28 عاما على انقلاب حمد بن خليفة على والده ودور الشيخة موزة.. تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم
انفوبلس/..
تاريخ الدوحة سجل حافل من الانقلابات فعندما استقلت قطر عن بريطانيا عام 1971 م، كانت المشيخة تحت حكم الشيخ أحمد بن على آل ثاني، الذي أُطيح به بانقلاب عسكري نفذه ابن عمه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وقام خليفة بتوطيد حكمه من خلال تسليم مفاصل الدولة لأولاده، إلا أنه لم يكن يعلم أن الضربة ستأتيه من حيث لا يحتسب من ابنه البكر حمد.
وكان حمد أكبر أولاد خليفة، وكان أفشلهم في الدراسة ما دفع الأب إلى إخراج الابن من المدرسة قبل أن يُنهي الثانوية العامة، فقد أرسله إلى كلية ساندهيرست العسكرية فى بريطانيا، ولم يتمكن حمد من إنهاء الدراسة في الكلية، حيث فُصِل منها بعد تسعة أشهر ليعود إلى قطر برتبة جنرال، ليصبح قائدا للجيش وولياً للعهد عام 1971.
في هذه الأثناء كانت قد دخلت الشيخة موزة كزوجة رابعة للشيخ الصغير حمد بن خليفة، الذي ارتبط ببنات عمومته، وبدل أن تعيش موزة على الهامش كما خطط لها حماها، نسجت خيوطها حول الشيخ الشاب غير المتعلم، الطامح بخلافة والده الذي بدا وكأنه لن يموت، وهنا خطط للانقلاب عليه.
خيانات مستمرة
وجاءت بداية حكاية انقلاب حمد على أبيه خليفة، بدايةً من يوم 27 يونيو 1995، حيث كان الشيخ خليفة يغادر قطر إلى أوروبا فى رحلة استجمام كعادة شيوخ الخليج الذين يهربون من حر الصيف إلى برودة أوروبا، ولم يكن خليفة يعلم أن حفل الوداع الذي أُجرِي له فى مطار الدوحة كان الأخير، وأن الابن حمد قبّل يد والده أمام عدسات التليفزيون، وقد انتهى من وضع خطته للإطاحة بأبيه واستلام مقاليد الحكم.
وفى صبيحة اليوم التالي، قطع تليفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد، وعرض صورا لوجهاء المشيخة وهم يقدّمون البيعة للشيخ حمد خلفاً لأبيه، وقالت مصادر مقربة من الشيخ خليفة حينها، إن ما تم قد جرى دون علمه.
وتمخض الانقلاب عن اعتقال 36 شخصا من المقربين من الشيخ خليفة، وتم الزجّ بهم فى سجن بوهامور، وكانت تلك بداية الانهيار الجديد فى الأُسرة الحاكمة، بحسب وصف المؤلف، وذلك بعدما تم اكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم الجديد يتزعمها ابن عم الشيخ خليفة، ووصفت تقارير عن مصادر مطلعة داخل العائلة القطرية، أن الشيخة موزة كانت عرّاب هذه الانقلابات فى الأُسرة وقد نفذتها اعتمادا على رأس حربة من أبناء العائلة، هو حمد بن جبر آل ثاني وزير الخارجية القطري السابق.
ومن جديد عادت الانقلابات إلى أسرة "خليفة" هذه المرة، كانت على يد الابن، الذي قوى عوده، ورأى أن والده قد قضى فى السلطة 18 عاما، وحان وقت رحيله، بانقلاب عسكرى وليس تنازلا عن السلطة، هذا ما أكده المراقبون والإعلاميون المتابعون لشأن هذه الدولة الغريبة التي ينقلب فيها الأبناء على آبائهم.
خرج حمد ليعلن تنحيه عن الحكم، وتنازله لنجله "تميم"، لكن المراقبين والإعلاميين، والذين راقبوا ما يحدث فى الداخل القطري أدركوا ما يدور، لقد كان انقلابا جديدا، استطاع الابن الشاب أن يسيطر على مقاليد كل شيء فى الداخل القطري.
مغردون يستذكرون الانقلاب الأسود
ومع قرب حلول الذكرى 28 لانقلاب حمد بن خليفة أمير قطر السابق، والمتحكم في سياستها حتى اليوم على أبيه بينما كان الأخير خارج البلاد، أطلق مغردون قطريون وعرب حملة إلكترونية لإحياء الذكرى بنشر السجل الأسود لحمد وتوثيق جرائمه.
واعتبر المغردون أن انقلاب حمد بن خليفة على أبيه في 27 حزيران 1995م من أسوأ الأيام في تاريخ العرب.
وبينوا أنه لم ينقلب ويغدر ويخون ويطعن والده فقط، بل غدر وخان وطعن وتآمر على الأمة العربية والإسلامية منذ ذلك اليوم الأسود الذي تولى فيه الحكم.
