5000 آلاف مبتعث إلى خارج العراق للدراسة.. إليك تفاصيل برنامج الابتعاث الحكومي والاختصاصات المطلوبة وانفوبلس تفصل تعليمات وشروط التقديم
انفوبلس/ تقرير
انطلقت الدفعة الأولى من الطلبة العراقيين إلى الخارج والتي تضم 400 طالب وطالبة في مختلف الاختصاصات العلمية، إلى جامعات عالمية رصينة، حسبما أعلنت الحكومة العراقية، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس" على تفاصيل برنامج الابتعاث الذي أعلنت عنه الحكومة في شهر أيار الماضي 2023، والذي يتضمن 5000 بعثة إلى جامعات متقدمة.
*السوداني يعلن ابتعاث أول 400 طالب وطالبة
أعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني عن ابتعاث الدفعة الأولى من الطلبة العراقيين إلى الخارج، التي تضم 400 طالب وطالبة، في مختلف الاختصاصات العلمية، إلى جامعات عالمية رصينة، وذلك ضمن برنامج الابتعاث الذي أعلنت عنه الحكومة في شهر أيار الماضي، والذي يتضمن 5000 بعثة إلى جامعات عالمية متقدمة.
المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء ذكر في بيان ورد لـ"انفوبلس"، إن ذلك جاء خلال ملتقى الطموح والإبداع الذي أُقيم، صباح يوم الخميس 22 شباط، تحت شعار (مرشحو الابتعاث طموح وإبداع) وقد جاء مصداقاً للمنهاج الوزاري في عام الإنجازات 2024.
برنامج الابتعاث اعتمد ولأوّل مرّة، على معايير علمية ومهنية وإجراءات شفافة بعيدة عن الاستثناءات والمحسوبية
وبارك السوداني - بحسب البيان - هذه الخطوة على طريق الترصين العلمي، كما ثمن الجهود التي بذلت في وزارة التعليم العالي، وعمادات الكليات، واللجنة العليا، والمديرين العامين، ومكتب رئيس مجلس الوزراء ولجنة المقابلات، على ما بذلوه في تهيئة الوجبة الأولى من أبنائنا المبتعثين إلى جامعات العالم.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن برنامج الابتعاث اعتمد، ولأوّل مرّة، على معايير علمية ومهنية وإجراءات شفافة بعيدة عن الاستثناءات والمحسوبية، من غير خضوعه لأي تدخلات سياسية، حيث أوكل الأمر للجان المختصة من أجل تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وأن ينال الفرصة من هو أفضل من بين أبنائنا في كل أرجاء العراق، كما تم تحديد الاختصاصات والمجالات المطلوبة لحاجات البلد ولمعالجة فجوة سوق العمل، مشدداً على أن مخرجات التربية والتعليم يجب أن تتلاءم مع الحاجة الفعلية والمتطلبات العملية للتنمية.
كما قال السوداني خلال الملتقى انه "في مستهلّ عمل الحكومة أطلقنا الإستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم 2022- 2030، وهي خارطة عمل لزيادة الجودة والكفاءة، وتشمل كل مؤسسات المجتمع".
وأضاف، "بدأنا بـ 5000 مبتعث، وبدأنا بالعمل، واليوم نشهد الوجبة الأولى من أبنائنا وترشيحهم إلى الجامعات المتقدمة لتحسين الواقع العلمي، ورفد مؤسساتنا بالمهارات المطلوبة، من خلال ابتعاث نوعي لما نحتاجه، وليست الغاية أن نزيد من عدد الشهادات العليا، بقدر ما نحتاج إلى شهادات عليا واختصاصات تلامس متطلبات البرنامج الحكومي وتمكننا من مواكبة العالم.
وتابع، "نحتاج إلى مواكبة التطوّر المتسارع في قطاع التعليم، لمواجهة تحديات المرحلة الماضية والحروب والحصار والارهاب، التي تسببت بفجوة بين العراق والعالم وحُرم طلبتنا لسنوات طويلة من الدراسة في الخارج، ومن مواكبة تطوّر الجامعات العالمية"، مشيرا الى ان قطاع التربية والتعليم كان حاضراً دائماً في برنامجنا، ولا يمكن لأي نهضة تنموية أن تنشأ ما لم تنطلق من التربية والتعليم".
