آلاف الضحايا والمباني المُهدّمة في تركيا بزلزال هو الأقوى منذ عقدين ونصف
انفوبلس..
أفاق الشعب التركي اليوم على كارثة كبيرة وقعت على أغلب مدن وسط وجنوب البلاد، حيث ضرب زلزال مدمّر بقوة 7,8 درجات بمقياس ريختر تسبّب بمقتل وإصابة آلاف الضحايا فضلا عن تدمير آلاف المباني.
قوة الزلزال كبيرة لدرجة أنها ضربت وسط وجنوب وغرب تركيا، وشمال شرق سوريا، ووصل تأثيرها وهزّاتها الارتدادية إلى أغلب مدن العراق ولبنان وفلسطين والأردن والسعودية ومصر وجورجيا واليونان.
وفي أحدث إحصائية رسمية، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن العدد الإجمالي لضحايا الزلزال ارتفع إلى 912 قتيلا و 5383 مصابا، فيما تم إنقاذ 2470 شخصا من تحت الأنقاض التي خلّفها الزلزال، مؤكدا أنه لا يمكن التكهّن إلى أي مدى سترتفع الوفيات نظرا لاستمرار عمليات البحث والإنقاذ، ذلك فضلا عن انهيار نحو 2818 بناية في عموم المناطق المتضررة.
رئيس مرصد الزلازل في تركيا قال إن الزلزال الذي ضرب اليوم الاثنين ولايات عدّة هو أكبر زلزال تشهده تركيا منذ زلزال عام 1999 الذي تسبب بمقتل 17 ألف شخص.
وأضاف رئيس المرصد أن الزلزال الذي كان مركزه في ولاية كهرمان مرعش ينذر بخطر حدوث موجات مد بحري (تسونامي) في الولايات الساحلية، مشيرا إلى ارتفاع طفيف بمستوى المياه في بعض تلك الولايات، لافتاً إلى أن تركيا أخطرت 14 دولة بإمكانية حدوث تسونامي.
وأظهرت مقاطع مصوّرة تداولها ناشطون على مواقع التواصل أضرارا لحقت بعدد من منشآت البنية التحتية والمباني التارخية جراء الزلزال الذي ضرب مناطق بجنوب تركيا.
وتضرّر مدرج ولاية هاتاي مما اضطر السلطات لتعليق الرحلات الجوية، كما تضررت طرق تربط بين ولايات تركية جراء حدوث شقوق كبيرة فيها، وهو ما تسبب في تعطيل حركة السير، كذلك، تسبب الزلزال في تضرر بعض المواقع الأثرية بينها قلعة تاريخية في غازي عنتاب.
وزير الصحة التركي أعلن أن فرق الإسعاف البري والجوي تعمل في 81 موقعا من المناطق المتضررة جراء الزلزال، فيما كشفت السلطات البحرية التركية عن تضرر ميناء إسكندرون جراء الزلزال والعمليات مستمرة في الموانئ الأخرى.
وبعد حدوث الزلزال المدمّر، وراح ضحيته الآلاف في تركيا وسوريا، عرضت عدّة دول حول العالم إرسال مساعدات فورية إسهاما في جهود الإنقاذ.
الخارجية الإيرانية أعلنت استعدادها لتقديم المساعدات لتركيا وسوريا وإرسال فرق الإغاثة بعد الزلزال الأخير، كما عرضت الخارجية المصرية، المساعدة لكل من تركيا وسوريا في أعقاب الزلزال القوي.
وعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقديم مساعدة لسوريا وتركيا بعد الزلزال.
وذكر بوتين في رسالته إلى أردوغان "تقبّلوا خالص عزاءنا في الضحايا والدمار واسع النطاق الناتج عن زلزال قوي في بلدكم". وأضاف "نحن مستعدون لتوفير المساعدة الضرورية في هذا الشأن".
وفي رسالة مماثلة، أبلغ بوتين نظيره السوري أن روسيا تشاطر "من فقدوا أحباءهم الحزن والألم". مضيفا. أن "موسكو مستعدة لتقديم المساعدة".
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أن منشآتها العسكرية في سوريا لم تتضرر بسبب الزلزال.
فيما أرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا حسبما أعلن المفوض الأوروبي المكلَّف بإدارة الأزمات، يانيش لينارسيتش.
وكتب المسؤول الأوروبي في تغريدة "إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعّلنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي (..) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا".
وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية "أن هذه المساعدة تأتي بناءً على طلب من تركيا".
وتعهد المستشار الألماني، أولاف شولتس، الاثنين، بتقديم مساعدات بعدما ضرب الزلزال تركيا وسوريا، مودياً بحياة المئات أثناء نومهم
وقال شولتس على تويتر "نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة.. سترسل ألمانيا المساعدة بالتأكيد".
وفي سياق متصل، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الاثنين، إن فرنسا "مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان" في تركيا وسوريا بعد الزلزال العنيف الذي أودى بالمئات في البلدين".
وكتب الرئيس الفرنسي في تغريدة "تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة، نتعاطف مع العائلات التي خسرت أفرادا".
ومن جانبه، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة للشعب التركي "الصديق" في أعقاب الزلزال.
وقال زيلينسكي على تويتر "صُدمت من أنباء مقتل وجرح مئات الأشخاص نتيجة الزلزال الذي ضرب تركيا".
وأضاف "نتقدم بتعازينا لأُسَر الضحايا ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل. نحن في هذه اللحظة قريبون من الشعب التركي الصديق ومستعدون لتقديم المساعدة اللازمة".
وعرضت اليونان مساعدة جارتها تركيا، وكتب رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، في تغريدة "اليونان تحشّد مواردها وستقدّم مساعداتها على الفور، نشعر بحزن عميق بسبب كارثة الزلزال المدمّر".
ووقع الزلزال الساعة 4,17 (01,17 ت غ) على عمق نحو 17,9 كلم وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي.
ويقع مركز الزلزال في منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش التركية (جنوب شرق).
وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطا زلزاليا هو من بين الأعلى في العالم، وتُعد هذه الهزّة الأكبر في البلاد منذ زلزال 17 أغسطس 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول.