8 "كاديلاكات" وطائرتا "بلاك هوك".. اقتحام مطار النجف الأشرف.. ماذا فعل الأمريكان داخل صالة التشريفات؟
انفوبلس/ تقارير
لا إيضاح رسمياً من السلطات لغاية الآن، والإدارة في سُبات، ضوء أخضر من سفارة واشنطن، وموافقة شفهية من بغداد، النتيجة.. قوة أمريكية تقتحم مطار النجف مصحوبة بمروحيتين عسكريتين! ماذا حدث؟ الجميع يتساءل وانفوبلس تكشف: هذا ما فعلته الكاديلاكات المظللة والعناصر الأمريكية المسلحة يوم أمس، وهذا دور الـ "بلاك هوك"!
قوة أميركية تقتحم المطار بطريقة غير رسمية
يوم أمس، أفاد مصدر أمني في محافظة النجف الأشرف، بأنّ السلطات الأمنية منعت وفدًا أمريكيًا حاول الدخول إلى المحافظة عبر مطارها الدولي "بالقوة".
وذكر المصدر، أنّ ثماني عجلات سوداء مظللة اقتحمت المطار، وترجل منها عدد من العناصر المسلحة الأمريكية الخاصة، وهم يحملون أسلحة ويرتدون سترات واقية من الرصاص، قاموا بعمليات تفتيش داخل أروقة المطار مستخدمين كاميرا خاصة، دون الرجوع إلى الجهات الأمنية المختصة داخل المطار أو خارجه.
اقتحام تزامُناً مع هبوط طائرتين "بلاك هوك"
إلى ذلك، أكدت مصار أخرى، بأن دخول القوات الأميركية مطار النجف الأشرف رافقه بوقت قليل هبوط طائرتين مروحيتين من نوع "بلاك هوك" في المطار.
وأوضحت المصادر، أن "الطائرتين كانتا تحملان مسؤولًا أمريكيًا في سفارة واشنطن ببغداد، بالإضافة إلى عدد من الجنود المسلحين، وكانت الغاية زيارة المحافظة من دون الكشف عن هوية المسؤول.
اعتراض موظفي المطار
وعن تفاصيل الدخول والمنع، ذكرت المصادر أنّ القوة التي وصلت على متن الطائرتين حاولت الدخول إلى المطار أيضا، غير أنّ أحد موظفي جمارك أمن المطار وعددًا من عناصر آخرين اعترضوا طريقهم.
وأضافت، أن "الموظف وعناصر الأمن طلبوا من القوة تسليم أسلحتها وإبراز ترخيص الزيارة للجانب العراقي، وبعد رفض ذلك، أُجبرت القوة الأمريكية على العودة إلى الطائرتين والمغادرة.
تصوير كل ما يوجد داخل المطار
قوات أمريكية دخلت المطار، عبر صالة التشريفات ويحملون معهم كاميرات تصوير وقاموا بتصوير مداخل ومخارج الصالة والغرف المرتبطة بها وحتى الحمامات ومن ثم غادروا بنفس الطائرات
واصلت انفوبلس البحث عن تفاصيل جديدة بشأن القوة المقتحمة وما فعلته، وتوصلت إلى معلومات تفيد بأن الطائرتين حصلتا مسبقا على اذن الهبوط في مطار النجف الاشرف من قبل الدفاع الجوي.
كما أظهرت المعلومات، أن القوات الأمريكية التي دخلت المطار، دخلوا أولا إلى صالة التشريفات ويحملون معهم كاميرات تصوير وقاموا بتصوير مداخل ومخارج الصالة والغرف المرتبطة بها وحتى الحمامات ومن ثم غادروا بنفس الطائرات".
أين كانت إدارة مطار النجف؟
بدأت المعلومات بالظهور شيئا فشيئا، وأوضحت بعض المصادر كيفية دخول هذه القوات إلى المطار ومن ثم هبوط الطائرتين آنفتَي الذكر.
وأكدت المصادر، أن "القوة الأمريكية دخلت المطار بهدف فحص مداخله ومخارجه، وتم ذلك قبل هبوط الطائرتين اللتين حصلتا على إذن من السفارة الأميركية وهبطتا في المطار".