*سنتكفل بكل المتطلبات
كما وجه رسالة الى المبتعثين، حيث قال، "نحث طلبتنا المُبتعثين على الجدّية والتفاني والدراسة والبحث، فحصولكم على الشهادات العليا منجز لكم ولعوائلكم مثلما هو منجز للبلد كما أنتم سفراء تمثلون العراق طيلة فترة ابتعاثكم، وتعكسون واقع العراق وما يحمله من قيم ومبادئ، أنتم عراقيون تمثلون بلدكم أفضل تمثيل، عليكم استثمار الوقت والجهد بشكل مثالي، في الدراسة والبحث العلمي وتحققون الأهداف المرسومة، وسنتكفل بكل المتطلبات، وما يستلزم لإنجاح مهمتكم من خلال سفاراتنا ومتابعتنا لبرنامج الابتعاث، ومن المهم أن تختاروا البحوث التي تعالج الواقع العراقي، وتمكّن من دفع برامجنا التنموية الوطنية إلى الأمام".
وأوضح، "لا نريد أن تتكرر الأخطاء السابقة في المبادرة التعليمية، والإشكالات التي قام بها بعض الطلبة بعدم العودة، وأدخلونا في معاناة قانونية عانت منها حتى عوائلهم، عودتكم لخدمة العراق هي التعبير الصادق عن الانتماء والوفاء والمسؤولية الاجتماعية".
التقديم يتم من قبل البوابة الالكترونية وتم وضع شروط عديدة من أجل قبول الطلبة المبتعثين
*ميزانية خاصة
وفي ما يتعلق بموضوع الابتعاث، يشير وزير التعليم العالم والبحث العلمي نعيم العبودي الى أن "الحكومة الحالية أعادت موضوع الابتعاث، ووضعت ميزانية خاصة من أجل ابتعاث 5 آلاف طالب، وذلك بالتنسيق مع مكتب رئيس الوزراء"، مؤكداً أن "الأمر لا يتعلق فقط بعدد طلبة الابتعاث، وإنما أيضاً بالاختصاصات المهمة التي يحتاجها البلد".
ويتابع أن "المبادرة بدأت بإرسال 400 طالب، وستصل الى 5000 طالب"، مشدداً على أن "التقديم يتم من قبل البوابة الالكترونية، ولا يوجد أي واسطة، وتم وضع شروط عديدة من أجل قبول الطلبة المبتعثين".
*تعليمات وشروط التقديم لبرنامج البعثات الدراسية للجنة العليا لتطوير التعليم في العراق 2023:
*الشروط والتعليمات الخاصة بالمتقدمين لدراسة الماجستير والدكتوراه وبرامج التدريب الخاصة للاختصاصات الطبية:
وتختلف مدة برنامج الابتعاث حسب البلد والجهة التي يتم الابتعاث من خلالها، وقد تتراوح عادة بين عامين إلى خمس سنوات. وتشمل هذه المدة فترة الدراسة والتدريب والخدمة العملية. قد يتم تحديد مدة محددة للبرنامج من قبل الجهة المقدمة للابتعاث أو يتم تحديدها بناءً على احتياجات الطالب أو المتدرب، فيما تختلف تكاليف الابتعاث بين طالب وطالب والتي قد تصل الى 30 ألف دولار سنوياً أكثر أو أقل.
وفي اذار الماضي، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، البدء بإجراءات إرسال 5000 مبتعث للجامعات العالمية الرصينة. وذكر المكتب في بيان، أنه "تأكيدًا لدعم السوداني لقطاعي التربية والتعليم، وانسجامًا مع التوجيهات المستمرة في أهمية النهوض بواقع التعليم وتحقيق مستوى الرصانة المطلوبة، وتنفيذًا لما جاء في المبادرة التعليمية، بدأت اللجنة العليا لتطوير التعليم في مكتب رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بإجراءات إرسال 5000 مبتعث للحصول على شهادتي الدكتوراه والماجستير من الجامعات العالمية الرصينة.
يشار الى انه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أعلن سابقاً عن إطلاق "الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم" بهدف تطوير هذا القطاع التعليمي وهي تمتد حتى عام 2031 وتتضمن ابتعاث طلاب إلى خارج العراق في مختلف الاختصاصات والمجالات.
ويقول أكاديميون ومتابعون للشأن المحلي، إن الحكومات السابقة لم تعي أهمية الدراسة في الدول الصناعية المتقدمة ولا إلى تأثير خرّيجي هذه الدول على التعليم والاقتصاد الوطني والتنمية البشرية.
ويكملون، "لو زرتَ الصين اليوم لوجدتَ أن معظم قياداتها الاكاديمية والعلمية هي من حملة الشهادات من جامعات الدول الغربية. فبالرغم من المزايا الفريدة التي يوفرها الابتعاث وعلى عكس سياسات بلدان كثيرة منها الصين والهند وبلدان جنوب شرق آسيا والخليج العربي انتهجت الحكومات السابقة نهجا سلبيا أمام الابتعاث مما يؤكد لنا عدم حرصها على إعداد الموارد البشرية وتأهيلها بشكل فاعل لتلعب دورها في نهضة العراق الاكاديمية والتربوية والاقتصادية، ولكي تتبوأ جامعاتنا مراكز عالية بين الجامعات والمؤسسات التربوية العالمية".
ويتابعون، "بدون سياسة جادة تتضمن ابتعاث عشرات الألوف من الطلبة ومن الجنسين خصوصا من الأطباء والمهندسين والزراعيين والاقتصاديين والإداريين والتربويين واللغويين فإن العراق سيبقى يرزح تحت وطأة التخلف وستستمر المعاناة من الحصار الذاتي وضعف الكفاءات العلمية والثقافة العالمية والأخلاقيات الأكاديمية".
*اللجنة العليا لتطوير التعليم في العراق
وتقول اللجنة العليا لتطوير التعليم في العراق على موقعها الالكتروني انه "من اجـل النهوض بواقع التعليـم ولكي يستعيد العراق مكانته الحقيقية بين دول العالم، تم اعلان المبادرة التعليمية الرامية الى تطوير التعليم في العراق والتي من ضمن اهدافها ارسال مبعوثين الى خارج العراق لإكمال دراستهم الجامعية في جامعات رصينة بمعدل ألف بعثة سنويا وعلى مدى عشر سنوات في جميع التخصصات لتعويض النقص الكبير بين المستوى التعليمي في العراق وباقي انحاء العالم المتقدم".
وتشير الى انه لغرض تنفيذ المبادرة التعليمية تشكلت لجنة عليا لتطوير التعليم برئاسة رئيس الوزراء وعضوية كل من وزارتي التعليم العـالـي والبحــث العلمي والتربية وعدد من الاساتذة والمهتمين بشؤون التعليم العالي الذي تضمن الاسس التي تقوم عليها المبادرة.
وتضيف اللجنة ان أسس هذه المبادرة تقوم على "تطوير الكوادر التعليمية المتخصصة من خلال ارسال البعثات الدراسية الى الجامعات الرصينة وتطوير التعليم في جميع المراحل الدراسية من خلال تحديث المناهج وادخال طرق حديثة للتدريس والانفتاح على الجامعات العالمية وتبادل الخبرات والربط من خلال التوأمة، مع الحرص على خلق مناخ علمي ومعاشي ملائم يكون كفيلا بجذب الكفاءات العلمية المهاجرة" بحسب قولها.
وفي الثامن من أيار مايو الماضي 2024، كشفت وزارة التعليم العالي أن عدد الطلبة العراقيين الدارسين في الخارج يبلغ حاليا حوالي 100 ألف طالب على صعيد الدراسات الأولية والعليا.