"أبو وسام" يُحرق بالمولوتوف.. الدولعي تقف على رجل واحدة وتطالب بالقصاص
انفوبلس/ تقارير
مأساة لا مثيل لها، خرج يركض في الشارع وجسده مشتعل، في مشهد أصعق العراقيين، جريمة بشعة نُفذت بـ"تكتك"، 4 أشخاص دخلوا السوبر ماركت وأحرقوا "أبو وسام" بالمولوتوف، الدولعي كلها تطالب بالقصاص، فماذا حدث؟
جريمة بشعة
يوم أمس، أعلنت قيادة شرطة بغداد الكرخ، إلقاء القبض على متهمين أقدموا على حرق محل وإصابة صاحبه، شمالي العاصمة.
وذكرت القيادة في بيان ورد لشبكة انفوبلس، إن "4 متهمين أقدموا على رمي قنينة (مولوتوف) على محل لبيع المواد الغذائية في منطقة الدولعي ببغداد، مما أدى إلى احتراق المحل وإصابة صاحبه بجروح في أنحاء من الجسم".
ولفتت إلى أنه "بعد إخبار قيادة شرطة محافظة بغداد الكرخ بالحادث، شرعت بتشكيل فريق عمل مختص ومن خلال المتابعة المكثفة والعمل الفني، تمكنت من الاستدلال والوصول لجميع المتهمين وإلقاء القبض عليهم بعد استحصال الموافقات القضائية".
وبينت، إنه "تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وتدوين أقوالهم بالاعتراف حيث تبين أن الحادث جاء نتيجة خلافات بينهم".
من جانبه، قال مصدر أمني، إن المتهمين ينتمون إلى عائلة واحدة ويقطنون في بغداد، تحديداً في منطقة الشعلة، حي الجوادين، خلف جامع الخيرات.
تفاصيل الجريمة
بدأت الجريمة حسب ما أظهرتها كاميرات المراقبة في شوارع منطقة الدولعي، بقدوم 4 أشخاص (مسن و3 شباب) على دراجة نارية نوع "تك تك" وتركها في "ركن" الشارع ثم التوجه نحو أحد محال المواد الغذائية واقتحامه.
بعد الاقتحام ودخول "السوبر ماركت" أقدم هؤلاء على رمي قنينة "المولتوف" داخل المحل، ثم رشوا البنزين على جسد صاحبه "أبو وسام" ما أدى الى احتراق المحل بالكامل وتأثر صاحبه بحروق شديدة.
بعد ذلك، وفي مشهد صعق العراقيين، خرج أبو وسام يركض في الشارع والنيران تلتهم جسده حتى صادفته امرأة مسنّة حثّته على خلع ملابسة ثم نزعت عباءتها ووضعتها على جسمه، بحسب تصريح لها على إحدى القنوات الفضائية.
وتقول المُسنّة، إنها سألت أبو وسام عن الجناة وأجاب بأنه لا يعرفهم، وسط تأكيدات بأن سُمعته جيدة جدا في المنطقة والجميع يُكنّ له الاحترام.
كان للمسنة "أم جاسم" دور كبير في إنقاذ "أبو وسام" فبعد أن لفّته بعباءتها، نادت ابنها مسرعة ونقلته إلى المستشفى، يتحدث الناس بشجاعة عنها بعد وقوع الجريمة.
التحضير للهجوم
بحسب شهود عيان، فإن الجناة نسّقوا وخططوا للهجوم بشكل جيد ومحكم، إذ غيروا الـ"تك تك" الخاص بهم أكثر من مرة، وانتظروا "أبو وسام" لكي يفتح محله لفترة ليست بالقصيرة كونه كان غير متواجد.
وأضافوا، بعد أن جاء أبو وسام وفتح محله، بقي الجناة ينتظرون لوقت قليلا، واستطلع أحدهم الشارع، ثم توجه اثنان منهم نحو المحل وارتكبوا جريمتهم البشعة.
ويؤكد شهود العيان، أن "أبو وسام" متأثر جدا بالحروق التي وصلت إلى وجهه، معبّرين عن صدمتهم من تعرضه إلى هذه البشاعة كونه لا يملك أي أعداء وجميع من في المنطقة يحبونه.
ردود فعل غاضبة
تسببت الجريمة بردة فعل غاضبة للعراقيين عامة وأهالي منطقة الدولعي خاصة، إذ قال أحد الأهالي تعليقاً على المأساة التي حدثت لأبو وسام: "منظر يفطر الگلب يارب الشفاء العاجل بحق محمد وآل محمد خطية أبو وسام إنسان فقير ويخاف الله".
وقال آخر: "الله أكبر شنو هالإجرام، وانوب وي أبو وسام الإنسان المحترم الطيب، لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
وعلّق آخر بالقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله العالي العظيم، إن المجني عليه إنسان مسالم وطيب وابن عائلة محترمة، الله يشافيه بحق محمد وآل محمد".
بينما وجّه مدون آخر رسالة إلى الجهات المعنية مفادها: "نطالب الحكومة بمنع التيكتوك مثل كربلاء للسيطرة على الجرائم والمراهقين اللي دمروا المدن الآمنة، اغتصاب الأطفال والقاصرات، سرقة النساء والعجزة، سرقة المحلات، خطف وشرب وكبسلة، وكلشي بيها نطالب بمنعها".
وذكر آخر، "شكد اكو ناس مجرمين وعدهم جانب الشر طاغي بحياتهم بمجرد توفر الوسيلة ومنها التكتك بدأت الجرائم تظهر للعلن".
ثم قال آخر بحرقة: "لم نعد نعرف ماذا نحارب، الوباء؟ أم البلاء؟ أم الغباء؟ أم الغلاء؟ أم قلة الحياء؟ لم يمر تاريخ أو زمن او حقبة أتعس وارذل واسفل وأسخف من هذه السنين التي نعيشها اليوم".
وتابع، "سنين قلبت جميع الموازين فيها حتى أصبحت الأخلاق والشرف والكرامة والعدالة والغيرة والإنسانية والرحمة عملة نادرة جدا للأسف نحمد الله ونشكره على كل حال ونسأل الله إن يصلح حال الجميع".