وأضافت المصادر، أن "السفارة الأميركية قدمت طلبا إلى الدفاع الجوي في بغداد، بهبوط الطائرتين الأميركيتين في مطار النجف الأشرف، ومن ثم جاء الطلب إلى مطار النجف وحاول الأخير أن يستفسر عن هاتين الطائرتين ولكن لم يوفروا لهم المعلومات اللازمة".
وعن سبب هبوط الطائرتين، ذكرت المصادر أنه "وباعتبار أن الطائرتين حصلتا على موافقة من الدفاع الجوي ببغداد لذلك هبطتا وسبقتهم بذلك قوة أمريكية جاءت برا بسيارات دفع رباعي دخلت الى المطار".
ما علاقة تسوركوف؟
عجلات دفع رباعي تابعة للسفارة الأمريكية في العراق، ترجل منها عدد من الأشخاص ودخلوا مطار النجف ومكثوا لبعض الوقت قبل أن يغادروا المطار
في غضون ذلك، زعمت مصادر أخرى عن أن تلك القوة الأمريكية " قوة الدلتا " وصلت مطار النجف وقامت باستلام الأسيرة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف، الباحثة في جامعة برينستون والتي كانت تقوم بمهام تجسسية في العراق تحت هذا العنوان.
المصادر ذكرت أيضا أنه ترافق مع وصول المروحيات الأمريكية، عدة عجلات دفع رباعي تابعة للسفارة الأمريكية في العراق، حيث ترجل منها عدد من الأشخاص ودخلوا مطار النجف ومكثوا لبعض الوقت قبل أن يغادروا المطار.
وحتى اللحظة لم تصدر عن السلطات العراقية أي تفاصيل بخصوص ما جرى.
حدث برهن على التواجد العسكري الأمريكي في العراق
قاد هذا الحدث إلى العديد من التساؤلات لعل أبرزها، ما سبب وجود القوات الأميركية العسكرية في العراق رغم مزاعم خروجها وبقاء مستشارين فقط؟
كما برهن هذا الحدث، على وجود قوات عسكرية أمريكي وغير أمريكية على أرض العراق رغم قرار البرلمان وتصويته بالإجماع على إخراجهم، ومن ثم تأكيد الحكومة عدم حاجة العراق لأي قوة عسكرية أجنبية.
وبهذا الصدد، أكد النائب السابق رسول راضي، أن أمريكا تتواجد عسكريا وسياسيا في المنطقة من أجل خدمة مصالحها النفطية والاقتصادية بالدرجة الأولى، من دون أن تدخل في الحروب والصراعات بشكل مباشر.
وقال راضي في تصريح لشبكة انفوبلس، إن "أمريكا تمارس أسلوبا استعماريا مع دول المنطقة، فضلا عن أنها تتعامل معها عبر الابتزاز السياسي والاقتصادي والنفطي من تحقيق غاياتها".
وأضاف، إن "الجانب الأمريكي لا يرغب بتثبيت التواجد في المنطقة بقدر ما يسعى الى العمل على خدمة مصالحه الاقتصادية وخصوصا النفطية منها".
وبيّن، إن "أمريكا لم تعد تحارب بجيشها في المنطقة، بل تمارس حربا بالإنابة وتدفع بعملائها وحلفائها لتحقيق أهدافها وتدعم بالسلاح والخطط الاستخبارية والتكنولوجية لضمان تحقيق ما تطمح إليه من هذا التواجد والتدخل".
وكان موقع بريكنغ ديفينس الأمريكي، كشف مؤخرا، أن الولايات المتحدة لن تنسحب من العراق بحلول أيلول سبتمبر 2025.
يشار إلى أن العراق والولايات المتحدة توصلا الى تفاهم بشأن انسحاب ما يسمى قوات التحالف من البلاد، وينبغي لها مغادرة قاعدة عين الأسد بحلول أيلول سبتمبر 2025.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول عراقي كبير، في 25 ديسمبر كانون الأول 2024، قوله إن القوات الأمريكية قد تبقى في العراق لفترة أطول من المتفق عليها بزعم الأحداث في سوريا، زاعما أيضا أن الولايات المتحدة ستوقف نشاط قواتها في عدد من مناطق العراق، لكنها لن تسحبها بشكل كامل.
