يُلقب بـ"الإمام الرباني" ويتزعم حركة تتبنى "التمهيد".. مقتل فاضل المرسومي في بغداد.. مَن هو؟ وما سبب الاغتيال؟.. إليك سيرته وأبرز ما كان يدعو له
انفوبلس/ تقارير
يُلقب بـ"الإمام الرباني" ويتزعم حركة تتبنى "التمهيد" لظهور الإمام المهدي المنتظر (عج)، اعتُقل في مرات عديدة حتى أسس حزباً للمشاركة في الانتخابات. اُغتيل اليوم قرب مرور التاجيات في بغداد أثناء توجهه إلى مدينة الكاظمية المقدسة. فمَن هو السيد فاضل المرسومي؟ ومَن اغتاله اليوم؟ وهل لحزبه الذي يحمل اسم "الداعي" سببا في ذلك؟ كل ذلك ستجيب عليه انفوبلس في سياق التقرير الذي أعدّته بعد عملية الاغتيال التي نُفذت اليوم.
*الحدث
أقدم مسلحون مجهولون تقلّهم دراجة نارية، اليوم الخميس، على اغتيال رئيس حزب الداعي "الرباني"، فاضل المرسومي، مع أحد مرافقيه وإصابة آخر، في منطقة التاجيات شمالي بغداد.
*التفاصيل
وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعاً فيديوياً لسيارة المرسومي وعليها آثار إطلاق النار، فيما يرقد هو بداخلها، وعلى ما يبدو قد فارق الحياة.
وقال مصدر أمني، إن "مسلحَين تقلّهم دراجة نارية قاموا بإطلاق النار على سيارة نوع "تاهو" يستقلها 3 أشخاص، من بينهم رئيس حزب الداعي الرباني، فاضل عبدالحسين المرسومي".
الحادث أسفر عن مقتل المرسومي وهو من مواليد 1967، وأحد مرافقيه، فيما أُصيب الثالث بجروح نُقل على أثرها إلى المستشفى.
القوات الأمنية حضرت إلى مكان الحادث ضمن منطقة التاجيات شارع ابن منظور، وتجري متابعة كاميرات المراقبة للتوصل إلى الفاعلين.
*مَن هو؟
ولد وعاش المرسومي في قرية تدعى (جديدة الأغوات) وهي قرية من قرى قضاء الخالص في محافظة ديالى ويعمل مدرساً للغة العربية قبل أن يلبس الزيّ الحوزوي، ويبدأ بنشر دعوته في العام 1990، ويطلق على نفسه "الداعي الإمام الرباني".
وبحسب سيرته الذاتية في موقعه الرسمي، فقد واجه معارضة شديدة وعداء كبيرا من قبل الجماعات السياسية بسبب مشروعه الذي وصفه "الفكري الإصلاحي الذي رفض من خلاله الطائفية وحمل السلاح والاقتتال الداخلي".
سبق أن تم اعتقاله في ديالى عام 2009 والعام 2012 بتهمة تزعم حركة غامضة مجهولة التمويل.
*حزب الداعي
أسس المرسومي ومجموعة من أنصاره حزب الداعي في عام 2008 وتم الإعلان عنه رسميا من العاصمة العراقية بغداد للبدء بمرحلة جديدة من العمل داخل العراق من خلال نصرة العملية الديمقراطية والحرية التي هي ثمرة إسقاط النظام السابق، وبدأ بحزب الداعي ينهى عن الإرهاب والظلم والفساد ويدعو الى إصلاح النفوس بالفكر، وهو مستمر الى الآن بعمله في طريق الحرية وتحت خيمة الدستور، بحسب الموقع الرسمي للحزب، وذلك قبل أن يتم اغتياله اليوم.
*مشاكله وقصة اعتقاله في ديالى
في عام 2012، اعتقلت القوات الامنية في محافظة ديالى فاضل المرسومي في إحدى قرى المحافظة مع مجموعة من أزلامه.
وقالت الشرطة آنذاك، إنها قد اعتقلت المرسومي و١٣ من مساعديه وحراسه عند إحدى نقاط التفتيش في قضاء الخالص بعد العثور على منشورات تحريضية بحوزتهم وقد وصل عدد المعتقلين من هذه المجموعة المتطرفة إلى ٢٨ شخصاً.
وكان العديد من المسؤولين قد اتهموا المرسومي بتزعم حركة غامضة مجهولة التمويل، تهدف إلى تشويه صورة المرجعية الدينية الشيعية وإثارة النعرات الطائفية وأن الكثير من المنتمين الى هذا التيار توجد بحقهم مذكرات قبض وشكاوى كثيرة بسبب انتهاكهم للقانون وإثارة المشاكل بين الحين والآخر.
وكشف قائممقام قضاء الخالص تفاصيل أوسع عن عملية الاعتقال، مشيرا إلى أن رتلا من سيارات حديثة يستقلها المرسومي كانت تسير بسرعة عند نقطة تفتيش في تقاطع السندية شمال الخالص "ولم تمتثل لأوامر السيطرة بتخفيف السرعة ما دفع أفراد الشرطة الموجودين في النقطة الامنية الى إيقاف السيارات وتفتيشها".
وأشار القائممقام إلى أن قاضي التحقيق أصدر مذكرة اعتقال بحقهم "لأن تلك المنشورات التي تحملها هذه المجموعة تزعزع الأمن والاستقرار في البلاد وأن أفراد الشرطة قدموا مذكرة رسمية وشكوى ضد المرسومي الذي وجه إليهم اتهامات غير صحيحة".
*تيار غريب
وأضاف القائممقام، إن "المرسومي يتزعم تياراً غريباً، لا تُعرف أصوله، مدعوماً من جهات خارجية بشكل كبير، وبالرغم من أنه ينتمي الى عائلة فقيرة، إلا أنه كسب ثروة لا تُعد ولا تُحصى بين ليلة وضحاها ولا يعرف أحد من أين أتت".
ويقول نعمان الزبيدي، وهو شخصية دينية في محافظة ديالى، إن المرسومي يتبنى نظرية معادية للمرجعية الدينية.
من جهته قال عبد الكريم منعم، وهو مسؤول محلي في قضاء الخالص، إن تيار المرسومي "دخل مؤخرا الى العملية السياسية وكانت لديه قائمة انتخابية باسم الداعي ولم يكسب في الانتخابات الأخيرة إلا ٥ آلاف صوت تقريبا بحسب مفوضية الانتخابات في ديالى".
ويقول أحد الباحثين، إن نقد المرسومي "موجه بالأساس إلى المذهب الشيعي الذي ينتمي هو شخصيا إليه، وهذا ما يشترك به مع المذهب الوهابي السلفي الذي يرى البعض أنه يسنده في دعوته".
*الداخلية تعلّق
وعقب اغتياله، شكلت وزارة الداخلية، لجنة تحقيق عاجلة للوقوف على ملابسات مقتل فاضل المرسومي في بغداد.
وأكد الناطق باسم الوزارة، أن الوزير أصدر أوامر بتشكيل اللجنة للكشف عن ملابسات الحادث، وأن اللجنة بدأت بالعمل من مكان وقوع الجريمة.
وأشار إلى، أن دوافع الاغتيال ستظهر من خلال نتائج التحقيق وأن هناك متابعة من قبل وزير الداخلية للوصول إلى الجُناة وتقديمهم للعدالة.