير لفيلم "دعاء" وجائزة لجنة التحكيم لفيلم "حياة"، فيما ذهبت جائزة الفنان جعفر علي، لفيلم "آسر" أما جائزة الدراسات العليا، قسم الدكتوراه فقد ذهبت لفيلم "ذاكرة على الورق" وجائزة قسم الماجستير لفيلم "هروب مروة"، أما جائزة أفضل إخراج فقد حصل عليها فيلم "سي كلاس" لبشار طه.
*فيلم "صالح" مُنع من العرض!
وخلال هذا المهرجان الذي أُقيم في كلية الفنون الجميلة بالعاصمة بغداد، يوم الجمعة الماضي، تم منع عرض فيلم "صالح" الخاص بسرد بطولات الحشد الشعبي المقدس وتضحيات الشهداء لأسباب مجهولة، والذي كان من المتوقع فوزه بالمركز الأول وحصوله على جائزة من الجوائز التي وُزعت.
هذا الامر أثار موجة "غضب" واسعة النطاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، معتبرين ذلك، استخفافاً وإهانة لبطولات الحشد الشعبي في تحرير العراق من دنس تنظيم "داعش" الإرهابية بعد احتلاله أجزاء كبيرة من الأراضي العراقية، بحسب ما اطلعت عليه شبكة "انفوبلس".
كما طالب مراقبون ومدونين، قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد وكذلك وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بتوضيح الأسباب الحقيقية التي أدت الى منع فليم "صالح"، من العرض خلال المهرجان وحرمانه من إحدى الجوائز، بحسب ما رصدته شبكة "انفوبلس" على مواقع التواصل الاجتماعي.
فيما دعا ناشطون في منصة أكس (تويتر سابقاً)، الى نشر الفيلم عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي كرد فعل على منع القائمين على مهرجان قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية لدورته 38 من عرضه دون معرفة الأسباب.
وبحسب طلبة كلية الفنون الجميلة، فإن فيلم "صالح" كان من المتوقع فوزه بالمركز الأول خلال المهرجان، وحصده جائزة من الجوائز التي توزعت، لأنه كان يتحدث عن بطولات الحشد الشعبي المقدس والتضحيات الكبيرة التي قدمها الشهداء من أجل تحرير الأراضي العراقية من التنظيمات الإرهابية خلال عام 2014 وكذلك كيف هبّوا العراقيين بعد إصدار فتوى الجهاد الكفائي من قبل المرجع الديني الأعلى في النجف الاشرف السيد علي السيستاني (دام ظله).
وأضافوا في حديثهم لـ"انفوبلس"، أن منع الفيلم من العرض فاجأ الجميع، ولا نعلم حتى الان الأسباب والمبررات التي أدت الى ذلك، معتبرين ذلك، ضياع جهد كبير وأحباط الطالب حسين الآلوسي القائم على العمل والذي كان من المحتمل جداً فوزه بالمركز الأول لما يتضمنه من حقبة مهمة في تاريخ العراق الحديث.
تشكلَ الحشد الشعبي العراقي من فصائل شيعية مسلحة منتصف عام 2014 استجابة لفتوى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني (دام ظله) لمحاربة تنظيم "داعش" بعد سيطرته على 4 محافظات شمال وشمال غرب البلاد واقترابه من حدود بغداد آنذاك.
فخلال خطبة الجمعة بمدينة النجف جنوبي العراق، بتاريخ 13 يونيو/حزيران عام 2014، دعا السيد السيستاني إلى التطوع للانخراط في القوات الأمنية بهدف الدفاع عن العراق ضد هجوم تنظيم "داعش" الارهابي، وعُرفت هذه الدعوة بفتوى "الجهاد الكفائي".
لعب "الحشد الشعبي" دورا رئيسيا في معارك الموصل وحماية مدن سامراء وبغداد وكربلاء، وفي فك الحصار عن بلدة آمرلي في محافظة صلاح الدين، واستعادة منطقة جرف الصخر جنوب بغداد من قبضة تنظيم "داعش"، وطرد ارهابيي التنظيم من مساحات واسعة من محافظة ديالى، كما أسهموا في تحرير مدن تكريت والرمادي والفلوجة.
كما لا تزال ذكرى فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، مناسبة مقدسة لدى العراقيين بكل أطيافهم لما أحدثته من نصر يمتد بفخر للأجيال القادمة، بعد ان استطاعت أن تعيد التوازن الكبير للقطاعات العسكرية آنذاك.
والعراق حالياً يعيش الأمن والاستقرار والعمران والوضع الاقتصادي المستقر، بفضل الفتوى الكبيرة وتأسيس الحشد الشعبي الذي أعطى دماء كثيرة وعظيمة استطاع من خلالها أن يصنع النصر وأن يستمد من الفتوى كل البطولات والتضحيات وأعطى هؤلاء الشهداء من أجل هذا الوطن.