10 ملايين دولار للثقافة والفن.. السوداني يقر منحة واسعة للأدباء والفنانين وصناديق تقاعدهم وفعالياتهم الثقافية والفنية.. هل تتكرر مأساة بغداد عاصمة الثقافة؟
انفوبلس..
أطلق رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الاثنين، مشروعاً ثقافياً وفنياً كبيراً في العراق، لدعم السينما والدراما والمسرح والفن التشكيلي والأدب والكتاب وأدب الطفولة، فيما أكد تخصيص مبلغ ثلاثة عشر ملياراً وخمسمئة مليون دينار عراقي لتنفيذ المشروع.
المشروع الذي أثار جدلاً في الشارع العراقي وطرح العديد من التساؤلات عن جدواه الحقيقية والفوائد المنتظر انعكاسها على العراق بهذه الخطوة، واستذكروا مشاريع "بغداد عاصمة الثقافة" عام 2013 سيئة الصيت.
إعلان الحكومة
المكتب الإعلامي للسوداني ذكر في بيان، إن "رئيس مجلس الوزراء أكد إكمال الإجراءات الخاصة بالتخصيصات المالية المطلوبة للنشاطات الفنية والأدبية، التي عانت من الركود بسبب غياب الدعم والمبادرات"، لافتاً إلى "ضرورة دخول القطاع الخاص في الإنتاج الفني وعدم الاعتماد فقط على الدعم الحكومي".
وأضاف السوداني، إنه "ليس مطلوباً من الفنانين والأعمال الفنية مراعاة مزاج الحكومة أو أية جهة، بل شرطنا الوحيد هو أن تكون بجودة كبيرة ومستوى فني عال".
وأشار السوداني إلى، أن "المجالات الثقافية والفنية تكتسب أهمية بالغة لدى الحكومة؛ نظراً لتأثير نتاجاتها ومهرجاناتها الفنية والأدبية في خلق انطباع إيجابي عن استقرار البلد، وإمكانية استثمار الفن والثقافة لمحاربة مختلف الظواهر الخطيرة كالعنف والتطرف والمخدرات"، مؤكداً أنّ "واجب الحكومة رعاية الفنانين والمبدعين، وسبق أن خُصصت 5 مليارات دينار سابقاً لنقابة الفنانين تخص صندوق تقاعد الفنانين، وكذلك 3 مليارات لصندوق التكافل الاجتماعي الخاص باتحاد الأدباء".
وأوضح البيان، إنّ "المشروع خصص مبلغ 5 مليارات دينار لدعم الدراما العراقية، ومبلغ 5 مليارات دينار لدعم السينما العراقية، فيما خصص مليار دينار عراقي لطباعة النتاجات الأدبية والفكرية للكتّاب والأدباء العراقيين".
وتابع البيان، إنه "في ضوء المشروع أيضاً تم تخصيص 200 مليون دينار، لدعم الفنانين التشكيليين في إقامة المعارض الخاصة، وتخصيص 300 مليون دينار لدعم الفنون الموسيقية المختلفة، وكذلك تخصيص مليار ونصف المليار دينار لاتحاد الأدباء والكتّاب في العراق، لإقامة المؤتمرات والمهرجانات الرسمية، فضلاً عن تخصيص 500 مليون دينار لدعم أدب الطفل".
جانب من ردود الفعل
أحد المتفاعلين مع الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي قال: إنفاق 13.5 مليار دينار (10 ملايين دولار) على ما يسمى "الثقافة والفنون" غير صحيح وهو قرار غير تنموي لأنه بالنتيجة لن يكون هناك شيء ممسوك باليد.. مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية وحفلات موسيقية ونشر كتب.. لكن على الأرض لن نحصل على شيء، ولن نخطو خطوات حقيقية على طريق "مجتمع المعرفة"، حيث إن البنية التحتية مهترئة وشديدة الرثاثة.. الأمثل أن يتم إنفاق هذا المبلغ على بناء مدارس لوزارة التربية يتم فيها تعليم التلاميذ تعليماً رصيناً لتخريج أجيال متعلمة وذكية ومهذبة سلوكياً تجيد كيف تتذوق وتصنع المعرفة والعلم والجمال والثقافة والفنون.
متفاعل آخر نشر على صفحته تعليقاً على الخبر: بهذا المبلغ ممكن إنشاء 4 مراكز بحوث مهمة تعمل على دراسة المجتمع العراقي وتحليل ظواهره ومشكلاته ومآسيه التي في مقدمتها الثقافة وبؤسها.
وثالث قال: الموضوع لا يستوجب فهم ودراسة وفلسفة، الأموال ببساطة شديدة إما أن يتم استبدالها بسلعة بما يوازي قيمتها، أو استثمارها على أمل أن تعود عليك بمبلغ أكبر.. عدا هاتين الحالتين فهي هدر مال عام في حالة كان المنفق دولة وسفاهة اذا كان المنفق فردا، هل من الممكن تكرار مأساة 2013 المتمثلة بمشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية الذي أهدر مئات المليارات على مشاريع فاشلة؟.