خليفة الغفراني المري – قطري من أبناء قبيلة الغفران التي سحب حمد بن خليفة جنسياتها لرفضها انقلابه- وجه دعوة لجميع وسائل الإعلام العربي بإحياء تلك الذكرى وفاءً للشيخ خليفة وفضحاً لجرائم الحمدين الذي كان هو وقبيلته أحد ضحاياها.
وقال في هذا الصدد: "أدعو جميع أحرار الوطن العربي، منصات إعلامية وقنوات تلفزيونية مشاركتنا الذكرى الخامسة والعشرين للانقلاب الغادر التي تعرضت له قطر، ففي الـ27 من هذا الشهر عام 1995 حدثت أبشع عملية انقلاب في التاريخ أثناء سفر أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد إلى الخارج.
وأردف: "منذ ذلك اليوم الأسود بدأ مسلسل الغدر والخيانة والتآمر على الأمة العراق وليبيا وسوريا ومصر والسعودية والبحرين والكويت وعمان وما خفي كان أعظم".
ونشر مغردون صورة من جريدة قديمة، تكشف قيام حمد بن خليفة باستدعاء والده عبر الإنتربول بعد تلفيق تهم مزورة له، في صورة من أسوأ صور العقوق.
واعتبروا أن يوم الانقلاب يُعد أحد أسوأ الأيام في تاريخ العرب، حيث إن أسوأ يومين في تاريخ العرب يوم نكسة 1967 واستيلاء إسرائيل على سيناء والجولان، ويوم استيلاء تنظيم الحمدين بدعم من خونة في داخل قطر ودعم من جهات دولية للعبث بأمن المنطقة".
خليفة بن حمد يُعد أول من ورث الغدر والخيانة فى قطر فبعد انقلابه على ابن عمه وتولى السلطة انقلب عليه ابنه حمد بن خليفة ليعيد تميم الكرَّة وينقلب على أبيه لتكتمل بذلك النسخة الثالثة من جيل الانقلابات فى قطر.
دور الشيخة موزة في رسم السياسات والانقلابات
فضائح كثيرة تلاحق الشيخة موزة، زوجة أمير قطر السابق تميم بن حمد، ووالدة أمير قطر الحالي تميم بن حمد، خاصة أن هذه السيدة تُعد أحد أبرز الأسباب الأساسية فى أزمة قطر مع الدول العربية، خاصة أنها تساهم بشكل كبير فى رسم سياسات الدوحة وتوجيه سياسات تميم بن حمد ضد الدول العربية.
من جانبه كشف تقرير بثّته قناة "مباشر قطر"، التي تفضح جرائم تنظيم الحمدين، تاريخ الانقلابات الغادرة التي دبرتها الشيخة موزة بنت ناصر بن عبد الله المسند، زوجة أمير قطر السابق وأم الأمير الحالي، منذ الأيام الأولى من دخولها إلى قصر الحكم فى البلاد أصبحت لاعباً فى دوائر صنع القرار لاسيما وأن زواجها تم على أساس صفقة سياسية تقضي بتخلّي أبيها عن معارضة آل ثانى.
وفضح التقرير المخططات الخبيثة التي حاكتها موزة وجعلت زوجها ينقلب على أبيه وينتزع كرسي الحكم رغم عدم أحقيته به كونه يعود إلى شقيقه الأمير مشعل، بالإضافة إلى خداع شيوخ قطر الذين دعاهم حمد بن خلفية واستغل مجلسهم وسلامهم له، وقام ببث هذا المشهد عبر التليفزيون على اعتبار أنه مبايعة له فى عام 1996.
واستعرض التقرير الانقلاب الذي نفذه تميم على أبيه فى عام 2013 ليشرب خليفة من نفس الكأس الذي أجبر والده على تجرعه، مؤكداً أن التخطيط لهذا الانقلاب تم بتفكير الشيخة موزة أيضاً.
لا ينفصل هذا عمّا ذكرته تقارير عربية فى وقت سابق عن مشاركة الشيخة موزة فى الحملة التي يشنّها تميم بن حمد دفاعا عن موقفه وبحثاً عن مخرج من الأزمة التي فشل في تطويق تداعياتها، حيث أكدت حينها أن الشيخة موزة للحملة تُعد محاولة لإضافة ثقل جديد لها، بعد أن خرج رئيس الوزراء وزير الخارجية الأسبق، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، عن صمته والخوض في الجدل الدائر حول الأزمة القطرية عبر حساب افتتحه على تويتر للغرض، لافتة إلى أن قطر استخدمت معظم أوراقها السياسية والدبلوماسية والإعلامية في مواجهة الأزمة، دون أن تحقّق نجاحا ملموسا في إنهائها نظرا لصلابة موقف الدول المقاطعة وتمسّكها بمطالبها التي تتمثّل خصوصا في عدول النظام القطري عن دعم الإرهاب وتهديد أمن المنطقة.