4 طقوس يمارسها العراقيون في عاشوراء
انفوبلس/..
تتصاعد وتيرة الطقوس لدى العراقيين في ليلة العاشر من شهر محرّم، حيث ذكرى معركة الطف واستشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، وثلّة من أهل بيته.
وتشهد الأيام العشرة الأولى من شهر محرّم جملة من الطقوس تتمثل بطبخ "الهريسة والقيمة والزردة"، وتتنوع الطقوس حسب أيام شهر محرم، فبالرغم من أنّ جميع الشخصيات من أهل بيت الحسين قد سقطوا في يوم واحد بالمعركة التي دارت في العاشر من شهر محرم، إلا أنّ الطقوس تتوزع على الأيام الأولى لشهر محرم، ففي السابع من شهر محرم يوصف "شعبيًا" بأنه يوم "استشهاد العباس بن علي بن أبي طالب (ع)"، ويتمّ توزيع ما يسمى بـ"خبز العباس"، وهو عبارة عن خبز يوضع في داخله مجموعة متنوعة من الخضروات واللحوم.
أما في الثامن من شهر محرّم، فيعرف بأنه "يوم استشهاد القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع"، وتوضع مجموعة كبيرة من الحلوى في الطرقات للمارّة وتشعل الشموع، في إشارة إلى الاحتفال بـ"عرس القاسم"، الذي كان "شابًا واستشهد وهو بعمر الزواج".
"الحجّة" أو "ليلة الطبگ"
أما في ليلة عاشوراء، أي مساء العاشر من محرم الحرام، تتصاعد وتيرة الطقوس وأجواء محرم، حيث تستمر المواكب وهي عبارة عن خيم منصوبة في الطرق والشوارع، وتقدم الطعام والشراب بمختلف أصنافه مجانًا إلى المارة، حتى الصباح الباكر من يوم العاشر من محرم، حيث يكون معظم الرجال خارج المنازل حتى الصباح.
وفي ذات الوقت، تسير مواكب كبيرة للطم الزنجيل تجوب الشوارع، وهي مكونة من صفّين من الرجال يسيران بخطين متوازيين ويحملون الزناجيل التي يضربون بها ظهورهم، بإيقاع ثابت مع الدمام الذي يحمله شخص يسير ما بين الصفّين المتوازيين، ويتقدم المسير قارئ يمشي على الأقدام أو يستقل عجلة تحمل مكبرات صوت ضخمة وهو يقرأ اللطمية.
أما المنازل، فتكون خاليّة غالبًا ولا سيما في المناطق الشعبيّة حيث تنتقل أفواج النساء مع "الملاية" التي تنتقل من منزل إلى آخر لإقامة مجالس العزاء النسائية وقراءة النعي واللطميات حتى الفجر.
وهنالك بعض الطقوس قد اندثرت نوعًا ما وتغيرت أخرى، ففي السابق كان الرجال يقيمون مجالس العزاء في الحسينيات طوال الليل، أما الشبّان فيشعلون النار ويتجمعون حولها أمام منازلهم ويقومون بصنع الشاي، ويسمّى هذا الوقت أي البقاء بلا نوم وممارسة الطقوس حتى صباح اليوم التالي بـ"الحجّة".
الصوم حتى الظهيرة
وفي كل الشوارع، ستسمع أصوات اللطميات والقصائد الدينية باستمرار، وحتى انتهاء "الحجّة" فجر العاشر من محرم، بعدها يمتنع الناس من الطعام لحين ظهر العاشر من محرم، وهذا "مواساة للسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب ع وأهل بيت الرسول ع ممن بقوا على قيد الحياة بعد انتهاء المعركة".
ركضة طويريج
في الأثناء، تكون الأجواء مختلفة في كربلاء، حيث تستعد أعداد كبيرة لتنفيذ طقس "ركضة طويريج"، والتي تبدأ من قنطرة السلام في كربلاء باتجاه مرقد الإمام الحسين وسط المدينة القديمة بطول يصل إلى 2 كيلو متر.
ويعود تاريخ هذه الشعيرة، إلى أكثر من 150 عامًا، حيث تشير بعض المصادر التاريخية إلى أنها تعود لعام 1855-1872 ميلادية، وبدأت من قبل أحد أعيان ناحية طويريج في محافظة كربلاء، وهو ميرزا صالح القزويني، الذي ما أن انتهى مجلس عزاء كان قد أُقيم في منزله، حتى بدأ ومن معه بالركض باتجاه مرقد الإمام الحسين ع، مرددين شعارات من قبيل "ياحسين، لبيك ياحسين"، فانضم إليهم العديد من أهالي كربلاء، واستمر هذا الطقس حتى يومنا هذا.
وتتضمن الركضة أحيانًا مواكب مخصصة "للتطبير" حيث يرتدي أعضاؤها الرداء الأبيض على عكس المشاركين في الركضة والمواكب الأخرى الذين يطغى عليهم السواد، وتقوم مواكب التطبير بالضرب على الرأس بآلات حادة بإيقاع ثابت مع اللطمية والدمام.
التشابيه وقراءة المقتل
وفي عصر العاشر من محرم، تشهد الساحات الخالية في عدد من المحافظات والمدن العراقية، عملًا فنيًا ضخمًا، لا يقيمه ممثلون وفنانون، بل أبناء المناطق الذين تتوزع عليهم الأدوار لتمثيل شخصيات معسكري الطف، ويتم تمثيل وقائع المعركة بالكامل، بلا حوار، حيث أنّ الحوار جميعه سيقرأه شخص واحد بمكبرات الصوت، وهذا الحوار مستوحى مما يسمى بـ"المقتل"، وهو رواية طويلة عن أحداث معركة الطف والأحاديث والمواقف التي شهدتها المعركة، ويقرأ بصوت وطريقة معينة.
ولعلّ أشهر صوت ارتبط بشكل وثيق مع "المقتل" هو صوت الشيخ عبد الزهرة الكعبي والمتوفى سنة 1974، وغالبًا ما يواجه الشخص الذي يمثل دور "الشمر بن ذي الجوشن" الذي قتل الإمام الحسين (ع).